منذ اندلاع الجولة الأخيرة من القتال بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والجيش الإسرائيلي أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن (الذي يبلغ من العمر 80 عاما) 3 كذبات علنية، اتهم فيها المقاتلين الفلسطينيين بشكل مباشر في القيام بأعمال عنف وجرائم حرب ضد الإنسانية، فيما أعفي إسرائيل وجيشها من أي مسؤولية.

والسبت الماضي شنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس هجومًا مفاجئًا متعدد الجبهات على المستوطنات الإسرائيلية وأطلقت آلاف الصواريخ وأرسلت مقاتلين إلى المستوطنات عبر البر والجو والبحر، وقُتلت أكثر من 1300 إسرائيلي، وأسرت حوالي 130 شخصاً إلى غزة.

وردت قوات الاحتلال الإسرائيلية بشن وابل من الغارات الجوية على قطاع غزة هذا الأسبوع، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1350 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال.

الكذبة الأولي: قطع رؤوس الأطفال

وخلال خطاب متلفز ألقاه الأربعاء، ونقله الموقع الرسمي للبيت الأبيض زعم يدن أنه رأى صوراً لأطفال إسرائيليين مقطوعي الرأس على يد أعضاء حركة حماس.

وقال بايدن: "هناك لحظات في هذه الحياة يطلق فيها العنان للشر الخالص في هذا العالم. وما فعلته (حماس) هو تصرف شرير للغاية".

وأضاف: لم أكن أعتقد حقاً أنني سأرى صوراً لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال. لم أعتقد قط أن هذا سيحدث".

لكن البيت الأبيض نفى في وقت لاحق مزاعم بايدن مؤكدا أن الرئيس الأمريكي لم يرَ مثل هذه اللقطات.

أوضح مسؤول في البيت الأبيض لشبكة "بي بي سي" البريطانية أن بايدن لم يرَ في الواقع صوراً لأطفال مقطوعي الرأس، لكن تصريحاته كانت مبنية على "تقارير إعلامية واردة من إسرائيل".

 الكذبة الثانية: ذبح الشباب واغتصاب النساء

بعد هجوم طوفان الأقصى المباغت الذي شنته الفصائل الفلسطينية، تم تداول مقاطع فيديو ترصد ظهور مقاتلي حماس وهم يعبرون بالطائرات الشراعية منطقة زراعية جنوبي إسرائيل كان يقام فيها حفل موسيقي، حضره الآلاف.

 وفي تصريحات تم نفيها أيضا في وقت لاحق، قال بايدن " ذُبح شباب أثناء حضورهم مهرجانا موسيقيا للاحتفال بالسلام – للاحتفال بالسلام. اغتُصبت نساء واعتدي عليهن وتم الاستعراض بهن كجوائز تذكارية."

وحتى الخميس، لا يوجد دليل يشير إلى تعرض النساء للاغتصاب أو حتى الاستعراض بهن حسبما زعم بايدن.

اقرأ أيضاً

البيت الأبيض يتراجع: بايدن لم ير أي دليل على قطع حماس لرؤوس أطفال

ومن المعروف أن العديد من النساء الإسرائيليات قُتلن في هجوم طوفان الأقصى أو تم جلبهن إلى غزة كأسيرات حرب، لكن لم يتم بعد إثبات مزاعم الاغتصاب من قبل السلطات الإسرائيلية أو جماعات حقوق الإنسان المستقلة.

حتى الآن، تراجعت صحيفة واحدة على الأقل، وهي صحيفة لوس أنجلوس تايمز، عن هذا الادعاء، وأكدت أن مثل هذه التقارير التي تتهم مقاتلي حماس بالاغتصاب لم تثبت صحتها بعد

الكذبة الثالثة: قتل المدنيين عمدا

وفي التصريحات ذاته الثلاثاء، حاول بايدن الدفاع عن حملة القصف الإسرائيلية على غزة، مدعيا أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين والصحفيين.

وقال بايدن "كما ناقشنا كيف أن الديمقراطيات مثل إسرائيل والولايات المتحدة تكون أقوى وأكثر أمنا عندما نتصرف وفقا لسيادة القانون.. الإرهابيون يستهدفون المدنيين عمدًا ويقتلونهم. أما نحن فإننا نتمسك بقوانين الحرب – قانون الحرب. هذا مهم. هناك فرق".

وقد اعترضت الأمم المتحدة بالفعل على هذا الادعاء في أحدث موجة من أعمال العنف بعد قصف المباني السكنية والمدارس التي تديرها الأمم المتحدة والتي تستخدم كملاجئ للنازحين.

وقالت لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة الاثنين إن هناك بالفعل "أدلة واضحة على احتمال ارتكاب جرائم حرب" من قبل الجانبين.

بعد وقت قصير من هجوم مقاتلين حماس على إسرائيل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إنه أمر بفرض حصار كامل على غزة، متوعدا إياها بقطع الكهرباء والطعام والوقود.

ووصف جالانت الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية" وقال إنهم سيتصرفون وفقا لذلك.

خطأ استراتيجي فادح

واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني، أن بايدن يرتكب خطأ إستراتيجيا فادحا بتبنيه الكامل للسردية الإسرائيلية، بشأن الأحداث الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح العناني في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن بايدن يكرر مزاعم وادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن قتل المقاومة الفلسطينية في غزة للأطفال والرضع الإسرائيليين واغتصاب النساء، وهو أمر غير صحيح ولا يوجد أي دليل عليه إطلاقا.

ولفت إلى أن خطأ بايدن في هذا الصدد سينعكس سلبا على مصالح واشنطن بالمنطقة على المديين المتوسط والطويل، ولا يأخذ مصالحها الإستراتيجية في عين الاعتبار، معتبرا ما يكرره الرئيس الأمريكي مدفوع بمصالح انتخابية آنية.

ورأى أن الخطاب الأمريكي سيزيد من حجم الكراهية في الشارع العربي للولايات المتحدة ولصورتها بالمنطقة بعد محاولة تحسينها عقب غزو العراق، علاوة على أنه يزيد حجم الاحتقان وعدم الاستقرار بالمنطقة من خلال إمكانية توسع الصراع ودخول أطراف إقليمية.

وأضاف أن الخطاب الأمريكي يزيد من الضغوط على حلفاء واشنطن نتيجة ما يحدث في غزة، وقد تنفجر الأوضاع في هذه البلدان على غرار مصر والأردن، إضافة إلى منح روسيا والصين فرصة للاستثمار في الأزمة الحالية للحضور بالمنطقة مما يقلل من المكاسب الأمريكية.

اقرأ أيضاً

موقع أمريكي: هذا هو مصدر أكذوبة الأطفال الإسرائيليين مقطوعي الرؤوس التي روجها بايدن

 

المصدر | ميدل إيست آي-ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جو بايدن قطع رؤوس الأطفال طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

امراة في زمن الحرب تحسب كل “طلقة” عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم

امراة في زمن الحرب تحسب كل "طلقة" عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم (قراءة في تاسيس نيروبي: الاصولية العلمانية" بتاريخ 2 مارس 2025 م

يبدأ المقال بالانتقال من الحالة السرمدية "النخب و إدمان الفشل" الى حال الصفوي بعد الحرب "فالصفوي لزيم هاجس تشقق السودان بعد انفصال جنوبه عام 2011 م. فصارت كل صيحة مثل تلك التي في نيروبي عليهم. .و هذا الهاجس المخيم قريب من عبارة سودانية تقول إن كل زوجة مهجسة ما عاشت ب "طلقة" من زوجها"...في تعبير صارخ عن الاصولية الذكورية المتحكمة في مخيلة و افكار البعض....على المدي... و الابدية.. علمانياً كان أو غير علماني.

في زمن الثورة ..لم تخف النساء من الرصاص وصدقت من قالت " الطلقة ما بتكتل ...بكتل سكات الزول" فاسمعت وأوعت...و في زمن الحرب تعيش النساء تحت وطاة المعاناة و تحت هاجس "الطلقة" و التدوين ...و الاغتصاب و الزواج القسري... و النزوح و االجوء....لكنها في المقال ... تعيش تحت هاجس أخر...تجري به الامثال...و تسخر.

اختزل الكاتب كل وجود المرأة السودانية في الزواج و توجسها .ما عاشت- من طلقة من زوجها. نعلم أن الامثلة تُساق للدلالة على معان بليغة ...تحفز على المتابعة لمنهج و عبارات مثل "مدى تمسك شعوبنا (بمن فيهن النساء المتزوجات على ما اعتقد) ... و شوقها الدائم للحرية و الحياة العزيزة الكريمة". الا ان ما كتب في المقال يبرز تناقض الفكرة و المضمون من حيث الشكل و المعنى المقصود من احتدام هاجس الانفصال الذي يضطرم.. ومع مفارقة روح النص المكتوب للواقع بالاستشهاد بالعبارة السودانية التي اشار اليها.. و يصح عليها توصيف ..(.ضعف الطالب و المطلوب).

المقال و منذ أول فقرة يجرد القارئ الحصيف من أي رغبة في متابعة الغرض الذي تصدر المقال و هو استحقاق النقاش " إذ ان اجتماع نيروبي قد صدر عنه مع ذلك ما استحق أن يناقش في حد ذاته لإذكاء عادة الثقافة في سياستنا التي غلبت فيها عادة المعارضة. فتكاثرت التحالفات في بيئة المعارضة حد الإملال و تناسخت الوثائق عنها فلا جديد، أو هكذا خيل لنا".
ذكر الكاتب ان المقال هو بحث في احدى صفاته. هل لاحظ الدكتور عبد الله ضمن بحثه ان المشروع السياسي المشار اليه ضم اكثر من عشرين توقيعاً لم يكن من بينها اسم لأي امرأة سودانية؟ و هل يا تري من بين الذين عناهم المقال بضرورة النقاش حول ما استحق ضمن وثيقتي نيروبي، النساء اللاتي يعشن "مهجسات بطلقة". فيما أري أن الكاتب بحاجة لارجاع النظر في ما يحدث علي الساحة السودانية و ما يحدث في الفضاء السياسي و الاجتماعي و الإغلامي من واقع المشاركة المتميزة للنساء السودانيات في زمن الحرب، محلياً و اقليمياً و عالمياً.
قبل ان أجازف صباح اليوم و أقرأ الجزء الأول من التحذير للدكتور عبد الله علي ابراهيم...قرأت المقال الموجز لرندا عطية في سودانيز اون لاين بتاريخ الأول من مارس 2025 م "و يا زهرة أنا في خطر" ...مقال رائغ من السودان ... لامراة تكتب عن دورها كحافظة للتراث..و قائمة على بابه...و كيف تطوع أدواتها ل "عواسة الحلو مر"... العلامة المميزة لصناعة المرأة السودانية و اختراعها على مر العصور..و طبق الأصل... ذكرت لي لاجئة في احدي دول الجوار كيف انها وجدت ألة جديدة...تشبه ألة عواسة "الحلو مر" ..ملقاة على قارعة الطريق و كان الخظ قد عناها في يومها ذاك و اذا بها تتجلي و تتحدى كل الصعاب لتقوم بعمل "الحلو مر" رغما عن انف الحرب .. في بلد غريب لا يعرف نار الصاج و لا حكمة مشروعية علبة الصلصة .و عرفت ان العُرى في نسائنا ..اللاتي يمتهن الحياة. موثقة ...وان امشاجها في امتنا منذ الازل.
والثامن من مارس يتهادى الينا...نقرأ كل يوم عن فعاليات تذكر بالمرأة و نضالاتها...و" لو بايدي " كنت أرسلت دعوة لكل من عائستي (الأبريه) الى فعالية قاعة البرت هول في لندن يوم 8 مارس 2025 م لمشاركة الماجدات من امثال انجيلا ديفزالفعالية التاريخية... .يدعين للتلاقي سويا.. و .لترقي معها سلم المجد رقيا..و لتذيع الطهر في دنيا الجمال و تشيع النور في سود الليالي.

و ارجو ان لا يستحل الجزء الثاني من المقال...صمت فمي.... في الاشهر الحرم.

ايمان بلدو

eiman_hamza@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
  • إعلام عبري عن مصادر: إسرائيل تعطي حماس مهلة 10 أيام للإفراج عن المحتجزين وإلا فستجدد الحرب
  • امراة في زمن الحرب تحسب كل “طلقة” عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم
  • هل تستأنف إسرائيل الحرب؟ آمال معلقة على ويتكوف وصبر حتى يستلم زامير رئاسة الأركان
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • التعاون الإسلامي ترفض حظر إسرائيل لأونروا بمرافعة أمام محكمة العدل
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • هيئة البث: إسرائيل تطلب تمديد الاتفاق مع حماس 42 يوماً
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية