بالتفاصيل| أبناء المقطم يودعون القمص سمعان إبراهيم
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أقيمت بعد ظهر اليوم صلوات تجنيز القمص سمعان إبراهيم كاهن ومؤسس دير القديس سمعان الخراز بالمقطم، بحضور الألاف من أبناء حي الزرايب بالمقطم بجانب حضور شعبي غفير للأقباط من مختلف المحافظات ومختلف الطوائف المسيحية.
كما شارك في الصلوات عدد من الأباء الأساقفة، وهم الأنبا يؤأنس أسقف أسيوط، والأب القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام البطريركية بالقاهرة، بالمشاركة في الصلاة وتقديم العزاء، وشارك الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس قطاع شرق السكة الحديد بالقاهرة، والأنبا دانيال الأنبا بولا أسقف ورئيس دير القديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر، والأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، والأنبا أبانوب الأسقف العام لكنائس قطاع المقطم.
حضر الصلاة أيضًا ممثلو الطوائف المسيحية الأخرى منهم، القس سامح موريس عن الكنيسة الإنجيلية، وعدد من ممثلي مجلسي النواب والشيوخ الحاليين والسابقين، وحي المقطم والجهات الأمنية.
وألقى عظة الجنازة الأنبا يوأنس وقدم في بدايتها التعزية باسم قداسة البابا، ثم تحدث عن حياة الأب المتنيح وجهاده المضني في منطقة المقطم، وخدمته وعطائه في المقطم وخارجه.
وقال عنه الأنبا يؤانس: كان يحبه الجميع، البسطاء جداً في الأرض يحبونه، رجال الأعمال والمسؤولين الكبار يحبونه، الجميع أحبه من الصغير للكبير، وتعب كثيراً في تعمير دير القديس سمعان الخراز فهذا المكان كان رمالاً، إلى أن أصبح هذا المكان منارة عالمية، كان يأتي إلى عند ويطلب مني مساعدة في أمر التعمير فكنت أذهب إلى البابا شنوده وكان يلبي مطابه على الفور وكان يقول هذا الرجل "يفحت في الجبل".
وتابع، منذ 25 عاماً أتيت إلى الدير الذي قام بإعداده القمص سمعان لأصلي معه وكنت مبهوراً جداً بما قام به، ولم يكتفي بالتعمير فقط بل عمر ايضاً قلوب هذه المنطقة وغيرها؛ فانا أتذكر أنه قال لي ذات مرة عندما بدأنا بالعمل كانت الحالة المادية هنا للناس صعبة جداً، ولما دخل الله في قلوبهم بارك حياتهم المادية، وعلى الرغم ما قام به لكنه عانى كثيراً من أشياء لا أستطيع أن أتفوه بها، لكنه أحتمل الكثير بكل صبر وإيمان.
كما قال عنه القمص بطرس أحد كهنة الدير "أنه في أحد الأعوام طلب البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة من الراحل القمص سمعان إبراهيم، الانتقال للخدمة في أرض الجلف وكان رد القمص سمعان إبراهيم انا زبال وهفضل في الزبالة وانا زي السمك مينفعش أطلع من المياة؛ لذلك يستحق القمص سمعان أن يظل هنا إلى اللأبد"
ويواصل دير القديس سمعان استقبال العزاء يوم غد وفق للمواعيد التالية
-من 8ص إلى 10ص صلاة القداس
- من 10ص إلى 11 ص صلاة الثالث
- من 11 ص إلى 10 مساءً استقبال العزاء
الجدير بالذكر أن دير القديس سمعان الخراز بجبل المقطم، يقع بمنطقة الأباجية، ويتكون من كنيسة قبطية محفورة داخل جبل المقطم بالقاهرة، ويضم الدير سبع كنائس أرثوذكسية أخرى هي كنيسة الأنبا شنودة، كنيسة الأنبا أبرام بن زرع السرياني، كنيسة الملاك ومار يوحنا، كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، كنيسة مارى مرقص، وكاتدرائية العذراء والقديس سمعان الخراز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البابا شنودة الثالث القمص سمعان إبراهيم المقطم القمص سمعان إبراهیم القدیس سمعان الخراز
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيل القديس أبو فانا.. ديره الأثرى شاهد على التاريخ والرهبنة القبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم ذكرى رحيل القديس أبو فانا، أحد أشهر قديسي الرهبنة القبطية في العصور المسيحية الأولى، الذي عاش حياة نسكية في صحراء مصر، تاركاً وراءه إرثاً روحياً ما زال قائمًا حتى اليوم.
ويرتبط اسم القديس بدير أبو فانا الأثري الواقع في ملوي بمحافظة المنيا، والذي يعد من أقدم الأديرة في مصر، حيث يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، مما يجعله شاهدًا على تطور الحياة الرهبانية علي مر العصور .
ولد القديس أبو فانا في صعيد مصر، وسلك طريق الرهبنة منذ شبابه، حيث اعتزل العالم وعاش حياة زهد وتقشف في الصحراء، متفرغًا للصلاة والتأمل، ومتبعًا نهج آباء الكنيسة الأوائل.
وتذكر المخطوطات القبطية العديد من القصص حول معجزاته وتعاليمه الروحية، حيث قيل إنه كان يشفي المرضى، ويهدي الضالين، وله تأثير عظيم على من حوله، مما جعله شخصية محورية في تاريخ الرهبنة القبطية ، وقد جذب أسلوب حياته البسيط عددًا كبيرًا من التلاميذ، الذين تبعوه وواصلوا مسيرته الروحية بعد وفاته، وهو ما ساعد في انتشار الرهبنة في صعيد مصر.
يعد دير أبو فانا أحد أهم الأديرة الأثرية القبطية، ويقع على بعد حوالي 12 كم غرب مركز ملوي بمحافظة المنيا، وسط الصحراء الشرقية ، ويتميز الدير بوجود كنيسة أثرية يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وتعتبر واحدة من أقدم الكنائس في مصر، حيث تحتوي على جداريات قبطية نادرة، وأعمدة أثرية تحمل طابع العمارة القبطية المبكرة.
ويضم الدير مغارات صخرية يعتقد أن الرهبان الأوائل كانوا يستخدمونها كمساكن للتعبد، بالإضافة إلى آثار تعبر الحقبة القبطية المبكرة، مثل أجزاء من الأسوار القديمة، والمعابد الصغيرة، وخزانات المياه التي كانت تستخدم قديمًا لخدمة الرهبان.
وقد مر الدير بعدة مراحل من التجديد والترميم، حيث تعرض عبر التاريخ لبعض الهجمات والتخريب، لكنه استعاد مكانته بفضل الجهود الكنسية للحفاظ عليه كأحد المواقع الروحية والتاريخية المهمة في مصر.
يزال الدير اليوم وجهة للسياحة الدينية والأثرية، حيث يستقطب الزوار من مختلف الأماكن، سواء من الباحثين عن التأمل الروحي أو المهتمين بتاريخ الكنيسة القبطية. كما يحتفل الأقباط سنويًا بذكرى القديس أبو فانا بإقامة القداسات والعشيات والصلوات الخاصة، وسط أجواء روحانية تعكس ارتباط الأقباط بتراثهم الديني العريق.
ويستمر الدير في كونه منارة للإيمان والتاريخ، حيث يرمز إلى عظمة الرهبنة المصرية التي نشأت في صحراء مصر منذ أكثر من 1600 عام، مؤكدة أن هذه الأرض كانت مهدًا للروحانية والتصوف، ومركزًا للحياة الرهبانية التي ألهمت العالم المسيحي بأسره.
في ذكرى رحيله، يظل القديس أبو فانا رمزًا للزهد والتقوى، ويظل ديره شاهدًا على قوة الإيمان والتاريخ، وكيف استطاعت الرهبنة القبطية الصمود عبر القرون، لتبقى حتى اليوم مصدرًا للإلهام والتأمل لكل من يبحث عن السكون والسلام الروحي وسط صخب الحياة المعاصرة.