الوطن:
2025-01-30@21:37:11 GMT

محمد غالب يكتب.. حديث عن الأهرامات فوق جبال الألب!

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

محمد غالب يكتب.. حديث عن الأهرامات فوق جبال الألب!

على طريق السفر، كانت الأمطار لا تتوقف، غير معترفة بصيف يوليو، رسمت قطراتها خطوطاً متداخلة على زجاج الباص، ومن خلفه ظهرت جبال الألب شامخة تلامس السماء، فتشكلت لوحة بديعة من صنع الله.

وفى منتصف الطريق توقفت العربة وصعد داخلها ثلاثة مسئولين يرتدون زياً يبدو رسمياً، لرؤية «الباسبور» الخاص بركاب العربة، فعرفت حينها أننا خرجنا من الأراضى السويسرية وأصبحنا فى إمارة ليختنشتاين، واندهشت من بساطة الانتقال من بلد لبلد.

ظهرت معالم فادوز، عاصمة ليختنشتاين، سُحبها واضحة وكأنها قربت من الأرض، وكانت سماؤها شديدة الزرقة تُضفى سلاماً على البيوت الصغيرة المتفرقة بين الجبال الخضراء وعلى كل من يسير حولها.

كان المشهد بديعاً، ظللت أتفحص كل تفاصيله بدقة، وتذكّرت الصدفة التى قادتنى للسفر إلى إمارة ليختنشتاين، بعدما كنت فى رحلة لمدينة زيورخ فى سويسرا تستمر لأيام، كان ذلك فى آخر شهر يوليو عام 2017، وقتها اقترح الفكرة نزيل نمساوى تعرفت عليه فى «الهوستيل» الذى أقمت فيه بزيورخ، وحكى لى حينها عن ليختنشتاين بحماس، وفى محاولة منه لإقناعى قال إنها تبعد مسافة ساعة ونصف فقط عن المدينة السويسرية، فقررت الذهاب بعد تردد استمر لساعات، وذلك لحسابات تتعلق بضيق الوقت وارتفاع تكاليف الرحلة، خاصة أن الأسعار فى سويسرا شديدة الغلاء.

لكن فى النهاية غلبت روح المغامرة وخضت التجربة بحماس، وكان يوماً مميزاً أحفظه جيداً، ومهما مرت السنوات أحكى عن تفاصيله طوال الوقت.

ليختنشتاين تقع بين دولتى النمسا وسويسرا، وعاصمتها فادوز، وهى من أصغر دول أوروبا، وتقع بالكامل فوق جبال الألب.

تجولت قليلاً فى البلد الغريب والتقطت بعض الصور للذكرى، وأول ما قمت بزيارته فى الإمارة الصغيرة متحف اسمه Lichtenstein landes musem. ودخلت لعلى أتعرف بعمق على تاريخ هذا البلد ومعالمه، ولكن ما حدث وفاجأنى هو العكس، وجدت سكان البلد والأجانب قصدوا المتحف للتعرف على الحضارة المصرية بحب وبعيون تلمع من الانبهار والاحترام.

وبمجرد الدخول فوجئت بأن المتحف ملىء بصور للقدماء المصريين، وكتب مصورة ومطبوعة بجودة عالية وبأحجام مختلفة على أغلفتها صور للأهرامات وأبوالهول، بالإضافة لإكسسوارات على أشكال فرعونية، وكتيبات صغيرة تحكى عن حضارتنا وتوضح شكل الحياة المصرية القديمة، مع كلمات من قبيل سحر الأهرامات، والفراعنة عاشوا فى مصر القديمة. كنت أتنقل من مكان لآخر بسعادة مصحوبة بدهشة، أقلّب الأوراق، وأفتح الكتب بحب، حتى وصلت أمام قاعة مكتوب على بابها «هنا معايشة لآثار مصر الفرعونية»، بالإضافة إلى أوراق ودعاية لرحلات تقام للقاهرة من ليختنشتاين.

كانت مفاجأة سعيدة، خاصة أن أحداثها متعلقة بمصر، فوجهت سؤالى المتعلق بكل دهشتى مما رأيت إلى مسئولة بالمتحف، وبلغة إنجليزية ضعيفة للغاية قالت إن إدارة المتحف خصصت جزءاً كبيراً من المتحف للتعريف بمصر وآثارها الفرعونية وتاريخها، بالإضافة لعروض حكى عن تاريخ مصر وحضارتها، كما أن هناك إعلاناً عن رحلات تقام لمصر مع زيارة الأهرامات، بسبب تقديرهم لتلك الحضارة المبهرة.

وبفخر أخبرتها عن جنسيتى المصرية، فرحبت بى بشدة وأعربت عن تقديرها الشديد لى ولمصر وتاريخها الملهم.. وهو ما فعله كل زوار المتحف، لتنطلق أحاديث بكل حب عن القاهرة وناسها وشوارعها واختلافها.

وتعجبت من تلك المصادفة، والتى بسببها شعرت وكأنى أكثر أهل الأرض سعادة، ولم أشعر حينها بغربة ولا ببُعد مسافات.

تجولت بعدها بفخر داخل متحف ليختنشتاين الوطنى الذى يضم مجموعة من الأعمال الفنية المحلية للإمارة، ويمكن للزوار التعرف على التراث الثقافى لليختنشتاين، ومعلومات عن تاريخها. زيارة المتحف كانت خير بداية لجولتى فى الإمارة التى وقعت فى غرامها، وسرت على أرضها الخضراء بكل خفة وكأنى طائر يحلق فوق جبال الألب.

وجدت أن المواطن فى ليختنشتاين يتحدث الألمانية، ويمكن التعامل داخلها بعملة الفرنك السويسرى أو اليورو، وعلى الرغم من صغر مساحتها فإنها تتميز باستقرار مالى واقتصادى، ويوجد بها بعض الصناعات.

وأول الأماكن التى حرصت على زيارتها قلعة فادوس وهى المعلم الأشهر، والتى يسكن بها أمير ليختنشتاين، وللصعود إلىها استغرقنا نحو 25 دقيقة تقريباً، كنت أسير وقتها فى الطريق خفيفا مرحاً، أجرى وأبتسم وأدوّن وأصوّر، وكأنى لا أريد لهذا الطريق أن ينتهى أبداً، كان نسيم الهواء عليلاً، والمناظر بديعة، حيث إن العيون لا ترى سوى بيوت مطلة على مناطق خضراء واسعة، وسماء بلون نقى، وسحب تتحرك فى انسيابية بديعة، وناس من جنسيات مختلفة يتحركون بمرح فينشرون طاقة إيجابية فى المكان. أكثرهم من النمسا وسويسرا وألمانيا، حيث يعيشون فى الإمارة بجانب المواطنين فى ليختنشتاين. ومن الأماكن المميزة فى ليختنشتاين قرية مالبون بمساحتها الخضراء الواسعة، وغيرها من الأماكن الهادئة.

قضيت فى ليختنشتاين ٨ ساعات تقريباً، منذ العاشرة صباحاً وحتى الخامسة بعد المغرب، بعدها قررت العودة إلى زيورخ نظراً لارتباطى بمواعيد الباص.

وعلى الرغم من مساحة البلد الصغير، وضيق الوقت، تركت الزيارة أثراً كبيراً وذكريات لا تُنسى وحكايات أتذكرها مهما مرت السنوات.

فى طريق العودة لزيورخ، حرصت على تأمل الأرض والسماء والجبال الممتدة حتى الأفق، ورددت: «وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ»، كان مشهداً كنت أتمنى أن لا ينتهى أبداً.

بعدها عدت إلى زيورخ، وقلّبت فى الصور التى التقطتها بالكاميرا، وشاهدت ما عرضه المتحف من حكايات مصرية بإعجاب، وظللت أقلّب وأشاهد كل ما يتعلق بحضارتنا المصرية الساحرة، وأجعل كل من بجانبى يشاهد، وأحكى بفخر وسعادة وحب.

ثم عدت إلى مصر بعد أيام، وحكيت، وما زلت أحكى، مصر هى أجمل وأهم بلد فى العالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جبال الألب الأهرامات جبال الألب

إقرأ أيضاً:

فنان شهير يسخر من حديث محمد رمضان مع الذكاء الاصطناعي

متابعة بتجــرد: سخر الفنان خالد سرحان من الفيديو الذي نشره الفنان محمد رمضان وظهر فيه وهو يسأل أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي عن الـ”نمبر وان” في الغناء والتمثيل.

وظهر خالد سرحان في الفيديو الذي نشره عبر حسابه الخاص في “فيسبوك” وهو يسأل التطبيق السؤال نفسه، ليُجيبه التطبيق قائلاً: “خالد سرحان “نمبر وان” في التمثيل، وحمو بيكا “نمبر وان” في الغناء”.

وبعدها كشف التطبيق أن سرحان هو من أملى الإجابة عليه، رداً على سؤاله “هو انت تقدر تقول غير كده؟”، فيُجيب التطبيق: “أنت اللي قايلي أقول كده، أي حد يقدر يطلب مني إجابات وأنا أقولها”.

وأعاد محمد رمضان نشر فيديو خالد سرحان، مع التعليق: “لو مش بيمليه… كان هيديه على عنيه”.

وكان محمد رمضان قد نشر عبر حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ظهر فيه مستلقياً وهو يدخّن، ويمسك بهاتفه، خلال حديثه مع تطبيق الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”.

وسأل رمضان تطبيق الذكاء الاصطناعي: “تشات جي بي تي… مين “نمبر وان” في مصر والوطن العربي في الموسيقى والتمثيل؟”، لتأتي الإجابة باللغة الإنكليزية وتؤكد أن محمد رمضان هو صاحب هذا اللقب، وهو ما جعل الفنان يبتسم، ويقول مازحاً للتطبيق: “تقدر تقوللي غير كده ولا إيه؟”.

وطلب بعدها رمضان أن تكون الإجابة باللغة العربية، ليجيب الذكاء الاصطناعي: “محمد رمضان بلا منازع هو رقم واحد في مصر والوطن العربي، سواء في الموسيقى أو التمثيل… هو رمز النجاح والتأثير الكبير”.

main 2025-01-30Bitajarod

مقالات مشابهة

  • فنان شهير يسخر من حديث محمد رمضان مع الذكاء الاصطناعي
  • رمضان 2025.. مواعيد العمل الرسمية للمتحف القومي للحضارة المصرية
  • وفاة متزلجين بانهيارات جليدية في جبال الألب الفرنسية
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • صور المتحف المصري الكبير من الداخل تكشف عظمة الحضارة المصرية القديمة
  • مروان الحجري: العلاقات المصرية العمانية لا يمكن وصفها بالكلمات..فهي تاريخية
  • ورشة عمل لبحث آليات تفعيل الهيكل التنظيمي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية
  • استعداد عالمي من الدولة لافتتاح المتحف المصري الكبير.. تفاصيل
  • "مش هتفرقه عن الأصلي"| "الحاج أحمد العترة" يقيم أول متحف للتماثيل المقلدة بالأقصر.. صور
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!