ما هي الكذبات الثلاث التي أطلقها بايدن منذ الحرب الإسرائيلية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
منذ اندلاع الجولة الأخيرة من القتال بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والجيش الإسرائيلي أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن (الذي يبلغ من العمر 80 عاما) 3 كذبات علنية، اتهم فيها المقاتلين الفلسطينيين بشكل مباشر في القيام بأعمال عنف وجرائم حرب ضد الإنسانية، فيما أعفي إسرائيل وجيشها من أي مسؤولية.
والسبت الماضي شنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس هجومًا مفاجئًا متعدد الجبهات على المستوطنات الإسرائيلية وأطلقت آلاف الصواريخ وأرسلت مقاتلين إلى المستوطنات عبر البر والجو والبحر، وقُتلت أكثر من 1300 إسرائيلي، وأسرت حوالي 130 شخصاً إلى غزة.
وردت قوات الاحتلال الإسرائيلية بشن وابل من الغارات الجوية على قطاع غزة هذا الأسبوع، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1350 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال.
الكذبة الأولي: قطع رؤوس الأطفال
وخلال خطاب متلفز ألقاه الأربعاء، ونقله الموقع الرسمي للبيت الأبيض زعم يدن أنه رأى صوراً لأطفال إسرائيليين مقطوعي الرأس على يد أعضاء حركة حماس.
وقال بايدن: "هناك لحظات في هذه الحياة يطلق فيها العنان للشر الخالص في هذا العالم. وما فعلته (حماس) هو تصرف شرير للغاية".
وأضاف: لم أكن أعتقد حقاً أنني سأرى صوراً لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال. لم أعتقد قط أن هذا سيحدث".
لكن البيت الأبيض نفى في وقت لاحق مزاعم بايدن مؤكدا أن الرئيس الأمريكي لم يرَ مثل هذه اللقطات.
أوضح مسؤول في البيت الأبيض لشبكة "بي بي سي" البريطانية أن بايدن لم يرَ في الواقع صوراً لأطفال مقطوعي الرأس، لكن تصريحاته كانت مبنية على "تقارير إعلامية واردة من إسرائيل".
الكذبة الثانية: ذبح الشباب واغتصاب النساء
بعد هجوم طوفان الأقصى المباغت الذي شنته الفصائل الفلسطينية، تم تداول مقاطع فيديو ترصد ظهور مقاتلي حماس وهم يعبرون بالطائرات الشراعية منطقة زراعية جنوبي إسرائيل كان يقام فيها حفل موسيقي، حضره الآلاف.
وفي تصريحات تم نفيها أيضا في وقت لاحق، قال بايدن " ذُبح شباب أثناء حضورهم مهرجانا موسيقيا للاحتفال بالسلام – للاحتفال بالسلام. اغتُصبت نساء واعتدي عليهن وتم الاستعراض بهن كجوائز تذكارية."
وحتى الخميس، لا يوجد دليل يشير إلى تعرض النساء للاغتصاب أو حتى الاستعراض بهن حسبما زعم بايدن.
اقرأ أيضاً
البيت الأبيض يتراجع: بايدن لم ير أي دليل على قطع حماس لرؤوس أطفال
ومن المعروف أن العديد من النساء الإسرائيليات قُتلن في هجوم طوفان الأقصى أو تم جلبهن إلى غزة كأسيرات حرب، لكن لم يتم بعد إثبات مزاعم الاغتصاب من قبل السلطات الإسرائيلية أو جماعات حقوق الإنسان المستقلة.
حتى الآن، تراجعت صحيفة واحدة على الأقل، وهي صحيفة لوس أنجلوس تايمز، عن هذا الادعاء، وأكدت أن مثل هذه التقارير التي تتهم مقاتلي حماس بالاغتصاب لم تثبت صحتها بعد
الكذبة الثالثة: قتل المدنيين عمدا
وفي التصريحات ذاته الثلاثاء، حاول بايدن الدفاع عن حملة القصف الإسرائيلية على غزة، مدعيا أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين والصحفيين.
وقال بايدن "كما ناقشنا كيف أن الديمقراطيات مثل إسرائيل والولايات المتحدة تكون أقوى وأكثر أمنا عندما نتصرف وفقا لسيادة القانون.. الإرهابيون يستهدفون المدنيين عمدًا ويقتلونهم. أما نحن فإننا نتمسك بقوانين الحرب – قانون الحرب. هذا مهم. هناك فرق".
وقد اعترضت الأمم المتحدة بالفعل على هذا الادعاء في أحدث موجة من أعمال العنف بعد قصف المباني السكنية والمدارس التي تديرها الأمم المتحدة والتي تستخدم كملاجئ للنازحين.
وقالت لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة الاثنين إن هناك بالفعل "أدلة واضحة على احتمال ارتكاب جرائم حرب" من قبل الجانبين.
بعد وقت قصير من هجوم مقاتلين حماس على إسرائيل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إنه أمر بفرض حصار كامل على غزة، متوعدا إياها بقطع الكهرباء والطعام والوقود.
ووصف جالانت الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية" وقال إنهم سيتصرفون وفقا لذلك.
خطأ استراتيجي فادح
واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني، أن بايدن يرتكب خطأ إستراتيجيا فادحا بتبنيه الكامل للسردية الإسرائيلية، بشأن الأحداث الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح العناني في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن بايدن يكرر مزاعم وادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن قتل المقاومة الفلسطينية في غزة للأطفال والرضع الإسرائيليين واغتصاب النساء، وهو أمر غير صحيح ولا يوجد أي دليل عليه إطلاقا.
ولفت إلى أن خطأ بايدن في هذا الصدد سينعكس سلبا على مصالح واشنطن بالمنطقة على المديين المتوسط والطويل، ولا يأخذ مصالحها الإستراتيجية في عين الاعتبار، معتبرا ما يكرره الرئيس الأمريكي مدفوع بمصالح انتخابية آنية.
ورأى أن الخطاب الأمريكي سيزيد من حجم الكراهية في الشارع العربي للولايات المتحدة ولصورتها بالمنطقة بعد محاولة تحسينها عقب غزو العراق، علاوة على أنه يزيد حجم الاحتقان وعدم الاستقرار بالمنطقة من خلال إمكانية توسع الصراع ودخول أطراف إقليمية.
وأضاف أن الخطاب الأمريكي يزيد من الضغوط على حلفاء واشنطن نتيجة ما يحدث في غزة، وقد تنفجر الأوضاع في هذه البلدان على غرار مصر والأردن، إضافة إلى منح روسيا والصين فرصة للاستثمار في الأزمة الحالية للحضور بالمنطقة مما يقلل من المكاسب الأمريكية.
اقرأ أيضاً
موقع أمريكي: هذا هو مصدر أكذوبة الأطفال الإسرائيليين مقطوعي الرؤوس التي روجها بايدن
المصدر | ميدل إيست آي-ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جو بايدن قطع رؤوس الأطفال طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
دور المدنيين في انتشال السودان من قبضة الحكم العسكري وتحقيق الحكم المدني
يرى كثيرون أن الدور المدني السوداني في ظل تأزم الأوضاع في البلاد، له أهمية كبرى، باعتباره الطريق الذي يؤسس إلى الحكم المدني والانتقال من مراحل القتال والحروب إلى تأسيس انتخابات حرة تشكل وجه مشرق للسودان الجديد، في ظل رفض قاطع لاستمرار الحكم العسكري في البلاد.
تقرير : حسن اسحق
يرى كثيرون أن الدور المدني السوداني في ظل تأزم الأوضاع في البلاد، له أهمية كبرى، باعتباره الطريق الذي يؤسس إلى الحكم المدني والانتقال من مراحل القتال والحروب إلى تأسيس انتخابات حرة تشكل وجه مشرق للسودان الجديد، في ظل رفض قاطع لاستمرار الحكم العسكري في البلاد.
أن تعدد المبادرات المدنية وحده لا يساهم في إيقاف الحرب، إلا إذا كانت هناك رؤية مشتركة واضحة بشأن انها القتال في السودان، اضافة الي دور البعد الخارجي الذي لا يخاطب مصالح الجماهيرية العريضة في تحقيق السلام والاستقرار، باعتباره عالما غير مساعد في أحيان كثيرة، وان وحدة القوى المدنية هي الطريق الحقيقي إلى تحقيق السلام.
النساء يقلن ارضا سلاح … تنافس مبادرات إيقاف الحرب
تقول اميرة عثمان من مبادرة لا لقهر النساء ان الحرب كانت عبئا علي نساء السودان، والنساء دائما يقلن ارضا سلاح، ان الراهن السياسي الحالي فيما يتعلق ببناء جبهة مدنية لإيقاف الحرب، في ظل تعدد المنابر، واختلاط القضايا قليلا، مشيرة إلى وجود 50 مبادرة، تطالب بتوحيد الجبهة المدنية لإيقاف الحرب، هناك تنافس من الجهات المتعددة، وكل جهة تريد أن تكون صاحبة المبادرة، والمسيطرة، وترى اميرة أن هذا في حد ذاته جزء من الخلل البنيوي، والتنظيمي للمبادرات المتعددة.
تقول إن مبادرة لا لقهر النساء واجهت العديد من المشاكل بسبب تعدد المبادرات والأجسام، ونسبة لتجارب سابقة، ويجب أن تكون هناك ضوابط محددة، ورؤية حاكمة للمبادرة لأي عمل مشترك، واي عمل مشترك يجب ان يعطي الأولوية لإيقاف الحرب، ومحاكمة ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب السوداني، سواء كانوا عسكر او مدنيين، مع ادانة طرفي الحرب، وكل الأعمال الوحشية، والحرب الدائرة الآن علي أجساد النساء، وهن يدفعن الثمن، في عمليات الاغتصاب، وتنتهك البيوت.
تضيف اميرة من يعنفون الضحايا، فشلوا من توفير الحماية للنساء من جيش وشرطة، ولا حتي الأسر، والعار ليس عار النساء، بل عار من خان، وباع، وتطالب ب ’’ نسونة ‘‘ الفضاء، حتي يتم تحقيق السلم والأمن الدوليين، ويجب وضع أسس التفاوض والسلام بمفهوم نسوي، وهن بطبعهن يجنحوا للسلم، وأي تفاوض يجب أن يكون فيه النظرة النسوية، ويجب أن لا يكون السلام اقتسام الثروة والسلطة للقتلة، وحافز بالنسبة لهم، والدول التي حدث بها نوع من التطور، هي التي سلمت السلطة للشعب.
اكدن اميرة أن التنسيق داخل التحالف او العمل المشترك، يجب ان يكون للجسم وليس للأشخاص، والفردانية داخل العمل المشترك، يجب ان لا تكون عالية، القوى المعارضة في الشكل العام متفقة، لكن عند الدخول الى التفاصيل يبدأ الخلاف، والجماهير لا تؤمن بأفراد، هي تريد برامج ومشاريع، ويجب دولة سودانية تحقق التنمية في الأقاليم، بدل الدولة المركزية القابضة.
الجبهة القومية الاسلامية تختطف الجيش .. وضع حد للحرب
بينما آدم الشريف عضو الحزب الشيوعي السوداني أن الجيش السوداني مختطف بواسطة اللجنة الامنية، الوجه العسكري للجبهة القومية الإسلامية، ثورة ديسمبر عميقة في مضامينها، ومحتواها، ولاول مرة عمت كل ارجاء السودان، في الريف والحضر، والبوادي، والمدن، بدءا من مدينة الدمازين واستمرت حتى سقوط رأس النظام في 19 أبريل 2019، والجيش والدعم السريع هما اللجنة الامنية لنظام الرئيس السابق عمر البشير.
اكد ادم ان حرب 15 أبريل 2023، هدفت إلى قتل ثورة ديسمبر المجيدة، وهي ليست حرب داخلية محضة، بل ذات أبعاد خارجية، اضافة الى الوكلاء الإقليميين، ليست لهم مصلحة في قيام نظام ديمقراطي في السودان، طرفا ليست لهما مصلحة في أي تحول ديمقراطي، والقصف الجوي للجيش السوداني دمر المئات من المنشآت، وقتل الاف الارواح، والحرب يجب ان تقيف، وتسترد الثورة.
اكد ادم ان الحزب الشيوعي اصدر مبادرة لإنهاء الحرب واسترداد الثورة، والقوى الثورية تستطيع استعادة المسار من أعداء الثورة، وتجدد كفاحها، والهدف من مبادرة الحزب الشيوعي السوداني، وضع حد للحرب، والحراك الجماهيري باعتباره الاساس لايقاف الحرب، واوضح ان التعويل علي العالم الخارجي لن يساهم في إيقاف الحرب، والحزب الشيوعي ليس ضد الخارج بصفة عامة، موضحا أن الخارج به منظمات تناهض استمرار الحرب، ويجب أن يكون عاملا مساعدا، وليس بديلا للنضال الجماهيري القاعدي.
وحدة الحركة الطلابية
يقول تاج الدين اسحق من الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، أن وحدة الحركة الطلابية في انتزاع اتحاداتها في الجامعات السودانية، كانت أولى لبنات الوحدة، وهم احدي فصائل ثورة ديسمبر، والشعب لن يلتف حول جسم إلا إذا كان يحقق مصالحه، مشيرا إلى أن الاتفاقيات السابقة، فشلت في تحقيق السلام في السودان، لأنها جاءت عبر اجندة خارجية ليبرالية، لا تخدم الجماهير في شئ، وكل هذه الاتفاقيات لم تساهم في إنهاء الة الحرب.
يضيف تاج الدين أن أي اتفاق للسلام يجب ان يخاطب قضايا العدالة، باعتباره مطلب جماهيري، ويلاحق المجرمين، ويقدموا للعدالة والمحاسبة، لن تكون هناك حروبات في السودان، وأن وحدة القوى المدنية يجب أن تقودها الاجسام الجماهيرية في الأرض، والشعب السوداني ليس مصلحة في استمرار الحرب، وايقافها يجب أن يكون بالشرعية الثورية، واستعادة دولاب العمل.
ishaghassan13@gmail.com