من المؤسف جداً أن المجتمع الدولى لا يتحمل مسئولياته تجاه الأوضاع المتدهورة داخل الأراضى الفلسطينية، ومازالت سياسة الكيل بمكيالين هى التى تسود حالياً، ففى الوقت الذى تساعد وتساند فيه الدول الكبرى إسرائيل، نجد تراخياً شديداً فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وزاد من الطين بلة، أن الولايات المتحدة وأتباعها من الغرب وخاصة بريطانيا، يريدون حل القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى، وهذا لن يحدث أبداً لو تكلف الأمر حياة كل المصريين.

وفكرة التهجير التى تخطط لها أمريكا والمجتمع الدولى وإسرائيل مرفوضة جملة وتفصيلاً ولن تتحقق أبداً، ومهما فعل جيش الاحتلال لأن يترك الفلسطينيون أرضهم لن يتم أبداً، فهذه جريمة لن تقبل بها شعوب الأرض قاطبة، فإذا كان الكيان الصهيونى نشأ على أرض فلسطين غصباً واحتلالاً منذ وعد بلفور 1917، فليس معنى ذلك أبداً أن يترك الفلسطينيون أرضهم، ويقيموا دولتهم على حساب أطراف أخرى. وستظل مصر كعهدها فى نصرة القضية الفلسطينية حتى يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية فى إطار حل الدولتين الذى تنادى به مصر.

والحقيقة التى لا جدال فيها ويراها العالم رؤية العين، هى أن المجتمع الدولى مصاب بـ«الشيزوفرنيا»، لأنه يكيل بمكيالين، ففى الوقت الذى ينادى فيه بحقوق الإنسان، نراه يضرب بذلك عرض الحائط مع الشعب الفلسطينى الذى تتم له حالياً إبادة جماعية وتهجير.. فأين المجتمع الدولى من المهازل والمحارق وإسالة الدماء للأشقاء الفلسطينيين، وذبح الأطفال والسيدات وخلافه من جرائم الحرب ضد المدنيين العزل، وعجبت لبكاء المتحدث باسم البيت الأبيض على إصابة إسرائيليين، ولم يحرك ساكناً تجاه ما يحدث للمدنيين فى فلسطين من مجازر بشعة خاصة الأطفال.. لماذا لم يتحرك هذا المجتمع الدولى أمام هذه المجازر والمحارق وضرب المدنيين بالأسلحة المحرمة دولياً.. ثم إن قضية مصر الأولى هى الدفاع عن الشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه المشروعة والدفاع عن أرضه، وليس الخروج منها وتركها للمحتل الغاصب.

سياسة المجتمع الدولى الشاذة والغريبة التى تريد تهجير الفلسطينيين من أرضهم، لن تقبلها مصر ولا تقبلها كل الشعوب العربية، لأن معنى ذلك ضياع الهوية الفلسطينية.. فهل يصح أن يكون هناك وطن لليهود فى فلسطين، والفلسطينيون يبحثون عن وطن لهم بديل.. هذه سياسة عرجاء تقتضى من المجتمع الدولى أن يفيق من مهازله التى باتت عاراً عليه..

ولا أحد ينكر الدور المصرى الفاعل فى هذا الشأن على مدار ما يزيد على قرن من الزمان بشأن نصرة القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطينى يدرك ذلك تماماً، بل إن الأمة العربية كلها تعرف قدر مصر تمام المعرفة والجهود التى تبذلها من أجل تنفيذ حل الدولتين، إضافة إلى الجهود الكبيرة التى تقوم بها القيادة السياسية والدولة المصرية لوقف الحرب الإسرائيلية حالياً ووقف نزيف الدم الفلسطينى فى غزة. وتواصل مصر جهودًا كبيرة من أجل وصول مواد الإغاثة والمعونات والأدوية والمستلزمات الطبية إلى الأشقاء فى القطاع، ورغم ذلك نجد تخاذلاً شديداً من المجتمع الدولى فى هذا الشأن.. ثم إن خطة نقل الصراع أو الأزمات داخل منطقة الشرق الأوسط، قضية مرفوضة جداً، ويكفى أن مصر تعيش وسط كتلة ملتهبة من حولها، فهناك كوارث فى سوريا واليمن وليبيا والسودان، وهذا بالتأكيد مقصود ضمن المخططات الشيطانية بهدف دخول مصر فى هذه الدوامة، فالعين على مصر فهى الهدف أو الصيد المقصود، ولكن هيهات هيهات لهم أن تتحقق أمانيهم الخبيثة، وعلى رأسها تهجير الفلسطينيين إلى مصر من أجل ضياع فلسطين إلى الأبد، ولن يتحقق أبداً سيناريو الأندلس القديم وستظل فلسطين وطناً للفلسطينيين لن يبرحوه أبداً.. وسحقاً لكل المخططات والمؤامرات، وسحقاً لتخاذل المجتمع الدولى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصحفي وجدي زين الدين الفلسطينيون المجتمع الدولي الاراضي الفلسطينية سياسة الكيل بريطانيا المجتمع الدولى

إقرأ أيضاً:

انطلاق حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للدورة ٤٥


انطلقت منذ قليل فعاليات حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للدورة ٤٥ برئاسة الفنان القدير حسين فهمى.

بدء حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي 

و بدأت  الحفل بأغنية ورقصة استعراضية عن غزة وفلسطين.

 

كلمة حسين فهمي 

ثم افتتح الفنان القدير حسين فهمى الحفل وبدأ الحديث قائلًا " كل اللى حاضرين هنا من فلسطين من غزة عشان يمثلوا غزة "

و أردف " مصر هى أم الدنيا وهى اللى حاضنة البلاد الثانية وعشان كدة بيتقال على الفيلم المصرى هو الفيلم العربى لأنها هى اساس العروبة وبشكر وزير الثقافة ورئيس دار الأوبرا المصرية  و وزيرة الثقافة السابقة "

 

موقف حسين فهمي من رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي 


و كشف موقف فى بدايته كرئيس مهرجان قائلًا " لما توليت رئاسة المهرجان فى وجود  وزير الثقافة  السابق فاروق حسنى وكنت  محتاج شريك  دعائى وأول  واحد روحتله هو نجيب سايروس  مؤسس مهرجان الجونة وقولتله محتاج مساعدة قالى ولايهمك وكلم اصدقائنا كلهم وقال لازم نساعد حسين وبتمنى النجاح لمهرجان الجونة "


واختتم حديثه " وبشكر فريق التنظيم وفريق العمل لمهرجان وبشكر مخرج  مهرجان محمد حمدى ورعان المهرجان وكل من ساهم أن يظهر المهرجان بهذا الشكل لائق "

مقالات مشابهة

  • خبراء: لولا الحماية الاجتماعية لزاد الفقر
  • أفريقية النواب: تدمير المؤسسات الطبية بغزة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
  • اللجنة العليا لمؤتمر ومعرض إيجبس الدولى للطاقة 2025 تعقد اجتماعها الأول
  • الأطباء الفلسطينيون في أوروبا يجمعون أكثر من 150 ألف دولار لطلبة الطب في غزة
  • طموحات إسرائيل فى الضفة!!
  • آخر كلام فى مصير قانـــــــون اللاجئين.. برلمانيون: يحمى الأمن القومى ويحفظ حقوق مصر أمام المجتمع الدولى
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • مهرجان القاهرة يختتم دورته الـ 45.. "العام الجديد الذي لم يأت أبدا" يتوج بالهرم الذهبي.. وجائزة الفيبريسي تذهب إلى "دخل الربيع ضحك"
  • محمد بن راشد: لا تبطئ أبداً
  • انطلاق حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للدورة ٤٥