بوابة الوفد:
2025-03-31@14:54:20 GMT

هجمات الذئاب المنفردة الفلسطينية

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

إننا نعيش مرحلة أخرى من دورة الشدائد التى تحدد الحياة فى هذه الأرض المحتلة. فى غزة والضفة الغربية، يتوقع الفلسطينيون أعمالا انتقامية مروعة. 

ما يحدث بعد هجوم حماس هو إهانة للإنسانية، لكن يجب ألا ننسى التاريخ المؤلم الذى شكل الأحداث. إن اللقطات المروعة التى التقطت من غزة خلال الأيام الماضية لا يمكن إلا أن تكون صادمة، ولكنها تثير أيضًا مواجهة صارخة مع الواقع المرير الذى ابتليت به فلسطين لعقود من الزمن.

إن صور العذاب والقتل الوحشى لمئات المدنيين تعيد ذكريات العنف والإذلال الذى عانى منه الفلسطينيون، بما فى ذلك الأطفال والنساء والمسنون والمعاقون، على مدى سنوات عديدة. كما أن صور الاعتداءات تذكرنا بأحداث الماضى المؤلمة؛ فهى إهانة للإنسانية لا يمكن إنكارها. إن مهاجمة المدنيين تفتقر إلى أى مظهر من مظاهر الشرف.

فى الأيام الأولى من القتال، كانت الخسائر فى الأرواح البشرية مدمرة على كلا الجانبين، حيث قُتل أكثر من 1500 شخص، وقد فقد ما لا يقل عن 900 إسرائيلى حياتهم، وأصيب آلاف آخرون..

وحتى يوم الثلاثاء، أبلغت وزارة الصحة فى غزة عن مقتل حوالى 900 فلسطينى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وإصابة الآلاف، بالإضافة إلى مقتل 15 شخصًا آخرين فى الضفة الغربية. وتؤكد هذه الأرقام المذهلة الحلقة المفرغة للعنف التى تولد المزيد من العنف.

وبينما يدين العالم أعمال العدوان غير المبررة التى ترتكبها جماعتا حماس والجهاد الإسلامى الفلسطينيتان المسلحتان، فمن الأهمية بمكان أن نعترف بالصدمة التى لا يمكن إنكارها والتى لحقت بالفلسطينيين على مر السنين، لقد عاشوا فى ظل خوف ورهبة متفشيين فى ظل الحصار والاعتداءات المتواصلة على غزة والنظام العسكرى الذى طال أمده فى الضفة الغربية. 

وقد وصف البعض الهجوم بأنه «غير مبرر»، لكن التاريخ يشير إلى خلاف ذلك. إن قصة فلسطين هى إحدى المظالم التاريخية والحقائق السياسية التى تساهم فى الوقت الحاضر فى العنف اليومى داخل فلسطين، والصراع المستمر بين المناطق وإسرائيل.

ويخضع قطاع غزة المحاصر لحكم حركة حماس الإسلامية السياسية والمتشددة منذ عام 2007، وقد أدى الحصار الذى فرضته إسرائيل فى نفس العام إلى نشوء صراعات اقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة، وتقييد الوصول إلى الموارد الحيوية.

ويستمر الوضع فى التدهور. وشرد أكثر من 120 ألف فلسطينى، حيث قرر وزير الدفاع الإسرائيلى قطع الكهرباء والوقود والمياه عن غزة، واصفا سكانها بـ"الحيوانات البشرية". حذرت إسرائيل سكان حى الرمال، وسط مدينة غزة، بضرورة إخلاء منازلهم، لكن السكان لا يعرفون إلى أين يذهبون.

فى الضفة الغربية، المنطقة، يكافح الكثيرون من أجل أن يعيشوا حياة طبيعية، وقد تميزت السنوات الأخيرة بارتفاع معدلات الوفيات وعمليات الهدم والتشريد، وهو ما شهدته ووثقته المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة والممثلون الدبلوماسيون، ومع ذلك لم يتبع ذلك أى إجراء.

والآن أصبحت الشوارع مخيفة. يشعر الناس بالصدمة والرهبة من الهجوم الاستباقى والمخطط والمنسق بشكل جيد الذى شنته الجماعات المسلحة فى غزة. وأعقب الهجوم مباشرة فرض إغلاق كامل، مما أدى إلى تشديد القبضة على الحياة اليومية لسكان غزة والضفة الغربية، وتقييد تحركاتهم وتكثيف القيود المفروضة على الوصول إلى الخدمات والموارد الأساسية.

ويتجمع تواجد عسكرى كثيف فى المنطقة، ومتوقع تصاعد فى عدد ونطاق هجمات المستوطنين العنيفة. ومتوقع أيضاً المزيد من هجمات الذئاب المنفردة التى يشنها الفلسطينيون ضد المواقع العسكرية أو المستوطنين، وهو أمر لا مفر منه نظراً لخطورة الخسائر البشرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود هجمات الذئاب والضفة الغربية غزة الفلسطينيون هجوم حماس

إقرأ أيضاً:

لعلهم يرشدون 

بقلم: دانيال حنفى

خرج أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ على العالم – أثناء زيارتهم الى تل أبيب – بتصريحات تدين وتهاجم المحكمة الجنائية الدولية – لادانتها رئيس الوزراء الاسرئيلى بنيامين نتانياهو بارتكاب جرائم حرب فى غزة – وتدعو بتحد إلى معاقبة المحكمة، على أساس عدم المساواة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى وقادة حماس من حيث القيمة والمكانة ومن حيث كل شىء، وحتى لا تطارد المحكمة هولاء النواب أنفسهم ذات يوم وفقا لتصريحات النواب أنفسهم أمام الكاميرات.

تحدث النواب أيضا عن العداء لحماس وعن القضاء على حماس نهائيا، وتحدثوا عن حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وتحدثوا عن القيم المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتزام الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عن إسرائيل ومساعدة إسرائيل فى كل الأحوال ومهما حدث، وكيف أن إسرائيل هى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة حتى ان رئيس وزراء إسرائيل يخضع للمحاكمة عن تهم موجهة إليه وهو ما زال فى السلطة. 

كانت مداخلات النواب الأربعة مباشرة وعنيفة وخالية من المنطق الا قليلا وتمثل روحا متعطشة الى الانتقام وليس الى التعبير عن المودة والتضامن والعدل والحق والسلام فى اسرائيل التى باتت مليئة بهذه الروح الشربرة وليست بحاجة الى المزيد منها، إلا من باب النفاق. ولذلك ، كانت مداخلة النواب الأمريكيين من السوء بحيث تمثل سبة فى حقهم كنواب يمثلون شعبهم ويمتهنون الدفاع عن الحقوق وعن كرامة الإنسان وعن العدالة وعن التعاون وعن التسامح وعن البناء وعن العمل من أجل الغد. لقد بدا النواب الأربعة كنواب للشيطان والدم والخبث ونأهوا بأنفسهم بعيدا عن شرف النيابة التى يتخيلون انها تسمح لهم بالجرأة على شعوب العالم كلهم وتصويب التهديدات الي الجميع وهم على خطأ ، لأن التهديد ليس اسلوبا للحياة. وليست إسرائيل على حق فيما تشنه.

من حملات الابادة ضد الشعب الفلسطينى وضد أرضه وضد ممتلكات الشعب الفلسطينى اذا كانت إسرائيل تسعى إلى العيش والى البقاء على قيد الحياة فى المستقيل القريب قبل البعيد . فالعداء والدم والهدم لن يولدوا فى قلوب الشعب الفلسطينى ولا فى فلوب أحد من شعوب العالم حبا ومودة تجاه إسرائيل والشعب الإسرائيلى ، ولن يخلفوا الا مزيدا من الدماء ومن المعاناة للشعب الإسرائيلى وللشعب الفلسطينى وللعالم الذى يريد أن يرى سلاما بين الجانبين ويرى نهاية لقطار الموت الذى لا يتوقف. ان النواب الذين سمحوا لأنفسهم بالخروج جماعة على العالم وامام الكاميرات بكل التحدى وبكل دعوات العنف يستحقون الشفقة والرثاء لكونهم نوايا فقراء العقل والحكمة والضمير ويحتاجون إلى مراجعة أنفسهم ومراجعة دوائرهم التى يمثلونها لعلهم يرشدون. ان المرء ليدهش ويمتلىء استغرابا من أناس فى مواقع المسؤولية وقد خبرتهم الحياة وعركتهم وعلمتهم، ولكنهم يكفرون بكل القيم الطيبة التى تعلموها وصاروا يرددونها ربما فى بغض خطبهم الفاشلة، فمن المؤكد أنهم يلجأون إلى خداع الناخبين والى غشهم  ليكسبوا أصواتا ويمثلوا دوائرا لا تعلم عن هولاء النواب الا خيرا د بينما هم دعاة شر وعداء سوف تثبته الأيام وتخذلهم. وسوف تثبت لهم الأيام فشل رحلاتهم المريضة بالكراهية والحقد حتى من قبل اسرائيل التى تعلو فيها نفسها أصوات كثيرة تطالب بالعقل والسلام واحترام حقوق الشعب الفلسطينى من أحل الحياة للجميع وليس لجانب دون جانب.

Tags: جرائم حربغزةفلسطين

مقالات مشابهة

  • فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
  • مساجد مصر تتزين بعلم فلسطين.. عيد الفطر يشهد تلاحما مع القضية الفلسطينية
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو
  • وعدت يا "عيد"
  • بعد العيد
  • ذكرى وفاة عبد الحليم حافظ.. «كواليس رحلة علاج العندليب وقصة عشقه للنادي الأهلي»
  • فلسطين.. قوة كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم بلدة "خربة جنبا" بمسافر يطا بالضفة الغربية
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة سبسطية في نابلس بالضفة الغربية المحتلة
  • رونالدو ينضم لـ«الذئاب».. نازاريو يكشف أصعب لحظاته ولماذا انهار بـ«البكاء»!
  • لعلهم يرشدون