ما تحت الحرب.. أو الوعي المأساوي المستحكم

وجدي كامل

كل الشواهد والمؤشرات المرسلة من مراكز حركتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية السودانية وأطرافها ومنذ وقت طويل تدل وتدلل على أن وعياً مأساوياً ما نحمله ويتغذى منا يعيق معرفة التاريخ وما تحت سطوره وعلاقاته المشتبكة ورواياته الخفية.

ولكن ما يزيد على ذلك كون أن ذلك الوعي بات يزداد تشكلاً ومع مرور الأيام كوعي عائق لذات عجلات الحياة بتجميدها وتعطيلها وجعلها حياة رتيبة ومتقهقرة تمضي إلى موات ومن ثم إلى حرب بدلاً عن المضي أماماً والتقدم.

فحياتنا ومنذ قرون تكاد لا تبعث فتوحات حضارية وتطورات جمعية رأسية ونوعية بقدر ما تسجل حزمة من التبعيات المتسلسلة ما قبل الاستقلال وما بعده. بل يمكن وصف أن ما جرى ويجري قد تم على أداءات وتصميمات عقلية واحدة حكمت عملها منظومة من المفاهيم المشتركة غير المؤيدة لتنمية التفكير والعمل المنتج المحسن لجودة الحياة.

وطبقاً للمائة عام الأخيرة فإن قيادة أمر المجتمعات وتشكيل ثقافاتها المدنية قد اضطلعت به طبقة وسطى من كبار وصغار الأفندية والحرفيين والعسكريين، فكانت ذات سهم في التبعية لتنتج تجارب شتى فشلت في صياغة مشروع وطني مستقر ومتجاوز. فقد اتجهت وطارت طلائع وعي المتعلمين أو الخريجين شمالاً إلى مصر ورأوا في تجربتها السياسية والأدبية مثالاً يجدر الاقتداء به فأعادوا إنتاجه سودانياً.

ولا ضير أن تتأثر تجارب البلدان بعضها ببعض ولا مندوحة من التأثر الإيجابي ولكن فالطبقة الهشة وباعتبارها الابنة المدللة للدولة المصنوعة كولونيالياً كانت قد ألفت ورعت التناقضات والثنائيات وربت في عقول ناشطيها نرجسيةً وغلواً في تزكية الذات والفردانية التي شجعتها نظم المنافسة المدرسية على التفوق الفردي والفوز بالوظيفة الحكومية (الميري) مما أدى إلى فصلهم عن مهام المساهمة أحياناً في بناء الوعي بالواقع الاجتماعي وتعدد نماذجه وتنوعها واعتبار أن كل ما هو خارج المركز الجغرافي هامشاً لا قيمة لدراسته وتوقعات تطوره مما حدا ببعض المثقفين ككامل محجوب للدعوة للهجرة الريفية واعتماد صيغة انطلاق الثورة من الأرياف كصيغة من صيغ التمرد وسياقاته على العقلية الثورية الاشتراكية المركزية.

ويمكن وصف أن في عدم تبني المشاريع الوطنية الواقعية وقصور نفاذ التفكير السياسي لمتطلبات التنمية الإدارية والتعليمية (من حيث النوع واتساق المحتوى التعليمي التطبيقي حسب الإقليم والمنطقة) قد أعاق التجربة وضربها في مقتل. فثمة أسئلة تنهض هنا على شاكلة لماذا لم تقم كلية الزراعة بجامعة الخرطوم في الجزيرة مثلاً حيث أكبر مشروع اقتصادي بالبلاد آنذاك؟ ولماذا لم تؤسس كلية الجيولوجيا بالنيل الأزرق أو ولاية نهر النيل أو دارفور حيث الثروات المعدنية والموارد الطبيعية المعدنية.

أكثر من ذلك فإن ما سمي بالتعليم الفني كان ما يستحق التوسعة والتوسيع وبناء القدرات في كافة مدن السودان بدلاً عن كلية يتيمة تقبع بالعاصمة الخرطوم؟ فالتعليم الذي خطط له وصنعت مخرجاته السياسات التعليمية ثبت انه وفي جملة محتوياته قد دفع بالمتعلم للانفصال عن بيئته بدلاً عن الاتصال بها وبأسئلة التطور التطبيقية وخدمة واقع الحياة الاجتماعية على نظم ونماذج دقيقة من التنمية. فمئات الآلاف من الخريجين ومنذ نشأة التعليم لم تتمكن وحتى الآن من تحويل معارفهم العلمية إلى أسلوب تنموي علمي يمكن بدوره من النهوض بأبنية الوعي للمجتمعات ويؤثر تنموياً عليها. بل إن حقيقة ما حدث هو أن المجتمعات في أريفتها وقعودها ونبذ مؤسساتها الاجتماعية الأهلية التقليدية ولكي تحافظ على نمط العيش وما ترتبط به من مصالح هي من أثرت على سلاسل المتعلمين عبر السنين فجعلت من تعليمهم تعليماً مظهرياً يشغل الوظائف ويطلب ود التفاخر بالشهادات أكثر من خدمته لقضايا ومشكلات الواقع المعقد.

والمتعلم وإن تجلت خدماته وبذلت في حقول مثل التعليم والصحة والهندسة ومجالات أخرى إلا أن كل ذلك جاء بما يشبه المهام الوظيفية الواجبة المقررة بتوفر متواضع لمخرجات التفكير الابتكاري والتفكير التحويلي التطبيقي الداعم لتنمية الواقع المحيط.

غير أن مأساوية الوعي لا تقف هنا بل تذهب إلى عادة الهدم المنظم والمتواتر لإنجازات متواضعة كانوا قد حققوها في الخدمة المدنية وضروب العمل الحكومي والخاص فباتوا يقتاتون مما صنعوه قبلاً واعتبروه مجداً وفتوحات خارقة. وإذا ما كان هناك استثناء من بين كل ذلك فالحياة الشعرية والفنية الموسيقية والغنائية والأدبية وكل متعلقات الإنتاج الأدبي والفني تكاد تصبح هي من أفضل ما قدمه السودانيون خلال المائة عام المنصرمة من داخل منظومة الطبقة الوسطى المركزية مع تطبيقات سياسية متنوعة عبر أحزاب سياسية وعسكرية فشلت إلى الآن في إقامة الحكم الوطني التنموي الديمقراطي المشتغل بفكرة تأسيس ورعاية سياسات النهضة التنموية.

غير أن الأقرب والمباشر الذي يساعد في قراءة الوعي المأساوي يتمثل في ارتباط وعي المتعلم بالفضاء التقليدي الديني والأدبي والمدرسي الذي يخشى في جوهر تراكيبه نقد ما كان والعمل على إعادة تخليقه وبحيث ساهم في الفرجة على الواقع واكتفى بالعمل على هوامش مادته بدلاً عن عمله بأفكار التنمية ومهامها العاجلة.

وعلى تراكم تأجيل المهام لبناء سياسات وطنية ذكية وضالعة في التنمية وأهدافها تفاقمت المأساة الوجودية للسودان والسودانيين. ويظل سؤال لماذا حدث ويحدث كل ذلك سؤالاً مقلقاً لمضاجع العديدين ممن يشتغلون بموضوعات التفكير النقدي ولهم في تفسيره أطروحات وآراء وإن كانت لا تزال تواجه المقاومة الشرسة من حراس فكرة ليس بالإمكان أبدع مما كان.

أقرب التفسيرات الغالبة لما يجري تتصل برعاية وتبني وتأييد وعي مأساوي بالحياة نفسها التي يحسبها العقل الجمعي المتواطئ مع تراثه الصوفي وباعتبار عدائه للتنمية إنها دار خراب وليس عمار وتنمية وأن من يجنح إلى عمار الدنيا يخرب آخرته. والمفهوم الصوفي هذا للدنيا يجردها من خصائص المكان والزمان والوطن والمواطنة وهو ما أفلحت بنشره قوافل وجحافل المهاجرين من مؤسسي الطرق الصوفية وأودعوا مفاهيمها في العقول فأصبحت التغذية المعلوماتية ومهما بلغت شأواً عظيماً من الفائدة التطبيقية والنظرية ليست ذات ترحيب وتزكية من العقل التقليدي الداعي للزهد والتطهر من (أدران) وشروط وعلاقات التطور.

هذا العقل الزاهد المضرب بطبيعة الحال عن الدنيا في جوهرها لا ينفي إعجابه بالتقليد للحداثة ومنتجاتها ولكن على نموذج الحصول على الفائدة دون أدنى مسؤولية من متاعب وشروط صناعتها.

الأجيال الجديدة ليست استثناءً من ذلك ولكنها ومن شدة فاقة المهم التاريخ خرجت تبحث عن نفسها بنحو مصادم مع المؤسسة السياسية ولا تزال تزاول تلك المهمة النقدية المقدسة بكلفة الدماء وبذل الأرواح. لم لا؟ فالثقافة والثقافة السياسية هي قاتلة أحلام السودانيين بمؤسسات شتى وبنظم تفكير متشابهة ترى في إدارة الدولة مطلباً للتملك دونه خرط القتاد. والسياسة بوصفها الراعي الرسمي والحصري في إنتاج الوعي المأساوي تصبح أولى المستهدفات بتغيير ثقافتها وإعادة بناء استراتيجيات سياساتها على نحو يلهم بصناعة واقع حضاري وثقافي مختلف بدلاً عن مشاغبة حياة السودانيين وتجريحها بدون حساسية ثقافية ووطنية جعلت من السودان مضرباً للمثل في وصف الدولة المريضة والبلد التعيس بإدارة حكامه ومجتمعه السياسي.

الخروج لن يكتب إلا بتغيير العقل العام ومنه السياسي والثقافي والاقتصادي بدمقرطة الوعي أولاً وإلغاء خاصية تجاذباته وخصوماته حول حقائق التطور باتباع طريق التفكير العلمي وترك القرار للعقل العلمي السياسي بدلاً عن العقل المضاد للعلم ونتائجه التي يعمل وفقها العالم وتؤيدها مجريات التطور.

الأحزاب في ذلك مطالبة بخلق الثورة بداخلها أولاً وكذلك المنظمات المدنية وترفيع التفكير والثقافة السياسية المؤيدة للعلم والمؤيدة بدعمه غير المحدود لها.

حتى ذلك ستظل مقارعة الفراغ ودوران طواحين الهواء والتكلس ظواهر غالبة ومانعة لانطلاق عجلة التطور العلمي وترك القرار للعقل العلمي السياسي بدلاً عن العقل المضاد للعلم ونتائجه التي يعمل وفقها العالم وتؤيدها مجريات التطور.

الوسومالاستقلال التعليم السودان الصحة المشاريع الوطنية الهندسة الوعي المأساوي وجدي كامل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستقلال التعليم السودان الصحة المشاريع الوطنية الهندسة

إقرأ أيضاً:

التقوا رئيسها واستمعوا لتوجهاته المستقبلية.. رؤساء تحرير يطلعون على مسيرة التطور في مرافق “أرامكو”

البلاد- الظهران
في خطوة تعكس جهود أرامكو السعودية لتعزيز الانفتاح الإعلامي، وبناء جسور متينة مع كافة وسائل الإعلام المحلية، استضاف رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، نخبة من رؤساء تحرير الصحف السعودية، في لقاء إستراتيجي رفيع المستوى، نُظّم خلال يومي الأربعاء والخميس 23 و24 أبريل الجاري، بحضور عدد من كبار التنفيذيين في الشركة. جاء هذا اللقاء ضمن برنامج متكامل صُمّم لتمكين القيادات الإعلامية من الاطلاع على جوانب متعددة من أعمال أرامكو السعودية، وإستراتيجياتها حول مستقبل الطاقة، والاستدامة، والابتكار.
استُهلت الزيارة بجولة ميدانية في حقل الإنتاج بالشيبة، أحد أبرز مشاريع أرامكو السعودية في منطقة الربع الخالي، الذي يُعد من بين أكبر الحقول النفطية في المملكة. وقد تم اكتشاف هذا الحقل عام 1968، ولكنه بقي خامدًا لثلاثين عامًا؛ نظرًا لتحديات الموقع الجغرافي القاسية، إلا أن التطورات التقنية التي شهدتها التسعينيات منحت الشركة القدرة على مواجهة هذه التحديات، فبدأ العمل على تطوير الحقل عام 1995. وتطلب إنشاء هذا المشروع الضخم نقل 13 مليون متر مكعب من الرمال، وبناء طريقٍ بطول 386 كيلومترًا، إضافةً إلى مطارٍ كامل التجهيز، ومد خط أنابيب بطول 645 كيلومترًا، وحفر 145 بئرًا نفطية، وإنشاء ثلاث محطات لفرز الغاز عن الزيت. كل هذا العمل الجبار أُنجز في 50 مليون ساعة عمل، ليدخل الحقل مرحلة الإنتاج عام 1998. كما تم تنفيذ مشروع توسعة حقل الشيبة ومشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي. رفعت المرحلة الأولى من مشروع التوسعة الإنتاج إلى 750 ألف برميل يوميًا من النفط الخام عالي القيمة بحلول عام 2009، ثم ارتفع إلى مليون برميل يوميًا في عام 2016. أما مشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي، فقد أضاف مصنعًا بسعة 2.4 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، ما وفر كميات كبيرة من الإيثان، وهو عنصر أساس للتنمية الصناعية، حيث اطلع رؤساء التحرير على الجهود الهندسية والتقنية الهائلة التي ساعدت الشركة في إنتاج النفط بكفاءة عالية تُجسد التطور الصناعي والتشغيلي لأرامكو السعودية.
تخللت الزيارة جولة حول محمية الحياة الفطرية في الشيبة، التي تشهد جهود الشركة في حماية التنوع البيئي، من خلال منطقة تمتد على أكثر من 600 كيلومتر مربع تقع غرب مجمع الشيبة السكني والصناعي في الربع الخالي، حيث تركز جهود أرامكو السعودية في هذه المحمية على إعادة توطين الأنواع، التي كانت متواجدة في المنطقة سابقًا؛ مثل المها العربي والغزال الرملي والنعام. وقد نجحت الشركة في إعادة إدخال هذه الأنواع إلى المحمية في عام 2016، حيث تزدهر وتتكاثر في بيئة آمنة ومحمية. كما تُنفذ أرامكو السعودية برامج لمراقبة الحياة البرية وأبحاث بيئية متطورة لفهم أفضل للنظم البيئية الصحراوية وكيفية حمايتها بشكل أكثر فعالية، وتُعد أحد النماذج الوطنية المتطورة في حماية التنوع البيولوجي، في تجربة جمعت بين التقنية والطبيعة.
وفي اليوم الثاني، انتقل رؤساء التحرير إلى عددٍ من مرافق أرامكو السعودية في الظهران، حيث اطلعوا على مسيرة التطوير والابتكار في عدد من المراكز المتخصصة. البداية كانت من مركز التطوير المهني للتنقيب والإنتاج، الذي يلعب دورًا أساسيًا في تطوير الكفاءات الوطنية الشابة في مجالات الجيولوجيا وهندسة البترول.
ويهدف المركز إلى تسريع عملية بناء المهارات ونقل المعرفة إلى المهندسين والجيولوجيين الجدد، مع الاستفادة من خبرات الكوادر ذات الخبرة في أرامكو السعودية. كما يوفر مجموعة شاملة من البرامج التفاعلية المصممة لتقليل الوقت اللازم للمهندسين والجيولوجيين الجدد للمساهمة بشكل فعّال في وظائفهم، بالإضافة إلى دورات تدريبية في التطوير الهندسي المهني والتفتيش والاعتماد المهني. ويشتمل المركز على مرافق متطورة، منها بيئات تصوير رباعي الأبعاد تغمر الطلاب فعليًا داخل مكامن النفط والغاز في أعماق الأرض، بالإضافة إلى أجهزة محاكاة حفر واقعية التي تحاكي ظروف الحفر الفعلية، ما يمكن المتدربية من اكتساب خبرة عملية، وأدوات محوسبة لتحليل عينات الصخور التي تساعد في فهم التركيب الجيولوجي للمكامن، من خلال الجمع بين التدريس التفاعلي وحل المشكلات العملية، يُعدّ مدربو المركز الموظفين الشباب لمواجهة التحديات المستقبلية في صناعة الطاقة، ويساهم في تطوير قطاع الطاقة في المملكة.

مركز الابتكار.. حلول ذكية لتحديات قطاع التنقيب

واصل رؤساء التحرير الجولة إلى مركز الابتكار في قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية، الذي يعد منشأة متطورة تهدف إلى تطوير حلول ذكية لتحديات القطاع ويسرع التحول الرقمي في التنقيب والإنتاج، حيث يركز على زيادة اكتشاف واستخلاص المواد الهيدروكربونية، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة مثل المساعد الافتراضي الذكي وتقنيات التجسيد المرئي لتحليل البيانات وتحسين عمليات الاكتشاف والاستخلاص. كما يعمل المركز على ضمان الموثوقية والسلامة وتطوير حلول تنبؤية باستخدام خوارزميات التعلم الآلي لمراقبة أصول الإنتاج والتنبؤ بأي أعطال محتملة في المعدات. بالإضافة إلى ذلك، يهدف المركز إلى تقليل التكاليف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة إنتاج المياه، وبذلك يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة، مما يقلل التكاليف وانبعاثات الكربون.
كما اطلعوا على ما تقدمه الشركة من حلول رقمية في المختبر السعودي للابتكار المتسارع، الذي دشنته أرامكو السعودية؛ كمرفق جديد مخصص للمشاريع الرقمية والابتكار، يربط أصول أرامكو السعودية وقدراتها وتقنياتها التحويلية باحتياجات السوق. فيعد المركز منظومة متكاملة لتحفيز الابتكار التقني بالتعاون مع قطاعات حكومية؛ مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وبرنامج الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، بهدف تحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات رقمية قابلة للتطبيق، وبناء منظومة رقمية متكاملة تجمع بين الخبرات الوطنية والعالمية، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، والاستثمار في تقنيات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع الطاقة

انتقل رؤساء التحرير إلى مركز الثورة الصناعية الرابعة، وهو منشأة متطورة تركز على تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع الطاقة، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية، تعزيز السلامة، وخلق نماذج تشغيل جديدة. فمن أبرز التقنيات التي تم عرضها هي تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة وتحسين عمليات اتخاذ القرار، بالاضافة إلى تقنيات تعلم الآلة الذي يستخدم في تطوير نماذج تنبؤية لتحسين الأداء وتوقع المشكلات المحتملة، والروبوتات التي تم توظيفها لأتمتة العمليات المعقدة، والواقع الافتراضي والمعزز في التدريب والمحاكاة وتحسين عمليات التفتيش والصيانة.

“إثراء”.. واجهة حضارية وثقافية عالمية

اختُتمت الجولة في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي يمثل واجهة حضارية وثقافية عالمية، ويُجسد أثر أرامكو السعودية بتمكين المجتمعات ونشر المعرفة. فمنذ افتتاحه للزوار في عام 2018، قدّم إثراء مجموعة واسعة من البرامج والفعاليات والمبادرات الثقافية والتعليمية، محليًا وعالميًا، استقطب أكثر من 3 ملايين زائر. واطّلع الوفد الإعلامي على مراكز ومرافق متنوعة؛ منها مكتبة إثراء التي تعد من أكبر المكتبات العامة في المنطقة، حيث تضم أكثر من 326,000 كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى مصادر رقمية متنوعة. وتوفر المكتبة مساحة هادئة للقراءة والبحث، وتنظم فعاليات ثقافية متنوعة. كما اطّلعوا على متحف إثراء الذي يستعرض تاريخ وثقافة المملكة، بدءًا من العصور القديمة وصولًا إلى العصر الحديث، من خلال معروضات تفاعلية وأعمال فنية مميزة. بالإضافة إلى الاطلاع على المبادرات الثقافية والتعليمية التي ينفذها المركز، ودوره في ربط الثقافة بالتقنية وتعزيز الإبداع الفكري لدى الأجيال القادمة.
وقد أتاح البرنامج لرؤساء التحرير فرصة فريدة للانخراط في حوار مباشر مع قيادات الشركة التنفيذية، الأمر الذي عمّق فهمهم لتوجّهات أرامكو السعودية المستقبلية، مع تسليط الضوء على الأبعاد المؤسسية والاقتصادية والبيئية، التي تقف خلف مشاريعها الكبرى. ويمثل هذا النوع من اللقاءات امتدادًا لشفافية أرامكو السعودية، ويساعد في تأسيس منصة إعلامية أكثر تكاملًا بين الشركة ووسائل الإعلام، ويوطد جسور التواصل الفعّال.

مسؤولو أرامكو حاضرون في الجولة

حضر الجولة عدد كبير من المسؤولين في أرامكو السعودية، يتقدمهم أمين الناصر، رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، ومحمد القحطاني، رئيس التكرير والكيميائيات والتسويق، وناصر النعيمي، رئيس التنقيب والإنتاج، ونبيل المنصور، النائب التنفيذي للرئيس والمستشار القانوني وأمين مجلس الإدارة، فضلاً عن نبيل الجامع، النائب التنفيذي للموارد البشرية وخدمات الشركة
أحمد الخويطر، والنائب التنفيذي للتقنية والابتكار، وائل الجعفري، والنائب التنفيذي للرئيس للخدمات الفنية، فهد الضبيب، والنائب الأعلى للرئيس للتخطيط الإستراتيجي وتحليل الأسواق، وليد السيف، والنائب الأعلى للرئيس للطاقة الجديدة، خالد الزامل، والنائب الأعلى للرئيس للاتصال المؤسسي، حسين حنبظاظة، ونائب الرئيس لأعمال الاتصال والمواطنة المؤسسية، وعبدالعزيز الشلفان، مدير التواصل والتنسيق الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • الأحذية البالية بدلا من الحطب.. طهي الطعام يزداد صعوبة في غزة
  • الحرب تقسو على أيتام غزة وجهود رعايتهم تصطدم بالواقع المأساوي
  • التطور التشريعي ومبادرات التنويع تعزز آفاق نمو القطاع المصرفي في سلطنة عُمان
  • ترامب يعين روبيو مستشاراً للأمن القومي بدلاً لوالتز
  • «رئيس الرؤى السلوكية»: الإمارات رائدة عالمياً في التفكير السلوكي
  • الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
  • محمود حميدة: بيع نيجاتيف الأفلام جريمة مثل تهريب الآثار.. والذكاء الاصطناعي خيارنا للبقاء
  • هيئة التقاعد تعلن صرف رواتب المتقاعدين اليوم بدلاً من مطلع الأسبوع
  • أماني الطويل و التفكير ذو البعد الواحد
  • التقوا رئيسها واستمعوا لتوجهاته المستقبلية.. رؤساء تحرير يطلعون على مسيرة التطور في مرافق “أرامكو”