رأى معهد أمريكي أنه على الولايات المتحدة لـ"تقييد خيارات إيران وتفادي اتساع نطاق الأزمة الناجمة عن الصراع بين حماس وإسرائيل"، توجيه تحذير مباشر للنظام السوري لكبح جماح المليشيات المدعومة من إيران على حدود الجولان المحتل، مرجحا أن يستجيب النظام السوري لهذا التحذير مقابل أموال من الخليج.

ونشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مقالا للباحث أندرو جيه.

تابلر، المدير السابق لشؤون سوريا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، لتحليل إمكانية ظهور جبهة جديدة مدعومة من إيران خلال الحرب في غزة، في إشارة إلى الجبهة السورية.

ورأى تابر أن "انتشار المليشيات التي ترعاها إيران والقوات السورية فضلاً عن شن هجمات جديدة في الجولان" يؤدي "إلى إحداث إرباكات أمنية مقلقة في الوقت الذي تتعامل فيه إسرائيل مع الأزمة على جبهتها الجنوبية"، أي غزة.

وأشار إلى أنه في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، أطلقت قوات مجهولة الهوية قذائف هاون من سوريا نحو مرتفعات الجولان، "مما استدعى رداً فورياً من الجانب الإسرائيلي الذي أطلق نيران المدفعية وقذائف الهاون على نقطة الإطلاق"، رغم أن الحدود "هادئة عادةً".

وبينما يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول إلى غزة، "تزداد التوقعات بأن القوات الأخرى المدعومة من إيران مثل "حزب الله" قد تفتح جبهاتٍ أخرى في الحرب، وهو السيناريو الذي دفع الرئيس الأمريكي بايدن إلى إصدار تحذير عام إلى أي جهة قد تفكر في استغلال هذا الوضع".

وأضاف: "نظراً إلى التقارير الحديثة عن إرسال المليشيات السورية المدعومة من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني مقاتلين إلى منطقة القنيطرة المجاورة للجولان، يجب أن تتوقع واشنطن تصعيداً محتملاً من الجانب السوري على إثر أحداث 10 تشرين الأول/ أكتوبر، وأن تتخذ الإجراءات المناسبة للحد من الخيارات المتاحة أمام إيران في هذا السياق".

وقال: "تشير التقارير مفتوحة المصدر إلى أنه تم إطلاق (القذائف) من موقع للمليشيات الإيرانية بالقرب من منطقة البكار في ريف درعا الغربي".

وقبل ذلك بأيام "أفادت مصادر محلية بانتقال قوات نظام الأسد والمليشيات الموالية لإيران من شمال وشمال شرق سوريا إلى الجولان". وشمل ذلك وصول قادة وأعضاء من مواقع عسكرية في درعا والقنيطرة، مزوّدين بطائرات بدون طيار وبصواريخ "فجر" الإيرانية وبأسلحة متطورة أخرى. كما أشارت تقارير أخرى إلى أن وحدة "الرضوان" النخبوية في "حزب الله" والمتخصصة في عمليات التسلل إلى إسرائيل قد انتشرت بالقرب من الحدود إلى جانب وحدات الجيش السوري. كما نقل الحرس الثوري الإيراني نحو خمسين من عناصر المليشيات من مدينة البوكمال الواقعة بالقرب من الحدود العراقية إلى دمشق، وقد تدرب جميعهم على استخدام الصواريخ المضادة للطائرات وصواريخ الكاتيوشا وغيرها من الصواريخ المحمولة على الكتف.

ووفقاً لبعض التقارير نشرت إيران أيضاً وحدة عسكرية من "لواء القدس" المرتبط بنظام الأسد على الحدود مع إسرائيل، فضلاً عن تعزيزات مجهزة بأنظمة صاروخية وأجهزة تشويش/ مراقبة وطائرات بدون طيار.

وتحدث تابر عن أن "المليشيات الإيرانية تحاول إيجاد طرق مختلفة لنقل عناصرها من العراق إلى سوريا أو داخل الأراضي السورية دون أن يتعرضوا لغارات جوية إسرائيلية. وفي 9 تشرين الأول/ أكتوبر، تم استهداف قافلةً مدعومةً من إيران في مدينة البوكمال على يد طائرة مجهولة، يرجّح أنها إسرائيلية".

وأوضح أنه "لتقييد خيارات إيران وتفادي اتساع نطاق الأزمة الناجمة عن الصراع بين حماس وإسرائيل، يتعين على واشنطن أن توجّه تحذيراً مباشراً إلى الرئيس بشار الأسد بعدم دخول الحرب وكبح جماح المليشيات المدعومة من إيران على طول حدود الجولان، مرددةً بذلك تحذيرات سابقة، والتي وفقاً لبعض التقارير نقلتها الإمارات العربية المتحدة له بناءً على طلب واشنطن. وفي الوقت نفسه، على المسؤولين الأمريكيين أن يراقبوا عن كثب التصعيد الجديد للنظام في إدلب".

ورأى أنه "من المرجح أن يستغل النظام وساطة أبو ظبي في الأزمة الحالية للمطالبة بالمزيد من الأموال المسبقة من دول الخليج العربي، التي دفعت هذه الأموال في وقتٍ سابقٍ من هذا العام من خلال إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتطبيع العلاقات معها دون الحصول على أي شيء في المقابل". لكنه شدد على أنه "لا ينبغي تخفيف العقوبات على سوريا بأي شكلٍ من الأشكال دون الحصول على دليل واضح على أن الأسد يقيّد الخيارات المتاحة أمام إيران في مواجهة إسرائيل والأردن وغيرهما من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران حماس الجولان سوريا إسرائيل إيران سوريا إسرائيل حماس الجولان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المدعومة من من إیران

إقرأ أيضاً:

طبيب أمريكي: غزة تحولت إلى “هيروشيما جديدة” تحت أنظار العالم الصامت

الثورة / متابعات

بين الركام والجو

في رسالة صادمة نشرتها مجلة “نيويوركر”، روى طبيب الطوارئ الأمريكي كلايتون دالتون شهادته المباشرة عن الأوضاع في قطاع غزة، بعد زيارته ضمن بعثة طبية.

وصف دالتون غزة بأنها تشبه “هيروشيما بعد القنبلة النووية”، مشددًا على أن الدمار لم يترك حجرًا على حجر، وأن القطاع الصحي دُمّر بشكل شبه كامل نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات بشكل ممنهج.

تدمير ممنهج

خلال جولته الميدانية، شاهد دالتون مستشفيات مدمرة بالكامل مثل مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي. أوضح أن الهجمات الإسرائيلية لم تستثنِ حتى وحدات العناية المركزة أو أقسام الأطفال حديثي الولادة.

من المشاهد المؤثرة التي وثقها الطبيب، الأمريكي كانت عمليات بتر الأطراف تتم بدون مسكنات، والرضع يُعالجون دون توفر أجهزة قياس السكر البسيطة. ووفق إفادات العاملين في الطواقم الطبية، فإن القناصة الإسرائيليين استهدفوا الأطباء أنفسهم أثناء محاولتهم إنقاذ الجرحى.

وأضاف دالتون أن أكثر من 60 ألف شخص أجريت لهم عمليات تثبيت خارجي للعظام في غزة، كثير منهم سيضطر للانتظار لسنوات لإجراء جراحات تصحيحية، إذا كُتب لهم البقاء أصلًا.

أمل لا يموت

أكد دالتون أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية متفاقمة، مع ارتفاع أعداد الشهداء إلى أكثر من 55 ألفًا. الأحياء السكنية تحولت إلى خرائب، والطرقات أصبحت مقابر جماعية.

ورغم توقيع اتفاقات وقف إطلاق نار مؤقتة، إلا أن الهجمات الإسرائيلية عادت لتضرب خان يونس وغزة مجددًا، لتعيد شلال الدماء وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية.

ومع كل هذا، كان المشهد الأكثر تأثيرًا بالنسبة للطبيب الأمريكي مشاهد الأطفال يلعبون بين الأنقاض، وابتسامات سكان غزة الذين يتمسكون بالحياة رغم الفظائع.

يروي دالتون كيف حمل صبي فلسطيني ذراعيه وراح يتأرجح ضاحكًا بين أنقاض مدرسة مهجورة، وكأنما يصر على إعلان الحياة وسط الموت.

يختم دالتون رسالته بتساؤل موجع: “كيف يسمح العالم بحدوث ذلك؟”ويرى أن إعادة بناء غزة قد يستغرق عقودًا طويلة، لكن جراح الروح والجسد قد لا تندمل أبدًا. منوها إلى أنه وبينما تتساقط القنابل، يظل أبناء غزة يرفعون راية الأمل في وجه عالم أصمّ وأبكم عن معاناتهم.

مقالات مشابهة

  • تغلغل جهادي.. معهد أمريكي يثير المخاوف من نشر التطرف القطري
  • الجيش اللبناني يحبط عملية تهريب 27 سوريا عبر البحر
  • الجيش يحبط عملية تهريب 27 سورياً عبر البحر.. وهذا ما ضبطه في مناطق مختلفة!
  • الجيش الأردني يتصدى لمحاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا
  • طبيب أمريكي: غزة تحولت إلى “هيروشيما جديدة” تحت أنظار العالم الصامت
  • نائب إطاري:ثلاثة عوامل رئيسة تمنع إعادة فتح الحدود مع سوريا
  • مسؤول أمريكي: إحراز تقدم في المفاوضات مع إيران بعُمان
  • الطبيب السوري المغترب عبيدة عزيزي لـ سانا: حملة شفاء صلة وصل بين الأطباء المقيمين ‏في سوريا والمغتربين
  • حماس تبث عملية إنقاذ رهينة إسرائيلي عقب قصف في غزة
  • الهرمل تشتعل | والجيش اللبناني يتدخل لوقف توتر الحدود مع سوريا .. تفاصيل