تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً واضحاً لداعم إسرائيل منذ اشتعال الصراع مع الفصائل الفلسطينية، يوم السبت الماضي، على خلفية عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، والفصائل، في داخل دولة الاحتلال، ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، حيث تجاوزت أعداد القتلى الـ 1300 .

وشنت الدولة العبرية هجوما عنيفا على قطاع غزة ولم تفرق بين الفصائل التي نفذت عملية طوفان الأقصى وبين المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء، فيما عرف بأنه "تصفية للقضية" ومحو كامل للقطاع، حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 1800 شهيد، بينما تجاوزت الإصابات 7000 إصابة، إضافة لتدمير ممنهج للبنية التحتية.

ومن جهتها، قدمت واشنطن بالفعل دعماً عسكريا لإسرائيل منذ بدء الصراع بين المقاومة وقوات الاحتلال، حتى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد ذلك في مرات عدة قبل وفي أثناء زيارته إلى إسرائيل: "تدعم الولايات المتحدة إسرائيل.. وندعمها اليوم وغدا.. وسندعمها كل يوم بعد ذلك".

أنتوني بلينكنلقاء أمريكي عربي في عمان 

اجتمع وزير الخارجية الأمريكي، مع ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،  في عمان ضمن جولته في المنطقة والتي تشمل 5 دول عربية أخرى هي قطر والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

ودعا الملك عبدالله الثاني، إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة، وأهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد والحرب على  غزة، على ما أفاد به بيان صادر عن الديوان الملكي.

والتقى بلينكن بنظيره الأردني أيمن الصفدي، قبيل لقاء الملك، حيث أكد الصفدي "ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية فورا إلى غزة، ووقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع".

كما أكد أن "حماية المدنيين من الجانبين وإدانة استهدافهم وقتلهم، مسئولية قانونية وأخلاقية وإنسانية جماعية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن بلينكن تحدث مع الملك عبد الله حول "سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في غزة، بينما تقوم إسرائيل بعمليات أمنية مشروعة للدفاع عن نفسها من الإرهاب".

وحذر العاهل الأردني خلال لقائه مع بلينكن من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم، مشددا على عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين.

كما حذر من "انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة"، مؤكدا "ضرورة حماية المدنيين الأبرياء من الجانبين، انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنسان".

وأكدت واشنطن خلال الأيام الماضية مساندتها لإسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، معلنة توفير مساعدات عسكرية إضافية لها، وإرسال حاملة طائرات إلى شرق المتوسط في مسعى لردع أطراف إقليمية عن الدخول على خط النزاع الراهن، في إشارة الى "محور المقاومة" بقيادة إيران، العدو الإقليمي اللدود للدولة العبرية.

وكان الرئيس أبو مازن أكد الخميس،  خلال لقائه العاهل الأردني، رفضه قتل المدنيين في الجانبين، قائلا: "نرفض الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين لأنها تخالف الأخلاق والدين والقانون الدولي".

ودعا عباس إلى "الوقف الفوري للعدوان" في قطاع غزة، وفق ما جاء في بيان رسمي صادر عن مكتبه.

وتحدث بلينكن هاتفيا، في وقت سابق، إلى عباس، وحضّه على إدانة العنف والحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد بلينكن، الخميس، من تل أبيب، وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل، التي توعدّ رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، بـ"سحق حركة حماس"؛ في أعقاب العملية غير المسبوقة التي شنتها" السبت، قبل أن يدعو الجيش" اليوم الجمعة" سكان مدينة غزة" إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا.

لويد أوستنالمعدات الأمنية لإسرائيل

وقال وزير الخارجية الأمريكي: "لم آت لإسرائيل كوزير لخارجية الولايات المتحدة فقط ولكن كيهودي فر جده من القتل"، موضحا في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه تم تقديم ذخائر لمساعدة إسرائيل، وأن المساعدات الأمريكية متينة، وسيتم العمل مع الكونجرس لإتمام هذه العملية.

وشدد بلينكن: "نؤكد ما قاله الرئيس بايدن بأنه يجب ألا يستفيد أي شخص من الوضع في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أنه يتم العمل للتوصل إلى تفاهمات، وأن إسرائيل ضد خسارة حياة أي شخص من أي جنسية كانت.

وكان في استقبال بلينكن، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار بن غوريون.

خلال لقاء بلينكن.. الرئيس الفلسطيني: التهجير القصري لسكان غزة نكبة ثانية بعد بلينكن بيوم.. وزير الدفاع الأمريكي يصل إلى الاحتلال الإسرائيلي |تفاصيل

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قد وصل اليوم إلى إسرائيل، وقال إنه لا مجال للحياد أو لأي أعذار حيال الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، مشيرا إلى أن واشنطن تنسق جهودها لإطلاق سراح المختطفين من قبضة حماس، بمن فيهم المواطنين الأميركيين.

وفي كلمة، ألقاها بعد لقائه بوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في إسرائيل، شدد أوستن على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها، من خلال تزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وقال :"هذا وقت الحسم لا الثأر".

وفي مستهل مداخلته- وهو بجانب نظيره الإسرائيلي- قال أوستن: "أنا موجود هنا شخصيا لأوكد الدعم الأميركي الراسخ لإسرائيل، ولأعبر عن تعاضدي مع كل العائلات التي لا تزال تعيش الكابوس".

وفي معرض حديثه، اتهم أوستن، ،إيران بدعم المجموعات المسلحة في المنطقة، وقال: "هي التي تعطي الدعم والأفكار للأعمال الإرهابية".

ثم أردف قائلا: "إيران وحزب الله وحماس هم محور واحد، هو محور الشر"، مضيفا: "حماس تُذكرني بما فعله تنظيم داعش.. هي لا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، ولا تمثل آمالهم بالسلام مع إسرائيل". 

وتابع "عندما واجهنا داعش؛ كان شرا كبيرا، وما نراه من حماس، هو شر أكبر بكثير"، ولتأكيد دعم واشنطن لحليفتها إسرائيل، قال وزير الدفاع الأميركي، إن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل للدفاع عن نفسها مثلما تدعم أوكرانيا، مشيرا إلى أن "البنتاغون على استعداد تام لنشر معدات إضافية.. وسنستمر بضخ المعدات الأمنية لإسرائيل ".

وأشار أوستن إلى أن "الهجوم على غزة سيكون طويلا وقويا وسيحدث تغييرا دائما" رافضا التفصيل في خطة إسرائيل الهجومية على غزة بالقول إنه ما سيقوم به الجيش الإسرائيلي بموضوع محور الشر لا يمكنني البوح به لكنه عاد ليؤكد أن إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب.

من جهته، قال غالانت، إن انتشار القوات الأميركية قرب إسرائيل "رسالة للحلفاء والأعداء"، مشددا هو الآخر على وصف حركة حماس بكونها مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقال "حماس المتشابهة مع داعش هي العدو المدعوم من إيران".

وقال غالانت "لا يهم إذا كانت إيران قد وافقت على الهجوم على غزة أم لا؛ لأن الفكرة هي فكرة إيرانية".

وفي سياق حديثه عن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المأهول بالمدنيين، قال غالانت "إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا، ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب".

سكان قطاع غزةتطورات الأوضاع في غزة 

ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، منشورات باللغة العربية، في سماء غزة، تطالب السكان بإخلاء منازلهم في المدينة فورا، وأرفق الجيش المنشورات، برسم لخريطة غزة، عليها أسهم تشير إلى منطقة جنوب القطاع، وفق مراسلي وكالة “فرانس برس”.

وجاء في المنشورات: "بيان عاجل.. إلى سكان مدينة غزة، المنظمات الإرهابية قد بدأت الحرب ضد دولة إسرائيل.. ومدينة غزة أصبحت ساحة معركة.. عليكم إخلاء بيوتكم فورا.. والتوجه إلى الجنوب؛ من أجل أمنكم وسلامتكم".

ويأتي إلقاء المنشورات، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، أنه أمر سكان مدينة غزة بإخلائها والتوجه جنوبا.

وليل الخميس، أعلنت الأمم المتحدة أنّ أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في القطاع جراء القصف الإسرائيلي، بينما لجأ أكثر من 270 ألف شخص من هؤلاء إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وكان قد بدأ التصعيد بإطلاق حركة حماس، صباح السبت، عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، و أعلن بعدها الجيش الإسرائيلي أن عددا من المسلحين الفلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة، ردا على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية"، ضد حماس في قطاع غزة.

وفي إسرائيل ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ صباح السبت إلى أكثر من 1300 قتيل، فضلا عن أكثر من 3300 مصاب، و في قطاع غزة قتل أكثر من 1500 شخص وجرح أكثر من 6600 جراء القصف الإسرائيلي المكثف ردا على الهجوم، ومن بين القتلى 500 طفل.

وقطعت إسرائيل إمدادات الغذاء والماء والكهرباء عن القطاع، وامتلأت ثلاجات الموتى بمستشفيات القطاع بالجثامين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة الامريكية طوفان الأقصى حماس وزير الدفاع الامريكي وزير الخارجية الامريكي الخارجیة الأمریکی الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی وزیر الخارجیة وزیر الدفاع قطاع غزة أکثر من إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

انقسام بالداخل الإسرائيلي بشأن خطة اليوم التالي للحرب في غزة

يسود الانقسام الداخلي إسرائيل منذ هجوم السابعة من أكتوبر في هذا السياق باءت كل محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوحيد الجبهة الداخلية بالفشل إذ اصطدمت بخلافات عدة منعته على مدى أكثر من 9 أشهر من عمر الحرب على غزة من اتخاذ قرارات ترضي الجميع الانقسام الإسرائيلي يزداد بعد مظاهرات الحريديم وغيرها ما يعيق اتخاذ أي قرار بشأن اليوم التالي لحرب غزة.

في هذا سياق يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة الحرب لحين القضاء على حماس مشيرا إلى اقتراب الجيش من تحقيق هذا الهدف.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت ان رئيس الحكومة الإسرائيلية تحدث عن تصوره لليوم التالي للحرب في غزة بعد القضاء على حركة حماس ووفقا لما نقلته الصحيفة عن نتنياهو فإنه أكد ضرورة أن يكون هناك نزع سلاح دائم في قطاع غزة وأن يكون هناك حكم مدني ألا يكون دوره فقط توزيع المساعدات على الفلسطينيين.
وأضاف نتنياهو أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي التعاون مع رعاية عربية مشتركة ومساعدة من الدول العربية لإقامة الحكم المدني في القطاع.

وتحدث نتنياهو عن إعادة إعمار غزة وأعرب عن اعتقاده أن المجتمع الدولي سوف يتولى المسؤولية إلى حد كبير وذكرت جهات أمنية في إسرائيل أنها بحثت مسألة توزيع الأسلحة على القادة المحليين والعشائر في قطاع غزة من أجل الدفاع عن النفس وتولي مسؤولية إدارة القطاع بدلا من حركة حماس وكان وزير الدفاع يوآف غالانت قد طرح إمكانية إنشاء قوة عسكرية متعددة الجنسيات تضم قوات عربية لحفظ الأمن والنظام وحماية قوافل المساعدات الإنسانية.
في حديثه لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، أكد كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، يوحنان تسوريف، أن هذه الحرب تتسم بالغموض. وأضاف تسوريف أن هناك تخطيطًا مستمرًا يجري تنفيذه وفقًا للتطورات الحاصلة على الساحة والصراع الجاري.وصلت القوات الإسرائيلية إلى مدينة رفح، وتمكنت تقريبًا من تفكيك جميع الوحدات المنظمة التابعة لحركة حماس. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هناك خلايا عديدة تنشط في المنطقة.ترى إسرائيل أنها لا تحتاج إلى هذه الكثافة من القوات الموجودة في قطاع غزة، وخاصةً تلك المخصصة لمراقبة النشاطات التابعة لحماس والتي تم تقليصها بشكل ملحوظ في البداية. وترى أن عليها الآن توجيه اهتمامها الأولويات نحو المنطقة الشمالية.في الوقت الحالي، لا يمكن الاعتماد على أي عنصر مستقل في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل نظرا لوجود خلايا لا تزال موجودة في هذه المناطق، والموقف الذي تروج له حركة حماس بأن لها حضورًا قويًا يعتبر أمرًا مشكوك فيه.من غير المرجح أن تكون أي جهة فلسطينية مستقلة قادرة أو مستعدة لاتخاذ خطوة فاعلة في هذا الوضع الراهن.إسرائيل في حالة حرب وهي عازمة على القضاء على حماس نهائيًا وترفض تمامًا وجود هذه الحركة في غزة في اليوم التالي للحرب.حتى الآن، لم يسهم الفلسطينيون من الداخل في دعم هذا الاتجاه بشكل كبير.لا تزال هناك محاولات متعددة من بعض الأفراد المحسوبين على التيار الوطني لدعم حماس والترويج لها، ما يعكس استمرار التحديات أمام تحقيق توافق وطني فعّال.يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي على تجنب الوضع الذي يفرض فرض الحكم العسكري على قطاع غزة.ليس لدى إسرائيل أي رغبة في فرض سيطرتها على غزة؛ إلا أن تصرفات حماس يوم 7 من أكتوبر هي التي أعادته إلى هذه النقطة.من الضروري البدء في تعديل الخطاب الفلسطيني الداخلي، حيث يبدو أنه يوفر دعمًا لحماس بدلًا من الحد من تصرفاتها.الانقسام بين حماس وفتح لم يبدأ في عام 2007. لقد بدأ خلال الانتفاضة الأولى، حيث رأت حماس من البداية أن التيار الوطني يتجه نحو حل الدولتين. لذا، يمكن القول إن الانقسام ابتدأ في عام 1987 وليس في 2007، والصراع مستمر منذ ذلك الحين وحتى الآن.من جانبه، يعتبر أستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة أنه على مدى الأشهر التسعة الماضية، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تقريبًا في جميع مناطق قطاع غزة. هذه العمليات امتدت من الشمال حتى منطقة رفح. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تم القضاء على عدد كبير من عناصر حماس والمقاومة الفلسطينية وتم تدمير جزء كبير من الأنفاق.ما حدث في جباليا قبل عدة أسابيع والأحداث الجارية حاليًا في الشجاعية على مدار الأيام الخمسة الماضية تدل على أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها مع بدء هذه الحرب، والتي تضمنت القضاء على حركة حماس وتدمير قدراتها العسكرية والإطاحة بحكمها في قطاع غزة، وذلك وفقًا لما صرح به مسؤولون إسرائيليون.ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن عودة مقاتلي حماس إلى منطقة الشجاعية وغيرها من المناطق تشير إلى أن إسرائيل تواجه احتمال نشوب حرب طويلة الأمد مع المقاومة الفلسطينية.حتى إذا أعلنت إسرائيل خلال الأيام العشرة المقبلة عن انتهاء المرحلة الثانية وبداية المرحلة الثالثة، فإن ذلك لا يعني وقف العمليات العسكرية. وسيظل هناك احتمال لحدوث عمليات مداهمة مشابهة لتلك التي نشهدها حاليًا في الشجاعية، أو التي وقعت سابقًا في جباليا ومستشفى الشفاء في شهر مارس.الجيش الإسرائيلي يواجه معركة طويلة الأمد وصراع مستمر، ويبدو واضحًا أن حركة حماس قد قامت بالتحضير الجيد والاستعداد المسبق لمواجهة مطولة مع الجيش الإسرائيلي.أظهرت حماس قدرة في إنتاج الأسلحة وتحضيراتها المتقدمة بالتزامن، مع تجنيد مقاتلين جدد نتيجة للتجاوزات التي حدثت بحق المدنيين في قطاع غزة خلال الأشهر التسعة الماضية.حققت إسرائيل نجاحًا واحدا وهو إثارة عداء الغالبية العظمى من الفلسطينيين، وذلك نتيجة لقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين، بالإضافة إلى الدمار غير المسبوق في البنية التحتية. هذا هو مجمل ما أحرزته إسرائيل في هذا السياق.فكرة أن تحكم عائلات وعشائر فلسطينية ومجموعات مدنية في مناطق في قطاع غزة هي فكرة فاشلة وستفشل لأنه الشعب الفلسطيني بأكمله يرى ان منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية الممثلة الوحيدة لهم والحديث عن مجموعات مدنية وعشائر لن ينجح.يشهد الوضع الفلسطيني انقسامًا منذ صيف عام 2007، حيث تتواصل الخلافات الكبيرة بين حركتي فتح وحماس.وجود توافق على عدم نشر قوات عربية في غزة دون وجود السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية. من جانبها، تبدي حركة حماس موافقة مبدئية على عودة السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية للإشراف المؤقت على إدارة القطاع إلى حين تنظيم انتخابات خلال فترة ما بين سنتين.تشدد حماس حول تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة، سواء كانت من أعضاء فتح أو المستقلين الفلسطينيين. وتعلن استعدادها للتنحي عن حكم غزة لتجنب المزيد من المعاناة الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع.جاءت حماس لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي وإنهائه.تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية انقسامًا بين المعارضة والحكومة حول الجدوى الأساسية من الانخراط في صفقة التبادل.موضوع تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي أصبح ملحًا، خاصة عقب قرار المحكمة العليا في إسرائيل الذي قضى بتجنيدهم.تأتي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لتؤكد حاجة الجيش إلى 10 آلاف جندي جديد وهذا القرار من شأنه زيادة الانقسامات والصراعات الداخلية الإسرائيلية التي قد تفضي إلى انهيار الحكومة قبل انتهاء ولايتها الرسمية.صرّح توم حرب، مدير التحالف الأميركي الشرقي الأوسط للديمقراطية، بأن خريطة الطريق التي وضعتها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن قد واجهت تعليقًا واضحًا من نتنياهو. حيث رفض جزءًا منها، مصرًّا على استمرار القتال للتخلص من حماس. ونتيجة لذلك، اضطرت إدارة بايدن إلى إعادة النظر في هذه الفترة بتأني وتراجعت عن خطتها لتتماشى مع رغبات نتنياهو. 

من الواضح أن النزاع العسكري الكبير في غزة قد انتهى، حيث تُسيطر القوات الإسرائيلية اليوم على جميع المحاور والمعابر. يُعتبر هذا الوضع دليلًا واضحًا على سقوط غزة من الناحية العسكرية.

وجود ميليشيات محلية وأفراد في مناطق مختلفة كان موضوعًا أكده نتنياهو منذ بداية النزاع، حيث أشار إلى أن العمليات العسكرية قد تستمر حتى عام 2025 بغية القضاء تمامًا على هذه الميليشيات المسلحة في غزة.لو أن الدول العربية بادرت بتشكيل جيش عربي للتدخل في غزة وإدارتها بالتنسيق مع الإسرائيليين، لكان ذلك شيئًا مختلفًا. إلا أن الدول العربية اختارت الوقوف جانبًا ومراقبة الأحداث في غزة دون تدخل يُذكر، تاركةً الأمور بيد إسرائيل.تؤكد إسرائيل على أهمية أن تحكم غزة نفسها بشكل مستقل، دون أن تشكل أي خطر على أمن إسرائيل. ومن سيحكم غزة هو الشعب الغزاوي.منذ 2007 إلى 2023 حكمت حماس غزة ولم تجلب إلى الشعب الفلسطيني غير الويلات والخنادق والأنفاق ودمرت المنطقة بكاملها.إسرائيل دولة ديمقراطية وفي أي نظام ديمقراطي، توجد دائمًا خلافات سياسية داخلية. تنتج هذه الخلافات بعد الانتخابات التي تُجرى بأقلام الاقتراع وبناءً على آراء الناخبين.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات أممية مع إسرائيل لنشر نظام اتصالات في قطاع غزة
  • بعد استشهاد الطفلة هند.. طياران أميريكان يصفان ما يحدث في غزة بأنه «إبادة جماعية»
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟
  • انقسام بالداخل الإسرائيلي بشأن خطة اليوم التالي للحرب في غزة
  • الأمم المتحدة: لا مكان آمناً في قطاع غزة
  • الكشف عن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين بسجن "عوفر" الإسرائيلي
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • ناشطة حقوقة فلسطينية تكشف ظروف الاعتقال بسجن "عوفر" الإسرائيلي
  • الأمم المتحدة تشتكي: إسرائيل تعترض المساعدات الإنسانية
  • "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": انتهاكات إسرائيل ضد الأسرى الفلسطينيين يندى لها جبين الإنسانية