اتهامات لإسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض في غزة ولبنان
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الجمعة، إسرائيل باستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، قائلة إن استخدام مثل هذه الأسلحة يعرض المدنيين لخطر الإصابة الخطيرة وطويلة الأمد.
وردًا على طلب للتعليق على هذه المزاعم، قال الجيش الإسرائيلي إنه “ليس لديه علم حاليا باستخدام أسلحة تحتوي على الفسفور الأبيض في غزة”، ولم تقدم تعليقًا على مزاعم منظمة حقوق الإنسان بشأن استخدامها في لبنان.
وتقصف إسرائيل قطاع غزة ردًا على هجوم حماس على بلدات جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1300 شخص هذا الأسبوع، وقتل ما لا يقل عن 1500 فلسطيني.
التحقيق من مقاطع الفيديو
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها تحققت من مقاطع الفيديو التي تم التقاطها في لبنان في 10 أكتوبر وغزة في 11 أكتوبر، والتي تظهر "انفجارات جوية متعددة للفسفور الأبيض المدفعي فوق ميناء مدينة غزة وموقعين ريفيين على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".
وقدمت روابط لمقطعي فيديو منشورين على وسائل التواصل الاجتماعي قالت إنهما يظهران "استخدام مقذوفات مدفعية من الفسفور الأبيض عيار 155 ملم، على ما يبدو كستار من الدخان أو وضع علامات أو إشارات".
وأضافت أن كلا الفيلمين يعرضان مشاهد بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ولم توفر المجموعة روابط لمقاطع فيديو تظهر استخدامها المزعوم في غزة.
وبثت القنوات التلفزيونية الفلسطينية مقطع فيديو في الأيام الأخيرة يظهر أعمدة رقيقة من الدخان الأبيض تصطف في سماء غزة وتقول إنها ناجمة عن مثل هذه الذخائر.
وقال الجيش الإسرائيلي في عام 2013 إنه سيتخلص تدريجيًا من ذخائر دخان الفسفور الأبيض التي استخدمت خلال هجومه على غزة عامي 2008 و2009، والذي أثار اتهامات بارتكاب جرائم حرب من مختلف جماعات حقوق الإنسان.
ولم يذكر الجيش في ذلك الوقت ما إذا كان سيراجع أيضًا استخدام الفسفور الأبيض كسلاح، المصمم لحرق مواقع العدو، حيث أنه لم يمكن استخدام ذخائر الفسفور الأبيض بشكل قانوني في ساحات القتال لصنع ستائر من الدخان أو توليد الإضاءة أو تحديد الأهداف أو حرق المخابئ والمباني.
ويعتبر الفسفور الأبيض سلاحًا حارقًا بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام أسلحة تقليدية معينة، ويحظر البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف العسكرية الواقعة بين المدنيين، رغم أن إسرائيل لم توقع عليه وغير ملزمة به.
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: الفسفور الأبیض فی غزة
إقرأ أيضاً:
لالزام إسرائيل بالتعويض عن أضرار الفوسفور
كتبت" النهار": في تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش في حزيران الماضي تحت عنوان "استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض يهدد المدنيين" أكدت المنظمة أنها تحققت من استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفوسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ تشرين الأول 2023. وشملت هذه الاستخدامات خمس بلدات، حيث استخدمت الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة".
التقرير يؤكد استخدام إسرائيل مادة الفوسفور الأبيض، التي تركت آثاراً كارثية على "البشر والحجر". فما أبرز تداعياتها على القطاعين الزراعي والبيئي؟
في حديث خاص مع وزير الزراعة عباس الحاج حسن لـ "النهار"، تناول الأضرار الناجمة عن استخدام الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية منذ تشرين الأول الماضي. وأوضح الحاج حسن أن الهدف الأساسي من استخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً كان تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغابات بدءاً من منطقة اللبونة وحتى شبعا.
وأشار الحاج حسن إلى أن القصف أدى إلى حرق حوالي 65 ألف شجرة زيتون، فضلاً عن إلحاق أضرار جسيمة بالمناطق الحرجية والمساحات الخضراء. وأوضح أن الأضرار المباشرة تشمل فقدان الإنتاج الزراعي في المدى القريب، بينما تمتد الأضرار غير المباشرة لتشمل تلوّث المياه السطحية والجوفية، مما يهدد الأمن الغذائي ويعوق عمليات الاستصلاح الزراعي لسنوات.
وشدد الوزير على أن وزارة الزراعة تعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية، مثل برنامج الأغذية العالمي (WFP) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، إضافة إلى الهيئات البحثية المحلية والدولية لتقييم الأضرار الناتجة عن استخدام الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية. وأوضح أن فرق العمل تجمع عينات لتحليلها في مختبرات معتمدة دوليا، بهدف بناء ملف علمي لإثبات حجم الكارثة والمطالبة بالتعويضات وفقاً للقانون الدولي.
وفي ما يتعلق بحالة الضياع التي يعيشها السكان والمزارعون بشأن صلاحية محاصيلهم دعا الحاج حسن جميع المزارعين إلى التعاون مع وزارة الزراعة والهيئات البحثية المختصة لإجراء عملية سحب عينات من أراضيهم. وأكد الوزير أهمية هذه الخطوة للتأكد من مدى تأثير الفوسفور الأبيض، موضحاً أن هناك العديد من الأقاويل والنظريات العلمية المتباينة حول تأثير هذه المادة. وأشار إلى أن الهدف من إجراء الفحوص اللازمة هو تحديد مدى الأضرار وتأثيرها على التربة والمحاصيل الزراعية.
وختم الوزير بالقول: "يجب أن تتحمل إسرائيل مسؤولية هذا الضرر وأن تدفع ثمنه في المحافل الدولية مع إلزامها بتعويض لبنان بشكل كامل عن الأضرار التي لحقت بالأراضي والزراعة والبنى التحتية."