بالفيديو.. القسام تمطر عسقلان بـ 200 صاروخ ورسالة قوية من أبو عبيدة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، قبل قليل أن المقاومة الفلسطينية أطلقت منذ صباح اليوم 150 صاروخًا على عسقلان و50 صاروخًا آخرين على سديروت، ضمن عملية طوفان الأقصى التي انطلقت من غزة صوب مناطق غلاف غزة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة: لقد وجهنا منذ صباح اليوم 150 صاروخًا على عسقلان و50 صاروخًا على سديروت، وأقول للاحتلال إن الهجرة ليست موجودة في قاموسنا إلا لمدننا المحتلة.
ومن جهته قال رئيس بلدية عسقلان المحتلة «تومر جلام»، إن المدينة تعرضت لقصف بأكثر من 200 صاروخ، مشيرًا إلى أن 40 موقعًا في المدينة أصيبت بالصواريخ.
اقرأ أيضاً يحرق الفلسطينيين بدرجة حرارة 850.. ما هو الفسفور الأبيض المحرّم دوليًا الذي ضربت به إسرائيل غزة؟ عاجل.. الشرطة الأردنية تطلق قنابل الغاز لمنع المتظاهرين من الوصول للحدود الفلسطينية «فيديو» بطائرات رافال وإف 16.. الجيش المصري يوجه رسالة قوية مع تصاعد الحرب على غزة «فيديو» أعطوني ملابس لأستر نفسي.. ماذا قالت الأسيرة الإسرائيلية المحررة عن القسام؟ «فيديو» مع أحرار غزة وضد شرعنة العصابة الحوثية إيران توجه بفتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط على غزة.. و تضع حزب الله اللبناني في موقف محرج تركيا تتوعد بإغراق ‘‘إسرائيل’’ بآلاف المتطوعين للقتال في غزة إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.. وأوامر لسكان القطاع السيسي يدعو سكان غزة للصمود على أرضهم ويحذر من تصفية القضية الفلسطينية ”فيديو” عاجل: جيش الاحتلال يطلب من الأمم المتحدة ترحيل سكان شمال غزة إلى جنوبها خلال 24 ساعة وزارة دفاع الإمارات تعلق على أنباء وصول سرب طائرات عسكرية أمريكية إلى قاعدة الظفرة لدعم إسرائيل كيف خطط ”رجل الظل” في ”حماس” للهجوم على إسرائيل ومن هو ”العقل المدبر” إلى جانب محمد الضيف؟ووجهت كتائب القسام في وقت سابق اليوم ضربة صاروخية كبيرة لمدينة عسقلان في إسرائيل ومستوطنات غلاف غزة، ردا على التهجير واستهداف المدنيين في القطاع.
وانطلقت صافرات الإنذار في مستوطنة سديروت ومحيط غزة، عقب سقوط 7 صواريخ على سديروت تسببت 5 منها بإصابات مباشرة.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: صاروخ ا
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس ورسالة طوبى لصانعي السلام
البابا فرنسيس أو خورخي ماريو بيرجوليو رمزيّة مسيحيّة كاثوليكيّة لكونه كان لفترة طويلة أسقفا عريقا في مذهبه الكاثوليكيّ، ثمّ أصبح حبرا أعظم (البابا) منذ 2013م وحتّى وفاته في 21 أبريل من هذا الشّهر، هذا الرّجل خرج من الأرجنتين منتميا إلى أمريكا اللاّتينيّة الّتي عانت لقرون من الاستعمار والاستبداد، وعانى حاضرها من الصّراعات السّياسيّة والفقر، فهو مدرك تماما للأنا المتمثلة في السّياسة الغربيّة عموما، والأنا السّياسيّة الأمريكيّة حاليا، وما نتج عن ذلك من حروب وصراعات منذ الحرب العالميّة الأولى وحتّى اليوم.
اختير البابا فرنسيس حبرا أعظم في فترة عصيبة تمرّ بها الكنيسة الكاثوليكيّة من جهة، وما يمرّ به العالم من صراعات سياسيّة من جهة ثانية، خصوصا في المشرق، والمشرق عموما رمزيّة لجميع الأديان في العالم، فمنه خرجت الدّيانات المقدّسة اليوم شرقا وغربا، والّتي يعتنقها غالب البشر، كما أنّ من الشّرق الأوسط خرجت الأديان الإبراهيميّة، وجميعها من مصبّ واحد، وتشترك في جوانب لاهوتيّة وطقوسيّة وتأريخيّة عديدة، وجميع هذه الأديان الثّلاثة ترى في جغرافيّة الشّرق الأوسط - خصوصا مناطق الهلال الخصيب - أنّها مرتبطة بأماكن مقدّسة لقبلتهم وحجّهم وزيارتهم، بجانب مدن وقرى ارتبط بها أنبياؤهم وقدّيسيهم.
ولا يمكن بحال فصل المسيحيّة عن الشّرق الأوسط، فهذه المنطقة مرتبطة بالمسيح والحواريين، وبالعهدين القديم والجديد، وبالأناجيل الأربعة وموعظة الجبل، وبالعشاء الأخير والصّلب والقيامة، وبكنيستي المهد والقيامة، ولا يمكن قراءة النّصوص المسيحيّة الأولى بعيدا عن هذا المكان، وقبل اعتناق قسطنطين المسيحيّة عام 313م كانت أورشليم هي الكنيسة الجامعة للجميع، يتبعها الإسكندريّة، لتكون رمزيّة مكانيّة ثانية بعد أورشليم، ثمّ تليها أنطاكيّة لتمتدّ حضارتها وحضورها من تركيا إلى فلسطين، وتظهر فيها المعارف والإبداعات السّريانيّة، هذه الكنائس الثّلاث الجامعة لم تخرج عن الشّرق الأوسط قبل مجمع خلقودنية 451م، لتنقسم الكنيسة إلى شرق وغرب، أرثذوكس وكاثوليك، يعاقبة وملكيين، لتظهر روما ممثلة عن الكاثوليك بصورة أعمق وإن كان حضورها المسيحيّ أقدم من مجمع خلقودنية، ثمّ تهاجر رمزيّة الإسكندريّة إلى القسطنطينيّة، لتبقى روما كما هي حتّى اليوم رمزا للكاثوليك، ويتوارثها حبر إثر حبر، ويرجعون تأريخهم إلى القدّيس بطرس (ت: 67م)، حيث البابا فرنسيس هو البابا رقم (266)، إلّا أنّ الإسكندريّة بقت رمزيّة روحيّة للمسيحيين عموما، والأرثذوكس خصوصا، فهي كنيسة روحيّة جامعة، إلّا أنّ المكان البابويّ الأرثذوكسيّ انتقل إلى العبّاسيّة في القاهرة، بيد أنّهم لا يعتبرون القاهرة مجمعا كنسيّا جامعا كالإسكندريّة، والّتي توارثها البابوات حبرا إثر حبر منذ مرقس الأول (ت: 68م)، ويمثلهم حاليا البابا تواضروس الثّاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، وهو البابا رقم (118).
هذا الشّرق الأوسط اليوم، يعاني من اضطرابات سياسيّة لم تتوقف منذ الاستعمار والتّحرّر منه، إلى نكبة فلسطين 1948م، والّتي حولت (فلسطين – القدس) المكان الّذي يشمل الأماكن المقدّسة في الأديان الإبراهيميّة (جبل جرزيم وجبل صهيون وحائط المبكى والمهد والقيامة والأقصى)، وإليه كان يحجّ الجميع بكلّ اطمئنان، ويمارسون طقوسهم، ويرونه أرض الخلاص من آلامهم، وكانوا متعايشين في تأريخهم، وإن لم تخلو بعض فتراته من صراعات وحروب، بيد أنّها ترجع من جديد إلى أمنها واستقرارها، إلّا أنّ نكبة فلسطين 1948م قلبت الأوراق، فاختلطت السّياسة بالدّين، ظاهرها حروب سياسيّة، وباطنها أبعاد لاهوتيّة وتأريخيّة، فأصبح اليهوديّ المُحارب في الغرب المسيحيّ الكاثوليكيّ لقرون خلت، ولأسباب تأريخيّة ولاهوتيّة، أصبح الغرب اليوم في قسمه المسيحيّ البروتستانتيّ الإنجليكانيّ خصوصا المنبثق من الكاثوليكيّة داعما لليهوديّة الصّهيونيّة، وأصبح اليهوديّ الذي وجد في الشّرق عموما والشّرق الإسلاميّ خصوصا ملاذا له، فكان حاضرا في الحضارة الإسلاميّة والعربيّة معرفيّا وأدبيّا وسياسيّا واجتماعيّا، بقسميه من الفريسيين والقرّائيين؛ أصبح اليوم يمارس العنف في مجازر لم تتوقف منذ النّكبة وحتّى ما بعد 7 أكتوبر 2023م، وفي منطقة حمته لقرون طويلة وحفظته من الإبادة لأسباب تأريخيّة ولاهوتيّة.
هذه الاضطرابات مع السّياسات الغربيّة في جوّها الأمريكيّ، والّتي أعلنها بوش الابن أنّها حرب صليبيّة جديدة، وباسم صليب الخلاص من الخطيئة ذاتها، وعلى رأس الخطايا القتل، وقد جاء في متّى [5: 21]: «قد سمعتم أنّه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم» أي الغضب، فكان حرب ودمار العراق 2003م، وما تبع ذلك من اضطرابات وحروب في المنطقة، تأثر بها المسيحيون عموما ومنهم الكاثوليك، فهم يشكلّون تنوعا في هذه المنطقة، وهم جزء أصيل من هويّتها، في العراق وبلاد الشّام وغيرها، هذا جميعه تناقض كليّا مع رسالة المسيح المخلّص: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السّلام، وبالنّاس المسرة» لوقا: [2:14]، نتج عن هذا هجرات إلى الغرب طلبا للخلاص والأمان، ولأجل حياة آمنة كريمة، فكثر اللّاجئون من المسلمين والمسيحيين، وتعدّدت وجهات نظر المجتمعات الغربيّة إليهم لأسباب عرقيّة ودينيّة ولغويّة، كأيّ مجتمعات قطريّة أخرى يكثر فيها اللّاجئون، ليصبح هؤلاء بين نارين: نار الحروب والفقر، ونار التّشريد والبحث عن هويّة تنظر إليهم بإنسانيّة ورحمة.
في هذه الأجواء كانت رسامة البابا فرنسيس، فهو إمّا أن يرضي مركزيّة السّياسات الغربيّة وعلى رأسها أمريكا اليوم، وإمّا أن يقف مع الإنسان، أيّا كان دينه ولونه وعرقه، فضلا عن معاناة الكنيسة الكاثوليكيّة في بعض الجوانب الطّقوسيّة والأخلاقيّة والماليّة، فآثر أن ينتصر للإنسان، وأن يتحمل تبعات ذلك، متنازلا عن العديد من المزايا الدّنيويّة من الأبهة والغنى والتّظاهر بالملك والرّياسة، ليقترب من الفقراء والمحرومين واللّاجئين، ويعلن تحوّلا إصلاحيّا جديدا في الكنيسة الكاثوليكيّة، وهي العودة إلى مركزيّة الإنسان المتمثلة في رسالة المسيح ذاته، فينظر إلى العالم أنّه بيت واحد للنّاس جميعا، تمثله آيات متّى ولوقا من وصايا المسيح: «وحين تدخلون البيت سلّموا عليه، فإن كان البيت مستحقا فليأت سلامكم عليه، ولكن إن لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم إليكم».
لم يكن البابا فرنسيس رجل كلام وبيانات، فمع قصر مدّة رسامته حبرا أعظم حتّى تنيحه (وفاته) بالمفهوم القبطيّ، إلّا أنّه جسّد ذلك إلى جانب عمليّ بعد أقل من عام من رسامته، بدأ ذلك في زيارته للأردن 2014م، ثمّ القدس والأراضي المقدّسة في الأدبيات المسيحيّة، وفي 2017م زار مصر ليلتقيّ بأهم رمزيّة سنيّة في العالم الإسلاميّ أي شيخ الأزهر أحمد الطّيّب، وبثاني رمزيّة مسيحيّة عموما، وأولى الرّمزيات المسيحيّة الأرثذوكسيّة أي البابا تواضروس الثّانيّ، وفي 2019م زار المغرب تمهيدا لبعث رسالة السّلام بين الأديان عموما، وبين المسيحيّة والإسلام خصوصا، تجسّد ذلك في زيارته إلى الإمارات في ذات العام، والّتي نتج عنها «وثيقة الإخوّة الإنسانيّة من أجل السّلام العالميّ والعيش المشترك»، ووقّع عليها البابا ذاته مع شيخ الأزهر، وسبق أن أشرت إليها في إحدى المقالات، وفي عام 2021م يدخل التّأريخ بأول زيارة بابويّة إلى العراق ليلتقي بالأقليّات فيها، وفيها زار أيضا أكبر مرجعيّة شيعيّة في العالم الإسلاميّ أي السّيّد عليّ السّيستانيّ، ليختم جولته لبعث السّلام عام 2022م في زيارته للبحرين، وقد كتبت عنها في جريدة عُمان، وفي عيد الفصح الأخير، وهو عيد الآلام والعشاء الأخير، لم ينس ما يحدث في غزّة، ليكون آخر رسالة له قبل وفاته بيوم أن يعمّ السّلام في فلسطين، راجيا أن تتوقف الحرب، وأن يطلق سراح الرّهائن، ليفارق العالم وهو يحمل رسالة بولس الرسول إلى أهل روميّة «إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع النّاس»، فهل من سيأتي بعده سيحمل ذات النّهج، ويتحمل آلام ذلك كما تحمل المسيح، أم سيكون رهينا لشهوات السّاسة وأنانيّتهم.