الانبطاح الأوروبى فى العدوان على غزة!
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
بكل فجاجة، تخرج أوروبا الضعيفة من الظل، وتنبطح أمام العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، وحتى ترضى» واشنطن»، تندفع عواصم، مثل برلين ولندن وروما، من دون حسابات، لا سياسية ولا أخلاقية ولا إنسانية، وتسبق الاتحاد الأوروبى، فى الإعلان عن توقف أى مساعدات للفلسطينيين، غير المواقف المتحيزة، التى تبارك لإسرائيل ما ترتكبه من مجازر، فى الوقت الذى تدين حق أصحاب الأرض، فى أن يدافعوا عن أنفسهم، وهو المنطق الذى تمليه الإدارة الأمريكية على حلفائها، لشرعنة القتل الجماعى وجرائم الحرب، التى يبرع فيها جيش الاحتلال، فى كل حروبه على قطاع غزة والضفة الغربية، وآخرها حرب» السيوف الحديدية» الجارية الآن.
** وتأتى مواجهة الفلسطينيين لقوات الاحتلال، فى عملية» حارس الأسوار»، فى مايو 2021، لتعكس تغيرًا نوعيًّا فى الأسباب، وكانت على خلفية التوترات الأمنية، فى المسجد الأقصى وحى الشيخ جراح، أسفرت عن 240 شهيدًا و5 آلاف مصاب، ثم كان عدوان» الفجر الصادق»، فى أغسطس 2022، انتهت بغارات مكثفة على غزة، أوقعت 10 شهداء.. وهذا العام، ترتكب إسرائيل مجازر» المنزل والحديقة»، فى شهر يوليو الماضى، بغارات جوية وبرية على مخيم» جنين»، أدت إلى تشريد آلاف العائلات، ووقوع قتلى ومصابين من اللاجئين، شمال الضفة الغربية، ويتواصل العدوان، ويستمر استنزاف أرواح الفلسطينيين، كما هو الآن، فى حرب «السيوف الحديدية».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمــــد راغـــب العدوان على غزة اتجاه أوروبا الإسرائيلى ضد الفلسطينيين الإعلان أصحاب الأرض
إقرأ أيضاً:
هدنة محفوفة بالمخاطر!
من حق الفلسطينيين فى قطاع غزة وغير غزة أن يفرحوا بما انتهت إليه الأمور الأسبوع الماضى إثر اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين الذى يرى فيه البعض انتصارًا لكفاحهم على مدار أكثر من 15 شهرًا مضت. ومن حق فصائل المقاومة ومن بينها أو على رأسها حماس أن تزهو بما يمثل إفشالًا لخطط العدو فى القضاء عليها ما يؤكد أنها كانت ندًا لا يستهان به فى معركة لم تستنكف إسرائيل خلالها من أن تلجأ للغالى والرخيص من الأسلحة والخطط لكى تمحو قطاع غزة من الخريطة. لكن فى غمرة هذه الفرحة وتلك النشوة، الممزوجة بالأسى على التضحيات التى تم تقديمها، لا يجب إغفال الظروف أو السياق الذى تم فيه التوصل إلى تلك الصفقة المتعلقة بوقف النار، وهى ظروف تثير من التساؤلات أكثر مما تقدم من إجابات بشأن صمود الاتفاق وإمكانية الالتزام به خاصة فى ضوء كونه ينفذ على مراحل.
للتفصيل أكثر نشير إلى ما ذهبنا إليه الأسبوع الماضى من أن الأمور لم تكن لتتحلحل عن وضعها الذى استمرت عليه شهورًا عديدة دون تدخل الرئيس الأمريكى– الحالى– ترامب. حتى ذلك الوقت كان نتنياهو يمثل جبهة الممانعة لتوقيع الاتفاق حتى تصور الكثيرون أنه يملك إرادة مستقلة عن الولايات المتحدة ومساحة يستطيع أن يلعب فيها منفردًا وعلى هواه! لكن التدخل الحاسم لترامب أفضى إلى النتيجة التى وصلنا اليها وهو أمر ربما يؤكده تسارع الأحداث وتسابقها لحد يشير إلى تصميم الإدارة الأمريكية الجديدة على بدء مهامها وقد أقفل هذا الملف على نحو ما تريد وفى الحدود التى تريد.
ليس مبالغة فى قدرات واشنطن أو تقليل من شأننا كعرب أو حتى كفلسطينيين الإشارة إلى أن الأمور سارت حتى الآن بل وتسير وفق الرؤية الأمريكية، وليس إيغالًا فى نظرية المؤامرة القول بأن حرص ترامب على التوصل إلى اتفاق ليس تعاطفًا مع الفلسطينيين أو تعويضهم عما اقترفته معهم إدارة بايدن من آثام، وإنما يأتى فى إطار رؤية أشمل لخطط الولايات المتحدة ليس فقط تجاه الشرق الأسط وإنما فى مواجهة مجموعة القضايا العالمية.
على ضوء هذا الطرح ربما يمكن استيعاب ما أشار إليه الرئيس ترامب الذى بدا داعمًا للاتفاق من أنه ليس واثقًا من استمراره، وهو ما أعاد التساؤلات بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستعود للحرب من جديد أم ماذا؟ بل وأثار الشكوك بشأن تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق؟ ربما كان ترامب يسعى لانتصار لحظى يبدأ به مهمته الرئاسية الجديدة وهو ما تحقق، وإن كان من المؤكد أن هناك ترتيبات أكثر دراماتيكية من الأهداف التى حددتها إسرائيل ذاتها للحرب على غزة.
ولعل الأنباء التى أشارت إلى دعوة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة إلى إندونيسيا لحين إعمار القطاع ما قد يشى بأن هناك خطة للتهجير الخادع يتم إعدادها على نار هادئة. كما أن استعجال الرئيس الأمريكى فى الإشارة إلى أن حلقة الاتفاقات الإبراهيمية ستكتمل تشير إلى أن أولويته إتمام مخططه الذى توقف فى فترته الأولى وصياغة ما يراه شرق أوسط جديدًا وهو ما قد ييسر قضم وهضم القضية الفلسطينية بأكملها وليس فقط إبادة غزة.
باختصار المشهد يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها.. وأن كل ما يحدث ليس فيه شىء من البراءة، مع كل التقدير للصمود الفلسطينى. ولعل ذلك يكون دافعًا لأن تكون فرحتنا مكسوة بالقلق مما هو آت!
[email protected]