حذر عباس من حدوث كارثة إنسانية جراء توقف كافة الخدمات الإنسانية في قطاع غزة

حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة (13 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، لدى لقائه في العاصمة الأردنية عمان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مما أسماه "نكبة ثانية بتهجير" سكان غزة.

مختارات شولتس يعلن حظر أنشطة حماس في ألمانيا وتعليق المساعدات للفلسطينيين هجوم حماس المباغت على إسرائيل.

. ما هي الأهداف والحسابات؟ مشاهدات: القصف الإسرائيلي كابوس يعود ليطارد سكان غزة

عباس يرفض تهجير سكان غزة

وأكد عباس، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، على "الرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا، وضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة للقطاع وتوفير المستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك".

وحذر عباس من حدوث كارثة إنسانية جراء توقف كافة الخدمات الإنسانية في قطاع غزة، ودعا إلى ضرورة "وقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف اقتحامات المسجد الأقصى التي تتسبب بتصعيد الأوضاع".

وجدد عباس التأكيد على "رفض الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين، ودعوته لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين"، كما أكد "سياسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، والتي تنبذ العنف وتتمسك بالشرعية الدولية والمقاومة الشعبية السلمية والعمل السياسي طريقا لتحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال". 

والرئيس الفلسطيني محمود عباس (88 عاما) ليس له تأثير على حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007 بعد اشتباكات انتهت بطرد حركة فتح من القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ 17 عاماً. وتصنف الحركة الإسلاموية الفلسطينية المسلحة في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا سكان شمال قطاع غزة للنزوح إلى جنوبه حفاظاً على سلامتهم وسط  شن غارات جوية واستعدادات لغزو القطاع، رداً على اقتحام حماس لبلدات جنوب إسرائيل. وأسفر القتال عن خسائر بشرية ومادية جسيمة لدى الطرفين .

 ويعمل المسؤولون الأمريكيون مع مصر على خطة لإنشاء ممر آمن إلى غزة. لكن الأردن، الذي يستضيف مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، حذر من "التهجير".

العاهل الأردني يحذر من سياسة العقاب الجماعي

بدوره، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه مع بلينكن من "أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم"، مشدداً على "عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين".

 كما حذر من "انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة"، مؤكداً "ضرورة حماية المدنيين الأبرياء من الجانبين، انسجاماً مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وكان وزير الخارجية الأمريكي الذي يسعى إلى تكثيف الضغوط على حركة حماس قد التقى مع العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يُخشى من أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة مع إعلان اسرائيل استعدادها لاجتياح القطاع المحاصر.

ودعا الملك عبدالله الثاني، وهو أحد حلفاء واشنطن الأساسين في المنطقة، إلى "فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة، وأهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد والحرب على غزة"، على ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

بلينكن: نقف إلى جانب إسرائيل

واجتمع بلينكن مع عبد الله الثاني وعباس في عمان في مستهل جولة تشمل خمس دول عربية أخرى هي قطر والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

والتقى بلينكن بنظيره الأردني أيمن الصفدي قبيل لقاء الملك، وأكد الصفدي "ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية فوراً إلى غزة ووقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع". كما أكد أن "حماية المدنيين من الجانبين وإدانة استهدافهم وقتلهم، مسؤولية قانونية وأخلاقية وإنسانية جماعية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن تحدث مع الملك عبد الله حول "سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في غزة، بينما تقوم إسرائيل بعمليات أمنية مشروعة للدفاع عن نفسها من الإرهاب".

وأكد بلينكن الخميس من تل أبيب وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل التي توعدّ رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بـ"سحق" حركة حماس في أعقاب العملية غير المسبوقة التي شنتها السبت، قبل أن يدعو الجيش الجمعة سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم من مدينة غزة والتوجه جنوب القطاع.

وتقول واشنطن إن 25 أمريكياً على الأقل قتلوا في هجمات حماس ويعتقد أن هناك المزيد من بين عشرات الرهائن الذين تم احتجازهم في غزة. وقال بلينكن إن نائب المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن ستيف جيلين سافر معه إلى إسرائيل وسيبقى لدعم الجهود الرامية إلى إطلاق سراحهم.

وأكدت واشنطن خلال الأيام الماضية مساندتها لإسرائيل وحقها في "الدفاع عن النفس"، معلنة توفير مساعدات عسكرية إضافية لها، وإرسال حاملة طائرات إلى شرق المتوسط في مسعى لردع أطراف إقليمية عن الدخول على خط النزاع الراهن.

نشاط مكثف لبلينكن في المنطقة

ووسع بلينكن جولته في إسرائيل والأردن لتشمل جميع دول الخليج العربية ومصر، مما يجعلها أكبر جولة له في المنطقة منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني 2021.

وستكون قطر إحدى أبرز المحطات في جولة بلينكن، نظرا للعلاقة الوثيقة التي تربطها بحماس، ودور الدوحة تقليديا في جهود الوساطة وتأمين عمليات الإفراج عن الأسرى. وقال بلينكن من تل أبيب الخميس "سنواصل الضغط على الدول للحؤول دون تمدد النزاع، واستخدام تأثيرها على حماس من أجل الإفراج بشكل فوري وغير مشروط عن الرهائن".

وقتل 1300 شخص في إسرائيل منذ هجوم حماس وتجاوز عدد الجرحى 3200 وبلغ عدد الذين تحتجزهم حماس نحو 1200 بحسب الجيش. وفي قطاع غزة، قتل أكثر من 1500 شخص وجرح أكثر من 6600 جراء القصف الإسرائيلي المكثف رداً على الهجوم، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي أشارت إلى أن بين القتلى 500 طفل.

ع.ح./ف.ي./م.س. (أ ف ب، د ب ا، رويترز) 

 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني محمود عباس قطاع غزة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس الجهاد تهجير سكان غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممرات إنسانية حركة فتح كارثة إنسانية في قطاع غزة المخيمات الفلسطينية الجيش الإسرائيلي العقاب الجماعي دويتشه فيله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني محمود عباس قطاع غزة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس الجهاد تهجير سكان غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممرات إنسانية حركة فتح كارثة إنسانية في قطاع غزة المخيمات الفلسطينية الجيش الإسرائيلي العقاب الجماعي دويتشه فيله فی قطاع غزة سکان غزة

إقرأ أيضاً:

شموع وصلوات وموسيقى في إسرائيل لإحياء ذكرى هجوم 7 أكتوبر

بالشموع والصلوات والموسيقى، تجمع مئات الإسرائيليين في تل أبيب، الأحد، لإحياء الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق في شدته ونطاقه الذي شنّته حركة حماس الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية.

نُظمت الفعالية في قاعة للحفلات الموسيقية تكريما لضحايا مهرجان نوفا الذي كان يشارك فيه قرابة ثلاثة آلاف شخص على بعد بضعة كيلومترات من قطاع غزة، عندما هاجم مقاتلو حماس المكان في السابع من أكتوبر 2023. وقتل ما لا يقل عن 370 من المشاركين في المهرجان، بحسب البيانات الإسرائيلية الرسمية.

وجرى عرض صور الضحايا على شاشة، بينما أشعل المشاركون الشموع وكتبوا رسائل أو احتضنوا بعضهم البعض في صمت.

يقول سولي لانيادو، أحد المنظمين، إن "المجيء إلى هنا، بعد مرور عام على هذه المذبحة الفظيعة، أمر مؤثر للغاية"، مضيفا "لا نعرف كيف نجد الكلمات، نحن خائفون من الانفجار من البكاء".

ويتابع في تصريح لوكالة فرانس برس "قبل ثلاثة أيام، لم نفكر حتى في تنظيم الحدث"، في إشارة إلى التوتر بعد الإنذارات من سقوط صواريخ في الأيام الأخيرة والهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب.

"يوم صعب"

يقول عمري ساسي (35 عاما)، أحد منظمي مهرجان نوفا العام الماضي، "إنه يوم صعب"، موضحا أنه رغم نجاته من الهجوم، فقد حوالي 50 صديقا في ذلك اليوم، بينهم عمه وابنة عمه الحامل وزوجها.

وأقيم المهرجان الذي استمر يومين في الحقول المحيطة بكيبوتس رعيم في جنوب إسرائيل.

وأظهرت لقطات صورها عناصر من حماس في ذلك اليوم إطلاق النار على رواد المهرجان الذين حاولوا الفرار، إضافة إلى احتجاز بعضهم رهائن.

بعد الهجوم، ظلت المنطقة التي أقيم فيها المهرجان سليمة إلى حد كبير، حيث تناثرت عشرات المركبات المتفحمة والخيام المهجورة وأكياس النوم والملابس في الحقول.

في السابع من أكتوبر 2023، تجاوزت قوات من حركة حماس السياج الحديدي الفاصل بين قطاع غزة وجنوب إسرائيل، مستخدمة المتفجرات والجرافات لاختراقه، وهاجمت كيبوتسات وقواعد عسكرية وموقع مهرجان نوفا الموسيقي، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم مدنيون، بحسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية.

وفي الساعات التي تلت ذلك، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن إسرائيل "في حالة حرب"، وأكد لاحقا أن الهدف هو تدمير حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

ومنذ ذلك الحين، تحولت مناطق واسعة من قطاع غزة إلى أنقاض، وأجبر جميع سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة تقريبا على النزوح بسبب الحرب في القطاع المحاصر.

تغريبة غزة مع مرور عام الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حركة حماس جنوبي إسرائيل، تستمر معاناة المدنيين في قطاع غزة وسط ظروف إنسانية تفتقد إلى أدنى مقومات الحياة الطبيعية، كما يقول الأكاديمي والأستاذ الجامعي، محمد سعيد، في حديث له مع موقع "الحرة" عن "احتراف النزوح" أكثر من 10 مرات في "أخطر سجن مفتوح" في العالم.

وقُتل ما لا يقل عن 41825 فلسطينيا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف عدد عمليات الإطلاق التي حاولت استهدافها على مدار عام من الحرب
  • جيش الاحتلال ينشر حصيلة الصواريخ التي ضربت إسرائيل منذ «7 أكتوبر»
  • شموع وصلوات وموسيقى في إسرائيل لإحياء ذكرى هجوم 7 أكتوبر
  • تعرف على أساليب الحرب النفسية التي مارسها الاحتلال ضد سكان غزة (شاهد)
  • لأول مرة منذ أسابيع..إسرائيل تطالب بإخلاء مناطق في قطاع غزة لقصفها
  • حماس ترد على ادعاءات إسرائيل بشأن المرأة الايزيدية في غزة
  • ماكرون: يجب وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • قالت إن حماس حولتها إلى مركز قيادة..إسرائيل تقصف مدرسة في غزة
  • حماس ترد على رواية إسرائيل.. وتكشف ما حدث لـ"امرأة إيزيدية"
  • بلينكن وسيبيغا يناقشان قطاع الطاقة في أوكرانيا قبل فصل دخول الشتاء