ذكرى أكتوبر ... تلازم الثورتين لطرد محتل ووحدة وطن ! .
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
كان للتضحيات العظيمة التي قدمتها جماهير الشعب اليمني في انتفاضاتها ومحاولاتها المستمرة الفضل العظيم في انبلاج فجر جديد مشرق بقيام ثورتين اليمن .
تفجير ثورة
إن ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال اليمن هيأت للنضال ضد الاستعمار في الجنوب اليمني الذي تمثل بسلسلة من التمردات والانتفاضات غير المنظمة في أغلب مناطق الجنوب اليمني والتي كانت تعبر تعبيرا صادقا عن رفض الشعب لقوى الاستعمار , ومن ناحية أخرى شكلت عاملا مساعدا في توضيح وبلورة مجموعة من المسائل الوطنية والاجتماعية والسياسية والفكرية في الساحة اليمنية .
وهيأت الشعب اليمني نضاليا ونفسيا لمعركته الفاصلة مع المستعمرين وهذا ما أثبته الجماهير اليمنية في دفاعها الباسل المستميت طوال ثمانية أعوام من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والنظام الجمهوري وانخراطها في ثورة 14 أكتوبر 1963م , وما قدمته من تضحيات مادية وبشرية كبيرة طوال فترة الدفاع عن الجمهورية الوليدة وثورة الرابع عشر من اكتوبر .
مؤتمر صنعاء
قام فرع حركة القوميين العرب في اليمن الشمالية بدعوة اليمنيين الجنوبيين الموجودين في صنعاء الذين ساهموا بالدفاع عن الثورة إلى مؤتمر شعبي عام عقد في دار السعادة بصنعاء يوم 24 فبراير 1963م , حضره أكثر من ألف شخص . وكان ذلك بهدف خروج المؤتمر بقرار يؤدي إلى تجميع القوى الوطنية الجنوبية المختلفة في جبهة موحدة تؤدي دورا ليس فقط في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر . وإنما أيضا في مواجهة الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن والذي يقوم بدعم قوى الثورة المضادة .
وقد استقر رأي المؤتمرين على إعداد مشروع ميثاق في صيغة نداء إلى الفئات الوطنية , لكي تلتقي بالفعل في جبهة واحدة أطلق عليها , في البداية اسم ( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل) . وتم انتخاب لجنة تحضيرية مؤلفة من 11 عضوا من ضمنهم - قحطان الشعبي أول رئيس لجنوب اليمن بعد الاستقلال - لإعداد مشروع الميثاق .
وحدة اليمن
عقدت اللجنة التحضيرية عدة اجتماعات في مارس 1963م , وأسفرت عن تقديم ميثاق وطني أكد على ايمان جبهة التحرير بوحدة جميع أجزاء اليمن وعدم اعترافها ومقاومتها لأي شكل اتحادي استعماري في الجنوب , ورفضها الاعتراف بأي معاهدات للحماية أو الاستشارية , وقال بأن : ( الثورة والوضع الثوري في الجمهورية العربية اليمنية , هي ثمرة تجارب الشعب العربي في اليمن - شمالا وجنوبا - ولذلك فإن على الجبهة مهمة التفاعل مع الثورة وقادتها...) . كما أعلن الميثاق تطلعه إلى : ( أن تكون الجمهورية العربية اليمنية قاعدة للنضال في الجزيرة العربية , وأن تسهم مع الجمهورية العربية المتحدة في تحمل مسؤولية دعم النضال العربي التحرري , ويقع على عاتقها خاصة مسؤولية الاسهام والمساندة لنضال الشعب في الجنوب اليمني المحتل ) .ومع أن الميثاق صيغ وفقا لمبادئ ومفاهيم حركة القوميين العرب , وبخاصة منها مبادئ وحدة اقليم اليمن والوحدة العربية ( حماية الثورة من أية نكسة قد تقوم بها الرجعية والاستعمار والانتهازية ... ) ومع ان الميثاق تجاوز قضية الكفاح المسلح لكن الكثيرين من قادة حركة القوميين العرب وقواعدها كانوا يدعون إلى قيام الثورة المسلحة . وإزاء الاحتمال الواقعي لإجهاض فكرة القيام بالثورة المسلحة قامت مجموعة من ممثلي المناطق والقوات المسلحة في الجنوب بينهم علي ناصر محمد وعلي عنتر ) بإصدار بيان في 5 يونيو 1963م يبشر بالثورة المسلحة . فكان ذلك البيان دافع قويا لصنعاء بمد الثوار بالجنوب بالسلاح مما قاد إلى تفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م ضد الاستعمار البريطاني وسلاطين الجنوب عملاء المحتل والرجعية .
الكفاح المسلح
لقد فشلت كافة الحركات والتنظيمات السياسية التي كانت تنادي بالعمل السياسي السلمي لتحرير جنوب اليمن كوسيلة أساسية نظريا وعلميا ضد الكفاح المسلح , غير أن حركة القوميين العرب التي شكلت الفصيل الأساس للجبهة القومية رأت أن هذا الطريق مسدود ولن يحل المشكلة الاساسية مع الاستعمار , وهذا ما أكدته الوقائع والأحداث التاريخية المتلاحقة ومحاولات احتواء الثورة من داخلها كشكل من أشكال التركيع الذي كان الاستعمار وعملاؤه والرجعية السعودية يخططون له ويمارسونه قبل الاستقلال وحتي بعد الاستقلال وعلى يد نفس القوى التي ساهم الاستعمار بخلقها في الساحة وأرضعها من ثديه ومن خلال المحاولات الانقلابية والتخريب الداخلي المستمر .
وبعد حوار متواصل في مايو 1963م بين حركة القوميين العرب والتنظيمات الأخرى بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م , وما تعرضت له من قبل السعودية والملكيين والمرتزقة الأجانب , وكذلك من قبل الاستعمار البريطاني الجاثم على أرض جنوب اليمن , فكان لا بد من الإسراع في إعلان قيام الجبهة القومية على ضوء المتغيرات الجديدة التي أفرزتها ووفرتها ثورة 26سبتمبر . وبإعلان قيام الجبهة القومية في مايو 1963م وقيام الثورة المسلحة في 14 أكتوبر 1963م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مثل كل ذلك بداية لمرحلة جديدة من النضال السياسي والعسكري للخلاص من الاستعمار البريطاني وعملائه ومن أجل حماية ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري الذي جابه التآمر المباشر منذ اليوم الأول لقيامه بهدف القضاء عليه في المهد .
وإن إيمان الجبهة القومية بالنضال المسلح كطريق وحيد لتحرير الجنوب اليمني من الاستعمار والحكم السلاطيني , لم يأت ه صدفة بقدر ما أتى تتويجا لنضال شعبنا عبر مراحل تاريخية طويلة وكتعبير عن كل تلك المعاناة التي كان يعانيها شعبنا وهو ما إستطاعت الجبهة القومية أن تقوم به من خلال تصعيد الكفاح المسلح على طول وعرض جنوب اليمن المحتل . وحسبما يؤكد علي ناصر محمد فإن فكرة القيام بثورة مسلحة كانت طرحت لأول مرة في عام 1960م , من قبل العديد من منظمات حركة القوميين العرب, إلا أن قيادة حركة في عدن رأت أن ( إن فكرة قيام الثورة المسلحة في الجنوب , بدون تغيير الأوضاع في الشمال , تعد مجرد مغامرة , وأنه لكي تنتصر ثورة تحررية في الجنوب لابد أن تنتصر ثورة وطنية في الشمال )
ويبدوا أنه على هذا الأساس دعمت حركة القوميين العرب نشاط مجموعة من الضباط في تنظيم ( الضباط الأحرار) كما ساهم بعض أعضاء فرع الحركة في عدن في الإعداد والتحضير لثورة 26 سبتمبر1962م وقيام الجمهورية . وكان من بين أبرز الاعضاء المساهمين بالتحضير للثورة سعيد أحمد الجناحي الذي كان : ( ضابط اتصال بين مجموعة الضباط الأحرار - الذين نفذوا الثورة - والمناضلين في تعو وصنعاء) . أما بعد انتصار الثورة في الشمال , فقد ساهم العشرات من أعضاء الحركة في جنوب اليمن في الدفاع عن الثورة ملتحقين بكتائب الحرس الوطني , ومشاركين في العمليات الحربية التي خاضتها قوى الثورة ضد فلول الملكيين . وكان من بين أبرز أولئك المشاركين في الدفاع عن الثورة صالح مصلح وعوض الحامد ومحمد ناصر الجوي وسعيد صالح ومحمد علي الصماتي وقاسم الزومحي وثابت عبده حسين , والشهيد راجح بن غالب لبوزة والذي أطلق باستشهاده شرارة الثورة المسلحة في جنوب اليمن من جبال ردفان في 14 أكتوبر 1963م . والتي قادت بعد اربع سنوات بقيادة الجبهة القومية إلى تحرير جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني بعد أن خاضت ضده معارك وبطولات وتضحيات توجت بيوم الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الاستعمار البریطانی الثورة المسلحة الجنوب الیمنی الکفاح المسلح ثورة 26 سبتمبر المسلحة فی جنوب الیمن الدفاع عن فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
بركان بأيسلندا يثور للمرة العاشرة
قال مكتب الأرصاد في أيسلندا إن بركانا قرب العاصمة ريكيافيك ثار في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء للمرة العاشرة في ثلاث سنوات ونفث الدخان وفاضت منه الحمم، لكن ذلك لم يسفر عن تعطل في الرحلات الجوية أو في أضرار للبنية التحتية.
وتقع أيسلندا، التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة، على خط الصدع بين الصفائح التكتونية لأوراسيا وأميركا الشمالية مما يضعها في نقطة نشطة زلزالياً وبها العديد من ينابيع المياه الساخنة وعشرات البراكين.
وأظهرت لقطات بث حي على مواقع للتواصل الاجتماعي حمما ملتهبة وهي تندفع في السماء ليلاً.
وأضاف مكتب الأرصاد أن المؤشرات الأولى على ثورة البركان ظهرت قبل 45 دقيقة فقط من تصدع أرضي ضخم يقدر طوله حاليا بثلاثة كيومترات تسببت فيه الصهارة التي تشق طريقها في القشرة الأرضية.
وحذرت السلطات من قبل من النشاط البركاني مع تراكم الصهارة تحت شبه جزيرة ريكيانيس التي تبعد نحو 30 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة ريكيافيك. وانتهى الثوران السابق للبركان في السادس من سبتمبر. وذكر مكتب الأرصاد أنه لم يرصد زيادة تذكر في النشاط الزلزالي في الأسابيع القليلة الماضية.
وأضاف أنه يقدر أن ثورة البركان أمس الأربعاء أصغر كثيراً من سابقتها.
وبعد أن ظلت خامدة لمدة 800 عام، عادت الاضطرابات الجيولوجية في المنطقة للنشاط في 2021 وشهدت ثورة براكين بوتيرة متسارعة.
وحذر خبراء من أن ريكيانيس ستشهد على الأرجح ثورات متكررة للبراكين على مدى عقود وربما قرون.