البوابة نيوز:
2024-12-20@18:35:49 GMT

أكتوبر.. العبور من الانكسار إلى الانتصار (2-2)

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

فى مقالى هذا، أستكمل حديثى عن انتصارات أكتوبر المجيدة، وتجلياتها الشعبية، وهو حديث بدأته فى المقال السابق، وأرى أنه يستحق مقالات عدة للتحدث عن مدى التأثير النفسى والاجتماعى والشعبى الذى أحدثته تجليات هذا النصر فى نفوس المصريين. 

إن الصورة التى تجلت بها حرب أكتوبر المجيدة فى أدبنا الشعبي، عبر أنواعه المختلفة، تستحق منا أن نكتب عنها العديد من المقالات التى تبرز هذه التجليات المهمة على كافة مستوياتها.

ولقد رأينا القصيدة الشعبية التى توقفت بالتفاصيل عند الدور المهم للقيادة السياسية المصرية، ممثلة فى دور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ودور كبار القادة، ودور الجيش المصري، ضباطًا وجنودًا، وكذلك دور الحشد الشعبى المؤمن بقضايا وطنه، وكذلك دور الدول العربية، قيادات وشعوبا، وهى أدوار خلدها الوجدان الشعبى المصري، بل العربي.

إن الصورة التى لا يزال المصريون يختزنونها للرئيس السابق محمد أنور السادات، صورته الحاسمة، مرتديًا بدلته العسكرية، بل هى الصورة نفسها، التى كثيرًا ما أجدها معلقة على حوائط معظم البيوت المصرية، خاصة بيوت هؤلاء الفقراء فى ضواحى مصر المحروسة، المؤمنين بدور الرئيس الراحل، والجيش المصري، والمحبين لوطنهم. ولعل المصريين وهم يختزنون هذه الصورة، إنما يربطون هذه الصورة، وصاحبها بهذا النصر الذى أعاد للمصريين جزءًا كبيرًا من كرامتهم وثقتهم بأنفسهم. وبقدر ما تحمل هذه الصورة دلالة على ارتباط الشعب المصرى بجيشه، ممثلًا فى شغفه ببدلة قائده العسكرية، فإنها تحمل دلالة، لا تقل عنها أهمية، وهى أن الشعب المصرى شعب لا يمل من حمل السلاح؛ دفاعًا عن أرضه وعرضه ووطنه.   

قولوا ياما أحلاها بلادي فيها يسكن ريم الوادي

ياما أحلى مصر الغالية هَلْها ناس عزاز عليَّه

وليها نيل غزير الميه   والشمس والجو الهادي

هذه كلمات لشاعر شعبى مصرى مهمش هو عبد الصادق البدرماني، شاعر واحاتي، التقاه وجمعها منه الباحث أمين رسمى عبد الصمد، فى رسالته للماجستير، وهى جزء صغير من قصيدته التى يتغنى فيها بحبه لهذا الوطن، وفخره بانتمائه إليه. وعندما نتأمل موروثنا الشعبي، القولى منه والمادي، سنجده مليئًا بتلك الإبداعات التى ترتبط بالأحداث السياسية المهمة فى تاريخنا المصرى القديم منه والحديث. ولاشك أن من بين هذه الأحداث السياسية الكبرى التى توقفت عندها الذاكرة الشعبية المصرية، حرب أكتوبر. فانتصار أكتوبر حظى بدرجة كبيرة من الاهتمام والحفاوة فى ذاكرة المصريين؛ نظرًا إلى أنه الانتصار الذى أعاد الكرامة إلى الذات المصرية والعربية، بعد هزيمة كادت أن تقضى على روح المصريين بل روح العرب. فبالرغم من كارثية نكسة عام ١٩٦٧، فإن الروح الشعبية سرعان ما حاولت أن تستنهض الهمة المصرية، والدعوة إلى عدم الاستسلام. لذلك نجد أدبنا الشعبى المصرى ينتبه إلى ضرورة عودة الروح فى جسد الجيش المصري، بل فى جسد المصريين، واعتبار هزيمة ١٩٦٧ ثأرا لابد من أخذه فى أقرب وقت ممكن. وهو ما يعبر عنه أحد الشعراء الشعبيين بقوله:

بعون الكريم يا سينا حكم المسلمين عوَّاد  ونغز رايات السعد من رابعة لبير العبد

واللى جرى أول من صنعة الفسّاد  ربى يجبر صوابنا ونعمر اللى انهد

واللى تجيب التار أم اصبع وزناد  والملح لن ثار ما يختشى من حد

نور النبى عين تروى كل ورَّاد واللى طنيبه رسول الله ما ينهزم من عبد

فهذا الشعور القومى والديني- بحسب قول خطرى عرابي، الذى قام بجمع هذا النص- يخلق فى الشاعر والمتلقى الأمل فى الانتصار، والأمل فى الأخذ بالثأر ما بين عشية أو ضحاها، بحسب قول الشاعر نفسه فى قصيدة شعبية أخرى، جمعها د. خطري:

لا تحسبوا اللى صار يظلَّه على مجراه  مادام فى العرب من ينقل البارود

الله ولا غيره يجبر كسر الإسلام  وما بين صبح ومسا تلقى النقا مردود

*أستاذ الأدب الشعبى بكلية الآداب، جامعة القاهرة

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

أنجلينا جولى:ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺎرﻳﺎ ﻛﺎﻻس ﺣﻠﻢ وﺗﺤﻘﻖ

تدربت على الغناء الأوبرالى من أجل "ماريا"

تعود النجمة العالمية أنجلينا جولى بقدمين ثابتتين إلى الشاشة الفضية، فمنذ أدائها فى فيلم Eternals لعام 2021، انقطعت جولى لفترة عن السينما، حتى عادت بقوة من خلال فيلم السيرة الذاتية ماريا Maria.
تُعد أنجلينا جولى واحدة من أبرز نجمات هوليوود، حيث قدمت مجموعة من الأفلام التى تركت بصمة واضحة فى عالم السينما، منذ بداياتها وحتى اليوم، استطاعت «جولى» أن تتنوع فى أدوارها وتثبت موهبتها الفريدة، وتزيد هذا التاريخ المميز بفيلم ماريا الذى يعتبر تحديا لها فى تجربتها عن تقديم السيرة الذاتية لأحد أشهر نجمات الأوبرا العالمية. 
كشفت النجمة العالمية، أنجلينا جولى، عن ارتباطها العاطفى العميق بأسطورة الأوبرا ماريا كالاس، وصفت جولى، دور كلاس بأنه «حلم»، مؤكدة أنها «تأخذ على محمل الجد مسئولية حياة ماريا وإرثها»، وأوضحت: «أقدم كل ما لدى لتلبية التحدى»، حيث كان لماريا كلاس، تأثير كبير على فن الأوبرا، باعتبارها «أعظم صوت فى القرن العشرين»، تمكنت من تطويع موهبتها الصوتية وقدرتها على غناء مجموعة واسعة من الأدوار الخالدة.
وأوضحت أن هذا الدور الذى جسدت فيه شخصيتها، عزز من إدراكها لمشاعر العزلة.
وكشفت أنها «كادت يُغمى عليها» أثناء تصوير الفيلم، حيث انغمست الممثلة بالكامل فى عالم كالاس قبل التصوير، وتلقت دروسًا فى اللغة الإيطالية ودرست لقطات لمغنية الأوبرا الشهيرة لتحسين وقفتها الرشيقة وصوتها الغنائى.
فى الفيلم، تم مزج غناء أوبرا أنجلينا مع تسجيلات حقيقية لكالاس، وقالت جولى،«عندما بدأت الغناء لأول مرة، كنت أشعر بالإغماء بعد كل مرة غنيت فيها تقريبًا، ولم أستطع أن أفهم تمامًا أن جسدى لم يكن قويًا بما فيه الكفاية.. الغناء الأوبرالى مثل الرياضة إنه أحد أكثر الأشياء التى تتطلب جهدًا بدنيًا والتى يمكنك القيام بها».
وعن استعداداتها للدور قالت، أخذت دروسا فى الغناء لأكون قادرة على تجسيد شخصية كالاس، وهو رهان يتسم بجرأة كبيرة وجعلنى «متوترة جدا».
وقالت جولى «أمضيت نحو سبعة أشهر وأنا أتدرب»، شاكرة بابلو لارين الذى جعلها تغنى «للانطلاق من غرفة صغيرة وصولاً إلى مسرح لا سكالا» فى ميلانو. وأضافت «لقد منحنى الوقت للتقدم لكننى كنت أخشى ألا أكون أهلاً للمهمة».
وتابعت «كنت أحب موسيقى البانك أكثر من الأوبرا ومختلف أنواع الموسيقى، لكننى كنت أستمع أكثر إلى فرقة ذى كلاش (فرقة روك بريطانية)».
وتابعت «النقطة المشتركة بيننا هى اللطف الكبير وعدم إمكان التعبير علناً عن هذا اللطف»، مشيرة إلى أن أهم نقطة مشتركة بينهما هى «الضعف».
تم عرض فيلم Maria الذى أثار ضجة كبيرة بالفعل بعد إصدار المقطع الدعائى على Netflix فى 11 ديسمبر، وفى العرض، تألقت أنجلينا بفستان مخملى أسود مكون من قطعتين، يضم بنطالاً وبلوزة بأكمام طويلة، ولقد قامت بإقران المظهر مع حذاء بكعب أسود أنيق وحافظت على اكسسواراتها بسيطة.
ويتمحور العمل على المرحلة الأخيرة من حياة ماريا كالاس والتى أمضتها المغنية الشهيرة داخل شقتها الباريسية فى ظل أجواء حزينة، مذ تركها حب حياتها صانع السفن اليونانى الشهير أرسطو أوناسيس ليرتبط بالسيدة الأمريكية الأولى السابقة جاكى كينيدى.
وكانت ماريا كالاس نجمة بارزة فى عصرها، إن مسيرتها الغنائية الاستثنائية التى أدت خلالها عروضاً على أرقى المسارح من لا سكالا فى ميلانو إلى أوبرا باريس، أدت لعلاقتها الغرامية المضطربة لتسعة أعوام مع أوناسيس والتى حظيت بمتابعة إعلامية كبيرة. وقد توفيت المغنية عن 53 سنة.
تظل أنجلينا جولى واحدة من أبرز نجمات هوليوود، حيث قدمت مجموعة من الأفلام التى تركت بصمة واضحة فى عالم السينما، سواء كانت فى أدوار الأكشن أو الدراما أو الفانتازيا، أثبتت جولى موهبتها الفريدة وقدرتها على تقديم أداء مميز فى كل دور تجسده.
الجميع يعرف اسم أنجلينا جولى، لكونها ممثلة سينمائية محبوبة، ولكن لإسهاماتها الكثيرة جداً على المستوى الإنسانى، وأعمالها الخيرية فى دول كثيرة حول العالم.
يمكن القول عنها ببساطة إنها امرأة اختارت أن تُكرّس حياتها لذلك الهدف النبيل، وهو أن يكون العالم مكاناً أفضل، أن يعيش كل إنسان على هذه الأرض حياة أفضل، فأي غاية فى الحياة أسمى من ذلك.
ربما لا يعرف الكثيرون حجم ما قدّمته أنجلينا للعالم، وذلك لأنّ إسهاماتها كثيرة جداً ومتنوعة الأهداف والاتجاهات، كما أنّها مستمرة منذ نحو 20 عاماً تقريباً.
ففى عام 2003 أنشأت أنجلينا جولى منظمة خيرية باسم «مادوكس جولى بيت» خصيصاً للبلد الذى تبنّت فيه ابنها الأول مادوكس، وهى كمبوديا. 
كان الهدف من إنشاء المنظمة هو حماية الحياة البرية فى كمبوديا، والحد من الفقر والمرض لسكانها.
وفى عام 2006 أنشأت منظمة أخرى باسم «جولى بيت» لدعم القضايا الإنسانية حول العالم.
أصبحت أنجلينا جولى أيضاً سفيرة لمنظمة قرى الأطفال الدولية SOS، التى تهدف لحماية حقوق الأطفال اليتامى، أو الذين لا يُعرف لهم نسب. 
فى عام 2012، أنشأت أنجلينا خطاً لتصميم المجوهرات بالتعاون مع أحد المصممين المعروفين، أطلقت عليه اسم The Style of Jolie، واستخدمت 100% من ربح هذا الخط، للمساهمة فى تعليم الأطفال وبناء المدارس فى المناطق التى تواجه صعوبات فى مسألة التعليم.
كما شاركت أنجلينا جولى فى عام 2021 مع منظمة اليونيسكو فى مبادرة غريبة من نوعها، بعنوان «نساء من أجل النحل»، والتى تهدف إلى الترويج لتربية النحل من قبل النساء. 
ذلك لم يكن إلا القليل جداً مما قدمته أنجلينا جولى للعالم على مدار عقدين من الزمن.
الآن.. تقول أنجلينا عن نفسها إنّها تشعر بأنّها أفضل حالاً من فترات شبابها، وإنها تعلم أنّ حياتها لو انتهت غداً ستكون راضية حقاً، لأنّها استطاعت أن تُقدّم المساعدة لبعض ممن يستحقون ذلك من الناس.
استطاعت أنجلينا جولى حصد الكثير من الجوائز من خلال عملها ممثلة سينمائية، ولكن كانت جائزتها الكبرى الأثمن على الإطلاق هى حب النّاس، والتى جعلتهم يُلقبونها بالمرأة الأجمل على كوكب الأرض، ليس الأجمل شكلاً فحسب، وإنما الأجمل قلباً وروحاً وإحساساً.

مقالات مشابهة

  • منير أديب يكتب: سوريا المستقبل من بين رحم المؤامرة
  • سوريا.. حنين لا يغادر محبيها
  • مؤتمر الصحفيين ونقطة الانطلاق
  • كأسك يا وطن
  • 325.9 مليار جنيه قيمة أصول شركات التأمين حاليا.. بزيادة 34.6%
  • الوعى جدار حصين أمام التحديات التى تواجهها الدولة المصرية
  • أنجلينا جولى:ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺎرﻳﺎ ﻛﺎﻻس ﺣﻠﻢ وﺗﺤﻘﻖ
  • أبوريدة والتحدى الصعب
  • الديمقراطية الزائفة «3»
  • الحرية المصرى: مصر تقدم نموذجا متميزا لتوفير حياة كريمة للاجئين