ذا هيل: طوفان الأقصى حطم الحلم الأمريكي بالتكامل الأمني بين إسرائيل والعرب
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
على مدار 3 سنوات، تضمنت إدارتين رئاسيتين في البيت الأبيض بواشنطن، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها الرامية؛ لإقامة تكامل أمني في الشرق الأوسط عبر ربط قوات الدفاع الإسرائيلية وجيوش الدول العربية المجاورة في بنية أمنية "ثورية".
ومن شأن التحالف العربي الإسرائيل المذكور الذي طمحت له أمريكا أن يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة تاريخياً، والأهم من ذلك، أنه سيتيح لواشنطن استثمار قوة أكبر للأمن في القوى الإقليمية، مما يسمح لها بتركيز المزيد من مواردها على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
لكن تلك الجهود المستمرة منذ سنوات من قبل واشنطن، التي كانت تحلم بأن تتكل مساعيها بالنجاح انتهت بين عشية وضحاها يوم السبت الماضي، عندما شنت كتائب عز الدين القسام هجوم طوفان الأقصى على إسرائيل، حسبما كتب جو جو بوتشينو في مقال بموقع ذا هيل الأمريكية.
ووفق بوتشينو الذي شغل منصب مدير اتصالات القيادة المركزية الأمريكية من عام 2021 حتى سبتمبر/أيلول 2023، فإن واشنطن كانت تأمل أن تؤدي الشراكة الأمنية الرائدة بين إسرائيل والعرب في نهاية المطاف إلى التصدي للتهديدات المشتركة للجانبين وخاصة تلك القادمة من إيران.
وبحسب العسكري الأمريكي فإن طوفان الأقصى الذي وصفه بأنه هجوم 11 سبتمبر/ أيلول لمنطقة الشرق الأوسط سيؤدي إلى إعادة تشكيل البنية الأمنية في الشرق الأوسط لعقود من الزمن.
وأوضح أن ضراوة هجوم لم تكن فقط التي دقت أجراس الإنذار، بل أيضا ما كشفه من فجوات واسعة بين الدول العربية وإسرائيل أكدت عمق الانقسام بين الجانبين، رغم الجهود الدبلوماسية التي بذلتها أمريكا.
فجوة واسعة
وأوضح بوتشينو أن ردود فعل بعض الدول العربية عقب هجوم حماس الجريء والقوى على إسرائيل، تسلط الضوء على بعد موقف دولة الاحتلال من حلفائها المحتلمين للتكامل الأمني.
واستشهد بالبيانات السعودية والقطرية التي أعقبت هجوم حماس على إسرائيل، مؤكدا أنها ليست مجرد خطاب دبلوماسي، لكن المشاعر الدولتين الخليجيتين توضحان أن الخلافات العقيقة مع تل أبيب لا تزال قائمة وربما لا يمكن إصلاحها.
اقرأ أيضاً
أمريكا تجمد وصول إيران لأموالها الموجودة في قطر.. ما علاقة طوفان الأقصى؟
وذكر أن بيان السعودية التي كانت في طريقها للتطبيع مع إسرائيل، أدان الأخيرة بينما أظهر تلميحات بالتعاطف مع حماس، مشيرا أن هذا انحراف موقف الرياض بعيدا عن تل أبيب يهز أسس البنية الأمنية المقترحة من قبل واشنطن.
بينما حملت قطر بشكل مباشر مسؤولية التصعيد لإسرائيل، فإن الرسائل الموحدة للبيانات الصادرة من الرياض والدوحة وأيضا طهران تمثل إجماعا ضد إسرائيل، وبالتالي ضد المصالح الأمريكية، مما ينحرف بشكل حاد عن مبادئ التكامل الأمني المقترح.
مؤشرات سابقة
واعتبر العسكري الأمريكي السابق، أن مؤشرات عدم الحماس بالتكامل الأمني مع الولايات كانت موجودة قبل هجوم حماس على إسرائيل، مستشهدا برفضه بشكل متكرر من السعودية والإمارات.
وكر أن الإمارات لا تزال لديها شكاوى بشأن ما تعتبره رداً أمريكياً فاتراً على الهجوم الصاروخي الحوثي في يناير/كانون الثاني 2022. ولم يتردد الحاكم الإماراتي، محمد بن زايد، في تهميش جهود المصالحة في اليمن التي تبذلها إدارة بايدن.
ورأي أن قرار الرئيس الإماراتي الأخير بسحب الإمارات من قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة لحماية الممرات البحرية المحورية حول شبه الجزيرة العربية كان بمثابة إزدراء متعمد لواشنطن.
ومن ناحية أخرى، كان تحول السعودية نحو الصين مؤشراً آخر على أن البناء الأمني الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة ربما لم ينجح أبداً.
كما استشهد بوتشينو بمواصلة الرياض زيادة مشترياتها من الأسلحة من الصين، واتجاها مؤخرا نحو الشرق بدلاً من الولايات المتحدة للفصل في صراعها مع وكلاء إيران.
وفي وقت سابق من هذا العام، وافقت السعودية على الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون- التي تقودها الصين باعتبارها "شريكاً في الحوار".
وبالتزامن مع ذلك كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يجري مفاوضات أيضا مع الولايات المتحدة للتطبيع مع إسرائيل واشترط على واشنطن لتحقيق هذا الإجراء الحصول ضمانات أمنية، وأسلحة أمريكية ودعم مبادرة الطاقة النووية المدنية.
ورأي بوتشينو أن مفاوضات بن سلمان مع الصين وفي نفس الوقت مع الولايات المتحدة وإسرائيل تؤكد أن أي تحالف أمني إقليمي بين الدول الخليجي والعربية والدولة العبرية سيتم بنائه على رمال متحركة.
وخلص العسكري الأمريكي السابق أنه وفقا لتلك المعطيات فإنه يجب على الولايات المتحدة إعادة تقييم فورية لأولويات السياسة الخارجية في الشرق الأوسط وإعادة ضبط الارتباطات الأمريكية مع الحلفاء الإقليميين.
اقرأ أيضاً
لم تؤخذ في الحسبان.. إسرائيل تقر بتلقي إشارات قبل هجوم طوفان الأقصى
المصدر | ذا هيل- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: ذا هيل طوفان الأقصى الصراع العربي الإسرائيلي الولایات المتحدة الشرق الأوسط طوفان الأقصى على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
نشر موقع “غلوبال فاير باور”، تقريرا حول “أقوى الدول التي تمتلك مقاتلات عسكرية”.
وبحسب التقرير، “تقدمت السعودية على مصر وإسرائيل في قائمة القوة الجوية ضمن أقوى الدول التي تمتلك مقاتلات، وجاءت السعودية في المركز الـ9 وتلتها إسرائيل في المركز الـ10، بينما مصر في المركز الـ11″، و”حصلت المملكة العربية السعودية على المرتبة الثانية عربياً والـ24 عالمياً”.
ووفقا للتصنيف، “يحتل الجيش المصري المرتبة الـ19 عالميا، مما يجعله الأقوى عربيا وأفريقيا، ويمتلك الجيش المصري مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات المتقدمة، تشمل طائرات ودبابات حديثة ونظام دفاع جوي متطور”.
وبحسب التصنيف، “تمتلك القوات الجوية المصرية أسطولا كبيرا من الطائرات المقاتلة، بما في ذلك طائرات إف 16 ( F-16) الأميركية الصنع، وطائرات رافال الفرنسية، وتعد F-16 العمود الفقري للقوات الجوية المصرية، مع أكثر من 200 من هذه الطائرات في مخزونها، وهي مقاتلة متعددة المهام، قادرة على القيام بمهام جو-جو وجو-أرض، أما طائرة “رافال” فهي مقاتلة حديثة مجهزة بإلكترونيات طيران وأنظمة أسلحة متطورة”.
ووفق التصنيف، “هناك العديد من العناصر التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في حال أردنا تحديد مدى قوة سلاح الجو وكفاءته لدى الجيوش، من أهمها مستوى الحداثة والتطور ونوعية التكنولوجيا المستخدمة في هذه الطائرات”.