بعد عامين من الجريمة والتلاعب بالقضية.. حكم قضائي بعدن برأ قتلة الشاب السنباني يُثير غضبا واسعا
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أثار حكم قضائي في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، برأ فيه خمسة من عناصر الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، من تهمة القتل العمد بقضية تصفية الشاب عبدالملك السنباني في نقطة تفتيش بمحافظة لحج، قبل عامين، ردود فعل غاضبة بين أوساط اليمنيين.
والأربعاء، أدانت المحكمة العسكرية بالمنطقة العسكرية الرابعة، أحد المتهمين في قضية مقتل الشاب "السنباني" على يد جنود يتبعون المجلس الانتقالي في نقطة تفتيش بمحافظة لحج، كما قضت ببراءة أربعة متهمين في القضية.
ووصف منطوق الحكم، الحادثة بأنها جريمة قتل خطأ، كما قضى بإلزام المدان "يونس سيف" وعائلته بدفع دية القتل الخطأ لورثة المجني عليه، وقدرُها مليون وستمائة ألف ريال يمني ما يعادل ألف دولار أمريكي، مع حبس المدان بالحبس لمدة سنة مع وقف النفاذ.
الشاب عبدالملك السنباني (30عاماً) كان قد قتل في سبتمبر 2021 على يد عناصر من جنود الانتقالي في منطقة طور الباحة بلحج، اثناء عودته من رحلة اغتراب في الولايات المتحدة عبر مطار عدن، في قضية أثارت الرأي العام، ولاقت تنديدا واسعا ومطالبات بالقصاص من الجناة.
تشريع لقانون الغاب
منظمة سام للحقوق والحريات، مقرها (جنيف) قالت إن "هذا الحكم يعد صورة من صور الإفلات من العقاب وعدم الحياد والاستقلالية للمحاكم في ظل الصراع القائم، ويفضح انحياز المحكمة للجناة على حساب حقوق الضحية".
وأضافت "حُكِم على واحد فقط من المتهمين بدفع دية القتل الخطأ لذوي الضحية وهي 600 ألف ريال، وألزم الحكم قيادة اللواء التاسع بتسليم ممتلكات الضحية للنيابة العسكرية لتسليمها لأسرته، متجاهلين المبلغ المالي الذي كان بحوزة المجني عليه وقدره 50 ألف دولار وتم تقاسمه بين المتورطين".
وأكدت المنظمة أن "هذا الحكم استهانة صارخة بقيمة الروح الإنسانية وإشاعة لثقافة الإفلات من العقاب، في ظل تكرار عمليات القتل خارج القانون للمدنيين من قبل جنود على النقاط المسلحة خاصة في النقاط التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة".
أفحش حكم قضائي
وفي السياق وصف الكتب الصحفي سامي نعمان الحكم بالفاحش، وقال "أفحش حكم قضائي صدر في تاريخ القضاء السنوات الاخيرة هو المتعلق بقضية الشهيد عبدالملك السنباني".
وأضاف "كان ناقص على محكمة المنطقة الرابعة تحكم على أسرة السنباني ببدل سمعة للمجرمين"، مستدركا بالقول "هذا أمر إداري مهين للكرامة الانسانية والعدالة وليس حكما قضائيا، وليس له من علاقة بأبسط ابجديات العدالة".
استخفاف بالأرواح
من جانبه قال الأكاديمي فؤاد البعداني، "قطعوا طريقه ونهبوه وقتلوه ظلمًا وعدوانا، واليوم في المحكمة يحكم القاضي بتبرئة أربعة من المتهمين، وإدانة الخامس بالقتل الخطأ والازمه بدفع دية لأهله مبلغ مليون وستمائة ألف ريال يمني -أقل أضعافًا مضاعفةً من المبلغ الذي نهبوه منه- وحبسه سنةً واحدةً مع وقف النفاذ.
وأضاف البعداني "هذا الحكم ليس بحكم شرعيٍ وليس من العدل بشيء، إنما عبثٌ واستخفافٌ بالدم المصان، وبهذا الحكم صار القاضي أحد الجناة بحق العدالة، بل أخشى أنَّ هذا الحكم قد يفتح الباب لبعض الشرور".
هنا توجد الإمارات.. هنا يحل الظلم
الناشط والقيادي في المقاومة الجنوبية السابق عادل الحسني كتب "جريمة مقتل الشاب السنباني، قضت المحكمة العسكرية بدية مالية على قتلة السنباني لا تتعدى ألف دولار، ويتحمل تكاليف المحامي اللواء تاسع صاعقة التابع للإمارات".
وقال "خبر حقيقي وليس إسفافًا والله في جريمة هزَّت كل اليمن، ويبدو أنَّ الحق سقط بالتقادم، كما اعتبر الحكم بالهزيل، فقيمة المسروقات وحدها أكبر من الدية بأضعاف، ناهيك عن التعذيب والقتل، مضيفا "هنا توجد الإمارات، هنا يحل الظلم".
مهزلة وعبث
الصحفي عبدالوهاب نعمان، غرد بالقول "محكمة في ذمار تصدر حكماً بإعدام قاتل الدكتور جمعان السامعي وتغريم المتهم 30 مليون ريال، ما يوازي ( 218 ألف ريال سعودي).
وقال "محكمة في عدن تبرأ الخمسة المتهمين بقتل الشاب السنباني الذي قتل في إحدى النقاط العسكرية في طور الباحة بلحج في سبتمبر2021 وتلزم أحد المتهمين بدفع دية 1.6 مليون ريال قعيطي ( 4200 ريال سعودي)".
كما وصف الحكم الصادر من عدن بالقذر والحقير، دية أقل من سعر جوال آيفون، بل أن المبلغ الذي أخذوه القتلة من أحد جيوب السنباني أكثر من دية الحكم"، حد قوله.
حكم هزيل
جميل الحاج، علق بالقول: هل وصل بهم الاستهتار والاستخفاف إلى التزييف والتمييع وإسترخاص دماء الأبرياء والاستخفاف بعدالة السماء وعدم الاكتراث بعدالة الله وعقابه.
وأضاف "المغترب السنباني الذي عاد من أمريكا لزيارة لأهله وتقطع له قطاع في نقطة الحديد ونهبوا ما يمتلك من مال وأغراض وقتلوه، في مسرحية هزلية في عدن، القضاء العسكري يبرئ المجرمين ويفرج عنهم ويبرر لواحد منهم أنه قتل خطأ، ويحكم على أحدهم بدفع دية مبلغ ما يعادل ألف دولار فقط".
وتابع "مع العلم أن المجرمين هو الكعلولي قائد اللواء وضباط أتباعه كانوا في النقطة"، متابعا "تستطيعون أن تحموا المجرمين في دهاليز مسارحكم الزائفة وتتسترون عليهم ولكن من سيحميكم وإياهم من عدالة السماء".
وقال "انتظروا مصيركم، فأنتم لم تعتبروا من المجرمين قادة الألوية والأمن في نفس المنطقة وكيف كان مصيرهم".
فضيحة قضائية
في حين قال جميل شرف القدسي، "فضيحة قضائية متوقعة يتسبب بها الحكم القضائي الصادر من المحكمة العسكرية غير المختصة بحق قتلة الشاب السنباني المغترب في واشنطن".
وأضاف "يأتي ذلك فيما قام المتهمين بالتقطع للشاب السنباني وقتله ونهب ماله ورموه في قارعة الطريق بطور الباحة ثم أوصلوه جثة هامدة لمستشفى البريقة اثناء ذهابه إلى صنعاء لزيارة أهله عائد من الولايات المتحدة الأمريكية".
ياسر المرفدي، طالب بتوقيف القضاء والقصاص منهم وقال "لقد كان حكم ظالم، السنباني قتل بدون أي ذنب ارتكبه، مثل هؤلاء القضاة، يجب القصاص منهم، وتعليقهم بأعمدة الإنارة جزاء ما عملوه من ظلم العباد ونشر الفتنة بينهم".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن عدن الشاب السنباني القضاء مليشيا الانتقالي حکم قضائی ألف دولار هذا الحکم ألف ریال
إقرأ أيضاً:
ملابس الأسرى المحررين تثير غضبا فلسطينيا وانتقادات بإسرائيل
أضرم أسرى فلسطينيون محررون النار في ملابس أجبرتهم سلطات السجون الإسرائيلية على ارتدائها قبل الإفراج عنهم، وهي الملابس التي أثارت غضبا في فلسطين وانتقادات في إسرائيل، إذ حملت عبارات ورموزا إسرائيلية.
وفي وقت سابق، نشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية صورا للأسرى وهم يرتدون قمصانا بيضاء طبع عليها نجمة داود وشعار مصلحة السجون، إلى جانب عبارة "لا ننسى ولا نغفر" من كلا الجهتين.
وعقب إرغام الأسرى على ارتداء تلك القمصان، التقطت مصلحة السجون صورا لهم وُصفت بالمهينة، بعدما أُجبر الأسرى على الجثو على ركبهم وإنزال رؤوسهم للأسفل، في حين صُورت لقطات أخرى داخل ساحة أحد السجون الإسرائيلية، حيث كان الأسرى يصطفون في طوابير ومحاطين بأسلاك شائكة.
يأتي ذلك بعيد تسليم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة للصليب الأحمر وهم يحملون هدايا ويرتدون ملابس نظيفة ومرتبة.
وفور وصولهم ساحة "مستشفى غزة الأوروبي" بخان يونس جنوبي قطاع غزة، أضرم عدد من الأسرى المحررين النيران في تلك الملابس التي حملت رموزا إسرائيلية مثل نجمة داود، وسط هتافات من ذويهم والمستقبلين، في إشارة إلى رفضهم القاطع لمحاولة الاحتلال فرض رمزيته عليهم.
إعلان
حماس والجهاد تنددان
من جهتها، دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وضع إسرائيل شعارات عنصرية على قمصان أجبرت أسرى فلسطينيين على ارتدائها قبل الإفراج عنهم، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وقالت حماس -في بيان- إنها تدين "جريمة الاحتلال بوضع شعارات عنصرية على ظهور أسرانا الأبطال، ومعاملتهم بقسوة وعنف، في انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الإنسانية، في مقابل التزام المقاومة الثابت بالقيم الأخلاقية في معاملة أسرى العدو".
وشددت حماس على موقفها بأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، في وقت سابق اليوم السبت، يضع تل أبيب أمام مسؤولية الالتزام بالاتفاق والبروتوكول الإنساني، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية من دون مماطلة.
الأهالي يحرقون ملابس الاحتلال التي ألبسها لأسرى قطاع غزة قبل تحررهم ضمن صفقة التبادل. pic.twitter.com/HaVWLEmbCF
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 15, 2025
كذلك دانت حركة الجهاد الإسلامي بأشد العبارات، في بيان، "الجريمة العنصرية الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين المحررين".
وأضافت أن سلطات الاحتلال لم تكتف بهذا الفعل المشين، بل عمدت وسائل إعلامه إلى بث الصور بطريقة مسيئة، في محاولة يائسة لكسر إرادة أسرانا الأحرار.
واعتبرت ذلك "انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية والإنسانية، وسلوكا عنصريا ولا إنسانيا بغيضا يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، ويفضح حقده الأعمى".
وذكرت أنه، في المقابل، "شهد العالم بأسره كيف تعاملت المقاومة مع أسرى العدو بكل احترام، حيث بدت مشاهد إطلاق سراحهم وكأنها تكريم لهم، دون أن يُمس أي منهم بأذى، على عكس ما تعرّض له أسرانا الأبطال من إهانة ممنهجة"، وفق البيان.
وفي وقت سابق، سلمت كتائب القسام وسرايا القدس 3 أسرى إسرائيليين، بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأميركية والروسية، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي بدورها سلمتهم للجيش الإسرائيلي ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
إعلانوكان تسليم هذه الدفعة واجه الأسبوع الماضي عقبات بسبب عدم التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار، مما دفع القسام -الاثنين الماضي- لإعلان تجميد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لحين وقف انتهاكات تل أبيب.
انتقادات إسرائيليةوفي إسرائيل، أفادت هيئة البث بأن الطريقة التي أفرج بها عن الأسرى الفلسطينيين أثارت انتقادات في إسرائيل لمصلحة السجون بسبب الملابس التي ظهر بها الأسرى الفلسطينيون.
وقالت إن المستوى السياسي لم يكن على علم بقرار مصلحة السجون بشأن إلباس الأسرى هذا الزي.
وأضافت أن إلباس الأسرى ذلك الزي مثّل مشكلة، لأن إسرائيل تحاول الاستفادة من طريقة إفراج حماس عن "الرهائن"، على حد تعبيرها.
خروقات في 4 مسارات
وشهد الاتفاق خروقات في 4 مسارات، وهي -حسب حماس- استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.
ونتيجة لذلك، شهدت الأيام الماضية حراكا لتجاوز ما حدث، إذ قالت حماس -في بيان أول أمس الخميس- إن الوسطاء في مصر وقطر بذلوا جهودا لإزالة العقبات وسد الثغرات التي تسببت فيها الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، ووصفت أجواء المباحثات بأنها إيجابية.
وأكدت آنذاك أنها مستمرة في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه، بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد.
ورغم ضمانات الوسطاء، فإنه لم يدخل حتى الجمعة أي منازل متنقلة (كرفانات) أو معدات وآليات ثقيلة إلى القطاع وفق ما نص عليه البرتوكول الإنساني، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
والخميس، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بدخول 763 شاحنة إلى قطاع غزة، من دون ذكر تفاصيل عنها.
إعلانويوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض خلال المرحلة الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.