وفقا لوثيقة استخباراتية أميركية سرية للغاية، حصلت صحيفة واشنطن بوست على نسخة حصرية منها، من غير المرجح أن يشن حزب الله، اللبناني المدعوم من إيران، هجوما واسع النطاق في إسرائيل. واعتبارا من أوائل هذا العام، رأى محللو الاستخبارات الأميركية أن توازنا متوقعا وإن كان لا يزال عنيفا بين إسرائيل وحزب الله يقلل من خطر نشوب حرب شاملة في عام 2023.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الافتراضات اختبرت في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس الأسبوع الماضي في جنوب إسرائيل، والذي فاجأ المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين بشكل شبه كامل.

فبحسب تحليل أعدته مديرية الاستخبارات لهيئة الأركان المشتركة في فبراير/شباط، استقرت إسرائيل وحزب الله على موقف "الردع المتبادل" منذ إبرام الاتفاق التاريخي في أكتوبر/تشرين الثاني 2022، الذي وافق فيه كل من لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها. وكانت الصفقة، التي استغرق إعدادها 11 عاما، بمثابة انفراجة وسمحت لكل دولة باستكشاف حقول الغاز المربحة قبالة سواحلها.

وأفادت وثيقة الإحاطة الأميركية، أن إسرائيل وحزب الله اتخذا خطوات "للحفاظ على الاستعداد" لاستخدام القوة، لكنهما ظلا "ضمن أنماط الاشتباك التاريخية"، مما يعني تجنب وقوع إصابات والرد على الاستفزازات بطريقة متناسبة.


ووفقا للتحليل الأميركي، "حتى خلال فترات التوتر المتصاعدة"، كانت إسرائيل وحزب الله يعتزمان "إظهار القوة مع تجنب التصعيد". وعلى سبيل المثال، توضح الوثيقة، أن إسرائيل قد تنفذ عمليات تخريبية في لبنان أو تطلق النار على أرض فارغة، بينما يقوم حزب الله بإسقاط مسيرة إسرائيلية أو إطلاق صواريخ على الجزء الشمالي من البلاد.

ومع أن هذه الأعمال استفزازية، لكنها مصممة لتجنب وقوع إصابات. ويستطيع كل جانب أن يثبت للآخر أنه على أهبة الاستعداد وقادر على الضرب دون إشعال أعمال عدائية على نطاق واسع.

لكن التحليل، كما ذكرت واشنطن بوست، يشير إلى عوامل أخرى يمكن أن تقلب هذا التوازن، بما في ذلك "عدم قدرة حزب الله على كبح جماح المسلحين الفلسطينيين" مثل حماس التي تعمل أيضا في لبنان.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في أبريل/نيسان أطلق 34 صاروخا من جنوب لبنان على إسرائيل، وهو هجوم قال الجيش الإسرائيلي إن نشطاء حماس نفذوه، الذين التقى قادتهم بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في اليوم السابق في لبنان.

وختمت بالإشارة إلى تهديد المجموعات المسلحة الأخرى المعادية لإسرائيل في المنطقة، مثل مجموعة الحوثي في اليمن وكتائب حزب الله في العراق التي هددت بالرد على مساعدة الجيش الأميركي لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إسرائیل وحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

تستمر المخاطر التى تهدد الشرق الأوسط فى التزايد مع الضربات المستمرة على لبنان. فمنذ ما يقرب من عام، ألقى خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا بظلاله على حصيلة القتلى المتزايدة فى غزة. لقد حدث التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، الذى كان يُخشى منه منذ البداية، شهرًا بعد شهر. يقول الجيش الإسرائيلى إنه «لا يبحث عن حروب». ولكن مع مقتل أكثر من 550 شخصًا بالفعل فى الضربات الإسرائيلية على أهداف مزعومة لحزب الله فى لبنان - بما فى ذلك 50 طفلاً و94 امرأة، وفقًا للسلطات الصحية - فما هذا إن لم يكن حربًا؟

لقد حذر الأمين العام أنطونيو جوتيريش من أن العالم «لا يستطيع أن يتحمل تحول لبنان إلى غزة أخرى». وحتى لو كانت إسرائيل تنوى شن هجوم هذا الأسبوع كبديل لغزو برى وليس تمهيدا له، فإنها لا تستطيع التنبؤ بالعواقب.

لقد فر عشرات الآلاف من منازلهم فى الشمال الإسرائيلى، تماماً كما فر عشرات الآلاف من الناس من جنوب لبنان مع تكثيف الاشتباكات عبر الحدود. كما تزايدت الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية لدفع المسلحين إلى الشمال من نهر الليطانى فى لبنان، والسماح لمواطنيها بالعودة إلى ديارهم. ومن بين العوامل التى ساهمت فى ذلك وجود حكومة إسرائيل الأكثر يمينية فى تاريخها، ورئيس الوزراء الذى يعتمد على الصراع المستمر لإبقائه فى السلطة، وتفادى قضايا الفساد.

لم يغير جو بايدن، الرئيس الحالى الذى أصبح بلا منصب، رأى بنيامين نتنياهو. فقد جاءت الهجمات القاتلة على أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله بعد أيام من لقاء مسئولين أمريكيين مع نتنياهو لمحاولة ثنيه عن المزيد من التصعيد. 

لا يريد حزب الله ولا راعيته إيران حربًا شاملة مع إسرائيل؛ أولوية المجموعة هى البقاء. لكن الاعتقاد بأن إسرائيل يمكنها خفض التصعيد من خلال التصعيد يتجاهل حقيقة أن مثل هذه الهجمات لها زخمها الخاص. يبدو أن إسرائيل تستهدف مواقع تعتقد أنها مخازن أسلحة. فى مرحلة ما، قد يستنتج قادة حزب الله أنهم يخاطرون بفقدان أسلحتهم على أى حال إذا لم يستخدموها. قد يتم التغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية جزئيًا، وسيكون الغزو البرى للبنان أكثر خطورة بينما لا تزال القوات الإسرائيلية تقاتل فى غزة وتزيد من الغارات فى الضفة الغربية. لقد عايرت جميع الأطراف أفعالها - ومع ذلك، فإن الانزلاق نحو صراع أكبر، والذى قد يجر إيران والولايات المتحدة، قد اكتسب زخمًا.

إن إذلال حزب الله، والأضرار التى لحقت به نتيجة لتسلل أجهزته وقتل قادته، جعل من الصعب على الجماعة أن تتراجع دون تدمير مصداقيتها. لقد جعلت وقف إطلاق النار فى غزة شرطاً غير قابل للتفاوض لإنهاء الهجمات. ولكن بدلاً من خفض التصعيد هناك، يدرس نتنياهو خطة لإجبار مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين على الخروج من شمال غزة ومحاصرة مسلحى حماس لإجبارهم على إطلاق سراح الرهائن.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تغتال قائد حماس في لبنان رفقة زوجته وابنيه وحزب الله يعلن مواصلة المعركة
  • "نيويورك تايمز".. تكشف استعدادات إسرائيل لضرب لبنان
  • "نيويورك تايمز" تكشف استعدادات إسرائيل المبيتة لضرب لبنان منذ 2006
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله
  • عقب مقتل "نصر الله".. بايدن يؤكد وقوف بلاده مع إسرائيل ضد حماس والحوثيين وحزب الله
  • بعمليات نوعية.. قيادات بارزة في حماس وحزب الله اغتالتهم إسرائيل
  • ما هي أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في غزة؟
  • التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
  • أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في أكتوبر
  • أسباب نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان وفشلها في غزة