13 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:  قال مصدران مطلعان على تفكير السعودية إن الرياض سترجئ الخطط المدعومة من أمريكا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما يشير إلى مسارعتها لإعادة التفكير في أولويات سياستها الخارجية في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ودفع الصراع المملكة أيضا إلى التواصل مع إيران، فتلقى ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان أول اتصال هاتفي من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ظل محاولة الرياض درء تزايد العنف واتساع نطاقه في أنحاء المنطقة.

وقال المصدران لرويترز إنه سيكون ثمة إرجاء للمحادثات المدعومة من الولايات المتحدة حول التطبيع مع إسرائيل، وهي خطوة رئيسية للمملكة لتأمين ما تعده الثمرة الحقيقية المرجوة من اتفاق للدفاع مع الولايات المتحدة في المقابل.

وكانت القيادتان الإسرائيلية والسعودية تقولان إنهما تتحركان بثبات نحو اتفاق من شأنه إعادة تشكيل الشرق الأوسط، حتى شنت حماس المدعومة من إيران في السابع من أكتوبر تشرين الأول هجوما كاسحا على إسرائيل.

وكان المصدران قد قالا في وقت سابق إن السعودية، مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، أشارت حتى قبل نشوب الصراع الأخير إلى أنها لن تسمح بعرقلة مساعيها لإبرام اتفاق الدفاع مع الولايات المتحدة حتى إن لم تقدم إسرائيل تنازلات ضخمة للفلسطينيين في مسعاهم لإقامة دولتهم.

لكن نهج تهميش الفلسطينيين من شأنه المخاطرة بإغضاب العرب في المنطقة، إذ تبث المنافذ الإعلامية العربية صورا لفلسطينيين قتلى جراء الضربات الجوية الانتقامية.

وقتل مسلحو حماس أكثر من 1300 إسرائيلي في هجومهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول، بينما قتلت الضربات الجوية الإسرائيلية الجارية على غزة أكثر من 1500 فلسطيني حتى يوم الجمعة.

وقال المصدر الأول إن المحادثات لا يمكن استئنافها الآن وإن قضية التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين سيتعين أن تكون ضرورة أكبر عند استئناف المباحثات، وهو تعليق يشير إلى أن الرياض لم تنبذ الفكرة.

ولم ترد الحكومة السعودية على طلبات عبر البريد الإلكتروني للتعليق على هذا الموضوع.

وقال المحلل السعودي عزيز الغشيان “كان التطبيع بالفعل يُعد محظورا (في العالم العربي) … هذه الحرب تبرز ذلك فحسب”.

وتريد واشنطن البناء على اتفاقيات إبراهيم التي طبعت فيها دول خليجية علاقاتها مع إسرائيل ومن بينها الإمارات.

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال إفادة بالبيت الأبيض هذا الأسبوع إن جهود التطبيع “لم تُرجأ”، لكنه قال إن التركيز منصب على تحديات عاجلة أخرى.

وقال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودي إن واشنطن ضغطت على الرياض هذا الأسبوع لإدانة هجوم حماس، لكنه قال إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رفض ذلك. وأكد ذلك مصدر أمريكي مطلع على الأمر.

ودفع الصراع الإقليمي ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني إلى التحدث للمرة الأولى بعد مبادرة بوساطة صينية دفعت البلدين المتنافستين إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية في أبريل نيسان.

وقال بيان سعودي إن ولي العهد أبلغ رئيسي أن “المملكة تبذل أقصى جهدها للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد المستمر”، مما يؤكد تحرك الرياض لاحتواء الأزمة.

وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن المكالمة التي أجراها رئيسي مع ولي العهد استهدفت دعم “فلسطين ومنع انتشار الحرب في المنطقة”.

وقال المسؤول “المكالمة كانت جيدة وواعدة”.

وقال مسؤول إيراني ثان إن المكالمة استمرت 45 دقيقة وحظيت بمباركة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

* تخفيف حدة التوترات

ولم تقدم الحكومة السعودية تفاصيل أخرى عن المكالمة، لكن البيان قال إن ولي العهد أكد معارضة المملكة “لأي شكل من أشكال استهداف المدنيين وفقدان أرواح الأبرياء”، وأعرب عن موقف الرياض الذي “لا يتزعزع في الدفاع عن القضية الفلسطينية”.

وتسعى السعودية إلى تخفيف التوترات في مناطق أخرى بالشرق الأوسط تضمنت السعي لإنهاء الصراع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا في حرب ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وردا على سؤال حول اتصال الرئيس الإيراني بولي العهد السعودي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن “على اتصال مستمر مع القادة السعوديين”. وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عدة اتصالات مع نظيره السعودي.

وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن تطلب من الشركاء الذين لديهم قنوات اتصال مع حماس أو جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المتحالفة مع طهران، والتي خاضت حربا مع إسرائيل عام 2006، أو إيران أن “يجعلوا حماس تتوقف عن هجماتها، وتطلق سراح الرهائن، وألا يتورط حزب الله وإيران في المعركة”.

وقال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودية إن دول الخليج، ومن بينها التي تربطها علاقات بإسرائيل، تشعر بالقلق من احتمال استدراج إيران إلى صراع سيؤثر عليها.

وقال أليكس‭ ‬وطنكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن الأسبوع الماضي أظهر مدى افتراق الرؤيتين السعودية والإيرانية للمنطقة.

وأضاف “ما زال السعوديون مقتنعين أن المنطقة، والسعودية نفسها يتعين عليها التحول نحو التعاون الإقليمي والتنمية الاقتصادية. إيران تعتقد فيما يبدو أن الأولوية تتمثل في نقل المعركة إلى الإسرائيليين أولا”.

(شارك في التغطية مات سبيتالنك من واشنطن وحميرة باموق – إعداد محمد أيسم ومحمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: مع إسرائیل ولی العهد

إقرأ أيضاً:

مؤشرات ايجابية للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار

القاهرة"رويترز": قالت مصادر طبية إن فلسطينيين اثنين قُتلا في غارة جوية إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة اليوم السبت، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه وسطاء محادثاتهم لتمديد اتفاق هش أوقف إطلاق النار.

وجرى التوصل إلى الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في يناير، واستمرت مرحلته الأولى لمدة ستة أسابيع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طيرانه ضرب طائرة مسيرة عبرت من إسرائيل إلى جنوب غزة و"عددا من المشتبه بهم" حاولوا التقاطها فيما بدا أنه محاولة تهريب فاشلة.

جاءت الضربة بعد يوم واحد من غارة إسرائيلية بطائرات مسيرة قتلت شخصين في غزة أمس الجمعة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مجموعة ممن يشتبه بكونهم مسلحين كانوا ينفذون عملية بالقرب من قواته في شمال غزة ويزرعون عبوة ناسفة في الأرض.

وتأتي الهجمات الجديدة في الوقت الذي يشارك فيه وفد من حماس في محادثات بالقاهرة مع وسطاء مصريين يساعدون في تسهيل المفاوضات إلى جانب مسؤولين من قطر، بهدف المضي قدما في تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق والتي قد تمهد الطريق لإنهاء الحرب.

وقالت حركة حماس إن هناك مؤشرات إيجابية بشأن إمكانية "البدء بمفاوضات المرحلة الثانية" من اتفاق وقف إطلاق النار، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان "نؤكد جاهزيتنا لخوض مفاوضات المرحلة الثانية بما يحقق مطالب شعبنا وندعو لتكثيف الجهود لإغاثة قطاع غزة ورفع الحصار عن شعبنا المكلوم".

وينص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في يناير كانون الثاني على إطلاق سراح باقي الرهائن المحتجزين لدى حماس، وعددهم 59، خلال مرحلة ثانية يجري خلالها التفاوض على الخطط النهائية لإنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • إيران تدرس محادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • حماس تؤكد لقاءات مع أمريكا حول اتفاق غزة
  • إسرائيل: تقدم في محادثات واشنطن وحماس بشأن اتفاق غزة
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مفاوضات واشنطن وحماس لتمديد هدنة غزة
  • مؤشرات ايجابية للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • صحف عالمية: غضب في تل أبيب من محادثات واشنطن وحماس السرية.. وخطط إسرائيلية لجر المقاومة الفلسطينية للقتال مرة أخرى
  • ترامب يعد مفاجئة بشأن إيران ويقول: ''شيئًا ما سيحدث قريبًا والأيام المقبلة ستكون مثيرة''
  • ترامب يرسل خطابا إلى إيران للتفاوض على اتفاق نووي
  • السعودية تستضيف مباحثات أميركية أوكرانية وزيلينسكي يأمل سلاما سريعا