البوابة نيوز:
2024-07-06@07:00:21 GMT

أكتوبر.. العبور من الانكسار إلى الانتصار (2-2)

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

فى مقالى هذا، أستكمل حديثى عن انتصارات أكتوبر المجيدة، وتجلياتها الشعبية، وهو حديث بدأته فى المقال السابق، وأرى أنه يستحق مقالات عدة للتحدث عن مدى التأثير النفسى والاجتماعى والشعبى الذى أحدثته تجليات هذا النصر فى نفوس المصريين. 

إن الصورة التى تجلت بها حرب أكتوبر المجيدة فى أدبنا الشعبي، عبر أنواعه المختلفة، تستحق منا أن نكتب عنها العديد من المقالات التى تبرز هذه التجليات المهمة على كافة مستوياتها.

ولقد رأينا القصيدة الشعبية التى توقفت بالتفاصيل عند الدور المهم للقيادة السياسية المصرية، ممثلة فى دور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ودور كبار القادة، ودور الجيش المصري، ضباطًا وجنودًا، وكذلك دور الحشد الشعبى المؤمن بقضايا وطنه، وكذلك دور الدول العربية، قيادات وشعوبا، وهى أدوار خلدها الوجدان الشعبى المصري، بل العربي.

إن الصورة التى لا يزال المصريون يختزنونها للرئيس السابق محمد أنور السادات، صورته الحاسمة، مرتديًا بدلته العسكرية، بل هى الصورة نفسها، التى كثيرًا ما أجدها معلقة على حوائط معظم البيوت المصرية، خاصة بيوت هؤلاء الفقراء فى ضواحى مصر المحروسة، المؤمنين بدور الرئيس الراحل، والجيش المصري، والمحبين لوطنهم. ولعل المصريين وهم يختزنون هذه الصورة، إنما يربطون هذه الصورة، وصاحبها بهذا النصر الذى أعاد للمصريين جزءًا كبيرًا من كرامتهم وثقتهم بأنفسهم. وبقدر ما تحمل هذه الصورة دلالة على ارتباط الشعب المصرى بجيشه، ممثلًا فى شغفه ببدلة قائده العسكرية، فإنها تحمل دلالة، لا تقل عنها أهمية، وهى أن الشعب المصرى شعب لا يمل من حمل السلاح؛ دفاعًا عن أرضه وعرضه ووطنه.   

قولوا ياما أحلاها بلادي فيها يسكن ريم الوادي

ياما أحلى مصر الغالية هَلْها ناس عزاز عليَّه

وليها نيل غزير الميه   والشمس والجو الهادي

هذه كلمات لشاعر شعبى مصرى مهمش هو عبد الصادق البدرماني، شاعر واحاتي، التقاه وجمعها منه الباحث أمين رسمى عبد الصمد، فى رسالته للماجستير، وهى جزء صغير من قصيدته التى يتغنى فيها بحبه لهذا الوطن، وفخره بانتمائه إليه. وعندما نتأمل موروثنا الشعبي، القولى منه والمادي، سنجده مليئًا بتلك الإبداعات التى ترتبط بالأحداث السياسية المهمة فى تاريخنا المصرى القديم منه والحديث. ولاشك أن من بين هذه الأحداث السياسية الكبرى التى توقفت عندها الذاكرة الشعبية المصرية، حرب أكتوبر. فانتصار أكتوبر حظى بدرجة كبيرة من الاهتمام والحفاوة فى ذاكرة المصريين؛ نظرًا إلى أنه الانتصار الذى أعاد الكرامة إلى الذات المصرية والعربية، بعد هزيمة كادت أن تقضى على روح المصريين بل روح العرب. فبالرغم من كارثية نكسة عام ١٩٦٧، فإن الروح الشعبية سرعان ما حاولت أن تستنهض الهمة المصرية، والدعوة إلى عدم الاستسلام. لذلك نجد أدبنا الشعبى المصرى ينتبه إلى ضرورة عودة الروح فى جسد الجيش المصري، بل فى جسد المصريين، واعتبار هزيمة ١٩٦٧ ثأرا لابد من أخذه فى أقرب وقت ممكن. وهو ما يعبر عنه أحد الشعراء الشعبيين بقوله:

بعون الكريم يا سينا حكم المسلمين عوَّاد  ونغز رايات السعد من رابعة لبير العبد

واللى جرى أول من صنعة الفسّاد  ربى يجبر صوابنا ونعمر اللى انهد

واللى تجيب التار أم اصبع وزناد  والملح لن ثار ما يختشى من حد

نور النبى عين تروى كل ورَّاد واللى طنيبه رسول الله ما ينهزم من عبد

فهذا الشعور القومى والديني- بحسب قول خطرى عرابي، الذى قام بجمع هذا النص- يخلق فى الشاعر والمتلقى الأمل فى الانتصار، والأمل فى الأخذ بالثأر ما بين عشية أو ضحاها، بحسب قول الشاعر نفسه فى قصيدة شعبية أخرى، جمعها د. خطري:

لا تحسبوا اللى صار يظلَّه على مجراه  مادام فى العرب من ينقل البارود

الله ولا غيره يجبر كسر الإسلام  وما بين صبح ومسا تلقى النقا مردود

*أستاذ الأدب الشعبى بكلية الآداب، جامعة القاهرة

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

أزمة مباراة!!

كشفت أزمة مباراة فريقى الزمالك والأهلى، الغطاء عن حقيقة ما يُسمى رابطة الأندية المحترفة، التى تحاول أن توهمنا بأنها تُدير مسابقة القسم الأول باعتبارها هيئة مستقلة منفصلة عن إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم، هو قول لا يتفق مع لائحة النظام الأساسى للاتحاد الذى تعتبر هذه الرابطة ما هى إلا لجنة من اللجان التنفيذية للاتحاد مثلها مثل لجنة شئون اللاعبين وغيرها من لجان الاتحاد، أى أن أى قرار يجب أن يُعتمد من مجلس إدارة الاتحاد، حتى لو كان هناك تفويض من مجلس الإدارة لها بإصدار القرار المتعلق بالمسابقة، ولا يُقلل هذا الرأى من أن تلك اللجنة لها حساب مصرفى، لأن هذا الحساب ما هو إلا حساب فرعى للحساب الأصلى، من ثم جميع مصروفات وإيرادات هذه اللجنة يجب عرضها ضمن الميزانية العامة للاتحاد وتُعرض على الجمعية العمومية للاتحاد التى تحتوى على أندية أخرى من باقى الدرجات. إلا أننا فوجئنا أن اللجنة تتعامل مع الجمعية بأنها مسئولة ليس فقط عن القسم الأول فقط وإنما مسئولة عن التحكيم وعزل عضو مجلس إدارة بالاتحاد، ويوافق على إلغاء المباراة بعيداً عن تطبيق اللائحة التى تحكم القسم الذى تُدير الرابطة مسابقتها وباقى المسابقات، كما أوقعت الاتحاد واللعبة فى حرج كبير عندما تم تسوية الأزمة بحضور ممثل السلطة التنفيذية وفى مكتبه، الأمر الذى تمنعه اللوائح الدولية وتعتبره تدخل حكومى، ويمكن بشكوى من أى نادى وقف النشاط فى مصر ، الكل يفعل ما يراه دون قواعد أو لوائح.

لم نقصد أحد!!                           

مقالات مشابهة

  • أبطال حلم باريس.. حاملو آمال المصريين في عزف النشيد الوطني بالأولمبياد
  • وحيد حامد.. المبدع لا يموت
  • كشف حساب حكومى
  • فكر جديد
  • أزمة مباراة!!
  • خانه الجميع (1)
  • التفكير بالتمنى وسكرة ينى
  • مستقبل الاقتصاد المصرى منح لا محنة
  • النائب أيمن محسب: الوزراء الجدد يتمتعون بالكفاءة والخبرة.. ويؤكد: فى انتظار تغيير جوهري فى السياسات
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي