الأمم المتحدة تطلق نداءً عاجلاً لإغاثة الأراضي الفلسطينية
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلة الإمارات: مواصلة الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة دعم إماراتي لسلام عادل ومستدام يحترم سيادة واستقلال أوكرانياأطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداءً عاجلًا لحشد نحو 294 مليون دولار لدعم 77 شريكًا في مجال الإغاثة، للاستجابة للاحتياجات الطارئة لمليون و260 ألف شخص في غزة والضفة الغربية.
وقال المكتب، في بيان: «إن ذلك النداء يشمل عمل ومتطلبات التمويل لمجتمع العمل الإنساني في الأرض الفلسطينية، بما في ذلك 13 وكالة أممية و29 منظمة غير حكومية دولية و35 منظمة غير حكومية محلية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني».
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن «وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين الأونروا -التي يشملها النداء- تقوم بدور فريد في الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ إنها الجهة الرئيسة التي توفر الخدمات الأساسية مثل التعليم، والصحة، والإغاثة، والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنية التحتية للمخيمات، لمليون و500 ألف لاجئ فلسطيني مسجل في غزة».
وتخدم «الأونروا» في الضفة الغربية، 1.1 مليون لاجئ فلسطيني وغيرهم من الأشخاص المسجلين لديها.
وشدد المكتب الأممي على ضرورة توفير التمويل المطلوب في النداء في الوقت الملائم، لضمان قدرة شركاء الإغاثة على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية.
وقال المكتب: «إن الوضع يتطور بسرعة وإن عمال الإغاثة يواجهون قيودًا على الحركة بسبب استمرار الأعمال العدائية وانعدام الأمن، ورهناً بتحسن الوضع الأمني، ويعتزم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إجراء تقييمات مشتركة بين الوكالات، لحدة ونطاق الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة».
وأبلغت إسرائيل الأمم المتحدة، فجر أمس، بضرورة إخلاء شمال قطاع غزة خلال 24 ساعة، وفق ما نقله إعلام عبري.
وانضمت منظمة الصحة العالمية إلى الأمم المتحدة بمطالبة إسرائيل أن تلغي أوامرها بإجلاء 1,1 مليون شخص يعيشون شمال غزة خلال 24 ساعة، داعية لوقف حد للأعمال القتالية والعنف في قطاع غزة.
وقال المتحدث طارق جاسارفيتش، في مؤتمر صحفي في جنيف: إن «وزارة الصحة الفلسطينية أبلغت المنظمة أنه من المستحيل إجلاء المرضى والمصابين الضعفاء الموجودين في مستشفيات شمال غزة، وأن المستشفيات تجاوزت طاقتها الاستيعابية البالغة 760 سريرًا، بما في ذلك في المستشفيين الرئيسين، مستشفى الأندونيسي ومستشفى الشفاء، وأن المستشفيات في جنوب غزة أيضاً مكتظة بالمصابين».
وأشار إلى أن «النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار، وأن الوقت ينفد لمنع وقوع كارثة إنسانية إذا لم يتم وصول الوقود والمياه والغذاء والإمدادات الطبية والإنسانية المنقذة للحياة بشكل كامل، وهناك نقص في كميات الدم في بنوك الدم وفي أدوية الأمراض المزمنة والأمراض المعدية، وتعمل 6 مستشفيات بشكل جزئي فقط، بينما توقف مستشفى بيت حانون عن العمل بسبب الغارات الجوية التي ألحقت أضراراً به».
وأطلقت المنظمة نداء عاجلًا بقيمة 23,1 مليون دولار لتغطية احتياجات 600 ألف شخص على مدى ثلاثة أشهر، توجه لشراء أدوية علاج الصدمات والإصابات ورعاية الطوارئ والمستهلكات الطبية والمعدات واللوازم المختبرية التي تشتد الحاجة إليها.
بدورها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أمس، أن مليون شخص في قطاع غزة لا يجدون مكاناً آمناً يلجؤون إليه جراء القصف المكثف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فلسطين إسرائيل غزة الأمم المتحدة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
اختطفت جماعة الحوثي الكثير من موظفي الأمم المتحدة، مما تسبب في وقف كل الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة للبلد الذي أنهكته الحرب. فهل يستطيع اليمنيون الصمود دون مساعدات دولية؟
يبدو أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة في اليمن، التي تسيرها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تشير إلى أن الحوثيين يسيرون في الطريق الخطأ. فيوم الخميس الماضي، اختطف الحوثيون 7 موظفين تابعين للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء.
أفرجت الميليشيا يوم الجمعة عن طاقم السفينة التجارية غالاكسي ليدر، المكون من 25 فردا، التي استولوا عليها في نوفمبر 2023. كما أفرج الحوثيون يوم السبت أيضا عن 153 أسير حرب، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقالت وكالة أنباء سبأ التي يسيطر عليها المتمردون، نقلا عن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، إن "هذه الخطوة تأتي دعما لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
لكن حتى الآن، لم تذكر جماعة أنصار الله الحوثي، سبب اختطافهم لهؤلاء الموظفين السبعة التابعين للأمم المتحدة.
بالنسبة لعبد الغني الإرياني، الباحث البارز في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية "فقد احتجز الحوثيون موظفي الأمم المتحدة لأنهم أكثر قيمة للتفاوض على صفقة".
أما هشام عميسي، وهو محلل متخصص في الصراع اليمني بواشنطن، فيعتقد أن الحوثيين فعلوا ذلك لأنهم يحتاجون إلى أصول جديدة للمفاوضات.
وأوضح عميسي في تصريحاته لـ DW: "في ظل اقتراب تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية، وأيضا بسبب الضغط المتزايد على مواردهم، فإنهم بحاجة إلى اللعب بكل أوراقهم والقيام بأكثر ما يتقنونه، أي احتجاز الرهائن واستخدام القوة".
ترامب يدخل على خط العقوبات
بعد ساعات من تنصيبه في 20 يناير، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما جدد يقضي بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية FTO بسبب هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر وعلى إسرائيل. وسيدخل المرسوم حيز التنفيذ في غضون 30 يوما، أي في أواخر فبراير.
استهدف الحوثيون إسرائيل وكذلك الشحن الدولي في البحر الأحمر، في ما وصفوه على أنه محاولة لدعم حماس والفلسطينيين خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا في غزة.
وعد الحوثيون أكثر من مرة بوقف هجماتهم بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لكن حتى بعد القرار الذي توصلت إليه إسرائيل وحماس في وقت سابق من هذا الشهر، قال الحوثيون إنهم سيستهدفون السفن المسجلة في إسرائيل، أو تلك المملوكة بالكامل للإسرائيليين. وتزعم الميليشيات أنها ستتوقف تمامًا بمجرد دخول المراحل التالية من اتفاق السلام حيز التنفيذ.
الولايات المتحدة تسعى لمحاسبة الحوثيين
ردا على عمليات الاختطاف الأخيرة، صرحت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت مبكر من صباح الأحد، أن "هذه العملية الحوثية الأخيرة تُظهر سوء نية ادعاءات الجماعة الإرهابية بالسعي إلى خفض التصعيد، وتفضح أيضا ادعاءاتهم بتمثيل مصالح الشعب اليمني".
وأضاف البيان أن "الأمر التنفيذي للرئيس ترامب بشأن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، سيحمل الجماعة المسؤولية عن هجماتها وأفعالها المتهورة".
هذه ليست المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، فقبل نهاية ولايته الأولى في يناير 2021، أدرجها ترامب كمنظمة إرهابية أجنبية. لكن خليفته جو بايدن ألغى هذا القرار خلال فبراير 2021.
حينها، قال بايدن إنه يأمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقليل الأعمال العدائية في المنطقة وتحسين الظروف الإنسانية المزرية التي يعاني منها السكان. ولكن في عام 2024، أعادت إدارة بايدن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية(SDGT).
الفرق بين FTO وSDGT هو أنه من التصنيف الأخير يكون سحبه عنها أسهل كما أنه يفرض قيود أقل على أولئك من يدعم المجموعة ماليا أو بطرق أخرى.
الحوثيون لا يخشون العواقب
بالنسبة للخبير العميسي، لا يوجد ما يشير إلى أن الحوثيين قلقون بشأن تصنيفهم كمنظمة إرهابية. وأضاف في حديثه لـ DW: "قد يستمر الحوثيون في القيام بالهجمات والاختطاف، لأنهم أفلتوا من العقاب في الماضي".
منذ عام 2021، اختطف الحوثيون العديد من الأجانب العاملين لصالح الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والبعثات الدبلوماسية. ويعتقد أنهم يحتجزون حوالي 70 شخصا كرهائن.
بالنسبة للعميسي "إنهم يعتقدون أن الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى لن توقف برامجها، لأن اليمنيون بحاجة إلى المساعدة".
تعليق المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
نتيجة لعمليات الاختطاف الأخيرة، قررت الأمم المتحدة في الواقع وقف جميع أشكال المساعدات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وهذا يؤثر على حوالي 70 بالمئة من سكان اليمن.
صرح جوليان هارنيس، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن بالأمم المتحدة، يوم الجمعة قائلا إنه "لضمان أمن وسلامة جميع موظفيها، علقت الأمم المتحدة جميع التحركات الرسمية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات الفعلية وداخلها".
واعترف هارنيس بأن "الاعتقالات تمثل تصعيدا مقلقا للعمليات الإنسانية في اليمن، حيث لا يزال أمن العاملين يشكل مخاوف بالغة الأهمية".
وقد تحمل سكان اليمن وطأة صراع دام عقدا من الزمان بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا في البلاد. في عام 2014، أطاحت ميليشيا الحوثي بالحكومة اليمنية واستولت على العاصمة اليمنية صنعاء.
تصاعدت الحرب عام 2015 عندما انضم تحالف دولي بقيادة السعودية لدعم الحكومة اليمنية الرسمية، وبعد وقف إطلاق النار في عام 2023، توقف القتال على الأرض إلى حد كبير، ولكن البلاد لا تزال منقسمة.
يسيطر الحوثيون على معظم الشمال والغرب، بينما تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا وحلفاؤها المحليون على الجنوب، ويظل الشرق تحت سيطرة القبائل.
ارتفاع عدد اليمنيين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية بشكل حاد
أدت السنوات الطويلة من الصراع إلى دفع السكان إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. منذ بداية الحرب، قُتل حوالي 150 ألف شخص، من المقاتلين والمدنيين، ونزح 4.8 مليون شخص.
وفقا لأحدث خطة للاحتياجات الإنسانية في اليمن، الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما يقدر بنحو 19.5 مليون شخص، أي نصف السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عام 2025. مقارنة بعام 2024، فإن العدد يمثل زيادة قدرها 1.3 مليون شخص.