كُتَّاب: الأدب قدم صورة متكاملة عن بطولات الجيش على الجبهة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
عاشت مصر بطولات وأحداثاً وتفاصيل ثرية خلال حرب أكتوبر 1973، وهذه الفترة لا تنفصل بحال من الأحوال عن سنوات الاستعداد للعبور وسنوات حرب الاستنزاف التى أعقبت حرب 1967، وبخلاف الوثائق العسكرية سجّل البعض من جيل أكتوبر ممن شهدوا وقائع الحرب تجاربهم ومعايشاتهم على الجبهة وانعكاساتها على مشاعرهم وحياتهم من خلال أعمال أدبية، لتوثيق التجربة إنسانياً، وتقديمها لمن لم يحظَ بشرف المشاركة بحمل السلاح.
الكاتب حجاج أدول، أحد أبناء أكتوبر 73، قدّم العديد من الأعمال، من بينها رواية «بولاق الفرنساوى» التى شاركت فى معرض الكتاب العام الماضى، وقال إن «الرواية تتناول أحوال الجندى، سواء فى القتال أو الحياة المدنية، والتفاعل ما بين الجيش والشعب، وصدر لى حديثاً مجموعة قصصية بعنوان (بكّات الدم)، ومن بينها 6 قصص تتناول تجربة الحرب».
وأكمل «أدول»: «خرجت من القوات المسلحة فى 1974، بدأت الكتابة فى الثمانينات وعمرى 40 سنة، بعد 10 سنوات من خروجى من الجيش، وفى التسعينات كان عندى إصرار على تقديم مشروع روائى ضخم عن حروب مصر، بحيث يبدأ من حرب 1948 مروراً بثورة 1952، ومن بعدها حرب 1956، ثم 1967، ثم حرب الاستنزاف، وكانت خطتى أن تسير أحداث العمل تزامناً مع فترة تجنيدى، وصولاً إلى انتصار أكتوبر 1973».
وأضاف: «المشروع الروائى أتعبنى جداً، فهو مُكلف من حيث التحضير ويحتاج التنقل بين أماكن متنوعة، وحدث لى ما يشبه الصدمة ومزقت جميع الأوراق المكتوبة ووقعت فى أزمة نفسية، وأحسست بأننى لن أكتب الرواية مرة أخرى، لكن بعدها كتبت (بولاق الفرنساوى) وعدداً من القصص».
وتابع: «الأعمال الأدبية تتناول ذكرياتى والمعارك التى خضتها مكتوبة بصورة قصصية روائية، عبارة عن لقطات غير مرتبة، أو معركة معينة أتناولها فى قصة معينة، وأكتب ما هو عالق فى الذهن، ومعى فى الإسكندرية عدد من الزملاء المقاتلين يروُون لى ما شهدوه من أحداث خلال سنوات الحرب، وأقدّم التجربة فى صورة أدب أو توثيق فنى، وهو يختلف عن الدور التأريخى للحرب، والكتابة الأدبية ضرورة، فهى إلى جانب الوثائق التاريخية تقدم الصورة كاملة عما جرى فى تلك السنوات».
وقال: «قبل التجنيد كنت أعمل فى مشروع السد العالى لمدة 5 سنوات، وعند وقوع أحداث 1967 تم تجنيدى فى يوليو من العام نفسه، وأنا فى عمر 23 سنة، ومنذ تنحى عبدالناصر نكاد نكون دخلنا فى حرب، أى إننى بدأت تجنيدى مع مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة، وهى فترة كانت متعبة جداً وصعبة جداً على مصر، من أجل الانتقال من مرحلة جيش منهزم إلى جيش منتصر، وكان من الضرورى إجراء تدريبات قاسية جداً للجنود، وكان الشعار أن (العرَق فى التدريب يوفر الدم فى المعارك). وصلت تدريباتنا إلى حد بالغ القسوة فى حرب الاستنزاف والعبور، إلى أن أصبحنا قوات على مستوى عالٍ من المهارة والحنكة والتجارب».
«الخميسي»: نتمنى ظهور أعمال مثل رواية «الحرب والسلام».. والكتابة عن هذه التجربة تحتاج مجهوداً ضخماً حتى يخرج العمل لائقاًويرى الناقد أحمد الخميسى أن ما كُتب من أعمال إبداعية قليل جداً مقارنة بثراء التجربة، وربما يعود ذلك إلى قصَر فترة حرب أكتوبر، وهى حرب نظامية خاضها الجيش لا الشعب، بخلاف العدوان الثلاثى الذى شارك فيه الشعب وتمكن من تسجيل بطولات متنوعة.
وتابع: «ما كُتب عن الحروب الكبرى عالمياً كانت أعمالاً ضخمة، مثلاً نجد أن تولستوى كتب رواية عالمية متميزة بعنوان (الحرب والسلام) عن حرب نابليون ضد روسيا، نتمنى أن نرى أعمالاً بهذا العمق عن تجربة حرب أكتوبر، مشيراً إلى أن الكتابة عن هذه التجربة تحتاج مجهوداً بحثياً ضخماً كشرط ليخرج العمل لائقاً بالحدث.
رواية «العمر لحظة» من أعمال يوسف السباعى المميزة، وتتناول أحداث معركة شدوان التى جرت مع القوات الإسرائيلية بعد حرب الاستنزاف، ما بين عامى 1969 و1970، وسجلت الرواية جانباً من بطولات الجندى المصرى فى معارك العبور وحرب المدفعية وعمليات القناصة وتوغل الكوماندوز إلى أعماق العدو.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الك تاب المؤرخون القوة الناعمة حرب الاستنزاف
إقرأ أيضاً:
صورة يحيى السنوار تفسد احتفالات الإسرائيليين بعيد الأنوار
تسبب عرض شركة تجارة إلكترونية أمريكية شهيرة صور قائد الفصائل الفلسطينية السابق «يحيى السنوار» على بعض القمصان غضبًا إسرائيليًا واسعًا بعد نشر هذه القمصان على موقع الشركة، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الأمر الذي يأتي تزامنا مع احتفالات الكريسماس للمسيحيين حول العالم و«عيد الأنوار» اليهودي.
اتهام بمعاداة الساميةووجه الإسرائيليون اتهامات للشركة بسبب صورة يحيى السنوار بأنها «تعادي السامية وتمجد الإرهاب» ما دفع الشركة الأمريكية إلى إزالة القمصان من موقعها الإلكتروني في «استجابة غير رسمية» بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
انتقادات إسرائيليةبدوره علق ناشط إسرائيلي عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «ما يحدث في العالم لا يصدق، وول مارت تبيع قمصانًا تحمل صورة قائد الإرهابيين كما لو أنه نجم موسيقي الروك.. هذا ما يحدث في الولايات المتحدة وليس في دولة معادية».
فيما علق حساب على «تويتر» تحت اسم «غرفة الحرب» وهو حساب إسرائيلي قائلا: «على الرغم من إزالتهم للمنتج إلا أن المتجر لايزال يبيع هذا القميص الذي يعتبر مهينًا وغير واقعي»، فيما قالت جانيت، ناشطة أمريكية، عبر حسابها على «تويتر»: «هذا أمر مروع ما خطبكم أيها المسئوولون في متاجر «وول مارت».
استمرار الحرب ضد غزةويمر على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 442 يومًا وسط ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين إلى أكثر من 150 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والسيدات، وسط محاولات إقليمية ودولية مستمرة لوقف الحرب، فيما ترددت مؤخرًا أنباء عن صفقة قريبة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال لوقف جزئي للحرب.