لجريدة عمان:
2025-02-17@05:07:31 GMT

نوافذ :المختلف.. يثير فينا الدهشة

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

[email protected]

تحضر مقولة: «اختلف معك لكي أفهمك» لتفتح نوافذ مختلفة من الحوار، فالتوافق المطلق، قد لا يوجد فيما بيننا مجموعة من الأسئلة الاستيضاحية، كما هو الحال عندما نثير أسئلة مختلفة ومتعددة مع من نختلف معه في (المعتقد، والقناعة، وتجربة الحياة، والعمر، والوظيفة، والمستوى التعليمي، واختلاف بيئات العمل؛ ونوع الحاضنة الاجتماعية، ونوع البيئة الاجتماعية، ومكان السكنى، والمستوى المعيشي) فمجمل هذه المناخات تثير فينا مجموعة من الأسئلة نود من الطرف الآخر أن يقربنا إليه أكثر من خلال ما هو مخفي عنا، وهذه الممارسة في حد ذاتها ليست فضولا مبالغا فيه، ولا حوارا سفسطائيا لا فائدة منه، ولكنه ضرورة مهمة، لتجلية الرؤى عن كثير مما هو مخفي عنا، وكما أننا نسأل، فالطرف الآخر هو أيضا يسأل، ويلح في أسئلته إلى درجة تقييمنا له بالفضولية، فكلا الطرفين يستجلبان تجربة الحياة من الطرف الآخر، فلعل في ذلك استلهام شيئ من الدروس، وهذا أمر مشروع إلى حد بعيد.

عندما تزور القرية؛ وأنت من سكان المدينة، أو العكس عندما تزور المدينة؛ وأنت من سكان القرية، فإنه لكلا الزائرين هناك حمولة من الأسئلة تسطف على سطح اللقاءات العابرة بين الأشخاص، وبين مكونات المكانين، وكل واحد من هذين الزائرين هناك ما يثير فيه الدهشة، فتتخلق بين جوانبه مجموعة من الأسئلة، وقد تكون بعض الأسئلة صادمة للطرف الآخر، أو أنها مضحكة، أو أنها مدهشة بدرجة كبيرة، مما يولد قناعات لدى الطرفين، أن ساكن القرية فيه الصفات ما تبعث على الحيرة، والعكس بالعكس تماما، فيما يخص ساكن المدينة، مع أن هناك خصائص ديموغرافية فارضة نفسها بفعل التنشئة الاجتماعية، والتكوين المكاني؛ وما يدفع به من معززات مؤثرة، لدى الطرفين فللمكان تأثيره الخاص، وحساباته الدقيقة، فمساحة الأفق الممتدة لدى ساكن القرية تتفتح أمامه مدارك لا تحدها المسارات الأفقية، حيث لا تقاطعات، ولا حواجز شاهقة، بل امتداد لا متناه من مفردات طبيعية متنوعة (مزارع، جبال، أودية) بينما؛ ولذات الصورة فإن ساكن المدينة يعاني كثيرا من تكسر بعده الأفقي؛ حيث الكتل الأسمنتية المتكدسة، والمتلاحمة تسد عليه البعد الأفقي، والشوارع الفسيحة وزحمة المركبات؛ تقلص من حرية حركته التي يريد، فيلجأ إلى البعد الرأسي، حيث التفكير العميق للبحث عن حلول لكل ما يصطدم به من عقبات تنغص حياته اليومية، وبالتالي فالهدوء والتحفز والمبادرة الغالب في تصرفات ساكن القرية أو الريف؛ يقابله العصبية الثائرة، وربما الشطط والتسرع لدى ساكن المدينة، وفي كلا الحالتين تأتي هذه السلوكيات نتائج متوقعة وانعكاسا لذات البعد الأفقي الممتد عند كليهما، والمناقشة هنا تركز أكثر على البعد الأفقي للرؤية، دون الدخول في المؤثرات البيئية لكلا الطرفين كل على حدة؛ حيث يتسع الحديث عندئذ.

ولذلك يتبادل الطرفان في مواقف كثيرة؛ التأثيرات الظاهرة في سلوكيات كل منهما، فبقدر ما ينظر إلى سكان القرى والأرياف على أنهم بسطاء، ومتواضعون وكرماء، وربما لا تستوقفهم التفاصيل الكثيرة للأشياء، ففي المقابل ينظر إلى سكان المدن على العكس تماما من ذلك، وإن كان في الفترة الأخيرة من حياة الشعوب بدأ كلا الطرفين يقتربان من بعضهما البعض؛ انعكاسا لظاهرة الحراك الاجتماعي، ومستويات التداخل والامتزاج الذي تشهده المجتمعات في كل بقاع العالم بلا استثناء، وحرص الحكومات على التوازن في توزيع مشروعات التنمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من الأسئلة

إقرأ أيضاً:

«المفتي» يرد على عدم الحاجة إلى الدين: الإنسان يحتاجه كالطعام والشراب

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الادعاء بعدم الحاجة إلى الدين والاكتفاء بالمشتركات الإنسانية هو شبهة قديمة متجددة، يلجأ إليها البعض ممن ينظرون إلى التعاليم الدينية على أنها عائق أمام تحقيق الأهواء والرغبات.

وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، خلال حلقة برنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة: "خلينا نقول إن هذا الموضوع لم يكن وليد هذا العصر، وإن هذه المقولة ليست جديدة، بل هي شبهة قديمة متجددة يلجأ إليها البعض ممن ينظرون إلى التعاليم الدينية على أنها حاجز يمنعهم من الانطلاق نحو تحقيق الأهواء والرغبات، حسب ما يدّعون".

وتابع: "لكن الواقع أن الإنسان، مركّب من جانبين: جانب مادي له أوصافه، وله غذاؤه الخاص، وله أشواقه ورغباته، وجانب معنوي أو روحي يحتاج أيضًا إلى ما يغذّيه من قيم ومعانٍ ومسلك، بالتالي، وجدنا أن أكثر الجماعات الهمجية، وأقربها إلى عدم التحضر والتمدن، تلتمس قوة تلجأ إليها وقت الشدة، وتبحث عنها عند الحاجة، حتى إننا وجدنا علماء ومفكرين، مسلمين وغير مسلمين، ملحدين وغير ملحدين، ينتهون إلى هذه النتيجة: أن في الطبع الإنساني جوعًا إلى الدين، تمامًا كجوع المعدة إلى الطعام".

وأكمل: "يمكنك إدراك أهمية الدين، وأن الحياة لا تستقيم إلا به، من خلال عدة أمور، أولها: القراءة المتأنية للتاريخ الإنساني، وأنا هنا لا أتحدث فقط عن التاريخ الإسلامي، بل عن التاريخ الإنساني ككل، حيث نجد أن الإنسان منذ القدم كان يبحث عن الدين من خلال محاولة الإجابة عن الأسئلة الوجودية الصعبة، مثل: لماذا خُلقنا؟، ما المصير الذي سنؤول إليه؟، عبر التاريخ، اضطربت الأفهام في الإجابة عن هذه الأسئلة، فمنهم من بحث عنها في الماء، أو الهواء، أو النار، أو التراب، أو الذرة، أو الموسيقى، أو حتى في الإنسان، أو الحيوان، أو النبات، أو الجماد، لكن عندما أدركت بعض العقول أن الإجابة تكمن في حقيقة هذا المصدر الذي أوجد هذا العالم وهو في السماء، اختلفت التصورات حول طبيعة هذا المصدر".

وأضاف: "عندما نعود إلى زمن بعثة النبي ﷺ، نجد أن الناس كانوا يبحثون عن الإله، لكنهم انقسموا إلى فريقين في تصوّرهم له: فريق المعطّلة أو المجردة: عطّلوا الله تعالى عن مباشرة اختصاصاته في هذا العالم، وجردوه من كل كمال وصفة، بحجة أن العالم مليء بالشرور، بينما الله خير، والخير لا يصدر عنه إلا الخير، فأنكروا أي علاقة بين الله والعالم، والثاني فريق المشبّهة والمجسّمة: شبّهوا الله بخلقه، وزعموا أنه يحتاج إلى الطعام والشراب والراحة، فوقعوا إمّا في التشبيه أو في التجسيم، لكن الدين جاء بعبارة واضحة وسهلة تخاطب الناس على اختلاف مستوياتهم: "ليس كمثله شيء".

وأردف: "نحن في حاجة إلى الدين لأنه هو الذي يمنحنا الراحة والطمأنينة، وهو الذي يجيب عن الأسئلة التي قد نبحث طويلًا عن إجاباتها بلا جدوى، وإذا نظرنا إلى التاريخ الإنساني، من مرحلة الهمجية والبداوة إلى مرحلة التقدم والتحضر، سنجد أن الأفهام اضطربت حول هذه الأسئلة، حتى جاءت الأديان والشرائع السماوية فأجابت عنها بوضوح، وبأسلوب راقٍ يتناسب مع كمال الله تعالى، ليس هذا فحسب، بل إذا نظرنا إلى الطبيعة الإنسانية، سنجد أنها تميل أحيانًا إلى الاستعلاء والكبر، والإنسان بطبعه كائن اجتماعي، لا يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين، فهو يحتاج إلى رفقة، وإلى جماعة يتعاون معها لعمارة الكون وتحقيق احتياجاته الأساسية. ولكي تستقيم هذه العلاقات، لا بد من ضابط، وهذا الضابط هو الدين".

مقالات مشابهة

  • متى نخشى الـ AI؟!.. عندما يجتاز «اختبار الإنسانية الأخير»
  • شقيق ياسمين عبدالعزيز يهاجم بسمة وهبة: تفتقد اللباقة
  • صفقة الرهائن بين حماس وإسرائيل.. رسائل متبادلة بين الطرفين
  • أمين البحوث الإسلامية في الدنمارك: المسلمون لا يخشون الحوار والتواصل مع الآخر
  • أمين البحوث الإسلامية يوجّه رسائل مركزة من خطبة الجمعة بالدنمارك
  • استمرار دخول المساعدات إلى غزة وسط تحديات ومعوقات
  • استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من معبر رفح (فيديو)
  • "القاهرة الإخبارية": استمرار دخول المساعدات إلى غزة وسط تحديات ومعوقات
  • «المفتي» يرد على عدم الحاجة إلى الدين: الإنسان يحتاجه كالطعام والشراب
  • يتناولها مسلسل قلبي ومفتاحه.. 3 نصائح عليك اتباعها عند لقاء شريك حياتك أول مرة