ما الأهداف العسكرية لإسرائيل من إخلاء شمال قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
في خطوة تقرب أكثر وأكثر التكهنات المتعلقة بساعة انطلاق الهجوم البري، طلب الجيش الإسرائيلي، الجمعة، من السكان إخلاء مناطق شمالي قطاع غزة، بالتزامن مع حملة قصف جوي مكثفة يشهدها القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
خلال الأيام الست الماضية التي تلت تنفيذ مسلحي حماس هجوما مباغتا على مدن إسرائيلية في غلاف غزة، حشدت إسرائيل نحو 300 ألف من جنود الاحتياط ودبابات ومدرعات وآليات عسكرية مختلفة على الحدود مع القطاع.
ومن شأن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أن تشمل أكثر من مليون مدني طلب منهم التوجه لجنوب القطاع وإخلاء مدينة غزة شمالي القطاع خلال 24 ساعة فقط.
Hamas maximizes harm to civilians in Gaza by hiding behind them.
The IDF minimizes harm to civilians in Gaza by dropping endless flyers urging them to leave harms way. pic.twitter.com/zLXmQDj5TT
حتى اللحظة لم يناقش المسؤولون الإسرائيليون أي تفاصيل عسكرية تتعلق بالهجوم البري، سوى تصريحات أطلقها وزير الدفاع يوآف غالانت قال فيها إن "وقت الحرب حان" ووعده بشن حملة تتفوق على أي حملة خاضتها بلاده على الإطلاق لمحو حماس "من على وجه الأرض".
في الميدان، تشير كل التحركات الإسرائيلية إلى أن الهجوم البري بات وشيكا جدا، حيث تتواصل الغارات العنيفة على مناطق عدة في قطاع غزة منذ أن نفذت حماس هجوما صادما وغير مسبوق عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري.
يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن "هناك تكثيفا للغارات على أهداف حماس، وطريقة استهداف هذه المواقع تأتي وفقا للمناطق الجغرافية تباعا.. بدأنا ببيت حانون وبعدها جباليا وحيي الرمال والفرقان".
ويضيف أدرعي في حديث لموقع "الحرة" أن سلاح الجو الإسرائيلي ينوي الآن تنفيذ ضربات مكثفة على مدينة غزة بالتحديد، لوجود الكثير من أوكار حماس فيها".
"ونتيجة الكثافة السكانية العالية ووجود مصالح لحماس في بنايات مدنية أو تحتها طلبت إسرائيل من السكان الخروج والتوجه جنوبا، كما حصل سابقا في مناطق بيت حانون وغيرها قبل استهدافها من أجل سلامتهم وتفادي استهدافهم والتمييز بينهم وبين عناصر حماس"، وفقا لأدرعي.
وفي رد على سؤال بشأن الهجوم البري المرتقب، علق أدرعي بالقول "أنا لا أتحدث عن جدول زمني أو عن المراحل المقبلة من الحرب، لكن ما أستطيع قوله هو أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة".
ويشير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن هناك الكثير من الآليات العسكرية والدبابات على الحدود مع غزة ومئات آلاف من جنود الاحتياط، لافتا إلى أن "هذه التحركات تُهيئنا للمرحلة المقبلة التي قد تتخذها إسرائيل".
مؤخرا أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سينفذ عملية "كبرى" في مدينة غزة في الأيام المقبلة ولن يتمكن المدنيون من العودة إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك.
ويقدر مسؤولون إسرائيليون سابقون أن لدى حماس نحو 20 ألف مقاتل في غزة.
ويرى الخبير في الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية أشرف أبو الهول أن "التحركات الإسرائيلية تشي بأنها تخطط لشن هجوم بري شامل".
ويبين أبو الهول في تصريح لموقع "الحرة" أن "عملية إخلاء السكان من المناطق المأهولة مثل محافظة شمال غزة ومطالبتهم بالتوجه جنوبا، مؤشر أن المنطقة ستكون مسرحا لمعارك شرسة مع مسلحي حماس في حال حصول أي توغل بري".
ويشير أبو الهول إلى أن اختيار إسرائيل لشمال غزة جاء لإنها منطقة "قليلة السكان وفيها منطقتين مجاورتين للحدود مع إسرائيل وهما بيت حنون وبيت لاهيا، وبالتالي فهي تعتبر سهلة نوعا ما لتحرك الدبابات".
كذلك فإن "شمال غزة من الناحية العسكرية منطقة قريبة من احتياطات الجيش الإسرائيلي ومعظم عمليات التسلل الفلسطينية جرت عبره" وفقا لأبي الهول.
ويؤكد أن "دفع السكان للجنوب بالتزامن مع حملة القصف المكثفة الإسرائيلية في الشمال، هي مؤشر على أن التدخل البري سيبدأ من هذه المنطقة أو ربما إنشاء منطقة حزام عازل جديد في أجزاء كبيرة من شمال وشرق غزة من أجل إبعاد مدى المستوطنات الإسرائيلية عن أي هجوم يمكن أن يحدث مستقبلا".
بالإضافة لذلك يشرح أبو الهول أسباب أخرى جعلت من إسرائيل تختار منطقة شمال غزة بالقول: "الجنوب فيما لو شهد أي تحرك عسكري فستكون هناك مشكلة مع مصر بسبب الحدود المشتركة واحتمال اندفاع الفسطينيين لعبور الحدود، وكذلك يمكن أن يدخل الطيران الإسرائيلي المجال الجوي المصري وبالتالي هناك الكثير من التعقيدات".
شبكة أنفاقفي بيان صدر الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي في إنه قصف 750 هدفا للمسلحين في شمال غزة خلال الليل، بما في ذلك ما قال إنها أنفاق تابعة لحماس ومجمعات ومواقع عسكرية ومنازل لقادة الحركة ومستودعات أسلحة.
ومع ذلك يمكن أن يواجه أي عمل عسكري إسرائيلي بري في غزة خصما حشد مخزونا هائلا من الأسلحة بمساعدة إيران وحفر شبكة أنفاق واسعة لتفادي المهاجمين وأظهر في حروب برية سابقة أن بوسعه إلحاق خسائر بشرية أكبر بالقوات الإسرائيلية في كل مرة.
يقول أبو الهول "بالنهاية قطاع غزة صغير جدا واسرائيل تحاصره من ثلاثة جوانب، من الشمال والشرق ومن الغرب ويمكنها أن تقوم بعملية في أي مكان، لكن التكلفة ستختلف نظرا لوجود الأنفاق".
ويعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية أن "الهجوم البري لن يتم إلا بعد أن تنتهي إسرائيل من عمليات القصف والتدمير التي تقوم بها في غزة من أجل تأمين الأنفاق التي ربما تستخدمها حماس لمفاجئة القوات الإسرائيلية".
بدوره يوكد أدرعي أن "القوات الإسرائيلية لديها معرفة بشبكة الأنفاق التي أقامتها حماس، ومعظمها تم قصفها بشكل مكثف قبل ثلاثة أعوام".
ويشدد أدرعي أن "هذه الأنفاق موجودة داخل مناطق سكنية وبالتالي نريد أن يبتعد الناس عنها حتى نتعامل مع هذا التهديد وفق ما نعرفه".
ويشير إلى أن "الأولوية في الجيش الإسرائيلي حاليا هو تنفيذ الخطة العسكرية وتسديد أكبر قدر ممكن من الضربات لحماس وتعزيز الحماية والدفاع في مناطق جنوب إسرائيل وفق خطة واضحة المعالم تم إقرارها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الهجوم البری أبو الهول قطاع غزة شمال غزة غزة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
اعتبرت 3 فصائل فلسطينية أن إمكانية الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا لم تضع إسرائيل شروطا جديدة، بينما أشار قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الاتفاق من الممكن أن يرى النور قبل نهاية العام إذا لم يعطله رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقالت حماس -في بيان اليوم السبت- إن وفودا من قادتها والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحثت في القاهرة أمس مجريات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.
وقالت أيضا إن وفود الفصائل الفلسطينية الثلاثة اتفقوا على أنّ "إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا توقف العدوّ عن وضع اشتراطات جديدة".
وأضافت حماس "اتفقنا مع قادة الجهاد والجبهة الشعبية على الاستمرار في التواصل والتنسيق حول كافة المستجدات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار".
وتابعت أنها بحثت مع الجهاد والجبهة الشعبية مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأهمية بدء خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة.
إعلان
"نقاط عالقة غير معطلة"
في سياق متصل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادي في حماس أنّ "المباحثات قطعت شوطا كبيرا وهامّا، وتمّ الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف النار وتبادل الأسرى، وبقيت بعض النقاط العالقة لكنّها لا تعطّل".
وأضاف هذا القيادي مشترطا عدم نشر اسمه "الاتفاق يمكن أن يرى النور قبل نهاية العام الحالي إذا لم يعطّله نتنياهو بشروط جديدة".
وأوضح أنّ "الاتفاق في حال تم إعلانه وتنفيذه سيقضي بوقف للحرب تدريجيا والانسحاب العسكري من القطاع بشكل تدريجي، لكنّ الاتفاق ينتهي بصفقة جادّة لتبادل الأسرى ووقف دائم للحرب وانسحاب كلّي من القطاع وعودة النازحين، وعدم العودة للأعمال القتالية بضمانات الوسطاء الدوليين، والإعمار".
نتنياهو يواجه اتهامات متزايدة من المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين بعرقلة التوصل لصفقة مع حماس (الفرنسية) إسرائيل: الظروف تحسنتوأول أمس، أبلغ مكتب نتنياهو عائلات الأسرى في قطاع غزة بأن ظروف إبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية "تحسنت" دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
ووفق صحيفة "إسرائيل اليوم" فإنها المرة الأولى التي يصدر فيها مكتب نتنياهو بيانا يتحدث عن "تطور" بالمفاوضات منذ بداية حرب الإبادة -التي تشنها إسرائيل على الحجر والشجر والإنسان الفلسطيني- في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، .
والثلاثاء الماضي، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة والدوحة تبذلان جهودا مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.
وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني، ويُقدر وجود 100 أسير إسرائيلي تحتجزهم المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة بينما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وأكدت حماس -مرارا، خلال الأشهر الماضية- استعدادها لإبرام اتفاق، وأعلنت موافقتها في مايو/أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن.
إعلانغير أن نتنياهو تراجع عن مقترح بايدن، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة. بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل لجيش الاحتلال وصفقة تبادل عادلة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن، الأسبوع الماضي، أن الجيش يعتزم السيطرة أمنيا على قطاع غزة والاحتفاظ بحق العمل (العسكري) فيه بعد الحرب، كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة.
وتتهم المعارضة وعائلات المحتجزين الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، وذلك للحفاظ على منصبه وحكومته. إذ يهدد وزراء متطرفون، بينهم وزيرا الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها على مرأى ومسمع من العالم جميعه، متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وذلك لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.