إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يبدو أن مسار العالم ينحو نحو مزيد من التشرذم والانقسام، في ظل الحروب والنزاعات التي يشهدها، وآخرها الحرب المتواصلة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، ما يكرس كون صوت الدول الغربية بات أقلية، بعدما برز ذلك خلال الصراع في أوكرانيا.

وفي مقابل إدانة الدول الغربية بأشد العبارات الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل، مشددة على أن "لا شيء يبرر الإرهاب"، اكتفى عدد من الدول الأخرى بالدعوة إلى وقف التصعيد، مثل المملكة العربية السعودية والصين ومصر والمغرب وروسيا وتركيا.

ومع أن دولا غير غربية مثل الأرجنتين والهند، تضامنت مع إسرائيل، فقد شهد الكثير من المدن العربية مظاهرات دعما للفلسطينيين، شارك فيها آلاف الأشخاص، خصوصاً في الأردن والبحرين.

وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على الحرب في أوكرانيا، لا تزال بعض دول الجنوب ترفض الانصياع للتوصيات الغربية بدعم أوكرانيا.

ويشير حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والبحر الأبيض المتوسط ومقرّه جنيف، إلى أن "المسألتين تتقاطعان في سرديات دول الجنوب"، مضيفا أن الحرب في إسرائيل "تزيد من حدة الانقسام الذي كان واضحا بالنسبة للمسألة الأوكرانية".

ويلفت إلى أن هذا الصراع "يظهر مدى هذا الانقسام في غالبية دول الجنوب، وخصوصاً في أفريقيا والعالم العربي والإسلامي".

وتتجه كل الأنظار الآن في هذا العالم المنقسم، نحو مصير السكان الفلسطينيين.

وتعتبر هذه المسألة حساسة خصوصا بالنسبة للدول العربية التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بينما أعربت دائماً عن دعم لا يتزعزع للفلسطينيين.

ويقول فرانسوا هايسبورغ من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إن الدول العربية "تخشى (اليوم) رد فعل شعوبها".

أما بالنسبة لبرتران بادي الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس، فإن التعبئة في صفوف الرأي العام ربما تكون "المعادلة المجهولة الرئيسية".

ويقول: "تعتقد بعض الحكومات العربية أن دعم فلسطين يأتي بتكلفة باهظة، لكن الرأي العام فيما متمسك بالقضية الفلسطينية ويتماهى معها". ويضيف "إنها وسيلة يعبر من خلالها الشعب عن إحباطاته من الأنظمة الاستبدادية الفاسدة التي تعمل بشكل سيء"، مشيرا إلى الأعلام الفلسطينية التي كانت موجودة في كل مكان خلال الربيع العربي، أو خلال مسيرات جزائرية، أو خلال كأس العالم لكرة القدم.

ويلفت بادي إلى أنّ "فلسطين كانت أيضاً لفترة طويلة جداً، شعارا لدول عدم الانحياز".

  

مركز الثقل

غير أنه يضيف "إننا ننتقل من عدم انحياز إلى لحظة تسعى فيها دول الجنوب إلى لعب دور متوازن في العلاقات الدولية... ويكون مركز ثقل لأولئك الذين يسعون إلى إعادة تقديم فلسطين في لعبة المفاوضات".

وفي السياق، وجه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يرأس مجلس الأمن الدولي، نداء الأربعاء لحماية "الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين".

ويؤكد فرانسوا هايسبورغ أنه بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، فإن ردود الفعل على الحرب "من المقرر أن تتطور عند اكتشاف حجم الخسائر البشرية وأزمة الرهائن". وسيتأثر ذلك برد إسرائيل على غزة الذي "سينطوي على عنف كبير جدا" و"معضلة جيوسياسية" بين تفكيك حماس وإدارة أزمة الرهائن.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان الخميس لإذاعة فرانس أنتر، أن الأحداث الحالية تجري "تحت أعين وأنظار العالم الذي لا يرى الأمور كما نراها (الغربيون)"، داعيا إلى أخذ ردود الفعل هذه "في الاعتبار".

من جهته، يذكر حسني عبيدي أن عددا من الدول بررت حيادها في أوكرانيا بسياسة الكيل بمكيالين تتمثل في إدانة الغزو الروسي مع "الامتناع عن القيام بذلك في مواجهة الاستعمار في الأراضي الفلسطينية". ويضيف "هذه الفجوة خطرة. إنها تشوّه سمعة الديمقراطيات الغربية".

 فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: هجوم حماس على إسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الدول العربية الحرب بين حماس وإسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فلسطين إسرائيل أوروبا دول الجنوب

إقرأ أيضاً:

مهندس “خطة الجنرالات”: إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها في غزة

 

 

الثورة / متابعات

 

 

اعتبر الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن إسرائيل منيت بـ”فشل ذريع” في حربها على غزة، مؤكدا أن النتائج الميدانية تعكس عجزها عن تحقيق الأهداف التي وضعتها منذ بداية الهجوم، وفقاً لما ذكرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

وقال آيلاند إن إسرائيل فشلت في فرض إرادتها على حركة حماس، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى فتح معبر رفح، والانسحاب من محور نتساريم، بينما عاد آلاف الفلسطينيين إلى المناطق التي كان مخططا إخلاؤها بالكامل.

وذكرت الصحيفة أن “خطة الجنرالات”، التي تبناها منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط، هدفت إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة بالكامل وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة.

ورغم تنفيذ جزء من الخطة عبر الضغط العسكري والحصار، فإن الصحيفة أكدت أن المعطيات الميدانية تشير إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية.

كما أن المخطط الأصلي كان يهدف إلى إجبار نحو 300 ألف فلسطيني على مغادرة شمال القطاع خلال أسبوع، تمهيدا لتنفيذ عمليات عسكرية موسعة.

لكن التطورات الأخيرة أظهرت أن جزءا كبيرا من السكان عادوا إلى مناطقهم، ما اعتبره آيلاند “إخفاقا استراتيجيا”.

في مقال لصحيفة”يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، حدد آيلاند ثلاثة أخطاء رئيسية ارتكبتها إسرائيل في الحرب:

تبني الرواية الأمريكية بشأن حماس

يرى آيلاند أن إسرائيل أخطأت حين ساوت بين حماس وتنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن الحركة ليست مجرد “تنظيم إرهابي”، بل كيان سياسي وعسكري يدير قطاع غزة منذ سنوات.

عدم استغلال نقاط ضعف حماس

أشار آيلاند إلى أن الحرب تهدف إلى إجبار حماس على اتخاذ قرارات ضد إرادته، وهو ما يتطلب استراتيجيات متعددة تشمل العقوبات الاقتصادية، ودعم حكومة بديلة داخل غزة، وهي خطوات لم تنفذها إسرائيل بالشكل المطلوب.

3.غياب خطة سياسية لليوم التالي

انتقد آيلاند غياب رؤية إسرائيلية واضحة لما بعد الحرب، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يقدم أي خطة سياسية خلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى تل أبيب، حيث اكتفى بالقول “عندما نصل إلى اليوم التالي، سنتحدث عن اليوم التالي”.

كما شدد آيلاند على أن إسرائيل بحاجة إلى مراجعة استراتيجياتها في الحروب المستقبلية، مؤكدا أن الضغط العسكري وحده غير كافٍ لتحقيق نصر استراتيجي.

واعتبر أن غياب رؤية شاملة تشمل البعدين السياسي والاقتصادي أدى إلى إطالة الحرب دون تحقيق مكاسب حقيقية، وهو ما يفرض على القيادة الإسرائيلية إعادة تقييم سياساتها العسكرية والأمنية.

 

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • مهندس “خطة الجنرالات”: إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها في غزة
  • وزير الصحة: جامعة الدول العربية شريك مهم لمصر في دعم القضية الفلسطينية
  • مصر في المقدمة.. غزة تتزين بأعلام الدول العربية في صفقة تسليم المحتجزين
  • محمود عباس: دعوات التهجير هدفها إلهاء العالم عن جرائم إسرائيل في غزة
  • فتح: الدول العربية تعمل على بلورة آلية موحدة لإدارة غزة بعد الحرب
  • حركة فتح: الدول العربية تعمل على بلورة آلية لإدارة غزة بعد الحرب
  • سادس عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية اليوم
  • أستاذ علوم سياسية: الدول الأوروبية ترفض مخططات إسرائيل للقضية الفلسطينية
  • جنرال إسرائيلي: إسرائيل فشلت في حرب غزة