التضامن الاجتماعي..حجر الزاوية لمستقبل أفضل..
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
بقلم : د. عبد الله بوصوف / أمين عام مجلس الجالية
تجاوز المغرب كل المؤامرات و الحملات العدائية و الكوارث الطبيعية و المحن…بفضل الانتصار للقيم المُـؤسِسة للهوية الوطنية المبنية على القيم الدينية و الروحية و القيم الوطنية و قـيم التضامن و التماسك الاجتماعي و الإنفـتاح على الآخـر و التسامح و التعايش مع مختلف الديانات و الحضارات.
وهو ما شاهدناه جميعا خلال العديد من المحطات التاريخية كان أحـدثها فاجعة كورونــا و زلزال الحوز ليوم 8 شتنبـر 2023..وهو الحدث الذي تحول إلى درس مغربي قــل نظيـره في التضامن التلقائي و الإيـثار بين مختلف الفـئات و الأجيال و الجـهات..في زمن يعرف تراجعا ملحوظا في منظومة القيم و المرجعيات…
لقد أثبتت الوقائع التاريخية أن قيم الهوية الوطنية المغربية كانت هي سفينة نــوح التي حافظت على التماسك العائلي و ساهمت في ترسيخ الوحدة الوطنية و تعزيز العدالة الاجتماعية…فهي من جهة هويـة موحـدة حصنتها مؤسسة ” إمارة المؤمنين ” التي شكلت الضمانة الروحية و الدينية و حرية المعتقد الديني بالمغرب..
و من جهة ثانية مُـؤسِسة للأمة المغربية القائمة على الملكية و على البيعة بين الملك و الشعب كــرباط مقـدس..
فلا غرابة إذن ،أن يتناول الخطاب الملكي في موعد دستوري لإفـتتاح الدورة التشريعية في الجمعة الثانية لشهر أكتوبر من سنة 2023..موضوع التضامن الاجتماعي و الحماية الاجتماعية…بل إن خطاب نفس المناسبة ليوم 9اكتوبر 2020 اعتبره مشروعا وطنيا كبيرا غير مسبوق…وهو ما يعني أن ورش الحماية الاجتماعية هو أجنــدة ملكية أعلنها أمام نواب الأمـة في أكتوبر 2020 و حدد محاورها الأربعة في التغطية الصحية الاجبارية و تعميم التعويضات و توسيع الانخراط في نظام التقاعـد و تعميم الاستفادة من التأمين على تعويض فقـدان الشـغل…ثــم تـرأس حفل تنزيل تعميم الاجتماعية في 14 ابريل 2021 و توقيع الاتفاقيات…
فالإنشغال الملكي بموضوع القيــم الأخلاقية كالجدية والاجتماعية كالتضامن و التماسك الأسري..امتد الى التنبيه الى ضرورة المحافظة على توازن و تماسك الاسرة وهو ما كان موضوع رسالة مراجعة مدونة الأسرة..ليس هذا فحسب ، بل إن غايات مشروع تعميم الحماية الاجتماعية و الإصلاحات الكبرى كانت هي تحصين الأسرة و حمايتها من التفكك…
ومن هنا يمكننا القول الهندسة الملكية للمحافظة على الأسرة باعتبارها الوعاء الأمين لكل القيم الوطنية و الأخلاقية..هو أولًا مراجعة مدونة الأسرة تحت أنظار مؤسسة إمارة المؤمنين ، و ثانيًا هو تعميم الحماية الاجتماعية لتحصينها و الرفع من المستوى المعيشي عبر الدعم الاجتماعي المباشر مع توسيع مساحة المستفيدين من الفئات الهشة و الفقراء و الأطفال في سن التمدرس و الأطفال في وضعية إعاقة و حديثي الولادة و الفئات التي تعيـل أفرادا مسنين…و رفع شعار منح الدعم لمن يستحقـه..
نعتقد أن كـل ما عاشه المغرب خلال فاجعة زلزال الحوز من تضامن و تآزر قوي و تلقائي و عفــوي لمختلف مكوناته ملكا وشعبا و مؤسسات و مجتمع مدني سواء بالداخل أو بالخارج هو مدعاة للفخر بالهويـة الوطنية المغربية الموحدة و بالشخصية المغربية القوية أمام كل الصعاب و الأزمات…و أن الطريق سالك من أجل تعميم ورش الحماية الاجتماعية الذي اعتبره خطاب افتتاح البرلمان في أكتوبر 2023 دعامة أساسية للنموذج الاجتماعي و التنموي المغربي …
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الحمایة الاجتماعیة
إقرأ أيضاً:
التضامن الاجتماعي تشارك في ورشة عمل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بإيطاليا
شاركت وزارة التضامن الاجتماعي ضمن وفد الحكومة المصرية بورشة العمل التي نظمتها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بمقر المعهد الدولي للقانون الإنساني ببلدة سان ريمو بإيطاليا تحت عنوان "حول الحماية الدولية للاجئين والحلول" وبمشاركة وفود عدد من الدول العربية من الأردن، ولبنان، وسوريا، والعراق، بالإضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية.
ومثل وزارة التضامن الاجتماعي بالوفد المصري الذى ضم عدد من الوزارات الدكتور أحمد عبد الرحمن رئيس الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية، والذى قدم من خلال اللقاءات التي تم عقدها أثناء الزيارة، أهم اختصاصات وزارة التضامن الاجتماعي، والجهات التابعة وجهودها في ملف الهجرة غير الشرعية بجمهورية مصر العربية بالشراكة مع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، متضمنة الإجراءات التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، كما تم تسليط الضوء على إقرار البرلمان المصري لقانون اللجوء.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الورشة استهدفت معالجة قضايا الحماية وإيجاد الحلول المتعلقة بوضع اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتزويد الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة بالأدوات المناسبة لضمان الحماية والبحث عن حلول للاجئين والعائدين، كذلك تعزيز الحوار والتفاعل بين الجهات الفاعلة التي قد تواجه تحديات مماثلة وتعزيز تبادل الممارسات.
كما تم تقديم نظرة شاملة حول أوضاع اللاجئين في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ستتناول التحديات التي تواجهها الدول المضيفة، وكذلك اللاجئون أنفسهم، بالإضافة إلى الحلول المقدمة من قبل المجتمع الدولي، والوكالات الإنسانية، والحكومات المحلية.
واستعرضت الورشة تعريف الحماية الدولية ومبادئها وتحديد حقوق اللاجئين، مثل الحق في عدم الرد (مبدأ عدم الإعادة القسرية)، عدم تجريم الدخول غير النظامي وحرية التنقل، والحق في التعليم الابتدائي، وفي العمل، كما ستعكس الجلسة أيضا واجبات اللاجئين تجاه البلدان والمجتمعات المضيفة.
وشهدت الورشة استعراض الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، ومبادئه التوجيهية وأهدافه الرئيسية وتم تسليط الضوء أيضًا على الممارسات الجيدة في تنفيذ الميثاق العالمي بشأن اللاجئين والتعهدات المقدمة في إطار المنتديات العالمية للاجئين اعترافا بأن الحماية الدولية مؤقتة، وتحدد الجلسة الحلول المستدامة الثلاثة للاجئين "العودة الطوعية إلى الوطن، وإعادة التوطين، والإدماج المحلي"، كما تعرض أيضا المسارات التكميلية، كتدابير اعتمدت لتوسيع حلول البلدان وتخفيف الضغط على الدول المضيفة، مع تعزيز اعتماد اللاجئين على الذات.