سميحة أيوب

معلوم أننا نعيش فى مرحلة ما بعد ثورة شعب عظيم أسقط بها حكم جماعة سعت قياداتها منذ اليوم الأول لحكمها لتغيير الهوية الوطنية والثقافة الإنسانية لمواطن صاحب حضارة تاريخية لها فضل تنوير الدنيا.. نعيش فى ظل قيادة سياسية كانت رسالتها الأولى فى المقابل المطالبة بتصويب الخطاب الثقافى والدينى والإعلامى، ومن منا يمكن أن ينسى ما جاء فى مقولة بديعة للرئيس السيسى، عندما قال «ربنا بيحب الحُسن.

. والسلام حُسن.. والخير حُسن.. والتعاطف حُسن.. وأى حاجة قبح مالهاش مكان، أى قبيح مالهوش مكان بيننا، الجمال فقط هو اللى ليه مكان، واحنا هنا فى بلدنا هنقدّم ده، هنقدّم الجمال والحُسن للعالم كله.. «.. 

وعليه، أدهشنى واستفزتنى تلك الحملة الغريبة عبر بعض المواقع الاليكترونية وصفحات الذباب الاليكترونى الغبية لإعلان الغضب العارم لمبادرة وزارة التربية والتعليم بالإشارة لسيرة ومسيرة سيدة المسرح العربى « سميحة أيوب « الإبداعية والإدارية والقيادية، ودورها كرمز متفرد من رموز الإبداع الوطنى فى أحد مناهجها للمرحلة الابتدائية..

وجاء فى معرض رد وزارة التربية والتعليم.. « تؤكد الوزارة أن إلقاء الضوء على تاريخ الفنانة القديرة سميحة أيوب كشخصية مصرية مؤثرة، يأتى فى إطار تعريف الطلاب بأبرز الشخصيات المهمة فى مجال المسرح عبر تاريخه بكتاب المهارات والأنشطة للصف السادس الابتدائى»..

ولعل أكثر ما أدهشنى إعلان إعلامى شهير عبر برنامجه المسائى أنه متحفظ أيضًا على تدريس السير الذاتية للفنانين فى المناهج الدراسية، موضحًا « : سؤالى لوزارة التربية والتعليم، إذا كان مبدأ تطوير المناهج بوضع بعض سير الشخصيات العامة التى تعتبر رمزا وقدوة لأولادنا الصغيرين، المفروض أبدأ هذا الاتجاه بالعلماء الكبار سواء فى الماضى الحديث أو الحاضر تعظيمًا لدور العلم، وكمان ممكن قبل العلماء أدرس سير بعض أبطال أكتوبر.. «.. 

وعليه، هل يسمح لى سيادته بطرح علامات الاستفهام التالية:

إلى أى مرجعية علمية استند سيادته على ترتيب تلك الأولويات عند عرض تلك السير ؟

ألم يجد سيادته فى مقررات التعليم سير حياة وأمجاد ونظريات علماء الفيزياء والرياضيات وغيرهم فى كتب تلك المناهج؟ وهل لم يجد كذلك سير رموز أبطال العسكرية المصرية فى مناهج اللغة العربية والتاريخ القديم والمعاصر ؟

فى تصريح للدكتور طه حسين ذكر أنه لم يفهم «عبقريات العقاد «.. وهى التى تم تدريسها لطلاب أجيال ورا أجيال، أفما كان الأجدى أن يطالب سيادة الإعلامى بإعلان الوزارة للمعايير التى تستند إليها فى وضع المقررات بشكل عام؟ 

ألم تلاحظ أسرة إعداد برنامجه أن ذلك العرض لسيرة الفنانة القديرة جاء عبر كتاب عنوانه « المهارات والأنشطة «، فهل كان من المناسب تضمينه سير الأبطال والعلماء ؟!

ويا سيادة الإعلامى.. الفن هو عنصر أساسى لا يمكن للوعى أن يتطور دونه، مما يجعل الإنسان على ما هو عليه اليوم من تقدم، وما يمكن أن يكون عليه فى الغد من سعادة.

المصدر: بوابة الوفد