خطورة انتشار حشرة بق الفراش
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
نشرت وسائل إعلام فرنسية إحصائية تُشير إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون منزل في فرنسا غزته حشرات بقّ الفراش.
وقالت بلدية باريس إن هذا الانتشار الكثيف للبقّ يدعو للقلق، كما طالبت الحكومة بوضع خطة عمل لمكافحته، خاصة وأن البلاد مقبلة على استضافة دورة الألعاب الأولمبية العام القادم.
لم يقف القلق عند الحدود الفرنسية بل تعداه إلى بعض دول الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط، حيث أعلنت كل من تونس والمغرب والجزائر تفعيل نظام اليقظة الصحية كإجراء استباقي لمحاربة أي انتشار محتمل لبقّ الفراش.
ما هو بق الفراش؟
بقّ الفراش هو حشرة بلا أجنحة من فصيلة الطفيليات، ولونها بني مائل للإحمرار.
والمعروف عنها أنها تحب الظلام وتنشط ليلا؛ لتتغذى على دم الإنسان والحيوانات عبر لدغها. كما يناسبها العيش في بيئة دافئة ورطبة، ولذلك يعتقد خبراء أن الطقس الحار الذي شهدته فرنسا قد يكون من أحد عوامل عودة بقّ الفراش للظهور من جديد .
وهذه الحشرة الصغيرة التي يعادل حجمها حجم بذرة التفاح، يتراوح طولها بين 4 إلى 7 مليمترات، وتتغلغل في ثنايا وزوايا الأسِرَّة والمراتب والأثاث والملابس بكل سهولة.
ويعد البقّ آفة منزلية مزعجة يصعب القضاء عليها، إذ يكفي وجود أنثى واحدة من البقّ في المنزل لتكوين بؤرة لانتشاره بأعداد كبيرة، فأنثى منه قادرة على وضع ما بين بيضة واحدة وخمس بيضات يوميا، ويمكن أن تضع ما يصل إلى 500 بيضة خلال دورة حياتها، ما يعني أن لديها قدرة كبيرة على التكاثر.
وتوجد أدلة عدة عبر التاريخ تبرهن على وجود البقّ منذ زمن، منها نصوص قديمة تعود إلى زمن أرسطو. وظل انتشار البقّ أمرا شائعا حتى اكتشاف مادة الـ DDT المبيدة للحشرات التي ساعدت في السيطرة عليه بشكل فعال وبتكلفة بسيطة.
إذا لماذا لا يزال البق منتشرا رغم وجود مبيدات حشرية فعالة؟
الجواب بكل بساطة: سرعة الانتشار.
ويؤكد الخبير السابق في منظمة الصحة العالمية والاستشاري في علم الأمراض الوبائية دفع الله علم الهدى في حديثه لبي بي سي أن بقّ الفراش يمكن أن ينتشر في جميع البيئات سواء النظيفة أو المتسخة، ويقدم علم الهدى مثالا على ذلك :" قد تحرص على نظافة منزلك وهندامك بشكل دائم، لكن استخدام إحدى وسائل النقل العام في الأماكن الموبوءة يمكن أن يعرض منزلك لهذه الآفة.
كما أن الكثافة السكانية المرتفعة تزيد من فرص انتشاره بحسب علم الهدى.
هل يمكن انتقال البق من دولة لآخرى؟
التنقل المستمر للأشخاص والبضائع بين الدول يعد سببا رئيسا لانتشار هذه الآفة.
يقول طبيب اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة اسلام عنان لبي بي سي إن بقّ الفراش يستطيع البقاء على قيد الحياة وبدون الحاجة إلى الطعام لأيام وأسابيع، لذلك فإن رحلة سفر طويلة بين الدول قد لا تشكل عائقا أمامه.
ويضيف طبيب اقتصاديات الصحة :" قد يؤثر انتقال البقّ بين الدول بشكل سلبي على السياحة والتجارة، إذ أعلنت بعض الفنادق سابقا إفلاسها جراء هذه الحشرة".
مخاوف ومبرر
إذا كنت ممن يقلقون عند مشاهدة الكم الهائل من فيديوهات بقّ الفراش المتنشرة في الآونة الأخيرة، فإليك الخبر الجيد، وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية والفرنسية، فإن حشرة بقّ الفراش لا تنقل الأمراض أو تنشرها.
كما أنها ليست بآفة صحية عالمية خطرة، ولا تعد وباء مثل كورونا وفقا لمختصين.
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض مخاوف الإصابة بالبقّ مبررة إلى حد ما، يقول طبيب الأمراض الوبائية هادي مراد :" إن الصعوبة تكمن في مكافحة هذه الحشرة، التي طورت من مقاومتها لكثير من المبيدات الحشرية".
ويرى الخبير السابق في منظمة الصحة العالمية والاستشاري في علم الأمراض الوبائية دفع الله علم الهدى، أنه يقع على عاتق المختصين توعية الجمهور بضرورة أخذ الحيطة والحذر، واتباع إجراءات السلامة العامة لتجنب الإصابة.
كيف تتجنب بقّ الفراش؟
• احرص دائما على نظافة وفحص كل زوايا وشقوق الأسِرَّة والمراتب في منزلك، واستخدم المكنسة الكهربائية لشفطها.
• تفقد نظافة ملابسك وأغراض الشخصية، ففضلات بقّ الفراش تعلق على الأقمشة وتترك بقعا بنية اللون، وفي حالات تكون ذات رائحة كريهة.
• ينصح بغسل أغطية الفراش والملابس على درجة حرارة 60 مئوية أو أكثر.
وفي حال سفرك:
• تفقد نظافة الفندق أو مكان الإقامة، وفي حال وجدت بقا غادر على الفور.
• اختر حقيبة محكمة الإغلاق مصنوعة من البلاستيك وليس القماش، فالبقّ لا يستطيع الالتصاق به.
• ضع نوعا من المبيدات الحشرية غير الضارة بين ملابسك وداخل أمتعتك الشخصية.
ما هي اعراض الاصابة بلدغة بق الفراش؟
عادة ما يقوم بقّ الفراش بلدغ الجسم أثناء فترة النوم، وتعد المناطق المكشوفة من الجلد الأكثر عرضة، وفي الحالات البسيطة فإن اللدغة تترك بقعا وردية اللون، وتؤدي إلى حكة شديدة.
وفي الحالات المتقدمة يكون البقّ قادرا على التسبب في مشاكل كبيرة؛ ومن ذلك طفح جلدي شديد
وعن طرق العلاج يقول الاستشاري في علم الأمراض الوبائية دفع الله علم الهدى :" في الحالات البسيطة فإن مضادات الحساسية من حبوب ومراهم موضعية تفي بالشفاء، أما في الحالات المتقدمة قد نعطي المريض أدوية مساعدة على النوم".
وينصح علم الهدى عند التعرض للدغة البقّ بالاغتسال وعدم حك الجلد حتى لا يزيد الوضع سوءا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فرنسا الأمراض الوبائیة فی الحالات
إقرأ أيضاً:
ما وراء انتشار كاميرات المراقبة في العاصمة الأفغانية كابل
كابل- منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب 2021، شهدت العاصمة الأفغانية كابل توسعا كبيرا في شبكة كاميرات المراقبة لتعزيز الأمن ومراقبة الحركة داخل المدينة وضواحيها، حيث كانت كابل، قبل عودة الحركة، تحتوي على حوالي 850 كاميرا فقط.
وفي عام 2023 ارتفع عددها إلى نحو 62 ألفا في مختلف أنحاء المدينة، وفي فبراير/شباط الماضي وصل عدد الكاميرات إلى حوالي 90 ألف كاميرا مراقبة، وتم تركيب عشرات الشاشات الكبيرة في مقر الشرطة الأفغانية لمتابعة حياة قرابة 6 ملايين شخص في كابل.
وحسب وزارة الداخلية الأفغانية، ساهمت هذه الكاميرات في تعزيز الأمن العام والقبض على المجرمين وتراجع معدلات الجريمة بنسبة 35% بين عامي 2023 و2024 في العاصمة كابل.
وقال عبد المتين قانع المتحدث باسم الوزارة للجزيرة نت إن كاميرات المراقبة تلعب دورا إيجابيا وبنّاء للغاية في تحسين الأمن وخفض معدلات الجريمة واعتقال المجرمين في الوقت المناسب، وأكد أنهم يخططون لنصب المزيد منها في مداخل المدينة ومخارجها.
ومن غرفة التحكم داخل مقر الشرطة الأفغانية، يوضح المتحدث باسم الشرطة خالد زدران أنهم يراقبون العاصمة بأكملها من هذه الغرفة، وأنهم عندما يشاهدون مجموعة من الأشخاص يتعاطون المخدرات أو يشتبهون في تحركاتهم، يتصلون على الفور بالشرطة الموجودة في تلك المنطقة للتحقق من الأمر والتواصل مع مركز القيادة.
إعلانويضيف زدران للجزيرة نت أن هذه الكاميرات نُصبت على ارتفاعات عالية، وعندما يكون الجو صافيا، يمكنهم رؤية الأشخاص والأحداث بوضوح حتى على بُعد كيلومترات، حسب كلامه.
كما تتحكم غرفة المراقبة -وفق زدران- بالسيارات والمشاة، ويتمتع نظام المراقبة أيضا بالقدرة على التعرف على الأشخاص من خلال وجوههم، مع تصنيف كل وجه حسب العمر والجنس، وتُستخدم كاميرات التعرف التلقائي على لوحات أرقام السيارات، وفي حال حدوث أي عطل فيها، يتم إرسال فريق متخصص على الفور لإصلاحه.
وحسب السلطات الأمنية، يدير غرفة المراقبة أكثر من 30 موظفا يراقبون العاصمة كابل باستمرار عبر هذه الكاميرات، ويُبلغون مسؤولي الأمن عن أي أنشطة مشبوهة. يقول زدران للجزيرة نت "أثبتت هذه الكاميرات دورا حاسما في الحفاظ على الأمن العام، ونحن نراقب عناصر الشرطة والأمن في نقاط التفتيش ونقيم أداءهم في التعامل مع الناس".
في المقابل، ترى منظمة العفو الدولية أن تركيب هذه الكاميرات، التي تصفها حكومة طالبان بأنها "مصلحة وطنية وأمنية"، محاولة لاستمرار سياسات طالبان ضد الشعب وخاصة النساء.
وتضيف المنظمة أن ذلك قد "يؤدي إلى انتهاك الحقوق الأساسية للأفراد، وخاصة النساء في الأماكن العامة، وأن البنية التحتية للمراقبة قد تقوض الخصوصية وحرية التعبير في أفغانستان، ولا يوجد قانون أو آلية تنظم استخدام مثل هذه الكاميرات، إضافة إلى وجود مخاوف من اختراق هذه الأجهزة من قبل المعارضين لحكم طالبان".
وردا على هذه المخاوف، يقول زدران إن المعلومات التي تخزن في هذه الكاميرات لا تُستخدم لأغراض أخرى، والوصول إليها يجب أن يمر عبر خطوات صعبة، وتُحذف تلقائيا بعد 3 أشهر من تسجليها. ويؤكد أن نظام المراقبة لا يشكل تهديدا لأحد ولا ينتهك خصوصية أحد و"هو موجود في جميع البلدان المتطورة ودوره في ضبط الأمن مهم جدا".
يقول خبراء الأمن في أفغانستان إنه لا يمكن التقليل من أهمية نصب الكاميرات بهدف ضبط الأمن في كابل والمدن الرئيسة الأخرى.
إعلانويوضح الخبير الأمني جاويد بامير للجزيرة نت أن "فكرة نصب الكاميرات لأغراض أمنية فكرة جيدة، وتمكنت طالبان من تنفيذها ولكن ما زال أمامها شوط كبير، يجب تسجيل جميع شرائح الهواتف وترقيم المنازل وربط المطارات بالحدود البرية، حتى يعرف من يدخل البلاد ومن يخرج منها. كاميرات المراقبة ضرورة أمنية، ولكن لا ينبغي التدخل في الحياة الخاصة للناس".
لكن بعض الأشخاص وخاصة عناصر القوات الأمنية في الحكومة السابقة ونشطاء حقوق الإنسان أو الذين شاركوا في المظاهرات ضد حركة طالبان، يشعرون بعدم القدرة على التحرك بحرية كاملة لأنهم قلقون على حياتهم.
ومن ناحية ثانية يقول سكان بالعاصمة كابل إن قيادة شرطة العاصمة طلبت من العائلات شراء الكاميرات التي يتم تركيبها بالقرب من منازلهم أو دفع ثمنها.
أحمد كريم الذي يعيش في شمال العاصمة كابل، قال للجزيرة نت "طلب منا دفع الثمن أو شراء كاميرات ونصبها قرب المنازل، وفي حال رفض طلب الشرطة، أنذرنا بقطع الكهرباء والمياه في غضون 3 أيام".