غزة في حطام.. صور مفزعة لعمليات التدمير الإسرائيلية
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
يتعرض قطاع غزة لقصف جوي متواصل منذ بدء الاشتباكات بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لتتحول أجزاء كبيرة من القطاع إلى دمار وحطام.
وأظهرت صور أقمار صناعية وخرائط كم الدمار الذي شهده قطاع غزة جراء الهجوم الجوي غير المسبوق في الحجم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب ما لا يقل عن 2000 موقع في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتظهر الصور الفوتوغرافية من غزة مشاهد مروعة، بما في ذلك مباني سكنية بأكملها تحولت إلى حفر في الأرض وآباء يبكون أطفالهم القتلى في المستشفيات المكتظة. كما تكشف الخرائط ومقاطع الفيديو الجوية وصور الأقمار الصناعية عن حجم الدمار الهائل.
وزعمت إسرائيل إن قصفها يستهدف مراكز تخزين الأسلحة والبنية التحتية التي يستخدمها أو يحتلها مقاتلو حماس، لكن تقارير الأمم المتحدة تفيد بأن ما لا يقل عن اثنتي عشرة منشأة صحية في القطاع قد تعرضت للقصف في الضربات.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي إنه تم قصف ما لا يقل عن 450 هدفا في حي الفرقان بمدينة غزة، إلى جانب 70 هدفا آخر في حي الدرج بمدينة غزة.
ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلية مقطع فيديو جويا يوم الأربعاء لغارة جوية على الجامعة الإسلامية في غزة، والتي قال إنها تستخدمها حماس لتطوير الأسلحة وتدريب المسلحين. كما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغريد مقطع فيديو لتفجيرات الجيش الإسرائيلي.
ولطالما زعمت إسرائيل بوضع حماس أسلحة ومقاتلين وسط السكان المدنيين في غزة، بما في ذلك المدارس والمرافق الطبية.
وأصدرت شركة تكنولوجيا الفضاء الأمريكية ماكسار يوم الثلاثاء صورا بالأقمار الصناعية تظهر مناطق بأكملها تحولت إلى أنقاض.
قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إن جميع المرضى الذين تعالجهم في عيادتها بمدينة غزة تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاما.
وقال أيمن الجروشة، نائب منسق مشروع منظمة أطباء بلا حدود في غزة: "هذا لأن غالبية المصابين في غزة هم من النساء والأطفال، لأنهم هم الذين يتواجدون في أغلب الأحيان في المنازل التي دمرتها الغارات الجوية".
وقال الصحفي الفلسطيني حسن جابر لشبكة سي بي إس نيوز إن العديد من سكان غزة لم يتمكنوا من الهروب من القصف. وقال "لا يوجد مكان آمن في غزة"، مضيفا أن العديد من الفلسطينيين لا يستطيعون الوصول إلى الملاجئ وقد يواجه البعض المجاعة في غضون أيام.
وقال عمر غريب، أحد سكان غزة، لشبكة سي بي إس نيوز عبر الهاتف: "لا توجد ملاجئ أو مخابئ أو طرق آمنة أو مناطق آمنة في غزة".
وقال غريب: "نحن عائلة مكونة من خمسة أشخاص، وقد تطورت هذه الأحداث المؤسفة بسرعة كبيرة... لم يكن لدينا الوقت الكافي لتخزين ما يكفي من الغذاء والدواء والمياه". "لدينا ثلاث إلى أربع ساعات من الكهرباء كل 24 ساعة."
وقدرت الأمم المتحدة في وقت مبكر من يوم الخميس أن حوالي 338,000 من سكان غزة قد نزحوا بسبب الصراع منذ يوم السبت، مما خلق أزمة إنسانية.
لكن المساجد والمستشفيات ومنظمات الإغاثة الدولية تعرضت للقصف أيضًا. وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن 13 منشأة للرعاية الصحية تأثرت بالضربات. وقتل تسعة من موظفي الأمم المتحدة في الضربات.
هل ستهاجم إسرائيل لبنان؟
على صعيد آخر، كشفت تقارير أن إسرائيل أرسلت قوات إلى الجبهة الشمالية وسط مخاوف من قيامها بهجوم على لبنان، في ظل التصعيد مع حزب الله اللبناني، المقرب من إيران.
وتبين التقارير أن إسرائيل ربما تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، من أجل شن هجوم على لبنان، في ظل تبادل الصواريخ والاشتباكات بينها وبين حزب الله اللبناني، بحسب ما نشرت شبكة “بي بي سي” البريطانية.
وخلال الأيام الأخيرة، وقعت العديد من حوادث تبادل الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، وقتل خلالها ٣ جنود إسرائيليين على يد مسلحين تسللوا من داخل لبنان.
كما قتل ثلاثة من عناصر حزب الله اللبناني بعدما هاجمت إسرائيل مواقع داخل لبنان ردا على إطلاق صواريخ.
وكشفت الإذاعة البريطانية أن من بين الـ 300 ألف جندي الذين حشدتهم إسرائيل في الوقت الحالي، تم إرسال المزيد من التعزيزات إلى الحدود الشمالية.
ولفتت الشبكة أنه من بين كل أسرة إسرائيلية هناك شخص تم حشده للجيش بينما يتولى الآخرين توفير الإمدادات بالطعام والمستلزمات الطبية وغيرها إليهم، ويرجع هذا الحشد الكبير وسط مخاوف بقيام إسرائيل بهجوم داخل لبنان أيضا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قصف غزة قطاع غزة حصار غزة حماس إسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تواجه مستقبلا هشا في ظل التخلي عن أوكرانيا
لم تكن مقولة هنري كيسنجر الشهيرة: "قد يكون من الخطر أن تكون عدوا لأمريكا، لكن أن تكون صديقا لها قد يكون قاتلا" أكثر دقة مما هي عليه اليوم، مع استمرار الولايات المتحدة في إعادة رسم دورها كقوة عالمية، وأصبحت تحالفاتها، التي كانت تُعدّ في الماضي ثابتة لا تتغير، أكثر هشاشة من أي وقت مضى، ويبدو هذا واضحا في المسارات المتباينة لحليفين رئيسيين: إسرائيل وأوكرانيا.
والفارق بينهما، أن إسرائيل تمتعت على مدار عقود، بدعم ثابت من الحزبين في واشنطن، مستفيدة ومعززة بنفوذ قوي لجماعات الضغط، أما أوكرانيا، فقد اعتمدت على تحالفات جيوسياسية عابرة للحصول على الدعم.
لكن مع تغيّر السياسة الأمريكية، بدأ الموقع المميز الذي تمتعت به إسرائيل يتقلص، فهناك مواجهة متزايدة بين الأجيال، وإحباط أخلاقي بين الشباب الأمريكي، إلى جانب شبح التخلي عنها كما حدث مع أوكرانيا، وكل ذلك يهدد بتفكيك هذا التحالف التاريخي (بين إسرائيل والولايات المتحدة).
ورغم أن إسرائيل تمتعت بنفوذ غير مسبوق في واشنطن، بفضل لجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية (AIPAC) وجماعات الضغط الصهيونية ذات التأثير العميق، وقد ضمنت هذه القوى مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية السنوية، فضلا عن الحماية الدبلوماسية في الأمم المتحدة، حيث تم تقديم دعم إسرائيل باعتباره واجبا أخلاقيا وضرورة استراتيجية، إلا أن هذا النفوذ لم يكن قائما فقط على قوة هذه الجماعات، بل أيضا على العلاقة التكافلية بين الأقلية اليهودية خاصة الشباب اليهود الأمريكي، الذين رأوا في إسرائيل ملاذا ثقافيا، تأثرا بصدمة "المحرقة" وسياق الحرب الباردة في شرق أوسط مضطرب، وهو ما لم تمتلكه أوكرانيا، وجعل التغيرات في السياسة الأمريكية أكثر تأثيرا عليها.
تتداعى بشدة هذه القاعدة الداعمة الأولى لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، وتتراجع شعبيتها، خاصة بين الشباب التقدميين الأمريكيين، الذين يرون فيها دولة فصل عنصري أكثر من كونها ديمقراطية حليفة
بدأت تتداعى بشدة هذه القاعدة الداعمة الأولى لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، وتتراجع شعبيتها، خاصة بين الشباب التقدميين الأمريكيين، الذين يرون فيها دولة فصل عنصري أكثر من كونها ديمقراطية حليفة.
جيل جديد.. وقناعة مختلفة
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا رئيسيا في تغيير الرأي العام وتراجع شعبية إسرائيل، حيث لم يعد الشباب الأمريكي يعتمد على الروايات التقليدية التي قدمتها وسائل الإعلام الكبرى.
فبينما رأى الجيل الأكبر سنا المتأثر بوسائل الإعلام التقليدية وغيرها من وسائل التأثير، إسرائيل كحليف ديمقراطي، يرى الجيل الجديد مشاهد الدمار في غزة: (مستشفيات مقصوفة، عائلات مفجوعة، وأطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض)، دولة فصل عنصري.
واليهود الأمريكيون، الذين كانوا في السابق من أشد المدافعين عن إسرائيل، باتوا اليوم في وضع مختلفة، وبعضهم تصدر مقدمة من يوجهون لها الانتقادات.
فظهرت منظمات مثل الصوت اليهودي من أجل السلام، التي تقود احتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتدعو إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والمطالبة بسحب الاستثمارات منها، ورغم أن هذه الحركات لا تزال تنمو، فإن تأثيرها يتزايد مع مرور الوقت.
وكشف استطلاع أجراه مركز "بيو" عام 2023 أن 52 في المئة من اليهود الأمريكيين تحت سن الأربعين يرون أن إسرائيل تمارس الفصل العنصري، مما يعد تحول في مجتمع تربى على فكرة أن إسرائيل هي "الملاذ الآمن" لليهود.
قيادة نتنياهو.. تعميق الشرخ
وفي الوقت نفسه، تبدو القيادة الإسرائيلية منفصلة عن هذا الواقع الجديد، فحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، إلى جانب إصلاحاته القضائية التي تقوض الديمقراطية، ورفضه انتقادات اليهود الأمريكيين -قائلا إنهم "لا يفهمون احتياجاتنا الأمنية"- أدت إلى نفور الحلفاء الليبراليين داخل الولايات المتحدة.
كما أن قانون الدولة القومية، الذي يكرّس التفوق اليهودي، والتوسع الاستيطاني المستمر، ساهما في توسيع الهوة بين إسرائيل والشباب الأمريكي وخاصة اليهودي، حيث لم يعد الخلاف مجرد نقاش سياسي، بل تحول إلى صراع هوياتي.
وقد تفجر هذا الصدام خلال حرب غزة عام 2021، ففي حين صورت وسائل الإعلام الإسرائيلية القصف على غزة كدفاع عن النفس، ملأ الأمريكيون وسائل التواصل الاجتماعي بصور الضحايا الفلسطينيين، والأمر نفسه تكرر خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وأصبح رد الفعل العكسي لاذعا، فقد اتهم المسؤولون الإسرائيليون اليهود الأمريكيين بــ"عدم الولاء"، في حين وصفت شخصيات مثل ستيف بانون -المستشار السابق لدونالد ترامب- اليهود التقدميين بأنهم "أسوأ أعداء إسرائيل".
ومع تزايد الانتقادات الدولية، لم تعد إسرائيل تُوصف فقط بأنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، بل أصبحت تواجه اتهامات مباشرة بممارسة الفصل العنصري والإبادة الجماعية، ليس فقط من قبل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، بل حتى من منظمة بتسيلم الإسرائيلية نفسها.
كما تحقق المحكمة الجنائية الدولية (ICC) في جرائم حرب محتملة في غزة، بينما تكتسب حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) زخما في الجامعات الأمريكية والعالمية.
أما بالنسبة للشباب الأمريكي، فقد بدأ في إعادة تقييم علاقة بلاده بإسرائيل، حيث أظهر استطلاع عام 2022 أن 25 في المائة من اليهود الأمريكيين تحت سن 35 يعارضون فكرة إسرائيل كدولة يهودية حصرية، وهو موقف كان يُعد مستحيلا قبل سنوات قليلة.
درس أوكرانيا: التحالفات ليست أبدية
لكن التحذير الأكثر خطورة يأتي من التجربة الأوكرانية، فقد تلقت كييف في البداية دعما عسكريا أمريكيا هائلا، لكن مع تراجع الاهتمام الأمريكي، وجدت نفسها تتوسل للحصول على أنظمة دفاع جوي من أوروبا، بعدما فقدت دعم الحزب الجمهوري في الكونغرس.
وبينما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نجما ويُحتفى به في الكونغرس، أصبح الآن مثالا على هشاشة التحالفات القائمة على المصالح العابرة، التي تتبخر عندما تتغير الأولويات، وإسرائيل ليست بمنأى عن هذا المصير.
ورغم أن ترامب منح نتنياهو مكاسب كبيرة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلا أن دعمه لإسرائيل كان دائما مشروطا بالمصلحة، وقد يجد نتنياهو نفسه في مواجهة واقع جديد، لا تعد فيه إسرائيل أولوية أمريكية، خاصة مع سياسة "أمريكا أولا" وحركة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى (MAGA)".
التشابه مع أوكرانيا أكثر وضوحا، فكما جفّت المساعدات عن كييف مع تغيّر الأولويات الأمريكية، قد تجد إسرائيل نفسها خارج الحسابات إذا تزايد ضغط الشباب الأمريكي على صناع القرار، ومن ثم الدعم الرسمي من واشنطن
مفترق طرق خطير
اليوم، تجد الدولة المحتلة نفسها أمام مفترق طرق مصيري، لا تزال تمتلك آلة ضغط سياسية قوية، لكنها تفقد رأسمالها الأخلاقي بسرعة، فاليهود الأمريكيون، الذين كانوا يوما ما أقوى داعميها وحلفاء راسخين، لم يعودوا مستعدين لتقديم الولاء غير المشروط، ويتخلون بشكل متزايد عن التضامن العرقي.
كما أن تصاعد النزعة القومية داخل الولايات المتحدة زاد من الضغط على إسرائيل، حيث بات الشباب اليهودي الأمريكي يركز على قضايا العدالة الاجتماعية، وتغير المناخ، وعدم المساواة، بدلا من الدفاع عن سياسات إسرائيل العدوانية.
هل تصبح إسرائيل حليفا منسيا؟
التشابه مع أوكرانيا أكثر وضوحا، فكما جفّت المساعدات عن كييف مع تغيّر الأولويات الأمريكية، قد تجد إسرائيل نفسها خارج الحسابات إذا تزايد ضغط الشباب الأمريكي على صناع القرار، ومن ثم الدعم الرسمي من واشنطن.
وبالنظر إلى المسار الحالي لإسرائيل، ليس من المستبعد أن تنضم إسرائيل إلى قائمة الحلفاء الذين تخلّت عنهم أمريكا، تماما كما حذّر كيسنجر قبل عقود، وكما تجسد اليوم مأساة أوكرانيا اليوم.
(ترجمة من الإنجليزية عن ميدل إيست مونيتور)