سياسيون ونواب: رسائل الرئيس السيسي أكدت موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أشاد عدد من خبراء السياسة والنواب، في تصريحات لـ«الوطن»، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حضوره أمس حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب الأكاديمية والكليات العسكرية، موضحين أن الكلمة أكدت على موقف مصر التاريخي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء الفلسطينيين.
الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن الرئيس السيسي كان حازمًا وواضحًا، في رفض ما تطمح إليه بعض القوى الدولية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال دفع أهل غزة للنزوح إلى أراضي سيناء وإقامة وطن بديل: «الرئيس السيسي مدرك لخطورة تلك الفكرة وتنبأ بشأنها، لذا جاء موقفه صريحًا، وهذا ما اعتدنا عليه من أبناء القوات المسلحة الذين يدفعون أرواحهم فداءً لحماية حدود أراضيهم ورفض المساس بها».
وأشار إلى توضيح الرئيس السيسي بأن المسألة لا تتعلق برفض مصر استضافة أشقائها الفلسطينيين، فمصر استقبلت 9 ملايين من النازحين العرب عندما تأزمت الأوضاع في بلادهم، بل يتعلق الأمر بضرورة صمود الفلسطينيين وعدم تخليهم عن أرضهم، حتى لا يتحقق المخطط الذي تسعى إليه إسرائيل وغيرها بعض من القوى الدولية: «مصر تفتح أبوابها دائمًا أمام أشقاؤها العرب وتعالج الجرحي وتتفاني في تقديم المساعدات الإنسانية.. ولكننا لن نتخلى عن القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل».
فيما أوضحت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن كلمة الرئيس السيسي جاءت لتؤكد أن الأمن القومي المصري «خط أحمر»، وأن فكرة نزوح الفلسطينيين لأرض سيناء مرفوضة، وذلك حفاظًا على سيادة مصر، وأيضًا لدعم تواجد الشعب الفلسطيني على أرضه واستكمال ما بدأه من مقاومة لرفض الاستيلاء الإسرائيلي على أرضه.
كما أشارت الشيخ إلى نبل وإنسانية الرئيس السيسي عندما أعلن وقوف مصر وشعبها بجانب الفلسطينيين وتقديم الدعم اللازم حتى تهدأ الأوضاع ويعم السلام والاستقرار المنطقة: «الرئيس عودنا دائمًا على مواقفة النبيلة، وتجلى ذلك عندما فتحت مصر أبوابها للأشقاء العرب في سوريا والسودان وليبيا، بعد مرورهم بأزمات حرب داخلية».
ستظل غزة للفلسطينيين وسيناء للمصريينومن جانبه، لفت ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الرئيس السيسي كان واضحًا في كلمته بشأن قدسية حدود مصر، وقدرة الجيش المصري والشعب على حماية بلدهم، بما يعتبر تحذيرا قويا لكل الجهات التي تسول لها نفسها بتغيير خريطة المنطقة بما يضر الأمن القومي لمصر: «ستظل غزة للفلسطينيين وسيناء للمصريين.. ولن يتم تصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل وهو ما شدد عليه الرئيس إيمانًا منه بصمود الشعب الفلسطيني الذي اعتاد المقاومة وعدم الرضوخ لأية اعتداءات».
وشدد على أن سيناء «خط أحمر» ولن يستطيع أحد أن يغير جغرافية المنطقة لصالحه، موجهاً حديثه للشعب المصري بضرورة دعمهم وتكاتفهم مع الرئيس والقوات المسلحة في ظل تلك الظروف الصعبة، للحفاظ على أمن واستقرار مصر.
القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات الدولة المصريةوقال أحمد مقلد، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات الدولة المصرية، وتاريخيًا ومنذ ميلاد القضية الفلسطينية كانت مصر هي الداعم الأول والأكبر لحقوق الفلسطينيين، وفي العصر الحديث فإن أغلب الحروب التي خاضتها كانت دفاعًا عن القضية الفلسطينية في المقام الأول.
وأوضح مقلد أن اهتمام الرئيس السيسي بالقضية الفلسطينية كان آخره إعادة إعمار غزة وتم إنفاق مبالغ مالية كبيرة على إعمار غزة والحوار الذي استضافته مصر لتجميع شتات الفصائل وإعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية.
نزوح الفلسطينيين يعني تصفية القضية بالكاملفيما أكد المهندس محمود أبو خضرة، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، أن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم هو أقوى وسيلة يمكن من خلالها الاستمرار في التمسك بالقضية الفلسطينية، وهو أقوى رد على العالم كله بأن فلسطين هي أرض المسلمين ولا يمكن أن تكون غير ذلك لأن نزوح الفلسطينيين يعني تصفية القضية بالكامل.
أما صلاح وهبة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فأكد أن تصريحات ورسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي جاءت للتعبير عن الموقف المصري الثابت والتاريخي لدعم القضية الفلسطينية في مختلف الظروف، والتوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية يكون قائمًا على العدل، وعلى مبادئ أوسلو، والمبادرة العربية للسلام، ومقررات الشرعية الدولية التي تؤكد جميعها على مبدأ حل الدولتين لحل الصراع.
وأضاف أن رسائل الرئيس أشارت إلى قيام مصر بإجراء اتصالات مع كل الأطراف المعنية على المستويين الإقليمي والدولي لدفع الأمور نحو التهدئة والعودة إلى المسار التفاوضي، واستعداد مصر تسخير جهودها وقدراتها للوساطة دون قيد أو شرط، بما يأتي تأكيدًا على دور القاهرة المحوري والمركزي والتاريخي في القضية الفلسطينية، واتساقًا مع خطواتها التي اتخذتها منذ بداية الصراع الدائر الآن.
ونوه النائب محمود القط، أمين سر لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن مصر دائما ما تتعامل بالحكمة وإعلاء صوت العقل وتقوم بترتيب الأولويات التي على رأسها الأمن القومي المصري، ولذلك فإن دعم الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه هو أمر لا جدال فيه، وأحد أدوات هذا الدعم والمساندة هو الإصرار على مساندته على التمسك بأرضه وعدم السماح بتوطينه في سيناء، وذلك يكون بأوجه وأشكال عديدة، أهمها تمهيد الطريق أمام دخول المساعدات الإنسانية، عبر معبر رفح البري لإعانة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن مصر أعلنت بعدة طرق بأنها لن تسمح بتفريغ القضية الفلسطينية من أسسها وقواعدها وهي مبنية على حل الدولتين على حدود 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين، ولذلك فالثوابت المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية لم تتغير ولن تتغير، بل مصر تزداد إصرارا ويقينا لأنها هي السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي القضية الفلسطينية حماية المدنيين سيادة مصر القضیة الفلسطینیة فی الرئیس السیسی
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يوجه بتحديث شامل لأسطول الصيد المصري لتعزيز دوره في الاقتصاد
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم اجتماعًا مع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاجتماع تناول تأثير الأوضاع الإقليمية على الحركة الملاحية بقناة السويس خلال العام الحالي.
واطلع الرئيس على الإيرادات التي حققتها القناة في عام ٢٠٢٤، والتي شهدت انخفاضًا تجاوز ٦٠٪ مقارنة بعام ٢٠٢٣، مما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من ٧ مليارات دولار في عام ٢٠٢٤، على إثر الأحداث الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، والتي أثرت سلبًا على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الاجتماع تطرق أيضًا إلى المشروعات الجارية لتحديث المجرى الملاحي لقناة السويس، لتعزيز قيمتها ودورها في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية، بما في ذلك انتهاء العمل بمشروع القطاع الجنوبي بالكامل، بالإضافة إلى توسيع مساحة المجرى الملاحي من الكيلو ١٣٢ إلى الكيلو ١٦٢، لإتاحة مرور السفن العملاقة، والإنتهاء من مشروع "الازدواج الكامل للمجرى الملاحي للقناة" من الكيلو ١٢٢ إلى الكيلو ١٣٢، مما يسهم في زيادة حجم الشحن وتسريع حركة مرور السفن في الاتجاهين.
واطلع الرئيس، خلال الاجتماع، على الإجراءات التي تتخذها هيئة قناة السويس لمواجهة آثار التحديات في البحر الأحمر وباب المندب، وكذلك الجهود المبذولة نحو تحديث أسطول الصيد وفقًا للمواصفات والمعايير الدولية، بالاعتماد على أحدث الأنظمة التكنولوجية المتطورة.
ووجه الرئيس باستمرار العمل على إنهاء مشروعات تطوير القناة، بهدف تقديم أفضل الخدمات الملاحية، وتعزيز دور القناة باعتبارها ركيزة أساسية لحركة التجارة العالمية.
كما وجه بمواصلة تحديث أسطول الصيد المصري وفقًا لأحدث الأنظمة والمعايير العالمية لتعزيز دور هذا القطاع الحيوي في خدمة الاقتصاد القومي.