الوطن:
2025-04-26@08:01:24 GMT

ناصر عبدالرحمن يكتب.. الحياة الافتراضية

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

ناصر عبدالرحمن يكتب.. الحياة الافتراضية

هل الحياة الافتراضية سيطرت على حياتنا الطبيعية؟ وهل هناك تشابه بين حياتنا الافتراضية وبين الخيال؟ وهل الخيال هو الأب الروحى لعالمنا الافتراضى؟ ولمَ اصطلح الناس وتوافقوا على اسم الحياة الافتراضية وليس اسم الحياة الخيالية؟ وهل ابتعدت الرؤى والأحلام عن هذا العالم الخيالى؟ مليون سؤال بمليار إجابة.. القاسم المشترك بينها هو أنت أيها الإنسان الذى تحتاج دائماً إلى ساحة تتشكل فيها وتندمج حتى لا تضمر، وتسقط فى هوة الاكتئاب.

تغيرت أيها الإنسان فلم يعد الخيال المجرد حافزاً للخروج من الملل والفشل والانسداد.. تغيرت حتى أصبحت تسقط أحمالك النفسية بلا هد ولا بناء.. فبعد الشعر والموسيقى والروايات والمسرح والسينما والتليفزيون، وكلها تنبع من مصدر واحد، هو الخيال المستند قرباً أو بعداً إلى المثال والواقع، والإبداع شرط الخيال.

أما العالم الافتراضى، فهو يهرب من الواقع والخيال والحلم إلى عالم جديد يراه ويسمعه ويعيشه ويبنى عليه ويحقق فيه النجاح والملك والمال والحب والتسيد والحرية بدون أى رجوع لأحد غيره، لذلك سيطر العالم الافتراضى، وتجاوز الخيال بتحقيقه، وتجاوز الحلم بتأويله، وتجاوز الواقع بصنع واقع بديل يخص كل واحد ممن دخلوا جزر العالم الافتراضى. وهذا النجاح، الجنون الذى يفترس كل من يعترضه، يفشل فى إزالة عائق واحد وهو الوهم، هذا الوهم هو البطل الأساسى فى هذا العالم الافتراضى، والوهم ستائر من الحجب سريعة التشكل والتشابك ونهم جداً فى استهلاك التفاصيل، إلا أن هذا الوهم العملاق الشرس الناعم يتميز ببيئة واحدة، شريان هذه البيئة هو الخوف.

إذن الخوف والتمرد وكره الواقع وعدم الاستطاعة، أدوات الوهم وتفاصيله، فبدون الوهم تنكشف ستائر العالم الافتراضى، كما أن هناك ما هو أبعد لنجاح العالم الافتراضى، وهو أن جنوده ومريديه وأهله أكثرهم المحبطون والحلمون والمتمردون والنفسيون والكافرون بالواقع. لذلك تقاربت جزرهم، وتعارفوا وتباعدوا عن العالم المجنون الذى نعيشه. تجد الفنان المحبط الذى قهرته جدران صماء، ترفض فنه لصالح نجوم أقل موهبة، هذا الفنان بجد فى العالم الافتراضى جزيرة آمنة ترعى فنه وتحققه، كذلك العاشق الذى لا يستطيع تحقيق عشقه داخل جزيرته الافتراضية ليعيش العشق، ولو من خلف ستائر وهمية، وكل من يريد أن يرى عالمه الافتراضى، يكفيه لمس أزرار العالم وتوجيهه، ولكى يتمكن الوهم من أهله، كان لا بد من دخول عناصر ومشهيات المنتجات الإبداعية التى تحققت على مدى السنين، كالفنون.. سينما ومسرح بنجومه ليدخلوا جزر الوهم الافتراضى، يضىء أنواره لعله يحظى بجمهور العالم الافتراضى، وهنا دخل نجوم العالم الواقعى من كتاب إلى مطربين، ممثلين ومشاهير، لخطف عيون جمهور العالم الوهمى، وتزداد ساحة العالم الافتراضى لتبتلع المنتج الإبداعى فى العالم كله.

كذلك يفتح العالم الافتراضى لدخول كل ما سبق وسجله العالم من إبداع وفن وتاريخ، هذا العالم الوهمى جعل العالم بطبقاته، قاراته ومعرفته، وغناه وفقره دون أى تفضيل ودون أى تمييز، ورغم سيطرة العالم الافتراضى على الجميع، ورغم ظهور الوهم وتفشيه بين الناس واقعاً، فإن العالم الوهمى الافتراضى مسبب النحاج الوهمى ومشعل الفتن، لا ولن يستطيع أن يحبك، لأنه وهم، ولأنك إنسان.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحياة الطبيعية الواقع الخيال

إقرأ أيضاً:

الثلاثاء.. مؤتمر ثقافي بالغربية يناقش «الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية»

تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بالغربية، يوم الثلاثاء المقبل 29 أبريل، تحت عنوان "الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية.. الغربية نموذجًا"، دورة الأديب الراحل سعد الدين حسن، وذلك في المركز الثقافي بطنطا برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية.

تنطلق فعاليات المؤتمر في تمام الساعة 11 صباحًا، بالمركز الثقافي لمدينة طنطا، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ويتضمن المؤتمر محورين أساسيين: أحدهما نظري، والآخر تطبيقي، إلى جانب عدد من الجلسات البحثية، وتكريم عدد من المشاركين بمنح شهادات التميز، وإعلان التوصيات، ويُختتم المؤتمر بأمسية شعرية وحفل غنائي.

كما يُقام على هامش الفعاليات معرض فني ومنفذ لبيع المنتجات الفنية، ويأتي المؤتمر تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د.مسعود شومان، والكاتب عبده الزراع، مدير عام الثقافة العامة، والشاعر وليد فؤاد، مدير عام المؤتمرات ونوادي الأدب.

يُعقد المؤتمر بالتعاون مع فرع ثقافة الغربية، برئاسة وائل شاهين، وإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، ويترأسه الأديب جابر سركيس، فيما يشغل الأديب مختار عيسى منصب الأمين العام، والدكتورة رانيا الإمام، عميد كلية التربية النوعية بطنطا، مقررةً للمؤتمر، بمشاركة واسعة من الأدباء والشعراء والمبدعين من محافظة الغربية.

مؤتمر الغربية الأدبي

مقالات مشابهة

  • الثلاثاء.. مؤتمر ثقافي بالغربية يناقش «الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية»
  • منح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لـ 102 مواطنٍ ومقيمٍ لتبرعهم بالدم 50 مرة
  • سامح قاسم يكتب | عزت القمحاوي.. بين ترويض اللغة وترويض الحياة
  • أبوبكر الديب يكتب: ترامب والكأس الفارغ !!
  • منح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لـ 102 مواطنٍ ومقيمٍ لتبرعهم بالدم
  • خادم الحرمين يوافق على منح ميدالية الاستحقاق لـ 102 مواطن ومقيم
  • صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لـ 102 مواطنٍ ومقيمٍ لتبرعهم بالدم 50 مرة
  • موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لـ 102 مواطنٍ ومقيمٍ لتبرعهم بالدم 50 مرة – “كشف الاسماء”
  • أغرب وأفخم سيارة مرسيدس.. قطعة من الخيال
  • د. محمد بشاري يكتب: البابا فرنسيس.. رحيل رجل السلام وصوت الضمير الإنساني