بوابة الوفد:
2025-02-22@04:33:09 GMT

هجمات الذئاب المنفردة الفلسطينية

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

إننا نعيش مرحلة أخرى من دورة الشدائد التى تحدد الحياة فى هذه الأرض المحتلة. فى غزة والضفة الغربية، يتوقع الفلسطينيون أعمالا انتقامية مروعة. 

ما يحدث بعد هجوم حماس هو إهانة للإنسانية، لكن يجب ألا ننسى التاريخ المؤلم الذى شكل الأحداث. إن اللقطات المروعة التى التقطت من غزة خلال الأيام الماضية لا يمكن إلا أن تكون صادمة، ولكنها تثير أيضًا مواجهة صارخة مع الواقع المرير الذى ابتليت به فلسطين لعقود من الزمن.

إن صور العذاب والقتل الوحشى لمئات المدنيين تعيد ذكريات العنف والإذلال الذى عانى منه الفلسطينيون، بما فى ذلك الأطفال والنساء والمسنون والمعاقون، على مدى سنوات عديدة. كما أن صور الاعتداءات تذكرنا بأحداث الماضى المؤلمة؛ فهى إهانة للإنسانية لا يمكن إنكارها. إن مهاجمة المدنيين تفتقر إلى أى مظهر من مظاهر الشرف.

فى الأيام الأولى من القتال، كانت الخسائر فى الأرواح البشرية مدمرة على كلا الجانبين، حيث قُتل أكثر من 1500 شخص، وقد فقد ما لا يقل عن 900 إسرائيلى حياتهم، وأصيب آلاف آخرون..

وحتى يوم الثلاثاء، أبلغت وزارة الصحة فى غزة عن مقتل حوالى 900 فلسطينى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وإصابة الآلاف، بالإضافة إلى مقتل 15 شخصًا آخرين فى الضفة الغربية. وتؤكد هذه الأرقام المذهلة الحلقة المفرغة للعنف التى تولد المزيد من العنف.

وبينما يدين العالم أعمال العدوان غير المبررة التى ترتكبها جماعتا حماس والجهاد الإسلامى الفلسطينيتان المسلحتان، فمن الأهمية بمكان أن نعترف بالصدمة التى لا يمكن إنكارها والتى لحقت بالفلسطينيين على مر السنين، لقد عاشوا فى ظل خوف ورهبة متفشيين فى ظل الحصار والاعتداءات المتواصلة على غزة والنظام العسكرى الذى طال أمده فى الضفة الغربية. 

وقد وصف البعض الهجوم بأنه «غير مبرر»، لكن التاريخ يشير إلى خلاف ذلك. إن قصة فلسطين هى إحدى المظالم التاريخية والحقائق السياسية التى تساهم فى الوقت الحاضر فى العنف اليومى داخل فلسطين، والصراع المستمر بين المناطق وإسرائيل.

ويخضع قطاع غزة المحاصر لحكم حركة حماس الإسلامية السياسية والمتشددة منذ عام 2007، وقد أدى الحصار الذى فرضته إسرائيل فى نفس العام إلى نشوء صراعات اقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة، وتقييد الوصول إلى الموارد الحيوية.

ويستمر الوضع فى التدهور. وشرد أكثر من 120 ألف فلسطينى، حيث قرر وزير الدفاع الإسرائيلى قطع الكهرباء والوقود والمياه عن غزة، واصفا سكانها بـ"الحيوانات البشرية". حذرت إسرائيل سكان حى الرمال، وسط مدينة غزة، بضرورة إخلاء منازلهم، لكن السكان لا يعرفون إلى أين يذهبون.

فى الضفة الغربية، المنطقة، يكافح الكثيرون من أجل أن يعيشوا حياة طبيعية، وقد تميزت السنوات الأخيرة بارتفاع معدلات الوفيات وعمليات الهدم والتشريد، وهو ما شهدته ووثقته المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة والممثلون الدبلوماسيون، ومع ذلك لم يتبع ذلك أى إجراء.

والآن أصبحت الشوارع مخيفة. يشعر الناس بالصدمة والرهبة من الهجوم الاستباقى والمخطط والمنسق بشكل جيد الذى شنته الجماعات المسلحة فى غزة. وأعقب الهجوم مباشرة فرض إغلاق كامل، مما أدى إلى تشديد القبضة على الحياة اليومية لسكان غزة والضفة الغربية، وتقييد تحركاتهم وتكثيف القيود المفروضة على الوصول إلى الخدمات والموارد الأساسية.

ويتجمع تواجد عسكرى كثيف فى المنطقة، ومتوقع تصاعد فى عدد ونطاق هجمات المستوطنين العنيفة. ومتوقع أيضاً المزيد من هجمات الذئاب المنفردة التى يشنها الفلسطينيون ضد المواقع العسكرية أو المستوطنين، وهو أمر لا مفر منه نظراً لخطورة الخسائر البشرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود هجمات الذئاب والضفة الغربية غزة الفلسطينيون هجوم حماس

إقرأ أيضاً:

فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيمي بيت جبرين والعزة في بيت لحم بالضفة الغربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الجمعة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيمي بيت جبرين والعزة في بيت لحم بالضفة الغربية.

كما حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في بلدة بلعا شرق طولكرم، وطالبت من فيه بتسليم أنفسهم، واندلعت اشتباكات بين الأهالي وجيش الاحتلال خلال حصار المنزل.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة الكسارة بالخليل جنوبي الضفة الغربية. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الجلزون شمال رام الله. وقالت مصادر محلية فلسطينية، أن الجيش الإسرائيلي دفع بـ 3 كتائب عسكرية إضافية إلى الضفة الغربية.

وعقب تفجيرات بات يام أمس الخميس، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بشن عمليات عسكرية في الضفة الغربية المحتلة، بعد تفجيرات الحافلات التي شهدتها تل أبيب.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن الحل لمنع الأحداث مثل عملية بات يام هو العودة للقتال في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيمي بيت جبرين والعزة في بيت لحم بالضفة الغربية
  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
  • طالبات مدرسة ثانوية بقنا يوفرن مصروفهن لشراء هدايا رمزية لمعلم بلغ سن المعاش
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة ترمسعيا شرق رام الله وسط الضفة الغربية
  • «بوليتيكو»: ملاحقة ترامب لأعدائه السياسيين المفترضين وتقديمهم للمحاكم العسكرية بالونة اختبار
  • مصطفى شعبان.. نجم الدراما المتجدّد
  • مسلسل حكيم باشا.. صراع على «ميراث حرام» من تجارة الآثار
  • الرئيس السيسي: أشيد بقرار إسبانيا الذى انحاز للحق والعدل عبر الإعتراف بالدولة الفلسطينية