كشف أنور الغربي مدير مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، النقاب عن مساعي تبذلها اللوبيات الموالية لإسرائيل للتأثير على الموقف السويسري الرسمي الذي قال بأنه ظل متوازنا إزاء حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وذلك من أجل تصفية القضية الفلسطينية من مدخل إدانة فصائلها المقاومة بـ "الإرهاب".

وأوضح الغربي في حديث خاص مع "عربي21"، أن هذه المساعي التي قال بأنها "تسعى لاستثمار التصعيد الخطير الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة والتضامن الدولي تحت البروباغندا الإسرائيلية مع الاحتلال، تواجه صعوبات كبيرة من عدد من القوى السياسية والبرلمانية ومنظمات المجتمع المدني في سويسرا".



وأضاف: "ما ينفذه الاحتلال الإسرائيلي اليوم في قطاع غزة هو جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وينتهك كل القوانين الدولية المتصلة بحقوق الإنسان.. فقطع الكهرباء والماء على نحو 2.2 مليون ساكن هو عقاب جماعي ترفضه كل القوانين الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، ومكانة سويسرا ومواقفها في حماية حقوق الإنسان لا تسمح لها بالانحياز إلى طرف دون آخر، لا سيما وفلسطين تعيش حربا بكل المقاييس".

وأشار الغربي إلى أن "انخراط سويسرا واصطفافها إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وبعض الدول الغربية الموالية له، والتي اتخذت مواقف عدائية ضد الشعب الفلسطيني وقواه السياسية، لا يخدم لا السلام المطلوب في الشرق الأوسط ولا دور سويسرا الدولي في ترسيخ قيم احترام حقوق الإنسان في العالم، لا سيما وأن سويسرا هي راعية اتفاقيات جينيف والضامنة لتنفيذها، وهذا ما تنتهكه إسرائيل بشكل يومي".

وأضاف: "لا شك أن التطورات الميدانية الجارية على الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تحتم على المجتمع الدولي وعلى قواه الحية، وفي مقدمتهم سويسرا، القيام بدور فاعل وحاسم في حفظ حقوق المدنيين ومنع الذهاب إلى حرب طويلة ستكون نتائجها كارثية على الأوضاع الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط".

وحذّر الغربي من أن "الدعم الغربي عامة لإسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين لن يمر دون حساب في المحاكم الدولية ذات الصلة باحترام القوانين الدولية".

وقال: "ستظل سويسرا واحدة من الدول الأقرب إلى احترام حقوق الإنسان، وسنعمل بالشراكة مع أنصار العدالة وحقوق الإنسان في سويسرا خاصة من أجل أن تلعب سويسرا دورا رئيسيا في حماية العدالة الدولية وعدم الانخراط في دعم عمليات عسكرية إسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، مما يرقى إلى جرائم حرب إن لم يكن كذلك"، وفق تعبيره.

هذا وأكدت منظمة العفو الدولية أن الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تقصف غزة مجهزة بقذائف الفوسفور الأبيض.

وعبر حسابها على "فيسبوك" الجمعة، قالت المنظمة "لقد تحقق مختبر أدلة الأزمات لدينا من أن الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تضرب غزة مجهزة بقذائف مدفعية من الفسفور الأبيض".

وأضافت: "إننا نجري تحقيقًا في ما يبدو أنه استخدام للفسفور الأبيض في غزة، بما في ذلك في غارة وقعت بالقرب من فندق على الشاطئ في المدينة".

ولفتت المنظمة إلى أن "الفسفور الأبيض هو مادة حارقة تستخدم في الغالب لإنشاء حاجز دخان كثيف أو تحديد الأهداف. وهو يحترق في درجات حرارة عالية جدًا عند تعرضه للهواء ويمكن أن يستمر في الاحتراق داخل اللحم. كما يسبب ألمًا مروعًا وإصابات تغير الحياة ولا يمكن إخماده بالماء".

وأضافت "لذلك لا يجوز أبدًا استخدام الفسفور الأبيض في المناطق المدنية. وتعتبر غزة إحدى أشد المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم".

وتابعت "بينما نواصل التحقيق عن كثب في هذه الحالات المقلقة للغاية، نحث إسرائيل على احترام القانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات، والحرص على تجنيب المدنيين".

والخميس، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إنها تحققت من استخدام إسرائيل قنابل فسفورية في قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية.

وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

ويواصل الجيش الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي قصف المدنيين في قطاع غزة موقعا آلاف القتلى والجرحى، فضلا عن تدمير الأبراج والمباني السكنية والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية والتسبب بنزوح جماعي.

وبموازاة ذلك، قامت إسرائيل بقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن غزة، في خطوة لاقت استنكارا واسعا.

إقرأ أيضا: بوتين يرفض حصار غزة ويؤكد حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الموقف الفلسطيني غزة سويسرا حرب فلسطين غزة سويسرا حرب موقف سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

سلام ترأس اجتماعا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية

تراس رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بعد ظهر اليوم اجتماعا في السرايا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الاولية لتمويل مشاريع اعادة الاعمار ، شارك فيه وزراء المال ياسين جابر، الطاقة والمياه جوزيف الصدي، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، الاتصالات شارل الحاج، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، البيئة تمارا الزين ووفد من البنك الدولي برئاسة المدير الأقليمي جان كريستوف كاريه.

بعد الاجتماع قال وزير المال ياسين جابر :‏"الاجتماع كان مع رئيس مكتب لبنان وخبراء في البنك  الدولي واللجنة الوزارية التي تبحث في موضوع الاعمار، فالبنك الدولي اعد دراسة اولية لمشروع اعادة الاعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام الموجود اليوم في المناطق ، وخاصة في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، وكلفة المشروع حوالي مليار دولار والبنك الدولي سيقدم اولا ٢٥٠ مليون دولار،  ولكن بمجرد اقرار هذا المبلغ من البنك من المؤكد انه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من اجل السير قدما بالمشروع ، فوجود البنك الدولي اساسي ومهم ويعطي مصداقية للمشروع ، فالدراسة اولية كما قلت، وهي تقدر  الخسائر المباشرة لإعادة الإعمار والخسائر غير المباشرة أيضا."
اضاف :" كلنا يعلم انه في العام ٢٠٢٤ حصل  تراجع في النشاط الاقتصادي،  مما  يعتبر خسائر غير مباشرة،  الامر يحتاج الى جهد حتى نستطيع تحضير  أنفسنا بسرعة لانجاح المشروع، الذي من  الممكن ان يعرض  في أواخر آذار على مجلس إدارة البنك الدولي،  في هذا الوقت يكون للبنان بعمل على تحضير مؤسساته لمواكبة هذا المشروع،  ولإجراء التغيرات اللازمة كي يعتبر الإعمار  بالنسبة للقوانين اللبنانية حالة مستعجلة ، ويجب التعامل معها بسرعة لاننا  لا نستطيع تاخير المواطنين ، و موضوع اعادة أعمار البنى التحتية وازالة الردم مهم جدا، لان هناك قرى ومدن كثيرة في المناطق المتضررة تفتقر الى السبل الأساسية للحياة،   فلا طرقات ولا مياه  ولا كهرباء  ، فكل هذه الأمور بحاجة إلى الاستثمار فيها من جديد".
وردا على سؤال عن التقديرات الاولية لحجم الخسائر قال الوزير جابر:"الارقام ما زالت اولية ، وبالطبع الخسائر تقدر بمليارات الدولارات".      

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: لدى ترامب فريق يعمل مع الإسرائيليين ويتفاوض لوقف الحرب في غزة
  • الهجرة الدولية تكشف أرقاما صادمة عن النزوح في النيل الأبيض السودانية
  • “الهجرة الدولية”: 6514 أسرة سودانية نزحت من القطينة بالنيل الأبيض في جنوب البلاد “بسبب انعدام الأمن”
  • كيف انهارت منظومة الردع الإسرائيلية في قطاع غزة؟
  • سلام ترأس اجتماعا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية
  • البنك الدولي : خسائر لبنان من الحرب الإسرائيلية 26 مليار دولار
  • حزب الله وحركة أمل: الاستباحة الإسرائيلية لجنوب لبنان خرقا فاضحا ومهينا للشرعية الدولية
  • محافظ إدلب يبحث مع المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين واقع النازحين في المخيمات
  • الشعبة البرلمانية الإماراتية تشارك في الجلسة الـ”19″ لبرلمان البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا
  • البيت الأبيض: ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني يزوران واشنطن الأسبوع المقبل