مكتبة محمد بن راشد تسهم في الحفاظ على الأرشيف الوطني والموروث الثقافي
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أبوظبي (وام)
تسهم مكتبة محمد بن راشد بدور مهم ورائد في الحفاظ على الأرشيف الوطني والموروث الثقافي، انطلاقاً من رؤية واستراتيجية واضحة تؤمن بأن المكتبات العامة بوابات للتاريخ والثقافة، حيث تحمل بين طياتها سجلات ووثائق وكتباً تعكس تطور الشعوب وتاريخها.
وخلال مشاركتها لأول مرة بجناح في معرض «كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي»، استعرضت تجربتها الرائدة وتقنياتها المتفردة في أرشفة كنوزها المعرفية، وتوظيفها للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الحفاظ عليها.
ونجحت المكتبة، على مدار الأشهر الماضية، في إيجاد بيئة متفردة تعتمد على الابتكار لتنهض بالمعرفة وتحفز الشغف بالقراءة والاطلاع، مقدمة العديد من البرامج والفعاليات والخدمات والمبادرات التي تسهم في تحسين حياة الأفراد، ولتؤكد على مكانة دولة الإمارات عالمياً في مجال الابتكار.
وعملت مكتبة محمد بن راشد، منذ اللحظات الأولى لتأسيسها على الدمج بين المكتبات التقليدية والعصرية، لتشكل مركزاً مجتمعاً متكاملاً وإحدى أكثر المكتبات العامة تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم، حيث تجمع بين الترفيه والتثقيف من خلال استخدام أحدث التقنيات وتوظيفها بشكل فعّال بداية من الخدمات الرقمية مروراً بالذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، لتسهم في خلق بيئة إبداعية وجاذبة لجميع شرائح المجتمع.
وقال حسن الشيخ، ضابط معارض أول في مكتبة محمد بن راشد، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»: «نسعى من خلال مشاركتنا في كونجرس المجلس الدولي للأرشيف هذا العام لتسليط الضوء على دور المكتبة في تعزيز الثقافة والوعي والمعرفة والحفاظ على الموروث الأدبي والثقافي للشعوب».
وأضاف أن مكتبة محمد بن راشد تحتضن تاريخ وماضي ثقافات عالمية تقدمه لجمهورها من شتى أنحاء العالم بطرق مختلفة مثل استعراض الإرث الثقافي لعدد كبير من الدول والحضارات.. لافتاً إلى التقنيات التي تستخدمها مكتبة محمد بن راشد، ومن أهمها المخزن الآلي وهو نظام حديث يقوم بتخزين الكتب واستعارتها واسترجاعها بكفاءة وسرعة عالية، كما نستخدم تقنيات الترجمة الذكية أو الذكاء الاصطناعي خصوصاً في دعم مبادرة «عالم بلغتك» التي أطلقتها المكتبة مؤخراً وساهمت في تقديم محتوى المكتبة المعرفي في مختلف التخصصات بأكثر من 13 لغة عالمية، منها اللغات الصينية والروسية والفرنسية وغيرها من اللغات. وكذلك هناك مختبر الرقمنة ويقدم خدمات متميزة وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية في كل ما يتعلق برقمنة المواد سواء الكتب النادرة أو المخطوطات أو الوثائق القديمة، إلى جانب ما تقدمه مكتبة محمد بن راشد من التقنيات الأخرى مثل الروبوتات والنظام التطبيق الذكي والجولات الافتراضية على موقع المكتبة، وأيضاً هناك أكشاك ذكية وشاشات رقمية.
ويقدم مختبر «رقمنة الكتب» في مكتبة محمد بن راشد، خدمات متميزة وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية فيما يتعلق برقمنة المواد المعرفية سواء الكتب النادرة أو الوثائق والمخطوطات، بما يمكّنها من القيام بدورها في الحفاظ على الموروث الثقافي والأدبي عامة والإرث الإماراتي بشكل خاص، مما يوفر رصيداً ثريًاً من المعرفة لرواد المكتبة من الباحثين والمثقفين والجمهور العام المهتم بهذا التراث.
ومن مختبر الرقمنة إلى الأكشاك والأرفف الذكية، التي تسهل للجمهور الوصول إلى الكتب التي يرغبون في الاطلاع عليها وقراءتها، دون مواجهة أي صعوبات أو طلب مساعدة من موظفي المكتبة. كما تمكّن الأرفف الذكية المتوفرة في الطابق الأرضي الزوّار من إعادة الكتب مباشرة، وبعد ذلك يتم تسجيلها وإرجاعها في نظام المكتبة المدمج.
وتعتمد مكتبة محمد بن راشد، على نظام تقني متكامل وتوفر من خلاله تجربة ثرية ومتميزة للجمهور وزوار المكتبة وتسهم من خلاله في تقديم التوجيه والإرشاد ودعمهم بالمعلومات اللازمة في رحلتهم الاستكشافية بين مرافق وخدمات المكتبة المتنوعة.
ويميز هذا النظام، الجولة الافتراضية، التي تتيح الفرصة لزوّار المكتبة من شتى أنحاء العالم للاستمتاع بجولة في أرجاء المكتبة والتعرف على أروقتها ومرافقها افتراضياً. كما تستخدم المكتبة المخزن الآلي، الذي يعمل على البحث وطلب الكتب وإرجاعها إلى مكانها، وتسليمها إلى مركز الاستعلامات في الطابق الأرضي عبر السكك الحديدية الأحادية في غضون دقائق للمتلقي. ويمتلك المخزن الآلي القدرة على تخزين أكثر من 900 ألف كتاب، كما يمكن لنظام المكتبة العثور على الكتب واسترداد ما يصل إلى أكثر من 125 كتاباً في الساعة.
وتعد مكتبة محمد بن راشد الجيل القادم من المكتبات، حيث تعتمد على أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتناسب جميع فئات المجتمع وتوفر لهم أفضل سبل الراحة الممكنة، ومن بينها أحدث تكنولوجيا المكتبات العالمية والذكاء الاصطناعي، وتقنية الـ«AI»، حيث كانت السبّاقة في استثمارها وتسخيرها في دعم مبادرة «عالم بلغتك»، التي أطلقتها المكتبة مؤخراً، لإزالة حواجز اللغة وتقريب الثقافات العالمية، ودعم وتمكين القرّاء والباحثين من قراءة وسماع الكتب المطبوعة والرقمية في مختلف المجالات والتخصصات الموجودة في المكتبة بلغات عالمية عدة، وبلغاتهم الأم.وتوفر المكتبة للقراء الصغار، شاشات تفاعلية عملاقة لسرد القصص الشيّقة بعدة لغات وبشكل تفاعلي جاذب، إلى جانب توفيرها الكتب الورقية، والأجهزة اللوحية التي تمكّن القارئ الصغير من الاستمتاع في قراءة القصص والكتب الإلكترونية، وإضافة عنصر التسلية والترفيه والألعاب الذهنية التي تناسب أعمارهم.
في حين يوجد صديق ذكي في مكتبة الأطفال وهو الروبوت «بيبر»، الذي يتحاور معهم ويرد على استفساراتهم، ويسرد لهم القصص المختارة من قبل الأطفال وبلغات عدة، والاستمتاع بالتقاط صورة تذكارية معه.
وتستخدم مكتبة محمد بن راشد، أحدث الابتكارات والتقنيات لدمج وتمكين أصحاب الهمم في المجتمع وتقديم تجربة ثرية لهم، من خلال توفيرها أجهزة عدة مثل الشاشات الكبيرة والمخصصة لضعاف البصر، وأجهزة لقراءة كتب لغة برايل للمكفوفين، إلى جانب توفير أماكن للقراءة والاطلاع تناسب حالتهم الصحية وفق أعلى المعايير العالمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكتبة محمد بن راشد الموروث الثقافي مکتبة محمد بن راشد الحفاظ على فی الحفاظ
إقرأ أيضاً:
اختتام مهرجان حمراء الدروع العاشر للإبل والموروث الشعبي بعبري
اختتمت صباح اليوم فعاليات مهرجان حمراء الدروع العاشر للإبل والموروث الشعبي بولاية عبري، برعاية معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسط حضور جماهيري واسع ومشاركة كبيرة من ملاك ومربي الإبل من مختلف محافظات سلطنة عُمان ودول الخليج العربي.
وشهد المهرجان، الذي استمر لمدة أسبوع كامل، مجموعة متنوعة من الفعاليات التراثية والثقافية، حيث تضمنت مزاينة الإبل التي اشتملت على 47 شوطًا، منها شوط خاص بأبناء محافظة الظاهرة (شوط التلاد)، و23 شوطًا لسباقات الهجن، كما شمل المهرجان إقامة القرية التراثية التي ضمت 70 منصة للأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومعرضًا خاصًا لتمور الفرض والخلاص، بالإضافة إلى مسابقات اليولة للشباب والكبار وأمسيات فنية بمشاركة فنانين وفرق شعبية من مختلف ولايات سلطنة عُمان.
وفي كلمة ألقاها الشيخ حمد بن مطر الدرعي، رئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان، أشار إلى التطور المستمر الذي شهده المهرجان منذ انطلاقته قبل عشر سنوات، مؤكدًا على دوره في تعزيز الموروث الثقافي العماني، كما تضمنت فعاليات حفل الختام قصيدة وطنية ألقاها الشاعر سيف المذروب الريسي، وعروضًا شعبية قدمتها فرقة بن وداد الحماسية.
وقد توّجت المنافسات بتكريم أصحاب الهجن الفائزين في مختلف الأشواط، حيث فازت "مخيفة"، لمالكها جمعة بن حميد الدرعي بالمركز الأول في شوط حول ذهبي، بينما فازت "ميزة التميز" لمالكها فهد بن خميس السناني بالمركز الأول في شوط حول فضي مفتوح، كما فازت "سهلود بن عيشة" لميادة بنت ياسر الحوسنية بالمركز الأول في شوط زمول مفتوح، و"الشامخة" لمالكها جمعة بن سعيد الشماخي بالمركز الأول في شوط ثنايا ذهبي مفتوح، وشهدت المنافسات فوز "شاهين حفر" لعلي بن حمود الدرعي بالمركز الأول في الشوط الخاص زمول.
وفي ختام الحفل، قام معالي قيس بن محمد اليوسف بتكريم الجهات الداعمة والمشاركين والفائزين، مؤكدًا على أهمية المهرجان في إبراز التراث العماني وتعزيز دوره في ربط الأجيال الجديدة بعادات وتقاليد الأجداد، وقد أثنى الحضور على النجاح الكبير الذي حققه المهرجان، والذي أضاف قيمة ثقافية وتراثية مميزة على مستوى سلطنة عُمان.