يعود رواد الفن التشكيلي البحريني إلى اجتماعهم مجددًا، بعد سبعة عقود. أولئك الذين خرج بعضهم في تجوال فني ببحرين الخمسينيات والستينيات، يرسمون الشوارع، والمقاهي، ويوثقون بفنهم ملامح بلد البحر، بشطآنه، وسفنه، وقراه، وإنسانه، ويتفرعون في توثيق عادات هذا الإنسان وتقاليده.. في أعمال نُفذت في محترف مفتوح، مساحته بيئات البحرين التي فتنتهم، فصارت منعكسة في اشتغالاتهم، حتى استخلصوا منها ألوانهم، وموتيفاتهم.



يجمع هؤلاء الرواد إرثًا فنيًا، بعد أن رحل أغلبهم عن عالمنا، في معرض عنون بـ«رواد الفن التشكيلي في البحرين» الذي نظمته «جمعية البحرين للفن المعاصر»، وافتتح تحت رعاية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون، يوم السبت، الـ7 من أكتوبر 2023، في مقر الجمعية بمنطقة الجفير، إذ يستمر المعرض حتى الـ18 من الشهر الجاري.
مؤسسو البنى التحتية الفنية
قبل عقود، قرر فتية في مقتبل العمر، يحذوهم حماس الاشتغال والرغبة في أن يكونوا فنانين، بعقد ورش مفتوحة للرسم، كان الرسم آنذاك في البحرين فعلاً ممارسًا على مستوىً محدود وبسيط (بدائي)، هذا إلى جانب كونه غير مقبول مجتمعيًا، كونه يتصادم مع بعض التحفظات الدينية التي ترى فيه حرمة. لكنهم عقدوا ورشهم المفتوحة، وراحوا يرسمون، ويرسمون.. ربما لم يخطر ببالهم أنهم سيكونوا يومًا روادًا للحركة التشكيلية، بيد أنهم، وبندفاع محكم، أسسوا البنى التحتية لقيام حركة تشكيلية، فنظموا التجمعات، وشيّدوا الجمعيات، وأقاموا المعارض، وبعضهم انشأ مساحات فنية (جاليريهات)، أو دكاكين للفن، ليتطور كل ذلك مشكلاً بنى قامت عليها الحركة التشكيلية البحرينية، مسجلةً ريادةً آنذاك على مستوى الخليج العربي.
تتقارب سنيّ ميلاد هؤلاء الفتية، لكن سنيّ رحيلهم متباعدة، فالمعرض يحتفي بكل من الفنان يوسف قاسم (1928-2004)، الفنان أحمد السني (1933)، الفنان عبدالكريم العريض (1934)، الفنان حسين السني (1938-1998)، الفنان إسحاق خنجي (1937-2014)، الفنان عبدالعزيز زباري (1937-2015)، الفنان عبدالكريم البوسطة (1940-2011)، الفنان ناصر اليوسف (1940-2006)، الفنان راشد سوار (1940-1986)، الفنان راشد العريفي (1941-2017)، الفنان عباس المحروس (1943-2006)، الفنان عبدالمنعم البوسطة (1944-2001)، الفنان الدكتور أحمد باقر (1946-2008)، بالإضافة الفنان عبدالله المحرقي (1939) الذي اعتذر عن عدم المشاركة في المعرض.
وقد استحضر المعرض هؤلاء، بسيرهم، وإسهاماتهم الفنية، من خلال عدد من اشتغالاتهم، فيما غابت أعمال الفنان يوسف قاسم، وحسين السني، وراشد سوار، والدكتور أحمد باقر. ويجيء المعرض احتفاءً بهؤلاء، الذين لعبت أعمالهم الفنية، وإسهاماتهم على مختلف الأصعدة «دورًا مهمًا في تطوير الحركة التشكيلية، فيما كان لجهدهم المبذول من خلال التجربة، والبحث، ورغبة التعلم، والتجمعات الفنية المتنوعة، وإقامة المعارض الجماعية، ودور العرض الشخصية، والجولات الجماعية للرسم المباشر»، الدور المهم في التطوير الفني، كما يؤكد الشيخ راشد آل خليفة.
إرادة وضع الفن البحريني على خريطة الفنون
يؤكد الفنان عبدالكريم العريض الرئيس الفخري للجمعية، وأحد أبرز الرواد، أن الدافع لاشتغال هذه النخبة من الرواد كان «الإيمان الذي يدفع الإنسان نحو العمل؛ الإيمان بحب الوطن أولاً، وبأن الفن هو أبلغ وسيلة، وأسهل لغة مخاطبة، وأجمل طريقة للتعبير»، كان ذلك ما يدفع هؤلاء إلى الاشتغال الفني، ممارسةً وتطويرًا، حاملين على عاتقهم «تطوير الفنون في البحرين، لتكون امتدادًا لتاريخ الفنون منذ الحضارات القديمة، حتى الحرف الشعبية والصناعات التي كانت تميز البحرين»، مبتغين من ذلك «مواكبة حركة الفن العالمي، لتكون البحرين حاضرةً عالميًا في الفن التشكيلي، وذلك بالتركيز على إعادة صياغة الموروثات الشعبية، والهوية البحرينية، في أعمال فنية معاصرة»، كما يؤكد العريض.
من جانبه، يبيّن الفنان خليل المدهون، رئيس الجمعية، أن هذا المعرض «يثبت لنا جميعًا، بعد أكثر من نصف قرن، الدور البارز للتجربة الناضجة، والمستوى الرفيع لدى جيل الرواد. وهي تجربة تستحق الاهتمام والعرض»، ليكشف هذا المعرض، عبر الأعمال المعروضة، مقدار ما خاضه الفنانون الرواد من تجارب فنية، وما استلهموه، وما اجتهدوا في إبداعه، متجهين «نحو آفاق رحبة في عالم التشكيل، بصدق، وإخلاص، وابتكار.. في آن فريد، وفي ظروف وساحة فنية لم يكتمل نموها آنذاك»، كما يبيّن بيان المعرض.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

بشرى: الأفلام القصيرة ممكن تحصد جوائز لمصر في مهرجانات عالمية

أكدت الفنان بشرى على ضرورة الاهتمام بإنتاج الأفلام القصيرة، مشيرة إلى أنه يمكن أن تجوب الأفلام القصيرة العالم وتحصد جوائز لمصر في مهرجانات أكثر من الأفلام الطويلة، جاء ذلك خلال ندوة مناقشة الأفلام القصيرة في مهرجان«جيلنا» الذي ينظمه المركز الكاثوليكي تحت رئاسة الأب بطرس دانيال.

وشهد مهرجان جيلنا المقام بقاعة النيل للآباء الفرنسيسكان تكريم عدد من الأسماء اللامعة في عالم الفن منهم: ميران عبد الوارث، سهر الصايغ، مريم الجندي، محمد سلام، المخرج عمر عبد العزيز، سيد رجب.

بشرى

كما شهد بخلاف تكريم نجوم الفن عروضا للأفلام القصيرة المشاركه في السباق، ومعرض فني للصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى وجود محاضرات متخصصة في التصوير الفوتوغرافي والإخراج السينمائي على مدار يومي 2 - 3 أكتوبر2

ويذكر أن كل من الفنان سيد رجب والفنان محمد سلام تغيبا عن تسلم جائزة الإبداع الفني ضمن فعاليات مسابقة الأفلام القصيرة التي نظمها المركز الكاثوليكى للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال تحت عنوان مهرجان جيلنا «الفن من أجل الحياة».

زواج بشرى وخالد حميدة

وكانت قد احتفلت بشرى، خلال الفترة القليلة الماضية بزفافها على رجل الأعمال خالد محمود حميدة، وسط العائلة والأصدقاء المقربين، في الساحل الشمالي.

ويبلغ خالد حميدة من العمر 39 عاما وهو المدير التنفيذي لشركة "digitised" رقمنة أعمال الفنانين ولديه عدد من المشاريع داخل وخارج مصر.

اقرأ أيضاًهاني سري الدين رئيسا لـ«مالية الشيوخ»

بعد تكريمها في سلطنة عمان.. أول تعليق للفنانة إلهام شاهين «صورة»

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاد ماهر عصام.. بداية فنية من الطفولة ورحيل بالشباب
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم 17 من مبدعي عروس البحر
  • معرض الرياض تقرأ بكل لغات العالم
  • كمال أبو رية: الفن المصري شكل وجدان الوطن العربي كله
  • «الثقافة» تناقش توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي بمهرجان الإسماعيلية
  • بشرى: الأفلام القصيرة ممكن تحصد جوائز لمصر في مهرجانات عالمية
  • تتويجا لرحلته الفنية.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي بتاريخ الفنان لطفي لبيب
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم الفنان خالد محروس عن رحلة كفاحه الفنية
  • محمد إمام يدعم ابنة هذا الفنان
  • هاني رمزي: سعيد بعودة أحمد عزمي للأعمال الفنية