اختتام الدورة الثامنة لمهرجان المفرق للشعر
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
شهدت مدينتا الزرقاء وإربد الأردنيتان ختام فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المفرق للشعر العربي الذي أقيم برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مدى 4 أربعة، بمشاركة 30 شاعراً وشاعرة من مختلف المدن الأردنية.
وحلّ المهرجان في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في مدينة الزرقاء في ثالث أيامه، فيما اختتم فعالياته في مركز إربد الثقافي في رابع أيامه، بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد الزعبي مدير مديرية ثقافة محافظة الزرقاء، وعاقل الخوالدة مدير مديرية ثقافة إربد، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والأكاديميين والطلاب.
وفي ختام المهرجان، قال عبدالله بن محمد العويس: «تمضي مهرجانات الشعر العربي بحيوية بين مدن وعواصم عربية، وفي الأردن قام مهرجان المفرق بدوره في تقديم برنامجٍ تميّز بالكثير من الإبداع، وخاصة أننا استمعنا إلى كوكبة من الأسماء الشعرية الأردنية والعربية ممن ساهموا في تأسيس مشهد شعري لافت على المستويين الأردني والعربي». وأضاف العويس أن: «بيوت الشعر في الوطن العربي التي تحظى برعاية وبدعم متواصل من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، تؤكد حيويتها في العمل الثقافي، وهو ما تمثّل في مهرجان المفرق الحافل بالفعاليات».
وتابع رئيس دائرة الثقافة أن مهرجان المفرق للشعر العربي شهد أمسيات شعرية شارك فيها 30 مبدعاً ومبدعة، موضحاً أن الفعاليات التي تنقّلت بين مدن ومحافظات أردنية في كل من العاصمة عمّان، وإربد، والزرقاء، عززت من المشهد الثقافي، وشكّلت حالة من الاحتفاء بالشعر ومبدعيه.
وبدوره، قال الزعبي إن الأردن ليسعد باستضافة مهرجان المفرق الذي تشارك فيه نخبة من الشعراء الأردنيين، مؤكداً أن مدينة الزرقاء تفتح أبوابها أمام جميع المبادرات والفعاليات الثقافية الفاعلة التي تساهم في إثراء المشهد الثقافي، مشيراً إلى أن التعاون وتعزيز التواصل مع بيت شعر المفرق يفتح آفاقاً جديدة تعزز من حضور الشعر العربي في الساحة الأدبية المحلية.
ومن جانبه، قال الخوالدة في ختام المهرجان: «لقد أصبحت الشارقة قِبلة للمثقفين العرب لما يجدونه من اهتمام حقيقي وعميق تجاه الإبداع، ويعرف الجميع أهمية رسالة الشارقة الثقافية، وأن الدور الذي تمثّله الشارقة اليوم هو دور ريادي، ويستكمل مسيرة الأدب العزيز على قلوب العرب، ونحن في الأردن نلمس ونقدّر هذه المجهودات، ولعل أبرزها مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي التي أصبحت مظلة جامعة لمبدعي اللغة العربية والشعر في الوطن العربي».
وعبّر الخوالدة عن سعادته لاستضافة مدينة إربد ختام فعاليات المهرجان، قائلاً: «نحن سعداء باستضافة نخبة من شعراء الأردن في إربد، ونسعد أيضاً أن يحلّ المهرجان في هذه المدينة الثقافية والتراثية لأكثر من مرة ضمن تعاون ثقافي مستمر مع بيت الشعر في المفرق، ما يعزز من حضور القصيدة على المستوى الشعبي».
عمق ثقافي
وأكّد شعراء مشاركون في الدورة الثامنة من مهرجان المفرق للشعر العربي أنه يعمل لرفد الساحة العربية بإبداع دافق لا ينضب، مشيرين إلى جهود الشّارقة الثّقافيّة المؤسسيّة، التي وصلت دول الوطن العربيّ جمعاء. وتُعقد المهرجانات في بيوت الشّعر في موعدها في كل عام.
واعتبر الشاعر محمد العنزي أن الشارقة عباءة الثقافة العربية، وضاد اللغة العربية النابض بالأدب الرفيع والعريق، مشيراً إلى أن بيت شعر المفرق حاضن وراعٍ حقيقي للشعر والشعراء.
وقال العنزي: لا يسعني إلّا أن أشكر الشارقة وحاكمها المثقف، على هذا السبق الأدبي الشعري الكبير على امتداد الوطن العربي بمبادرة سموّه النبيلة في إنشاء بيوت الشعر، وقد عاصرت جميع دورات المهرجان، وهأنذا أشارك للمرة الأولى، وأشير هنا إلى أن كتابي الصادر عن دائرة الثقافة في الشارقة المعنون «سقف أيلول» هو كتابي الأول، وفي الحقيقة كانت الدائرة نافذتي لتحقيق هذا الحلم الكبير بالنسبة لي.
وقالت الشاعرة إيمان عبد الهادي إنها تنظر إلى الشارقة كما ينظر لها المثقّفون والأكاديميّون، بوصفها مظلّةً كبيرةً للمبدعينَ والنّقاد، ولها من اسمها كثيرٌ من البهجةِ والإشراقِ والرّفعة.
وأضافت: «لقد عوّدتنا الشّارقةُ على رفد السّاحةِ العربيّة بإبداعٍ دافقٍ لا ينضب، من خلالِ مهرجان الشّعر العربيّ الذي يُعتبرُ تظاهرةً هائلةً من الشّعراءِ والإعلاميين، رافدةً المهرجانَ بأمسياتٍ شعرية وباصداراتها المتنوعة، وأحتفي كثيراً بتجربتي الإبداعيّة داخل الشّارقةِ لدى مشاركتي فيها عبر أكثر من فعاليّة، الشّارقة الدّافئِة بأهلها ونخلها وسمائِها القريبة، والتي ينطقُ كلّ شيءٍ فيها بذائِقةٍ جماليّةٍ عاليةٍ».
وأِشارت إلى أن تحقيق المهرجان دورة ثامنة جديدة، يعني أنّهُ ماضٍ قُدُماً في سبيلهِ الثّقافيّةِ الجادّة، وخطّتهِ المتنامية، وجهودُ الشّارقة الثّقافيّة المؤسسيّة، وصلت دول الوطن العربيّ جمعاء.
وقال الشاعر حسام شديفات إن: «شارقة البهاء والألق تستمر بإلقاء ظلالها الهادئة على تعب المسافة والزمن بمتابعة مباشرة من صاحب السموّ حاكم الشارقة، حيث يزداد روّادها ومريدوها من المثقفين الحقيقيين والملهمين المبدعين يوماً بعد يوم لما يشعرون به من دفء ومحبة وأمان».
وأضاف: «لقد كانت أيام الشارقة في الأردن عبر بوابة مهرجان المفرق للشعر العربي أياماً تستقرُّ بالذاكرة وتبعث في النفس ما تبعث من فرح وحياة، حيث استمعنا للشعر العالي وقرأناه عبر الأمسيات العديدة وتواقيع الدواوين الشعرية الصادرة عن دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، والتقينا بأصدقائنا الذين يشاركوننا فرح القصيدة بمباركةٍ من شارقة الحب والجمال».
تجربة رائدة
وأشارت الشاعرة مريم أبو نواس إلى أنه لا يخفى على أحد العمق الثقافي الذي تتميز به الشارقة، وقالت: «في كلّ المحافل الأدبية، نجدها السبّاقة للمشاركة والحضور. وهذا الاهتمام يعزّزه حضور الشعر في منازل الشّعب، وأنا كشاعرة وأديبة، أجد هذا مهماً جداً للحفاظ على هوية الشعر والتطوير منه، ليبقى دائماً، ديوان العرب الأول».
وأكدت أن مهرجان المفرق للشعر العربي يعدّ من أفضل مهرجانات الشعر في الأردن، موضحة أنه من خلال مشاركتها عدة مرات وجدت أن الحقل الأدبي في المفرق مزدهر بشكل متميز، ولعلّ ما أعطاه هذه الميزة، هو رحابة واستضافة أهل المفرق، ومواكبة تطورات الشعر، الجمهور المثقف.
وقال الشاعر غازي الذيبة إن مشروع الشارقة الثقافي، متزن، ويمتلك مقومات استمراره، لأنه يستند على المبدع العربي، ويعزز من مكانته في الانتشار عربياً، وليس مقتصراً على مكان بعينه.
وأشار الذيبة إلى أن تجربة مهرجان المفرق الشعري، رائدة، ومهمة بتنويعتها المكانية واختيار الشعراء، قائلاً: «في الختام أحيي كل القائمين على الأفكار الخلاقة في هذا المشروع العروبي الذي بتنا اليوم بأمسّ الحاجة لاستمراره وتمكينه من النمو بقوة في الوجدان الجمعي لمجتمعاتنا العربية».
وأبرز الشاعر رشاد رداد أن الشارقة تقوم بدور طليعي وريادي في الوطن العربي وبكل اقتدار، موجهاً الشكر لدائرة الثقافة في الشارقة والقائمين عليها وحرصهم على متابعة كافة الأنشطة الثقافية في الشارقة وخارجها، وما بيوت الشعر في الأردن وغيرها إلا إحدى ثمرات الشارقة الثقافية.
وقالت الشاعرة أميمة يوسف إن الشّارقة إِشْراقة شمْس الثّقَافة الْعربيَّة، أوْ ربما كالمُزْن تمْطر الأَرض الْيَباب فَيُزْهر الحرف قَرنْفلاً وخزَامى، والشّارقة عنوان حضارتِنا فنقدم شكرنا وامتناننا.
وعبّرت عن فخرها بالمشاركة في مهرجان المفرق، قائلة: فخورة جدّاً أنْ أَكون ضمن قائمة الشُّعراء المُشاركين في فَعاليات هَذا المِهرجان الشّعري، وسعيدَة بأنْ أوقع ديواني المُعنوَن «أُرتِّلُ لَهفَتي شِعْراً» في ظلال هذا الحدث الثَّقافي.
وقال الشاعر حمد خضير: ذهبَت الشارقة إلى رعاية الثقافة، فكانت رأساً لطاولةٍ يتجمهر حولها الشّعراء والكتّاب والأدباء والمبدعون، فغدَت موئلاً لكل كاتبٍ حالم.
وقال الشاعر د. عطا الله الحجايا: أصبحت الشارقة هي القبلة الجديدة للمثقفين العرب، والدور الذي تقوم به اليوم دور ثقافي مهم يحمل عمقه العربي ويعكس رؤية عميقة لأهمية الثقافة ودورها، فقد أخذت الشارقة على عاتقها مهمة نشر الأعمال الإبداعية شعراً ورعت المبدعين ودعمتهم لمواصلة رسالتهم، ولم تكتف بمحيطها المحلي، بل انطلقت لتصل إلى المبدعين في بلدانهم، وبيوت الشعر العربي التي ترعاها الشارقة في غير مدينة عربية دليل بيّن على عمق الرؤية الثقافية للشارقة وقيادتها المثقفة الحكيمة.
وتابع: مهرجان المفرق الثامن للشعر العربي جاء هذا العام متنوعاً، وكشف عن تعطش جماهيري للشعر، وشملت الأمسيات فيه تجارب متنوعة وأشركت أجيالاً عديدة في الأمسية الواحدة لتتيح للمتلقي فرصة الاطلاع على تطور التجربة الشعرية وتقدمها، فقد شارك شعراء من جيل الرواد وشعراء يقدمون تجارب حديثة من الأجيال الشابة.
قراءات شعرية
وتواصلت فعاليات المهرجان في ثاني أيامه في المكتبة الوطنية في العاصمة عمّان، حيث شارك الشعراء: غازي الذيبة، ومحمود فضيل التل، وأميمة يوسف، ورشاد رداد، ود. عطا الله الحجايا، وأدارها عنان محروس. فيما شهد اليوم نفسه توقيع ثلاثة دواوين شعرية للشعراء: حسام شديفات «فتىً يلوّح للأسئلة»، وأميمة يوسف «أرتل لهفتي شعراً»، ود. محمد الدلكي.
ومن عمّان إلى الزرقاء حيث مركز الملك عبدالله الثقافي الذي أقيمت فيه ثالث الأمسيات، بمشاركة الشعراء: د. عطا الله الحجايا، ود. لين حماد، وعبدالكريم أبو الشيخ، ووردة سعيد، وعبدالرحمن العموش، ومحمد العنزي الذي وقع ديواناً جديدا بعنوان «سقف أيلول»، فيما قام بإدارة الأمسية الشاعر محمد المشايخ.
وفي أمسية مدينة إربد الختامية التي أقيمت في مركز إربد الثقافي، قدّم الشعراء: حربي المصري، وعمر العامري، وعبدالكريم أبو الشيخ، ود. علي هصيص، وأحمد طناش، سلسلة من القراءات المميزة، وأدارها الشاعر عمر أبو الهيجاء.
وأهدى العنزي أبياتاً شعرية إلى صاحب السمو حاكم الشارقة. وتواصلت القراءات مع الشعراء بقصائد تناولت موضوعات شعرية متعددة. أخبار ذات صلة الأردن: إغلاق معبرين حدوديين مع إسرائيل مؤقتاً حاكم عجمان يعزي ملك الأردن في وفاة معروف البخيت رئيس الوزراء الأسبق
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان المفرق للشعر العربي الأردن مهرجان المفرق للشعر العربی فی الوطن العربی دائرة الثقافة حاکم الشارقة صاحب السمو فی الشارقة فی الأردن الشعر فی فی الش إلى أن
إقرأ أيضاً:
قبل انطلاق الدورة الخامسة وأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي.. حسين فهمي: تغلبنا على الأزمات
وضعنا المالي جيد جدًا، الميزانية مستقرة، وندعم الصناعة المحلية من خلال رعاة مصريون.
- متضامنون مع الشعب الفلسطيني واللبناني، ومن حقنا أن نبرز قضايانا للعالم من خلال المهرجان
نقدم فرصة استثنائية للعالم لمشاهدة تراثنا السينمائي المرمم والمترجمالمهرجان يتمدد من وسط القاهرة إلى المدن الجديدة وأدعو الجمهور للتواجد والاستمتاع بفعاليات المهرجان.
كشف الفنان حسين فهمي تفاصيل الدورة الخامسة واربعون من مهرجان القاهرة السينمائي قبل انطلاقها الشهر الجاري في تصريحات صحفية تتمثل في كل الجوانب المتعلقة بالتحديات والأفلام المشاركة وميزانية المهرجان:-
هذا العام كانت الدورة صعبة بعد تأجيل الدورة السابقة، ما هي أهم التحديات التي واجهتكم هذا العام؟ وكيف تجاوزتموها؟
بالفعل، هذا العام كان مليئًا بالتحديات، خصوصًا بعد الظروف التي مرت بالمنطقة العام الماضي والتي فرضت علينا التأجيل. لم يكن بالإمكان إقامة المهرجان في ظل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث يُدمر الوطن ويتعرض الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن للقتل، تسبب التأجيل في تعقيدات لوجستية كبيرة بسبب الخطوات التي كانت قد تمت بالفعل لدعوة ضيوف المهرجان، مثل حجز تذاكر الطيران والفنادق، تحتم علينا إعادة ترتيب كل هذه الأمور في فترة زمنية وجيزة، والاعتذار للجان التحكيم والتواصل مع الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام لشرح الموقف ولم يكن من الممكن إعادة جدولة موعد المهرجان لأن المهرجانات الدولية لا بد أن تقام في مواعيد محددة. مع انعقاد الدورة هذا العام كان علينا أن نبدأ من جديد، ونشكل لجان تحكيم جديدة، ونختار أفلامًا جديدة، نظرًا لأن بعض الأفلام التي اخترناها قد عُرضت في مهرجانات أخرى، كما تغيرت ظروف الكثير من أعضاء لجان التحكيم. عملنا بجد لاستعادة ثقة الجميع في المهرجان ونجحنا في إقناع المهرجانات الدولية الأخرى بتفهم الموقف. ونسعى لإقامة دورة جيدة جدًا هذا العام.
إلى أي مدى مثلت الميزانية والظروف المالية والاقتصادية تحديًا؟
الظروف المالية الصعبة تحدي يواجه جميع المهرجانات في العالم، عندما أسافر وأتحدث مع الزملاء ورؤساء المهرجانات في الخارج، أجد أنهم يواجهون نفس العقبات، مع ذلك، لدينا وضع استثنائي لأننا نعمل بنظام مزدوج يجمع بين القطاعين العام والخاص، حيث لدينا الرعاة والدعم الحكومي، نجحنا هذا العام في استعادة ثقة الرعاة ومن الجهة الأخرى فإن الدولة تدعم مبادراتنا وتوفر لنا التسهيلات والإمكانيات اللازمة يمكنني القول أن وضعنا المالي جيد جدًا هذا العام، فالميزانية مستقرة وتتيح لنا العمل بفاعلية. لدينا عدد كبير من الرعاة وغالبية الشركات المتعاونة معنا هذا العام هي شركات مصرية، مما يعكس دعم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للصناعة المحلية. لدينا على سبيل المثال من الرعاة شركة "فريش"، وهي شركة مصرية بالكامل، بالإضافة إلى "سبيروسباتس" التي عادت بقوة، بالإضافة إلى بنك مصر، الذي أسس أستوديو مصر، وهو يعد شريكًا مهمًا لنا نظرًا لدوره التاريخي في السينما المصرية، علاوة على ذلك، لدينا شراكات مع شركة مصر للطيران وهيئة تنشيط السياحة، كما يقام المهرجان في فندق سوفيتيل، بفضل هذه الشراكات المتميزة استطعنا أن نضمن إطلاق الدورة الجديدة من المهرجان بشكل لائق. وتجدر الإشارة إلى أننا أصررنا على مقاطعة أي شركة أو جهة موجودة على قائمة المقاطعة لأننا مؤمنون بقضية الشعب الفلسطيني وهو موقفنا الثابت الذي يتجاوز أي تحديات.
بالنسبة لدعم الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، كيف يظهر ذلك هذا العام من خلال فعاليات وبرامج المهرجان؟
هناك الكثير من الفعاليات لدعم الشعب الفلسطيني واللبناني في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام. إبادة الشعب الفلسطيني أمر غير مقبول ولا يمكن التسليم به تحت أي ظرف. وهو موقفنا نفسه من الاعتداء على الشعب اللبناني حيث تُحاول القوى الاستعمارية الهيمنة على الدول العربية وبالتأكيد كل التضامن مع الشعب اللبناني.
قرار تأجيل الدورة الماضية من المهرجان كان دعمًا للقضية الفلسطينية، وكذلك قرار استئناف المهرجان الذي قررنا أن نبرز من خلاله صوت القضية الفلسطينية، خلال زياراتي للمهرجانات الدولية على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة لاحظت أن العديد منها مثل برلين وفينيسيا يتناول القضايا السياسية، ويركز على الحرب في أوكرانيا التي يتضامنون معها، وأعتقد أنه يحق لنا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن نتحدث عن قضايانا، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني. لم أكن لأقرر إقامة المهرجان هذا العام لولا أنني وجدت أنه من حقنا أن نطرح قضيتنا أيضًا من خلال منصتنا الوطنية وأن نعلن من خلالها عن تضامننا وأن نجعلها فرصة لتسليط الضوء على معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتعبير عن تضامننا معهم.
هناك خطوات ايضًا لتوسع عروض المهرجان في مناطق أبعد من نطاق دار الأوبرا ومحيطها في وسط القاهرة ما الذي تتطلعون إليه من خلال هذه الخطوة؟
هذه النقطة مهمة جدًا، ويجب التركيز عليها. مهرجان القاهرة هو أحد مهرجانات الفئة الأولى وينبغي أن يحافظ على مستوى يليق بوضعه الدولي. هذه هي النقطة الجوهرية التي ينبغي ألا نحيد عنها والتي يجب أن يجتمع عليها فريق إدارة المهرجان، طوال السنوات الماضية كانت لدي رؤية واضحة تعكس طموحنا للمهرجان واعمل جاهدًا على تنفيذها، أنا مؤمن أن التوافق بيني وبين فريق الإدارة حول هذه الرؤية أساسي دون وجود تناقض في وجهات النظر، وأرى أن التناغم بين أعضاء الفريق كان ملموسًا بشكل كبير هذا العام، مما ساهم في تعزيز جهودنا لضمان نجاح المهرجان.
ما الذي تعتبره أبرز الملامح للدورة الحالية؟
بالتأكيد لدينا برنامج أفلام قوي ومهم جدًا. لكن ما أود التركيز عليه هو أن الدورة الحالية ستشهد تركيزًا كبيرًا على القضية الفلسطينية من خلال تسليط الضوء على السينما الفلسطينية. نحن نؤمن بأهمية إبراز هذه القضايا من خلال الفن والسينما، حيث يعكس كل فيلم قصة ومعاناة شعب. كما سيكون هناك ايضًا اهتمام خاص بقضية الشعب اللبناني والسينما اللبنانية نحن نسعى إلى تقديم منصة للفنانين وصناع الأفلام من فلسطين ولبنان لعرض أعمالهم، وذلك ليس فقط للاحتفاء بالفن ولكن أيضًا لإيصال رسائل قوية للعالم عن معاناة هذه الشعوب وتطلعاتها. أبرز ملامح الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أنها تسعى لأن تعكس القيم الإنسانية التي نؤمن بها.
ما رؤية المهرجان هذا العام لتعزيز دعم الشباب وطلاب وصناع السينما، في ظل تزايد البرامج والعروض المخصصة لهم في الدورة الحالية؟
ترأست مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لأربع دورات متتالية من عام 1998 وحتى 2001، ثم عدت لتوليه مرة أخرى في العام 2022. لطالما كنت مهتمًا بدعم الشباب من صناع وطلاب السينما؛ فأنا نفسي كنت طالبًا في معهد السينما يومًا ما، وكنت أحضر المهرجان وأشاهد الأفلام حينما كنت رئيسًا للمهرجان سابقًا، كنت أحرص على إرسال أفلام المهرجان لطلبة المعهد، حيث كانت تُعرض في قاعة سيد درويش، كما كنت دائمًا حريصًا على توفير تذاكر مخفضة لطلاب معهد السينما وطلاب الجامعات عمومًا. نسعى دومًا لتقديم كل التسهيلات لمن يهتمون بصناعة السينما ويرغبون في مشاهدة أفلام من ثقافات مختلفة حول العالم، لأن هذا هو ما يهمني؛ أن يكون المهرجان استعراضًا لثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم، ونافذة على أفلام مميزة تختلف عن تلك التي تُعرض في القاعات طوال العام. إنها فرصة ثقافية وفنية مكثفة أحرص على أن يستفيد منها الشباب عامةً وليس فقط طلاب وصناع السينما وهذا العام نشهد أيضًا دعمًا أكبر لصناع الأفلام من خلال زيادة عدد مشاريع الأفلام المشاركة في برنامج ملتقى القاهرة للصناعة مقارنةً بالسنوات السابقة. كما نعيد إحياء سوق مهرجان القاهرة السينمائي الذي توقف منذ سنوات طويلة. حين كنت رئيسًا للمهرجان سابقًا، أسست هذا السوق ليكون منصة لاستعراض معدات سينمائية جديدة لم تكن متوفرة في مصر آنذاك، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، حيث تم تمديد المعرض من ثلاثة إلى ستة أيام بسبب التفاعل الكبير من المنتجين الذين تعاقدوا على تلك المعدات. أؤمن أن المهرجان يجب أن يشمل فعاليات متنوعة تدعم صناعة السينما وصناع الأفلام، وأن عودة السوق السينمائي لمهرجان القاهرة خطوة مهمة تعيد للمهرجان حيويته وتواكب التطورات المستمرة في عالم المهرجانات على جانب آخر، أعتبر أن الاهتمام الكبير بترميم تراثنا السينمائي في هذه الدورة يشكل خطوة بالغة الأهمية في دعم صناعة السينما وتعزيز الروابط بين الأجيال. إنني متحمس للغاية لمشروع ترميم كلاسيكيات السينما المصرية العظيمة، بالتعاون مع الشركة القابضة ومدينة الإنتاج الإعلامي. تمكنا هذا العام من ترميم عشر أفلام، وهناك اثنا عشر فيلمًا آخر قيد الترميم. كما سيتم تزويد جميع الأفلام المرممة بترجمة تتيح أيضًا للجمهور الأجنبي فرصة الاستمتاع بتراثنا السينمائي الغني، كل هذه الجهود تعكس التزامنا الراسخ بدعم صناعة السينما المصرية والحفاظ على إرثها.
هناك خطوات ايضًا لتوسع عروض المهرجان في مناطق أبعد من نطاق دار الأوبرا ومحيطها في وسط القاهرة ما الذي تتطلعون إليه من خلال هذه الخطوة؟
كانت عروضنا مركزة حول محيط دار الأوبرا حيث يُقام المهرجان. ولكن اليوم، تمكنا من التوسع إلى المدن السكنية الجديدة على أطراف القاهرة مثل مدينة أكتوبر والتجمع الخامس من خلال الشراكة مع سينما فوكس. برأيي أنها خطوة مهمة جدا وضرورية حتى يصل المهرجان إلى فئات اوسع من الجمهور خاصة هؤلاء الذين لم تعد منطقة وسط القاهرة تمثل المركز الحيوي بالنسبة لهم مع توسع المدينة.