هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية اليوم
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
هي سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها كيان العدو الإسرائيلي تمهيدا لإحتلال قطاع غزة.
سياسة يكشفها حجم المتفجرات والقذائف المحرمة دوليا التي ألقتها إسرائيل على غزة خلال أقل من أسبوعوهي توازي ما ألقته الولايات المتحدة الأميركية على أفغانستان خلال عام كامل وفق خبراء.
وفي إستكمال لأهدافه ضمن هذه السياسة ألقى جيش الإحتلال منشورات من الطائرات تدعو سكان غزة بالتوجه نحو الجنوب مطالبة إياهم بإخلاء منازلهم حتى إشعار آخر فيما ردت كتائب القسام باستهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد المحتلة بصاروخ عياش 250.
لم يكد يغادر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الأراضي المحتلة حتى وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ليشارك في اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بهدف البحث في دعم البنتاغون العسكري لإسرائيل...
في الشارعين العربي والإسلامي كانت جمعة (طوفان) فجرت الغضب الشعبي تضامنا مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي بيروت التي وصل اليها بعد بغداد اكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ان المهم هو امن لبنان والحفاظ على الهدوء فيه مقترحا عقد اجتماع لقادة المنطقة للبحث في الاوضاع.
عبد اللهيان إذا لم تتوقف فورا جرائم الحرب المنظمة التي يرتكبها العدو فإنه من الممكن تصور أي إحتمالية.
على صعيد آخراكدت مصادر متابعة ان توقف الحفر على عمق 3700 متر في البلوك رقم 9 هو بهدف اجراء المزيد من التحاليل للطبقات الجيولوجية المتراكمة على طول نفق الحفر والتي فاجأت فريق عمل عمليات الحفر بأكثر من عمق وهذا أمر ممكن ومتعارف عليه في هكذا أعمال استكشافية خصوصا في اعالي البحار.
مقدمة نشرة أخبار الـ"أم تي في"
وفي اليوم السابع لم يتوقف القصف على غزة، ودفعت الصحافة اللبنانية الثمن. فاسرائيل استهدفت بقصفها علما الشعب الجسم الاعلامي، فسقط المصور عصام عبد الله من وكالة "رويترز".
الذنب الوحيد للزميل عصام عبد الله انه أراد ان يصور الحقيقة للناس، وانه جند خبرته ليكشف اعتداءات اسرائيل على الحدود الجنوبية.
ولكن عبد الله لم يستطع اليوم ان يستكمل عمله، ولم يسمح له ان يلاحق الخبر الى النهاية، لانه أصبح هو الخبر!
ومع عصام عبد الله جرج من الجزيرة زميلان هما كارمن جوخدار التي بترت رجلها وايلي براخيا.
استهداف الصحافيين بهذا الشكل يشكل اعتداء موصوفا ويعتبر في مثابة جريمة حرب، وخصوصا ان جميع الزملاء المستهدفين كانوا اتخذوا اجراءات وتدابير تثبت انهم صحافيون!
فهل استهدافهم مدروس ومتعمد لاخافة الجسم الاعلامي ومنعه من نقل الحقيقة الى الناس؟
في انتظار الجواب، تحية الى روح الزميل عبد الله، وتحية الى الزميلين الجريحين كارمن جوخدار وايلي براخيا ، مع التمني ان تتحد جراحات الجسم الاعلامي اللبناني مع جراحات ابناء غزة ، عل ليل الاحتلال ينجلي عن فلسطين، وعل فجر التحرر والحرية يطلع من جديد.
وكانت التحركات الاحتجاجية ضد ما يحصل في غزة عمت اليوم المناطق، من الشمال الى الجنوب ، مرورا بالبقاع.
ابرز التظاهرات دعا اليها حزب الله في الضاحية الجنوبية، و قد اكد فيها نائب الامين العام نعيم قاسم ان الحزب يتابع خطوات العدو خطوة خطوة ولديه جهوزية كاملة، وانه متى سيحين وقت اي عمل، سيقوم به.
لكن قاسم لم يحدد متى يحين وقت العمل لدى حزب الله، علما ان وثيقة استخباراتية اميركية مصنفة سرية للغاية نشرتها صحيفة واشنطن بوست كشف فيها ان هناك نوعا من قواعد الاشتباك بين الحزب واسرائيل تنص على اظهار القوة لدى الطرفين مع تجنب التصعيد.
في الاثناء، انشغل لبنان بزيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الذي التقى المسؤولين اللبنانيين. لكن زيارة المسؤولين اليوم لم تحصل طبعا الا بعدما التقى عبد اللهيان ليل امس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
اللافت ان عبد اللهيان أجل مؤتمره الصحافي الى الغد، اي بعد زيارة دمشق التي عجز عن زيارتها امس بسبب القصف الاسرائيلي الذي استهدف مطاري حلب ودمشق.
وعليه، فان الموقف الايراني الحقيقي سيعلن غدا، اي بعد التشاور مع القيادة السورية.
فماذا سيقول عبد اللهيان؟ وهل سيكون هناك موقف جديد انطلاقا من جولة المشاورات التي اجراها؟ هذا على صعيد البر.
وأما في البحر فخيبة لبنانية من جراء انتهاء الحفر في البلوك رقم 9 من دون العثور على غاز. فهل قدر لبنان ان يلاحقه سوء الطالع، وكما في البر كذلك في البحر؟...
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
طافت الامة باهلها نصرة لطوفان الاقصى، وعلت الهتافات فوق هدير البوارج والطائرات مؤكدة ان كل الاحتمالات مفتوحة نصرة للشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب ابادة صهيونية اميركية...
سباق بين التطورات الميدانية والمساعي الدولية تحت وابل من الحقد الصهيوني الاميركي الذي يحاصر غزة واطفالها الذين يدفنون تحت انقاض منازلهم...
وتحت كل هذا الحقد والتهويل بقيت المقاومة على صلابتها مستمدة العزيمة من ثبات اهلها، فعادت بعياشها صاروخا جديدا بمدى بعيد اطلق من غزة نحو الشمال، اصاب صفد التي تبعد ما يقارب المئتي كيلومتر عن غزة...
وسمعه وزير الحرب الاميركي الذي حضر بترسانته الى تل ابيب مساندا مجلس حربها باجرامه في غزة..
وعن الاجرام صهيوني، وعن التداعيات كان حديث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الذي زار بيروت وجال على المسؤولين، وتم تقييم الأوضاع والمواقف الدولية والإقليمية والنتائج المحتملة، كما جرى التشاور حول المسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع، والمواقف الواجب اتخاذها...
وأما واجبات حزب الله فيعرفها تماما كما قال نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم امام الجموع المحتشدة في الضاحية الجنوبية لبيروت نصرة لغزة، فنحن حاضرون وجاهزون بجهوزية كاملة، ونتابع لحظة بلحظة قال الشيخ قاسم، ولن تؤثر الاتصالات في الكواليس التي جرت من قبل دول كبرى وغيرها مطالبة بأن لا يتدخل الحزب في المعركة.
فالحزب يساهم بالمواجهة وسيساهم ضمن رؤيته وخطته، ومتى يحين وقت اي عمل سيقوم به...
وأما ما قام به الحزب عصر اليوم من استهداف لعدة مواقع صهيونية عند الحدود فجاء ردا على الاعتداءات التي طالت العديد من القرى الجنوبية...
قرى جبل ترابها بحبر الصحافة ودمها مع استشهاد مصور وكالة رويترز عصام عبد الله واصابة اعلاميين آخرين بقصف صهيوني على علما الشعب...
قناة المنار التي تقدر هذا الدم الذي سفك غيلة، وتعرف معنى الشهادة، تتوجه من الجسم الاعلامي ومن ذوي الشهيد بأحر التعازي والمواساة...
مقدمة نشرة أخبار الـ"أو تي في"
آلة القتل الاسرائيلية لا تشبع.
لم تشبع قبل عام 1948، ولا بعد تأسيس الكيان الغاصب، ولا من الدماء التي سالت في سلسلة الحروب المتتالية والاعتداءات اللامتناهية على الشعب الفلسطيني وسائر شعوب المنطقة.
ولم تشبع لبنانيا بالتحديد، لا من قصف القرى في الستينات، ولا من اجتياحي 1978 و1982، ولا من عمليتي 1993 و1996، ولا من حرب تموز 2006، ولا من الكم الهائل من المجازر المرتكبة في حق الابرياء والشيوخ والنساء والاطفال على مر السنين.
وأما اليوم، وفيما يدمر الاجرام الاسرائيلي غزة فوق رؤوس أهلها، وينذرهم بالنزوح الى جنوب القطاع، تتواصل انتهاكاته للسيادة اللبنانية، لينال اجرامه مساء من الاعلام اللبناني، حيث استشهد صحافي زميل، واصيب آخرون في علما الشعب.
وامام واقع الحرب المفتوحة على كل الاحتمالات، وفي ضوء مشهد الدمار وخسارة الأرواح، سلسلة ملاحظات:
أولا، وجوب الوقوف الى جانب حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والظلم ومحاولات الابادة الجماعية.
ثانيا، تأمين كل الظروف لضمان استقرار الاوضاع في لبنان وعدم الانجرار او الاستدراج.
ثالثا، رفض اي مس بسيادة لبنان واي استخدام للاراضي اللبنانية من اي طرف غير لبناني كمنطلق لعمليات عسكرية. اما اذا حصل اي اعتداء على لبنان، فالحق بالرد والتصدي طبيعي ومشروع.
واليوم، تصادف الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين للثالث عشر من تشرين الاول 1990، الذي يبقى على مر العقود رسالة الى كل الاحرار في العالم، بأن القضايا المحقة لا تموت، طالما لا تتخلى عنها الشعوب الحية، مهما طال الزمن.
مقدمة نشرة أخبار الـ"ال بي سي"
لعلها من المرات النادرة في تاريخ الحروب، ان طرفا يعلن الحرب، والطرف الثاني يعلن شروطه.
حركة حماس أعلنت الحرب على إسرائيل في عملية نوعية السبت الماضي، اخترقت فيه جار غزة ودخلت المستوطنات الاسرائيلية.
حماس كسبت الجولة الأولى في "حرب المباغتة" ولكن اسرائيل استردت المبادرة في "حرب التدمير" لتعلن في اليوم السادس شرطها الأول: الطلب من أهل شمال غزة الانتقال إلى جنوب غزة، فماذا يعني ذلك؟ يعني انها تريد احتلال نصف مساحة غزة ولكن من دون أهلها، فيكون الجنوب بين حدود البحر ومصر وإسرائيل.
جاء هذا المطلب بعدما راج في بداية الحرب أن إسرائيل تريد تهجية أبناء غزة إلى سيناء، لتضع يدها على ما تبقى منن ارض فلسطينية لها منفذ على البحر.
إلى أي مدى يمكن لهذا الهدف أن تحققه إسرائيل؟ التاريخ المعاصر يضيئ على المعطيات التالية:
اسرائيل احتلت القدس وأعلنتها عاصمة ابدية لدولتها.
إسرائيل ضمت الجولان .
اسرائيل انسحبت من سيناء ولكن مقابل السلام مع مصر وليس مع الفلسطينيين.
هذه هي العناوين الكبرى اليوم ، لكن التطورات العسكرية نهارا كادت ان تكون ثانوية حتى ولو استخدمت حماس الصاروخ الأكثر فاعلية لديها : عياش، ولكن تطورات المساء واستهداف اسرائيل للصحافيين في علما الشعب قلبت الصورة حيث دفعت الصحافة اللبنانية ثمنا بالدم نتيجة القصف الذي استهدفها.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الجديد
لم تفتح جبهة الجنوب، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح النار على الطواقم الصحافية واستهدف بقصف مباشر فرق رويترز والجزيرة ووكالة الصحافة الفرنسية ما أدى إلى استشهاد الزميل عصام عبد الله من وكالة رويترز.
وبآلة النار شطرت اسرائيل جسد عصام واغتالت روحه وجسده وعدسته التي جال بها على حروب العالم والتقط عبرها جرائم الحرب. فيما أعلنت الجزيرة إصابة الزميلين كارمن جوخدار وإيلي براخيا بجروح وكريستيا عاصي من وكالة الصحافة الفرنسية في قصف إسرائيلي استهدف بلدة علما الشعب والنقطة التي يتمركز فيها الإعلاميون لتغطية الأحداث في منطقة علما الشعب عند الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هي ليست المرة الأولى التي يغتال فيها الاحتلال الصوت والصورة بهدف التعمية على جرائمه باستهداف مركز وبإحداثيات مقصودة وبأوامر مباشرة إمعانا في ارتكاب المجازر.
وصحافيو لبنان كزملائهم في فلسطين المحتلة وقطاع غزة يحملون دماءهم على أكفهم لنقل الخبر قبل أن يصبحوا هم الخبر في حرب مع عدو لا يميز بين مدني وصحافي لينضم الزميل عصام عبدالله إلى قافلة الشهداء ويتوحد الدم الإعلامي الفلسطيني واللبناني على أرض معركة واحدة هي القيام بالواجب المهني.
هو اعتداء مباشر على مواطنين لبنانيين يؤدون واجبهمبسلاح العدسة والقلم فجوبهوا بالرصاص والقذائف في خرق واضح وفاضح لكل المعايير الدولية في عدم استهداف الصحافيين والإعلاميين لكن هل تنفع قوة القانون في ردع قانون القوة الذي تستخدمه حكومة الحرب الإسرائيلية ضد الإعلام كما ضد المدنيين في لبنان كما في فلسطين.
ففي اليوم السابع على المعركة واصلت آلة الحرب الإسرائيلية شن عدوانها الجوي والبحري على قطاع غزة وانفلات قادتها من عقالهم أدى إلى حصد المئات من أرواح المدنيين الفلسطينيين وشطب عائلات بأكملها من سجلات النفوس وجلهم من الأطفال.
وفي اليوم السابع تقدم الشارع على حكامه فلبى الآلاف النداء وملأ الطوفان البشري العواصم العربية ومدنا أخرى فتوحدت الساحات على نصرة فلسطين من أقصاها إلى قطاعها.
لم تفتح الحدود أمام الحشود للزحف نحو القدس ولكن الرسالة وصلت...
ومن تلك الساحات جرى ضخ الدعم المعنوي في شرايين المعركة التي دخلت يومها السابع على شارة نصر محقق بالصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية وإنجازاتها البرية والبحرية والجوية والأهم استخدام السرية في العمل المقاوم فكانت سلاح المعركة الأكثر فتكا ومعه كشفت الفصائل المقاومة المفاجأة تلو الأخرى بما في جعبتها من أسلحة وصواريخ قدمت دفعتها الجديدة اليوم بصاروخ "عياش" الذي وصل إلى ما بعد بعد تل أبيب.
وعلى إنجازات المعركة في مراحلها الأولى خرقت أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة زيارتان متتاليتان على جناح الدعم الأميركي المطلق لحكومة الحرب برئاسة بنيامين نتنياهو...
وما إن غادر وزير الخارجية أنطوني بلينكن تل أبيب متوجها إلى الأردن ومنها إلى قطر على بند التفاوض بشأن الأسرى حتى وصلها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي كرر لازمة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وما لم يقله رئيس الديبلوماسية الأميركية عن المليارات من الدولارات المقتطعة من أموال الشعب الأميركي وصرف المليارات على دعم إسرائيل بالسلاح وبالعتاد الحربي فضحه الكونغرس الأميركي حيث أفادت مارجوري تايلور غرين عضو مجلس النواب الأميركي أن هناك احتمالا كبيرا في أن "حماس" استلمت أسلحة أميركية تستخدمها ضد إسرائيل من أوكرانيا وأفغانستان.
وكتبت غرين على منصة "إكس" في وقت سابق "نحن بحاجة إلى العمل مع إسرائيل لتتبع الأرقام التسلسلية لأي أسلحة أمريكية تستخدمها "حماس" ضد إسرائيل وتساءلت هل أتت من أفغانستان؟ هل أتت من أوكرانيا؟ من المحتمل جدا أن تكون من كلا البلدين".
وهذه الشهادة سوف تصرف على أرض الميدان في غزة عندما يرتكب العدو الإسرائيلي مغامرة اجتياح القطاع برا وعندما يواجه جنوده وآلياته بنيران من أسلحة حليفة وصديقة.
أما خطة تهجير أهل غزة ورميهم في صحراء سيناء فهو أمر لا يمكن تحقيقه مهما بلغ حجم الإغراءات والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لن يأتي بأحفاد الإخوان إلى الكرم المصري.
وبما أن معركة غزة فرزت المحاور فقد قام وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بالمرحلة الثانية من جولته بين بغداد وبيروت فدمشق وقبل أن يختم الجولة على المسؤولين اللبنانيين ومن بينهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بمؤتمر صحافي يعقده غدا قال خلاصة ما سيقوله من وزارة الخارجية اللبنانية إن المهم بالنسبة لإيران هو أمن لبنان والحفاظ على الهدوء فيه وهذا هو هدف زيارتي وأقترح عقد اجتماع لقادة المنطقة للبحث في الأوضاع.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة عصام عبد الله عبد اللهیان علما الشعب حزب الله فی الیوم ولا من فی غزة
إقرأ أيضاً:
من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى
في مدينة بيالي الأوغندية، بعيدًا عن ضجيج الحرب وضياع الأحلام في السودان، يروي آلاف اللاجئين السودانيين قصصهم التي تتأرجح بين المعاناة والنجاح في المنافي القسرية. من بين هؤلاء، تبرز حكاية الموسيقار سعود، الذي كان يسكن منطقة الخوجلاب بمدينة بحري قبل أن تدفعه الحرب إلى مغادرة وطنه، تاركًا خلفه ذكريات عمر كامل، ليبدأ رحلة جديدة في معسكرات اللجوء.
كمبالا: التغيير
الحرب التي تجاوزت عامًا ونصف أجبرت آلاف الأسر السودانية على النزوح القسري، حيث بحثوا عن الأمان داخل البلاد وخارجها. يعيش معظمهم في ظروف إنسانية صعبة، تعكس حجم المعاناة التي فرضها النزاع على حياتهم اليومية.
سعود، المتخصص في العزف على البيانو والجيتار والكمنجة، يصف مسيرته الفنية بأنها رحلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، بدأت منذ طفولته في الحفلات المدرسية، واستمرت بالدراسة في معهد الموسيقى والمسرح، الذي أصبح لاحقًا كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان.
لحظة قاسيةيقول سعود: “الموسيقى كانت جزءًا من حياتي حتى قبل الحرب، لكن النزوح أضاف لها أبعادًا جديدة. رغم أصوات الرصاص التي أحاطت بنا، كانت الموسيقى دائمًا بداخلي؛ المعاناة كانت مصدر إلهام، وبدل أن تقيدني، فتحت لي آفاقًا للإبداع”.
عبر سعود مع أسرته الحدود إلى أوغندا، متجهًا إلى معسكر نيومانزي عبر منطقة اليقوا بجنوب السودان. يصف لحظة وصوله بأنها كانت قاسية: “كنا في حالة مزرية، وكانت ذكريات الوطن تطاردني. تركنا خلفنا كل شيء، ووجدنا أنفسنا أمام واقع جديد تمامًا”.
وسط هذه الظروف، كانت الموسيقى طوق النجاة. أطلق سعود مبادرة لدعم اللاجئين نفسيًا عبر الموسيقى، حيث شكّل فرقًا صغيرة من الأطفال والشباب لتقديم جلسات غنائية ودعم نفسي. يروي سعود: “في أول حفل نظمته، رأيت الدموع في عيون الناس، خاصة النساء. قالوا لي إن الأغاني أعادتهم إلى السودان، فبكيت معهم”.
تدريب الأطفالرغم التحديات، استمر سعود في تقديم تدريبات موسيقية للأطفال والشباب، على الرغم من انعدام الكهرباء وضيق المساحات في المعسكر. أنتج ست مقطوعات موسيقية خلال إقامته، لكنه لم يتمكن من تدوينها لعدم توفر النوتات الموسيقية.
يعاني اللاجئون السودانيون من أوضاع نفسية صعبة، حيث تلاحقهم ذكريات الفقد والنزوح القسري. ورغم ذلك، يواصل الكثيرون، مثل سعود، صناعة الأمل وسط الألم.
يقول سعود: “الموسيقى ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي رسالة أمل وسلام. سأستمر في استخدامها لتوحيد السودانيين وإعادة بناء الوطن”. في معسكرات اللجوء، تبقى أصوات الفنانين السودانيين شاهدًا على قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى إبداع، وعلى قوة الموسيقى في خلق حياة جديدة حتى وسط أقسى الظروف.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في يوغندا معسكر بيالي للأجئين يوغندا