لماذا يستحيل تنفيذ مخطط الوطن البديل؟
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، جون كيربي، أنه من الصعب تنفيد طلب إسرائيل بتهجير ما يزيد عن مليون مدني من شمال قطاع غزة خلال أربع وعشرون ساعة
وبرر كيربي في مقابلة أجراها مع ام. اس.ان.بي.سي أن ما تحاول إسرائيل القيام به هو عزل المدنيين الفلسطينيين عن حماس التي هي هدفهم الحقيقي
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإقناع مصر بتوفير ممر للمدنيين الفلسطينيين الذين يربو عددهم عن مليون مدني
الخبير السياسي طه علي المطالبة بترحيل الفلسطينيين تأتي بضوء أخضر من الإدارة الأمريكيةقال الخبير السياسي، الدكتور طه علي، إن طلب الحكومة الإسرائيلية من الأمم المتحدة لترحيل مواطني غزة من الشمال وتسريع وتيرة نزوحهم بشكل رسمي في خطوة تعقب زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لدولة الاحتلال الإسرائيلي والتي أعقبها على الفور زيارة وزير الدفاع الأمريكي لإسرائيل يعني أن إسرائيل لديها ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية في الاستمرار في خوض اجتياح بري لغزة
وأضاف علي في تصريحات خاصة " للفجر" هذا التأكيد والحشد التاريخي لدعم إسرائيل يؤكد على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل معنويًا وعسكريًا كما يعكس إدراك الولايات المتحدة الأمريكية أن تلك هي الحرب الأخطر في تاريخ إسرائيل لتمكنها من المساس بالداخل الإسرائيلي
وأوضح الخبير السياسي، هذا يعني أن حماس كانت تجهز لهذه المعركة منذ فترات ولدى نتنياهو قناعة أن حماس تسعى لتحييد نفسها من الصراع الدائر بين إسرائيل والفصائل الأخرى على السلطة
وقد سبق وأعلن نتنياهو نجاحه في تحييد حماس وتصور هذا نصرًا سياسيًا له حتى ينفرد بالمخيمات
وعلى هذا جاءت عملية جنين الأخيرة في إطار عملية استرخاء استراتيجي مارسته حماس في إطار الخداع استعدادًا لتلك المعركة المتحولة نوعيًا، فالولايات المتحدة تدرك مدى خطورة هذه المعركة على الكيان الصهيوني فتتكتل مع الدول الغربية حفاظًا على مستقبل إسرائيل
الخبير السياسي، الدكتور إسلام الكتاتنيازدواجية المعايير وصفقة القرن
قال الخبير السياسي، الدكتور إسلام الكتاتني إن مطالب دولة الاحتلال الإسرائيلي للولايات المتحدة الأمريكية بتهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها باتجاه رفح، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك رؤية القيادة المصرية سيناريو التهجير القسري للفلسطينيين الذي يهدف إلى الموت تحت القصف أو النزوح إلى سيناء وهذا يعني تنفيذ مخطط الوطن البديل أو صفقة القرن
وأضاف الكتاتني في تصريحات خاصة "للفجر" وبدخول الفلسطينيين إلى سيناء سيروج لها أنها الوطن البديل الأمر الذي يعد تصفية للقضية الفلسطينية، ومصر ترفض هذا الأمر وكذا أشقاءنا الفلسطينيين على رغم ما يتعرضون له من حرب إبادة طالت أذرعها مستشفياتهم ومساجدهم ومساكنهم وامتطت كل ما هو منافي للقانون الدولي، واتفاقية چنيف الرابعة الخاصة بالنزوح الجماعي، وقانون روما الأساسي للمحكمة الجنائية الذي يجرم مثل تلك الأفعال المنافية للإنسانية وتعتبر التهجير القسري جريمة حرب
وأشار الخبير السياسي، أن إسرائيل وعلى مرأى ومسمع من الجميع وبتشجيع دول أوروبا وعلى رأسهم واشنطن تضرب بالقوانين عرض الحائط
وأوضح الخبير السياسي، أن ما يحدث الآن على أراضي فلسطين يفضح ازدواجية المعايير والنظام العالمي
وتقف مصر حجر عثرة أمام تنفيذ هذا المخطط وهذا يحسب للقيادة المصرية لما يمثله من تهديد للأمن القومي فهي رغم التحذيرات والتهديدات المستمرة تستمر في ممارسة دورها الإنساني الأخلاقي المتمثل في الدعم المعنوي ومخاطبة المجتمع الدولي لإيصال المساعدات لفلسطين
ولفت الخبير السياسي، نحن أمام مخطط إرهابي يتم العمل عليه من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي إلا أنه لن يتم لها ما أرادت
ويحسب للقيادة المصرية وعيها بذلك المخطط وتوازنها بين منع نزوح الفلسطينيين وفي ذات الوقت سعيها لإيصال المساعدات الإنسانية ومبادراتها الدبلوماسية في دور الوساطة التي كما أشار إليها الرئيس السيسي دون قيد أو شرط مع ضغوط الإدارة الأمريكية عليها
وتخشى إسرائيل الدخول بريًا إلى قطاع غزة حتى لا تفقد جنودها فتمارس وحشيتها بالتمهيد النيراني، فتستخدم صواريخ يصل وزن الواحد منها إلى طن كما تستخدم القنابل المنشطرة الفاعلة في الأرض والتي يزيد وزن القنبلة منها عن اثنتي طنًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فلسطين تحت القصف تهجير الفلسطينيين صفقة القرن مخطط الوطن البديل نزوح الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
لقاء بوهلر مع حماس يقرع أجراس الإنذار في تل أبيب.. لماذا؟
قالت المراسلة السياسية لصحيفة "معاريف" العبرية آنا بارسكي إن "الأوساط السياسية في تل أبيب لا زالت غاضبة من بوهلر الذي جلس مع قادة حماس، وكأنهم شركاءه في نادي الغولف، وقد طُرح الموضوع في قاعة اجتماعات المجلس السياسي والأمني المصغر، وأخذ الحديث نبرة عالية إلى حد ما، وتمت صياغته بعدة أشكال، وامتاز بقليل من الدبلوماسية، فقد كان بنيامين نتنياهو ووزيره رون ديرمر، المسؤول الرئيسي عن القناة المباشرة مع واشنطن، غاضبين للغاية، لأن الحادثة وقعت بحضوره، وتحت أنفه، ودون علمه".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوزراء طرحوا أسئلة لفهم مغزى الحدث، وهل أصبحت دولة الاحتلال بالصدفة شبيهة بزيلينسكي، الذي فوجئ بأن أصدقاءه في واشنطن انقلبوا عليه، صحيح أن بعض المحافل زعمت أن بوهلر كان سيخبر ديرمر مسبقًا بلقائه مع حماس، لكن المعلومات الحقيقية سرعان ما تغيرت بعد أن ظهر أن ديرمر متورط في القصة، لكنه لم يملك حق إبداء رأيه أمام شركائه في واشنطن، وبين الموقفين تبين أن بوهلر تصرّف بمبادرة شخصية منه".
وأشارت إلى أن "لقاء بوهلر مع حماس الذي أثار غضب الاسرائيليين يطرح السؤال البديهي: إذا سمح مسؤول ذو سلطة محدودة في مجال محدد للغاية، وهو في التسلسل الإداري ثانوي بعد المبعوث الخاص للرئيس، ستيف ويتكوف، لنفسه بتجاوز مائة كيلومتر شمال حدود التفويض، فلماذا لم يُفصل بعد دقيقة واحدة من اندلاع القضية، وهل نتعلم من هذا أن المحادثات المباشرة مع حماس، وتقديم مقترحات نيابة عن إسرائيل، أمر مقبول لدى ترامب، وأن هذا شيء سيكون له تكملة".
وأكدت أنه "رغم أحاديث الساعات الأخيرة بإبعاد بوهلر عن مواصلة التعامل مع موضوع المختطفين، لكن هذا المنصب قائمٌ في الإدارة منذ سنوات للتعامل مع الرهائن والأسرى الأمريكيين حول العالم، مما يمنح شاغله تفويضًا واسعًا للغاية، ويُسمح بلقاء من يراه مناسبًا لتحقيق هذا الهدف، وقد دأبت الولايات المتحدة لسنوات على دفع ثمن اختطاف مواطنيها في حروب تخوضها مع منظمات وأنظمة متطرفة حول العالم، مما يجعل بوهلر أكثر فعالية من الجنرال "غال هيرش" مسئول ملف المختطفين الذي عيّنه نتنياهو".
وأضافت: "بعيدا عن تفاصيل لقاء بوهلر مع قيادة حماس، فإن هناك أمرا أكثر إثارة للقلق من أي مؤامرة مُعقدة، وهو أن يكون ترامب أرسله لهذه المهمة، وكما نجح مبعوثه المقرب ستيف ويتكوف بتحقيق إنجاز وقف اطلاق النار عشية تنصيبه رئيسًا، فإن بوهلر يسعى لتحقيق إنجاز مشابه بالإفراج عن المختطف الأمريكي لدى حماس عشية أول خطاب لترامب عن "حال الاتحاد" في ولايته الحالية".
وتابعت: "المبعوث تلقى المهمة من الرئيس، واختار الوسيلة وفق تقديره لتحقيق النجاح الذي حققه ويتكوف، وقرر ليس فقط التنفيذ، بل المبادرة أيضًا، وهي قاعدة أساسية تُدرّس في كل "ورشة عمل قيادية"، حتى انزلق حديثه مع مسؤول كبير في حماس لإمكانية إطلاق سراح الرهائن الذين يحملون الجنسية الأمريكية، نيابةً عن إسرائيل، ودون علمها إطلاقًا، لكن النهاية جاءت سريعة، ومتوقعة تمامًا، فقد فشل بمحاولته إقناع حماس بالموافقة على صفقة ما، وفي الوقت ذاته ألحق الضرر بالجهود الدبلوماسية المركزية التي قادها ويتكوف، وتورط في تصريحات لوسائل الإعلام، التي بدلاً من توضيح القصة، وإنهائها، زادت من تعقيدها".
وزعمت أن "الضرر الناجم عن المحادثات المباشرة مع حماس هو نقل رسالة خطيرة إليها تُشير لنوع من منحها الشرعية، ورفع سقف التوقعات بين كبار مسؤوليها، وهذا ضرر حقيقي، وليس مرجحا تحييده بسهولة وبسرعة، لأن الضرر أصبح لا رجعة فيه".
ولفتت الأنظار إلى أن "حادثة بوهلر تحمل إشارة تحذيرية واضحة لصناع القرار في تل أبيب، إلى نتنياهو وديرمر، وغيرهما من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، الذين ما زالوا يعتقدون ويدّعون أن ترامب وإدارته معنا، ومعنا تمامًا، دون أي انحراف أو تحفظ، فقد أثبتت هذه الحادثة أن الإدارة الأمريكية الحالية، بعكس إدارة بايدن، لا تُفكّر وفق فئات ثابتة، ولا تُحدّد حدودًا قطاعية ثابتة لا يمكن تغييرها، فترامب يفكر بطريقة أخرى، من حيث المصلحة الأمريكية، ومن حيث القدرة على البقاء، ولديه ولدى فريقه عقلية تجارية مُتقلّبة، وقد شهد الرئيس الأوكراني زيلينسكي ذلك بنفسه في بث مباشر".
وختمت بالقول إنه "ينبغي على أصحاب القرار في تل أبيب توخّي أقصى درجات اليقظة، وعدم الاستهانة بأي شيء، لا "خطة العقارات لغزة" التي طُرحت قبل شهر، ولا المعارضة الأمريكية لـ"الخطة العربية لغزة" التي تُبقي حماس في الساحة، حتى لو كانت خلف الكواليس، وحتى دعم إدارة ترامب الكامل للعودة للقتال، إذا بلغت الجهود الدبلوماسية أقصى إمكاناتها، فإنني أنصح باعتبار ذلك دعمًا "في الوقت الحالي" فقط، وينبغي بناء الخطط بناءً على ذلك".