أطلقت عدد من الأخصائيات النفسيات في الحقل التربوي مبادرات توعوية لتعزيز الصحة النفسية لطلبة المدارس في عدد من المحافظات التعليمية، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق العاشر من أكتوبر من كل عام، واستعرضن خلالها موضوعات تخطي العقبات والبرلمان الطلابي وإيجاد جيل واعٍ قيادي ودافعية التعلم وترسيخ القيم.

قدمت الأخصائية النفسية هيفاء بنت سالم الحكمانية من مدرسة رملة أم المؤمنين بتعليمية جنوب الشرقية مبادرة بعنوان" بإرادتي أتخطى العقبات"، تهدف إلى رفع معدل دافعية التعلم ومساعدة الطلبة على اكتشاف ذاتهم واستغلال مهاراتهم في تطوير من مستواهم التحصيلي وغرس حب التفوق والنجاح في نفوس الطلبة و تعزيز الثقة وبث روح التنافس بينهم.

وأوضحت هيفاء الحكمانية: من الإجراءات التي تنفذها المبادرة حصر الطالبات المتأخرات وعقد اجتماعات مع الأمهات والهيئة التدريسية والطالبات، بالإضافة إلى تنفيذ برامج إذاعية متنوعة تتخللها المشاهد التمثيلية الهادفة واللوحات الإرشادية والنشرات والمطويات وإعداد استمارات لمتابعة الطالبات وتَبيُّن مدى تقدم الطالبات وتكريم الطالبات اللاتي تحسن مستواهن التحصيلي، مشيرة إلى أن المعلم هو الداعم والمعزز للطلبة وله دور كبير في تحقيق الصحة النفسية من خلال إيجاد بيئة جاذبة للتعليم وخالية من الصراعات والأمراض النفسية.

البرلمان الثابتي

تناولت الأخصائية النفسية حمدة العمرية من مدرسة الثابتي للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الشرقية: مبادرة بعنوان "برلمان الثابتي الطلابي" وتهدف إلى إيجاد جيل واع وقيادي ومحاور ولديه القدرة على البناء ويمتلك مهارة حل المشكلات والتنافس الشريف واتخاذ القرارات، وذلك انطلاقا من اقتباسات مبدأ الشورى، وانطلقت المبادرة بداية بتعريف المجتمع المحلي والمدرسي بأهدافها، بعدها أُعلن عن الترشح للمبادرة بين طالبات المجتمع المدرسي وبعد الفرز أُعلن عن المترشحين في الفرز الأول وبعدها تم التصويت لاتخاذ عضوة من كل صف دراسي لتمثل الصف في البرلمان.

السلوك الإيجابي

وأكدت مبادرة تبني الأجيال بالقيم التي قدمتها الأخصائية النفسية سندية الراسبية من مدرسة منبع الخير بتعليمية جنوب الشرقية على أن المعلم الشخص الأكثر ارتباطا وعلاقة بالتلاميذ بعد محيطه الأسري، لذلك يؤدي دورا مهما في بناء الصحة النفسية لدى التلاميذ، وأوضحت الراسبية من خلال المبادرة، نسرد بعض الأمثلة لذلك، عندما يعبر الطالب في الصف أمام أقرانه عن نفسه، فإن ذلك سيعزز شعوره بالثقة بالنفس، وبناء الشخصية، والقدرة على مواجهة المشكلات وحلها، وعندما يعزز المعلم السلوك الصحيح للتلميذ فإنه يقوده لإتباع عادات مبنية على الصحة النفسية، وسلوك قويم إيجابي يتفاعل مع الآخرين. كما أن التحفيز والكلمات التي يسمعها من المعلم تزرع في نفسه الثقة بالنفس، وتجعله قياديا، قادرا على المبادرة، وإبداء الرأي، متوازنا في علاقته وفهمه لنفسه والآخرين.

وأضافت: إن الصحة النفسية عامل أساسي مهم في حياة كل شخص، وهي التي تحدد طريق التعامل هذا الشخص مع نفسه ومع الآخرين، والمتمتع بالصحة النفسية يملك سلوكا إيجابيا، وطاقة إيجابية، قادرا أن يعطيها للمحيط، وقادر على أن يتفاعل بعلاقات صحيحة وإيجابية تتسم بالتوازن والفاعلية.

والصحة النفسية تؤثر على تحصيل الفرد وإنجازاته، وهي متناسبة طرديا، فكلما كان الشخص صحيح نفسيا، كان أقدر على تحقيق الإنجازات، ومواجهة العقبات، والقدرة على حل المشكلات، والتفكير الفلسفي والإبداعي والنقدي الذي لا يستكين أمام الصعوبات وإنما يفكر دائما بطريقة إبداعية لحل وتجاوز المشكلات، والشخص الذي يتمتع بصحة نفسية قادر على مساعدة نفسه ومساعدة الآخرين، وقادر على التأثير الإيجابي على محيطه، وبناء علاقات صحيحة، وإيجابية، ومنتجة، ومثمرة.

تطرقت الأخصائية النفسية سليمة السنيدية والأخصائية الاجتماعية فاطمة الغيلانية بالحديث عن مبادرة "كوبون التميز" في مدرسة أصيلة للتعليم الأساسي بتعليمية جنوب الشرقية التي تضمنت مسابقة أسبوعية يتم من خلالها منح الطالبة كوبون التميز في حالة تميزها بإحدى بنود المسابقة وذلك بالتعاون مع معلمات المواد وإدارة المدرسة.

وقالت السنيدية: إن المبادرة تهدف إلى رفع دافعية التعلم لدى الطالبات وبث روح الحماس والمنافسة بينهن وإيجاد مناخ نفسي مُريح في البيئة المدرسية، مشيرة إلى أنه أُعلن عنها في بداية العام الدراسي وتصميم كوبون التميز وتوزيعه على المعلمات، وتُمنح الطالبة الكوبون في حال تميزها ببنود المسابقة، والتي تشمل المشاركة الفعالة خلال الحصة، والحصول على الدرجة النهائية في الاختبارات والسلوك الحسن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصحة النفسیة

إقرأ أيضاً:

مدرسة الأحلام تبدأ من النشاط

هل تخيلت يومًا أن يستيقظ الطالب صباحًا متحمسًا للذهاب إلى المدرسة؟
أن يترك هاتفه بإرادته، ويستعد ليوم ملىء بالحركة، والضحك، والمفاجآت؟
قد يبدو هذا المشهد خياليًا فى بعض المدارس، لكنه أصبح واقعًا حيًا فى مدارس أضاءت طريق التعليم بروح جديدة — مدارس جعلت الأنشطة التربوية والانضباط الإيجابى سرّ الجاذبية، لا الحصص وحدها.
الفكرة بسيطة لكنها ثورية:
المدرسة لا تُحَب إلا إذا أحبّت الحياة داخلها. لذلك، لم تعد الأنشطة التربوية مجرد فقرات فى جدول مهمل، بل تحوّلت إلى روح المدرسة التى تمنحها البهجة والمعنى والانتماء.
فى مدرسة الشهيد محمود مجدى الإعدادية بنين تجلّت التجربة بصورة مبهرة فى الجمع بين الانضباط والمتعة.
فقد نجحت إدارة المدرسة فى تحويل طابور الصباح إلى منصة للتعلم والمنافسة الإيجابية، حيث أُضيفت فقرة يومية بعنوان «المعلومة الجديدة»، يتابعها الطلاب بشغف، ثم تُطرح أسئلة حولها، وتُمنح جوائز رمزية لمن يجيب بشكل صحيح.
بهذا الأسلوب البسيط، زرعت المدرسة فى الطلاب حب المعرفة والانتباه، وربطت الحضور الصباحى بالمكافأة والتميز.
كما اهتمت المدرسة بالنشاط الرياضى، ففتحت الملاعب للطلاب بعد اليوم الدراسى، ونظمت مباريات ودّية بين الفصول، جعلت روح الفريق والتنافس الشريف تملأ أجواء المدرسة.
أصبح الانضباط عادة، والغياب استثناء، لأن الطلاب وجدوا فى المدرسة بيئة حيوية تكرم حضورهم وتحتفى بجهدهم.
ولم تتوقف الفكرة عند حدود المدرسة فقط، بل امتدت إلى الإدارة التعليمية نفسها. فقد بادرت الإدارة بتنظيم دورى كرة قدم بين المدارس، مع جوائز وكؤوس للفِرق الفائزة، فى أجواء مفعمة بالحماس والروح الرياضية. ولم يكن الهدف فقط اللعب، بل تعزيز الالتزام والانتماء، لذلك أعلنت الإدارة قرارًا حاسمًا:
«لن يشارك أى طالب يتجاوز غيابه عشرة أيام». بهذا القرار الذكى، ربطت الإدارة بين الانضباط والمكافأة، وبين الحضور والفرصة، فصار الطلاب أكثر حرصًا على التواجد والمشاركة.
أما فى مدرسة الشهيد أحمد عبدالباسط الثانوية بنات فقد حدثت تجربة مدهشة جعلت البنات لا يتغيبن عن المدرسة يومًا واحدًا! السر؟ بيئة تعليمية تشبه ورشة إبداع حيّة.
فى كل ركن نشاط: فريق موسيقى يعزف الأمل، معرض فنى يعرض لوحات الطالبات، مسابقات ثقافية تشعل الحماس، وحوارات مفتوحة تنمّى الفكر والجرأة على النقاش.
هنا لم تعد المدرسة مكانًا للتلقى، بل مسرح للحياة بكل ألوانها.
التربية البيئية والمجتمعية: تعليم بالممارسة لا بالكلام
من حملات النظافة إلى زراعة الأشجار، من العمل التطوعى إلى المشاركة فى احتفالات وطنية…
يتعلم الطلاب كيف يكونون مواطنين حقيقيين، يفكرون فى غيرهم، ويعتزون بمكانهم ومدرستهم ووطنهم.
النتيجة؟
المدارس التى كانت تشكو من الغياب أصبحت تمتلئ بالحضور والنشاط.
الطلاب يأتون لأنهم يريدون لا لأنهم مجبرون.
المعلمون وجدوا فى هذه الأجواء طاقة جديدة، أعادت لهم متعة المهنة وشغف الرسالة.
هذه النماذج من مدارسنا تؤكد أن الأنشطة ليست ترفًا، بل جوهر التعليم الحقيقى.
فمن خلالها يتعلم الطالب القيم، والمواطنة، والتعاون، والإبداع… دون أن يشعر أنه فى «حصة دراسية»، بل فى رحلة حياة.
السر بسيط: حين يشعر الطالب أن المدرسة مكان يصنع فيه ذاته، لن يغيب عنها يومًا.
كيف نعمم هذه التجربة فى باقى المدارس؟
لتصبح مدارسنا كلها نابضة بالحياة مثل «الشهيد محمود مجدى» و«الشهيد أحمد عبدالباسط»، علينا أن نغيّر نظرتنا إلى النشاط التربوى من «كماليات» إلى «أساسيات».
أن نمنح المعلمين حرية الإبداع، ونوفر للمدارس الدعم اللازم لتنفيذ أفكار جديدة، وأن نُشرك أولياء الأمور والمجتمع المحلى فى الأنشطة. حينها فقط، لن يكون التعليم مجرد دروس وكتب، بل حياة متكاملة يعيشها الطالب بشغف، ويتخرج منها لا بشهادة فقط، بل بشخصية قوية، منضبطة، ومبدعة. وهكذا نصنع جيلًا لا يذهب إلى المدرسة لأن عليه أن يذهب. بل لأنه يريد أن يذهب.

مقالات مشابهة

  • استكمال ثلاث مبادرات في قطاع التعليم في بني حشيش بمحافظة صنعاء
  • مستشفى مصر للطيران تستضيف إحدى مبادرات “100 مليون صحة” تحت شعار “انزل – اكشف – اطمن”
  • مدرسة الأحلام تبدأ من النشاط
  • إصابة 7 طالبات باضطراب نفسي داخل مدرسة بإيتاي البارود بالبحيرة حزنًا على وفاة زميلتهم
  • تنمية المجتمع أبوظبي تطلق الدورة الرابعة من مبادرة ويّاكم
  • «شرطة أبوظبي» تنفذ فعالية «الصحة النفسية للوقاية من المخدرات» لطلبة الجامعات
  • رحلة توعوية لطلاب مدرسة الشيخ عطيوه الجديدة إلى محطة تحلية البحر بالرميلة
  • إدارة سفاجا الصحية تواصل حملات التثقيف الصحي بالمدارس
  • الصحة تنظم فعاليات توعوية لتعزيز صحة كبار السن
  • ندوة توعوية بيئية لطلبة المدارس بالإسماعيلية