تحقق "إلكتريك هيدروجين" تقدما في تطوير تكنولوجيا المحللات الكهربائية وقد نجحت في جذب تمويلات مهمة من جهات التمويل والاستثمار العالمية

خفض الكلفة وزيادة فعالية المحللات الكهربائية.. نقطة الانطلاق لتحول الهيدروجين الأخضر إلى أهم مصادر الطاقة

المنتجات المتطورة.. نقلة يحتاجها العالم في مساعيه الحثيثة للتحول للطاقة النظيفة

الطاقة المتجددة.

. أحد الاهتمامات المحورية في خطط التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان

تعد شركة إلكتريك هيدروجين الأمريكية من الشركات الناشئة الواعدة في تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتستهدف التغلب على معوق أساسي في هذه الصناعة هو ارتفاع كلفة الإنتاج، وتسعى الشركة عبر تطوير التقنيات المتقدمة إلى خفض كلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويله إلى منتج اقتصادي تتخطى عائداته البيئية والمالية ما يتم ضخه من استثمارات. وفي الآونة الأخيرة برزت هذه الشركة الناشئة من خلال تقدمها في تطوير تكنولوجيا المحللات الكهربائية وقد نجحت في جذب تمويلات مهمة من جهات التمويل والاستثمار العالمية لدعم جهودها في تطوير أجهزة المحللات الكهربائية الأعلى كفاءة والأقل كلفة، ومن بين الشركاء الذين اجتذبتهم هذه التقنيات جهاز الاستثمار العماني الذي أعلن الأسبوع الماضي عن استثماره في شركة إلكتريك هيدروجين المتخصصة في تطوير وتصنيع المحللات الكهربائية بتقنية أغشية التبادل البروتوني التي تستخدم في إنتاج الهيدروجين الأخضر. وينضم هذا الاستثمار النوعي الجديد لمجموعة الاستثمارات المهمة لجهاز الاستثمار في مجال الطاقة والتقنيات، وفي سبتمبر الماضي، أعلن جهاز الاستثمار العُماني عن استثماره في شركة "أور نكست إينرجي" الأمريكية المتخصصة في تكنولوجيا البطاريات المبتكرة للسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة، وهو استثمار يتضمن تعاونا استراتيجيا بهدف تحديد مجالات التعاون المحتملة في مجال تخزين الطاقة وتصنيع البطاريات في سلطنة عُمان.

أصبح الهيدروجين الأخضر وغيره من مصادر الطاقة المتجددة أحد الاهتمامات المحورية في خطط التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان التي تسعى أيضا للتحول نحو الطاقات المستدامة عبر استراتيجية وطنية طموحة للوصول إلى الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050. وتركز توجهات التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان على مواكبة التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي حيث ينصب اهتمام العديد من دول العالم على تأمين إمدادات مستدامة للطاقة والحد من الاعتماد على المصادر التقليدية لخفض الانبعاثات الضارة والتقليل من التغيرات المناخية التي تهدد مختلف مظاهر الحياة على كوكب الأرض. وضمن العديد من التوجهات الاستراتيجية التي تتبناها سلطنة عمان لمواكبة هذا التحول في قطاع الطاقة، قام جهاز الاستثمار العماني بعدد من الاستثمارات النوعية في مجالات الطاقة النظيفة، وتشمل الاستثمارات في شركة "أسيند إليمنتس لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون، وشركة "جروب 14" لتصنيع مواد بطاريات كربونات السيليكون المبتكرة التي تحل مكان مواد الجرافيت التقليدية المستخدمة في بطاريات الليثيوم أيون. أما الاستثمار الجديد لجهاز الاستثمار العماني في شركة إلكتريك هيدروجين الأمريكية، فهو يعزز من آفاق صناعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان من خلال ما يمكن الوصول إليه من تقدم في صناعة المحللات الكهربائية لتوسعة نطاق الإنتاج وخفض تكلفته في الوقت ذاته، حيث يَعدّ خبراء الطاقة أن كلفة المحللات الكهربائية وفعاليتها سيكونان نقطتي الانطلاق الكبرى لتحول الهيدروجين الأخضر إلى أهم مصادر الطاقة على كوكب الأرض خاصة أن هناك العديد من المناطق في العالم - ومنها سلطنة عمان - تمتلك المساحات والموارد الكافية واللازمة لإنتاج الهيدروجين لكن هذه الصناعة الواعدة للغاية ما زالت بحاجة إلى نقلة تقنية تسهم في تسهيل إنتاج ونقل الهيدروجين وجعله صناعة تحقق عوائد تفوق الاستثمارات التي تُضخّ من أجل الإنتاج. وتعد المحللات الكهربائية هي أجهزة تستخدم الطاقة الكهربائية لفصل الماء وتقسيم مكوناته إلى عناصر منفصلة من خلال عملية التحليل الكهربائي، وحتى الآن توصلت الشركات المتخصصة في تقنيات صناعة المحللات الكهربائية إلى تصنيع أنواع مختلفة من المحللات تتباين في كلفتها وفعاليتها واستخداماتها وأول هذه الأنواع هو التحليل الكهربائي بواسطة غشاء تبادل البروتون الذي يستخدم إلكتروليت بوليمر صلب، أما ثاني الأنواع فهو المحلل الكهربائي القلوي الذي يعمل عبر مزيج من الماء ومحلول إلكتروليت سائل مثل هيدروكسيد البوتاسيوم أو هيدروكسيد الصوديوم، والنوع الثالث هو المحلل الكهربائي للأكسيد الصلب ويعمل باستخدام أكسيد صلب أو إلكتروليت. وتعطي مراكز الأبحاث العالمية والشركات الناشئة المتخصصة في التقنيات الصناعية اهتماما كبيرا بتطوير المحللات الكهربائية على اعتبار أنها قد تكون حقا ما يحتاج إليه العالم لاستدامة تأمين الطاقة والتوسع في الطاقات المتجددة.

وقد أعلنت العديد من الدول عن تبني استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة وأيضا استراتيجيات وطنية خاصة بالهيدروجين كونه من أهم المصادر الواعدة للطاقة المتجددة، والهدف هو التمكن من نقل الإنتاج من نطاق محدود أو مكلف إلى مستوى ضخم مقبول التكلفة، والتخلص في الوقت نفسه من انبعاثات الكربون الضار، وتتضمن هذه الاستراتيجيات تحقيق التكامل ما بين الدول التي يمكنها إنتاج الهيدروجين وبين تلك الأعلى استهلاكا واحتياجا للطاقة وهذا التكامل المستهدف هو ما تطمح سلطنة عمان للاستفادة منه في التحول إلى دولة مصدرة للطاقة. وفي ظل الاهتمام الكبير بتقنيات المحللات الكهربائية، يمهد ذلك لإمكانية تحقيق تقدم غير مسبوق في تكاليف هذه الأجهزة الحيوية ووضعها في خدمة الإنتاج التجاري واسع النطاق، وفي هذا السياق أعلنت جهات بحثية وتجارية في الصناعة عن استهداف تحقيق تقدم جيد في تطوير تقنيات المحللات الكهربائية ومنها عديد من الشركات الأمريكية ومجموعة معاهد فراونهوفر الألمانية التي تطور تقنيات المحللات الكهربائية بالتعاون مع الحكومة الاتحادية الألمانية بهدف التوصل إلى أنظمة إنتاج ذات كلفة اقتصادية الجديدة عبر تطوير شامل للتقنيات والمواد والطرق المستخدمة في الصناعة مما يتيح زيادة الإنتاج وتوسع شبكات الإمدادات والتوريد ووضع معايير جديدة لصناعة الهيدروجين، كما أعلنت شركة صنفاير الألمانية، مؤخرا عن تطوير أكبر محلل كهربائي عالي الحرارة في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر والذي تم تشغيله بكفاءة في إنتاج الوقود النظيف في مصفاة للطاقة المتجددة في هولندا، كما برزت العديد من الشركات الصينية في صناعة المحللات الكهربائية ومنها شركة بيريك التي تعد من بين أكبر شركات تصنيع وحدات المحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين في العالم.

وكانت شركة ريستاد إينرجي المتخصصة في دراسات الطاقة، قد توقعت أن الجهود الجارية لتطوير تقنيات إنتاج الهيدروجين ستسهم في زيادة ومضاعفة فعالية أجهزة المحللات الكهربائية، كما من المتوقع أن تنخفض كلفة صناعة المحللات الكهربائية بحلول عام 2027 بنسبة تتراوح بين 10 بالمائة و15 بالمائة، ويمهد التسابق الإيجابي من قبل عديد من الجهات نحو تطوير التقنيات الضرورية لتخطي هذه التوقعات، ومن المؤكد أن المنتجات المتطورة التي سيمكن الوصول إليها ستكون نقلة يحتاجها العالم في مساعيه الحثيثة للتحول للطاقة النظيفة والحفاظ على أمن الطاقة. وتسعى سلطنة عمان لتحقيق الاستدامة في مجال الطاقة والوصول إلى نسبة صفر انبعاثات بحلول عام 2050، كما تسعى للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 بنسبة 7 بالمائة، ويمهد ذلك لإنجاح طموحات سلطنة عمان في احتلال مكانة رائدة عالميا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، وقد أعلنت سلطنة عمان أنها تستهدف إنتاج 8.5 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050 والتخلص من الحرق التقليدي للغاز بحلول عام 2030، وقد شهدت الأشهر الأخيرة توقيع اتفاقيات مهمة لإقامة صناعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.

تعليق الصور

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إنتاج الهیدروجین الأخضر إلکتریک هیدروجین فی سلطنة عمان المتخصصة فی العدید من بحلول عام فی تطویر فی شرکة

إقرأ أيضاً:

تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب

شهدت "القاعة الدولية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56؛ ندوة تحت عنوان "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان"، بمشاركة كل من: الشاعر الدكتور ناصر البدري؛ مؤسس دار "عرب"، والصحفية والباحثة سمية اليعقوبي؛ مؤسس دار "الفلق"، والقاص مازن حبيب؛ صاحب دار "نثر"، وأدار الندوة الأديب خليفة سليمان الزيدي.

وأكد الزيدي؛ أن صناعة النشر في "سلطنة عمان" تمر بتحولات جذرية تعكس تقدم المشهد الثقافي والمعرفي في السلطنة؛ وأشار إلى أن دور النشر العمانية أصبحت محورية في نشر المعرفة وتعزيز الاقتصاد المعرفي، في ظل التحديات التي يواجهها القطاع؛ والتي تتطلب مواكبة المعايير العالمية، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة؛ والتوجه نحو التخصص في مجالات معينة.

من جهته، تناول الدكتور ناصر البدري؛ تاريخ النشر في عمان، مشيرًا إلى دور المطبعة السلطانية في زنجبار كأول محطة مهمة في مجال النشر بالمنطقة؛ وأضاف أن النهضة الحديثة في سلطنة عمان؛ بقيادة السلطان "قابوس"؛ ساهمت بشكل كبير في تطوير دور النشر العمانية، مما جعلها قادرة على المنافسة في الساحة العربية؛ والمساهمة في نشر الأدب العماني عالميًا عبر الترجمة.

 

كما دعا الدكتور البدري؛ إلى ضرورة تطوير معارض الكتب في العالم العربي، مؤكدًا على أهمية تحويل هذه المعارض من مجرد أسواق لبيع الكتب إلى منصات حقيقية لتبادل العلاقات الثقافية؛ وبناء الشبكات المعرفية بين الكتاب والناشرين.

أما الصحفية والباحثة سمية اليعقوبي؛ فقد أكدت على أن النشر الإلكتروني أصبح جزءًا أساسيًا في المشهد الثقافي المعاصر، وقالت: "التقنيات الحديثة غيّرت تجربة النشر وجعلت الكتب الإلكترونية والرقمية جزءًا لا يتجزأ من عالم المعرفة"؛ وأشارت إلى أن دمج الأبحاث الأكاديمية مع الأدب الحديث؛ وتوجه النشر نحو رقمنة الكتب؛ فتح آفاقًا جديدة أمام الكتاب والناشرين على حد سواء.

من ناحيته، تحدث القاص مازن حبيب؛ عن تأثير التحولات المجتمعية على نوعية الأعمال الأدبية؛ وأوضح أن الأدب أصبح أكثر تنوعًا وديمقراطية، حيث أصبح يعكس اهتمامات الشباب في مجالات متعددة؛ وأن الأدب لم يعد حكراً على النخبة فقط، بل أصبح يتحدث بلغة الشعب ويعكس اهتماماتهم ومشاكلهم.

وفي الختام، دعا المشاركون في الندوة؛ إلى ضرورة استثمار التقنيات الحديثة في صناعة النشر، كما شددوا على أهمية تطوير مفاهيم معارض الكتب؛ لتعزيز صناعة النشر العمانية على الصعيدين الإقليمي والدولي؛ وأكدوا على ضرورة دعم الأصوات الجديدة في الأدب والبحث العلمي لضمان استدامة هذه الصناعة الحيوية.

مقالات مشابهة

  • 5.2 % زيادة بعدد المركبات في سلطنة عمان
  • مجلس العلوم الدولي يثمن دور سلطنة عمان في دعم المعرفة
  • الاقتصاد الصحي في سلطنة عمان التحديات والفرص«1»
  • سلطنة عمان تطّلع على تجربة مملكة البحرين في مكافحة الاتّجار بالبشر
  • خلال الـ24 ساعة الماضية.. خطوات متسارعة لتحسين أداء الشبكة الكهربائية وجهود متواصلة للصيانة والتطوير
  • القائم بأعمال السفير الهندي: نستهدف التعاون مع مصر في إنتاج الهيدروجين الأخضر
  • تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
  • عبدالصادق: بحثت في السعودية التعاون في تقنيات الطاقة
  • سفير مصر في لاباز يبحث مع وزير الطاقة البوليفي التعاون في الهيدروجين الأخضر
  • سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر