أثار حكم قضائي في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، برأ فيه خمسة من عناصر الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، من تهمة القتل العمد بقضية تصفية الشاب عبدالملك السنباني في نقطة تفتيش بمحافظة لحج، قبل عامين، ردود فعل غاضبة بين أوساط اليمنيين.

 

والأربعاء، أدانت المحكمة العسكرية بالمنطقة العسكرية الرابعة، أحد المتهمين في قضية مقتل الشاب "السنباني" على يد جنود يتبعون المجلس الانتقالي في نقطة تفتيش بمحافظة لحج، كما قضت ببراءة أربعة متهمين في القضية.

 

ووصف منطوق الحكم، الحادثة بأنها جريمة قتل خطأ، كما قضى بإلزام المدان "يونس سيف" وعائلته بدفع دية القتل الخطأ لورثة المجني عليه، وقدرُها مليون وستمائة ألف ريال يمني ما يعادل ألف دولار أمريكي، مع حبس المدان بالحبس لمدة سنة مع وقف النفاذ.

 

الشاب عبدالملك السنباني (30عاماً) كان قد قتل في سبتمبر 2021 على يد عناصر من جنود الانتقالي في منطقة طور الباحة بلحج، اثناء عودته من رحلة اغتراب في الولايات المتحدة عبر مطار عدن، في قضية أثارت الرأي العام، ولاقت تنديدا واسعا ومطالبات بالقصاص من الجناة.

 

تشريع لقانون الغاب

 

منظمة سام للحقوق والحريات، مقرها (جنيف) قالت إن "هذا الحكم يعد صورة من صور الإفلات من العقاب وعدم الحياد والاستقلالية للمحاكم في ظل الصراع القائم، ويفضح انحياز المحكمة للجناة على حساب حقوق الضحية".

 

وأضافت "حُكِم على واحد فقط من المتهمين بدفع دية القتل الخطأ لذوي الضحية وهي 600 ألف ريال، وألزم الحكم قيادة اللواء التاسع بتسليم ممتلكات الضحية للنيابة العسكرية لتسليمها لأسرته، متجاهلين المبلغ المالي الذي كان بحوزة المجني عليه وقدره 50 ألف دولار وتم تقاسمه بين المتورطين".

 

 

وأكدت المنظمة أن "هذا الحكم استهانة صارخة بقيمة الروح الإنسانية وإشاعة لثقافة الإفلات من العقاب، في ظل تكرار عمليات القتل خارج القانون للمدنيين من قبل جنود على النقاط المسلحة خاصة في النقاط التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة".

 

أفحش حكم قضائي

 

وفي السياق وصف الكتب الصحفي سامي نعمان الحكم بالفاحش، وقال "أفحش حكم قضائي صدر في تاريخ القضاء السنوات الاخيرة هو المتعلق بقضية الشهيد عبدالملك السنباني".

 

 

وأضاف "كان ناقص على محكمة المنطقة الرابعة تحكم على أسرة السنباني ببدل سمعة للمجرمين"، مستدركا بالقول "هذا أمر إداري مهين للكرامة الانسانية والعدالة وليس حكما قضائيا، وليس له من علاقة بأبسط ابجديات العدالة".

 

استخفاف بالأرواح

 

من جانبه قال الأكاديمي فؤاد البعداني، "قطعوا طريقه ونهبوه وقتلوه ظلمًا وعدوانا، واليوم في المحكمة يحكم القاضي بتبرئة أربعة من المتهمين، وإدانة الخامس بالقتل الخطأ والازمه بدفع دية لأهله مبلغ مليون وستمائة ألف ريال يمني -أقل أضعافًا مضاعفةً من المبلغ الذي نهبوه منه- وحبسه سنةً واحدةً مع وقف النفاذ.

 

 

وأضاف البعداني "هذا الحكم ليس بحكم شرعيٍ وليس من العدل بشيء، إنما عبثٌ واستخفافٌ بالدم المصان، وبهذا الحكم صار القاضي أحد الجناة بحق العدالة، بل أخشى أنَّ هذا الحكم قد يفتح الباب لبعض الشرور".

 

هنا توجد الإمارات.. هنا يحل الظلم

 

الناشط والقيادي في المقاومة الجنوبية السابق عادل الحسني كتب "جريمة مقتل الشاب السنباني، قضت المحكمة العسكرية بدية مالية على قتلة السنباني لا تتعدى ألف دولار، ويتحمل تكاليف المحامي اللواء تاسع صاعقة التابع للإمارات".

 

 

وقال "خبر حقيقي وليس إسفافًا والله في جريمة هزَّت كل اليمن، ويبدو أنَّ الحق سقط بالتقادم، كما اعتبر الحكم بالهزيل، فقيمة المسروقات وحدها أكبر من الدية بأضعاف، ناهيك عن التعذيب والقتل، مضيفا "هنا توجد الإمارات، هنا يحل الظلم".

 

مهزلة وعبث

 

الصحفي عبدالوهاب نعمان، غرد بالقول "محكمة في ذمار تصدر حكماً بإعدام قاتل الدكتور جمعان السامعي وتغريم المتهم 30 مليون ريال، ما يوازي ( 218 ألف ريال سعودي).

 

 

وقال "محكمة في عدن تبرأ الخمسة المتهمين بقتل الشاب السنباني الذي قتل في إحدى النقاط العسكرية في طور الباحة بلحج في سبتمبر2021 وتلزم أحد المتهمين بدفع دية 1.6 مليون ريال قعيطي ( 4200 ريال سعودي)".

 

كما وصف الحكم الصادر من عدن بالقذر والحقير، دية أقل من سعر جوال آيفون، بل أن المبلغ الذي أخذوه القتلة من أحد جيوب السنباني أكثر من دية الحكم"، حد قوله.

 

حكم هزيل

 

جميل الحاج، علق بالقول: هل وصل بهم الاستهتار والاستخفاف إلى التزييف والتمييع وإسترخاص دماء الأبرياء والاستخفاف بعدالة السماء وعدم الاكتراث بعدالة الله وعقابه.

 

وأضاف "المغترب السنباني الذي عاد من أمريكا لزيارة لأهله وتقطع له قطاع في نقطة الحديد ونهبوا ما يمتلك من مال وأغراض وقتلوه، في مسرحية هزلية في عدن، القضاء العسكري يبرئ المجرمين ويفرج عنهم ويبرر لواحد منهم أنه قتل خطأ، ويحكم على أحدهم بدفع دية مبلغ ما يعادل ألف دولار فقط".

 

وتابع "مع العلم أن المجرمين هو الكعلولي قائد اللواء وضباط أتباعه كانوا في النقطة"، متابعا "تستطيعون أن تحموا المجرمين في دهاليز مسارحكم الزائفة وتتسترون عليهم ولكن من سيحميكم وإياهم من عدالة السماء".

 

 

وقال "انتظروا مصيركم، فأنتم لم تعتبروا من المجرمين قادة الألوية والأمن في نفس المنطقة وكيف كان مصيرهم".

 

فضيحة قضائية

 

في حين قال جميل شرف القدسي، "فضيحة قضائية متوقعة يتسبب بها الحكم القضائي الصادر من المحكمة العسكرية غير المختصة بحق قتلة الشاب السنباني المغترب في واشنطن".

 

وأضاف "يأتي ذلك فيما قام المتهمين بالتقطع للشاب السنباني وقتله ونهب ماله ورموه في قارعة الطريق بطور الباحة ثم أوصلوه جثة هامدة لمستشفى البريقة اثناء ذهابه إلى صنعاء لزيارة أهله عائد من الولايات المتحدة الأمريكية".

 

 

ياسر المرفدي، طالب بتوقيف القضاء والقصاص منهم وقال "لقد كان حكم ظالم، السنباني قتل بدون أي ذنب ارتكبه، مثل هؤلاء القضاة، يجب القصاص منهم، وتعليقهم بأعمدة الإنارة جزاء ما عملوه من ظلم العباد ونشر الفتنة بينهم".

 

 

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن عدن الشاب السنباني القضاء مليشيا الانتقالي حکم قضائی ألف دولار هذا الحکم ألف ریال

إقرأ أيضاً:

كنيسة التوحيد في اليابان تواجه احتمال حلّها بقرار قضائي

أصبحت كنيسة التوحيد في اليابان تحت المجهر منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، لكنها تواجه مسار قضائياً قد يفضي إلى حلّها في الشهر الجاري.

وأكدت السلطات في طوكيو في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أنها تسعى إلى حل الحركة الدينية النافذة التي أنشأها سون ميونغ مون في كوريا الجنوبية في الخمسينات، وتعرف بكنيسة "مونيز" نسبة لمؤسسها الراحل.
وتُتهم الكنيسة بالضغط على أتباعها لتقديم تبرعات كثيراً ما تستنزف كل قدراتهم المالية، وتُحمّل المسؤولية عن تجاهلهم لأولادهم، رغم نفيها ارتكاب أي مخالفات. 
وأفادت وسائل إعلام يابانية بأن الكنيسة قد تصبح غير قانونية بموجب قرار قضائي قد يصدر خلال مارس (آذار). وسيضع القرار حداً لإعفائها من الضرائب ويعتبرها كياناً مضرّاً.
اغتيل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في 2022 على يد رجل قيل في حينه إنه مستاء من الكنيسة التوحيدية. 

وأظهرت التحقيقات بعد الاغتيال، وجود روابط وثيقة بين الحركة وكثرين من أعضاء الحزب المحافظ الحاكم، ما دفع أربعة وزراء إلى تقديم استقالتهم.
وأشار المحامي كاتسومي آبي إلى أنه حتى لو حلت الكنيسة، يمكن لها أن تواصل تنظيم شعائرها، وأضاف، "لكن سمعتها ستتضرر، وعدد أتباعها سيتراجع"، حسب المحامي الذي يمثّل عدداً من الأتباع السابقين الذين يسعون للحصول على تعويضات بعدم تبرعات ضخمة للكنيسة.


وحسب التقديرات، قدّم الأتباع لكنيستهم مئات ملايين الدولارات على مدى السنوات. ومنذ  2023، طالب نحو 200 شخص بتعويضات تصل إلى 5.7 مليارات ين (38,5 مليون دولار)، حسب كاتسومي آبي ومحامين آخرين.
وأوضح آبي، "لا أعتقد أن مؤسسة أخرى ألحقت هذا القدر من الضرر" بالمجتمع الياباني.

بلا طعام أو استحمام 

وإذا صدر القرار القضائي، ستكون الكنيسة  ثالث حركة دينية تحل في اليابان.
وتأسست الكنيسة التوحيد، واسمها الرسمي "الاتحاد العائلي للسلام العالمي والتوحيد"، في 1954. وذاع صيتها عالمياً خلال السبعينات والثمانينات، واشتهرت بإقامة حفلات زفاف جماعية في ملاعب رياضية. 

وتحدثت شخصيات عالمية في مناسبات مرتبطة بالكنيسة أو مجموعات تابعة لها، مثل الرئيس الأمريكي حالياً دونالد ترامب، وشينزو آبي نفسه في العام 2021، علماً بأن رئيس الوزراء الياباني السابق لم يكن من أتباع هذه الكنيسة أو مرتبطاً بأي من مجموعاتها.
والمشتبه بقتل آبي هو تيتسويا ياماغامي الذي تردد أن والدته تبرعت للكنيسة بمبلغ إجمالي بلغ 100 مليون ين (مليون دولار). ويواجه ياماغامي الموقوف عقوبة الإعدام بحال إدانته.
وقضى شقيق ياماغامي انتحاراً، بينما حاول هو الانتحار مرات عدة.
وروى أحد أقاربهما عن تلقي اتصالات استغاثة من ياماغامي عندما كانت والدته تترك أولادها بمفردهم من دون طعام لحضور نشاطات الكنيسة.
وعقب مقتل شينزو آبي، تعهدت الكنيسة بمنع التبرعات "المبالغ بها" من أتباعها.
لطالما كانت اليابان مركزاً مالياً للكنيسة التوحيدية التي تحضّ أتباعها على ضرورة التكفير عن احتلال كوريا خلال الحرب، وبيع مقتنيات باهظة لينالوا العفو عن خطاياهم.
وخلال اجتماع مؤخراً مع محامين، أكد شخص كان أهله من أتباع الكنيسة أن العائلة عجزت أحياناً عن دفع رسوم الدراسة أو توفير لوازم الاستحمام.
وأكد أنه أوصيَ بعدم التفاعل مع غير الأعضاء "الشيطانيين" وشعر بـ"الوحدة والانعزال"، لافتاً إلى أن شقيقه انتحر العام الماضي بعدما عانى مشكلات في الصحة الذهنية.
ويمكن لإجراءات حلّ الكنيسة أن تمتد لعام في حال قامت باستئناف القرار.
وحذّر محامون من أن الكنيسة التوحيدية قد تنقل أصولها المالية الى مكان آخر. وأوضح كاتسومي آبي "هم يرسلون كل عام عشرات المليارات من الين إلى مقرهم في كوريا الجنوبية".
ويطالب هو وعدد من زملائه المحامين بتشديد القيود القانونية للسماح بإعادة هذه الأموال إلى الضحايا.
وحذّر من "علامة استفهام كبيرة بشأن عدد السنوات التي ستستغرقها عملية تصفية أصول الشركة... وما إذا كانت ستجري بسلاسة".

مقالات مشابهة

  • مد أجل الحكم على المتهمين بقضية داعش سوهاج لـ14 يونيو
  • كنيسة التوحيد في اليابان تواجه احتمال حلّها بقرار قضائي
  • التأمين الصحي ببني سويف ينظم ندوة لنشر الوعي المجتمعي بالقضية السكانية
  • خلال ساعات.. الحكم على المتهمين فى قضية خلية داعش سوهاج
  • إيلون ماسك يثير غضبا واسعا بتغريدة "هيتلر والموظفين"
  • لحم 50 درهم.. مبادرة تلقى إقبالا واسعا بالحسيمة
  • مليشيا الحوثي تفرج عن قتلة شيخ قبلي في عمران بعد ساعات من احتجازهم
  • الحكومة: جماعة الحوثي هجّرت ملايين اليمنيين وتتاجر بالقضية الفلسطينية
  • منظمة إنسانية: نحو 7 ملايين شخص سيضطرون للنزوح القسري خلال عامين
  • قرار قضائي جديد بشأن جزار متهم بقتل عامل بالوراق