يحاول الفلسطينيون والأجانب في قطاع غزة (الذي يعاني من نقص الكهرباء والغذاء والوقود والمياه) الفرار إلى بر الأمان قبل الغزو البري الإسرائيلي المتوقع، لكنهم يجدون أنه لا يوجد مكان يهربون إليه.
أثارت حملة القصف الإسرائيلية الهوجاء بحثاً محموماً عن الأمان في غزة
الشعور بانعدام الأمن يسود قطاع غزة بأكمله
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الضغوط الدولية تتزايد على مصر لفتح معبرها الحدودي مع غزة، أمام نزوح جماعي محتمل لسكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، وتقاوم الحكومة المصرية منذ سنوات تخفيف القيود على الحدود خوفاً من أن ينضم المسلحون إلى المدنيين ويسببوا مشاكل أمنية لمصر، وتجادل بأن النزوح الجماعي يمكن أن يهدد سلامة الأراضي الفلسطينية.
قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه يهدف إلى الإطاحة بحركة حماس باعتبارها الكيان الحاكم في غزة رداً على القتل الجماعي الذي نفذته الحركة لأكثر من 1300 إسرائيلي، العديد منهم مدنيون، خلال غارة عبر الحدود في نهاية الأسبوع الماضي.. وحذر مسؤولون إسرائيليون أحياء بأكملها في غزة من مغادرة منازلهم وقطعوا إمدادات الغذاء والوقود والمياه عن القطاع.
For Palestinians trapped in Gaza, there is no way out. Its two million residents, trying to survive airstrikes, face a humanitarian crisis and a looming ground assault. Israeli officials have warned entire neighborhoods to abandon their homes. https://t.co/HChZxOC0bm pic.twitter.com/n8KYiwIuTA
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 13, 2023 الإطاحة بحماسونقلت وول ستريت عن لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قوله: "إننا نعمل بشكل وثيق مع مصر وإسرائيل لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تطوير خيارات الممر الآمن حتى يتمكن المدنيون في غزة الذين يريدون المغادرة من المغادرة بأمان.. هذا ليس خطأهم.. لم يتسببوا في هذا.. وإذا أرادوا المغادرة، فيجب السماح لهم بالمغادرة".
وأبلغ الجيش الإسرائيلي، قبل منتصف الليل بالتوقيت المحلي، الأمم المتحدة أن موظفيه وحوالي 1.1 مليون مدني، يجب أن يغادروا الجزء الشمالي من قطاع غزة خلال الـ24 ساعة القادمة، وفقاً للمتحدثين باسم الأمم المتحدة والجيش الإسرائيلي، ودعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى إلغاء الأمر، قائلة إنه قد يحول الوضع المأساوي بالفعل إلى كارثة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحافيين، إنه "ناقش إمكانية وجود ممر آمن مع المسؤولين الإسرائيليين خلال الزيارة، وسيتابع الموضوع في الأيام المقبلة مع دول أخرى".
Israel-Hamas War: U.N. Asks Israel to Reconsider Evacuation Request - The Wall Street Journal https://t.co/68EbEXKluE
— John Lothian (@JohnLothian) October 13, 2023 تردد بالإخلاءوزاد الأمور تعقيداً أن مسؤولي حماس قالوا في الأيام الأخيرة إن الحركة مترددة في السماح بإخلاء غزة، بحجة أن ذلك قد يعني المنفى الدائم للفلسطينيين الذين يغادرون، وقال مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس محمود المرداوي، إن "فتح ممر آمن لإجبار أبناء شعبنا على مغادرة وطنهم إلى الموت الأبدي، ليس أمراً سيوافق عليه شعبنا ومقاومتنا".
وبحسب الصحيفة أثارت حملة القصف الإسرائيلية المكثفة "الهوجاء" بحثاً محموماً عن الأمان في غزة، ومن بين أكثر من 338 ألف شخص فروا من منازلهم، لجأ ثلثاهم إلى المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، بينما يقيم آخرون مع أقاربهم.
ومع إعلان إسرائيل الحرب في أعقاب هجوم حركة حماس، السبت، وجد العديد من مزودجي الجنسية أنفسهم محاصرون، على الرغم من حملهم لجواز سفر أجنبي وإذن بالمغادرة عبر المعبر، وهو مفتوح فقط لأولئك الذين لديهم تصريح خاص من السلطات المصرية.
من جانب آخر حذر برنامج الغذاء العالمي من أن المتاجر في غزة ستعاني من نفاد المواد الغذائية في أقل من أسبوع، وتواجه مستشفيات القطاع خطر التحول إلى مشارح جماعية مع انقطاع الكهرباء، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما تعالت الأصوات العاملة في القطاع الطبي لطلب المساعدات الطبية مع وجود أكثر من 5000 جريح، مع توفر 2500 سرير فقط ولا توجد مساحة إضافية في غرف العمليات.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين وعرب، فإن المناقشات بين الولايات المتحدة ومصر ركزت فقط على إمكانية تأمين ممر آمن لما يتراوح بين 500 إلى 600 أمريكي في غزة وقالوا إن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرت محادثات مماثلة مع العديد من الدول التي تتطلع إلى إخراج رعاياها من المنطقة التي مزقتها الحرب.
NEW: After Hamas's ruthless attack and Israel's ongoing reprisals, @GunningJeroen, Dana El Kurd and @Sapienology join @DannyPostel and @jja_martin on The Lede to talk about how we got here — and what happens next. https://t.co/4sY7uv4jvP
— New Lines Magazine (@newlinesmag) October 13, 2023 أسباب لوجستيةومع ذلك، لم تتمكن مصر من تلبية هذه الطلبات لعدد من الأسباب اللوجستية، بما في ذلك "فجوة عميقة" في الأرض على جانب غزة، أحدثتها قذيفة إسرائيلية في الأيام الأخيرة، حسبما قال مسؤولان عربيان، ما أتاح الوصول إلى المعبر عملياً مستحيل.. وأضافوا أن مصر تمكنت من إرسال بعض المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح في الأيام الأولى من القتال، لكن إسرائيل أبلغت الحكومة المصرية أنها لن تسمح بالمرور بعد الآن.
علاوة على ذلك، قال مسؤولون عرب إن إسرائيل مترددة حتى الآن في الموافقة على فتح معبر رفح الحدودي، بينما تقوم بضربات انتقامية في أعقاب هجمات يوم السبت.. وقال مسؤول عربي: "ليس هناك الكثير مما يمكن لمصر أن تفعله إذا لم توافق إسرائيل أيضاً على الافتتاح.. على هذه الحكومات أن تطلب من إسرائيل أيضاً الموافقة"، بحسب ما ذكرت وول ستريت جورنال.
وقال مسؤولون مصريون إن الحكومة تتوقع أن يحاول عدد كبير من الفلسطينيين عبور الحدود قريباً، الأمر الذي من شأنه أن يزيد الضغط على الحكومة للتراجع، ودعت وزارة الخارجية المصرية إسرائيل إلى تجنب قصف الجانب الفلسطيني من المعبر حتى تتمكن المحطة من العمل بشكل صحيح.. وتقول مصر أيضاً إنها تعمل على إرسال المساعدات عبر المعبر ودعت منظمات الإغاثة إلى نقل الإمدادات جواً إلى مدينة العريش في منطقة شمال سيناء المصرية.
ويقول السكان إن الشعور بانعدام الأمن يسود قطاع غزة بأكمله فيما تعرضت مناطق كان يعتقد في السابق أنها آمنة نسبياً لقصف إسرائيلي في الأيام الأخيرة.
أصاب القصف الإسرائيلي 18 مدرسة تديرها الأمم المتحدة منذ بدء الهجوم، بما في ذلك اثنتين تستخدمان لإيواء النازحين، وفقاً للأمم المتحدة، وقال مكتب الأمم المتحدة للتنسيق إن الضربات أصابت أيضاً 70 مدرسة أخرى تديرها السلطة الفلسطينية للشؤون الإنسانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأمم المتحدة فی الأیام قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل تنجح تركيا في دفع الأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا؟
أنقرة ـ في خطوة تعكس تصعيد جهودها الدبلوماسية لمكافحة الإسلاموفوبيا، دعت تركيا الأمم المتحدة إلى تعيين مبعوث خاص لمواجهة تصاعد خطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين، محذرة من تزايد الهجمات على دور العبادة والمصحف الشريف في الغرب.
وجاءت الدعوة على لسان محمد كمال بوزاي نائب وزير الخارجية التركي، خلال جلسة رفيعة المستوى في مجلس حقوق الإنسان بجنيف الأسبوع الماضي، حيث شدد على أن العداء للإسلام بات ظاهرة يومية تتفاقم بفعل تنامي التيارات اليمينية المتطرفة.
وبينما أكدت أنقرة أهمية القرارات الأممية التي تصنف حرق الكتب المقدسة كجريمة كراهية، شددت على الحاجة إلى تحرك دولي أكثر فاعلية، معتبرة أن تعيين مبعوث أممي سيكون خطوة ضرورية نحو كبح هذه الظاهرة المتنامية.
شهدت أوروبا خلال العام 2023 تصاعدًا غير مسبوق في ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث أفادت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية بأن 47% من المسلمين في أوروبا تعرضوا للتمييز في حياتهم اليومية، مقارنة بـ39% في 2016، وسجلت النمسا (71%)، وألمانيا (68%)، وفنلندا (63%) أعلى نسب للتمييز ضد المسلمين، ما يعكس تفاقم هذه الظاهرة في القارة.
وفي أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، ارتفعت معدلات الاعتداءات ضد المسلمين في أوروبا الغربية بشكل ملحوظ، مع تسجيل أكثر من 500 حادثة إحراق للمصحف في الدانمارك وحدها منذ يوليو/تموز 2023، وفقا لوزير العدل الدانماركي حينها بيتر هملغارد، مما دفع الحكومة إلى إقرار قانون في ديسمبر/كانون الأول لحظر تدنيس الكتب المقدسة علنا.
وتكررت الاعتداءات في السويد، حيث قام ناشطون يمينيون بحرق نسخ من المصحف تحت حماية الشرطة، ما أثار موجة غضب دبلوماسي من الدول الإسلامية.
إعلانوفي ألمانيا، وعلى الرغم من ندرة حوادث إحراق المصحف، فإن عدد الجرائم المعادية للمسلمين تضاعف خلال عام 2023 ليصل إلى 1926 حادثة، بزيادة كبيرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا لتقرير شبكة "كليم" لرصد الإسلاموفوبيا.
كما شهدت فرنسا ارتفاعا حادا في التضييق على المسلمين، بما في ذلك حظر العباءات في المدارس وتصاعد الاعتداءات على المساجد، حيث تم تسجيل 14 حادثة تخريب للمساجد خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي النمسا، اتخذت السلطات موقفا متشددا ضد الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، حيث نشرت الشرطة في المدارس لمنع المظاهرات المناهضة للحرب، ووصفت بعض المحتجين بأنهم مؤيدون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويشير خبراء إلى أن تصاعد هذه الحوادث مرتبط بصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، التي استخدمت الإسلاموفوبيا كأداة لتحقيق مكاسب سياسية، مما أدى إلى زيادة التمييز المؤسسي ضد المسلمين، كما لعبت بعض الحكومات دورا في تأجيج الظاهرة من خلال تشديد القوانين التي تستهدف المسلمين، مثل حظر الرموز الدينية في فرنسا، أو تضييق حرية التظاهر كما حدث في السويد والدانمارك.
ومع استمرار هذه الاتجاهات، تحذر منظمات حقوقية من أن الإسلاموفوبيا باتت تمثل تهديدا مباشرا للتعايش في المجتمعات الأوروبية، مما يستوجب تدخلا دوليا حاسما لمعالجة الظاهرة قبل أن تتفاقم أكثر.
الدور التركيتبنّت تركيا نهجا شاملا لمواجهة الإسلاموفوبيا على الصعيدين الداخلي والدولي، عبر مبادرات دبلوماسية وتشريعات وطنية وتحركات مؤسسية، فقد أطلقت أنقرة عدة برامج لمكافحة الظاهرة، أبرزها إنشاء وحدة رصد للإسلاموفوبيا ضمن وكالة الأناضول، وإعداد تقارير سنوية عن حوادث التمييز ضد المسلمين عالميًا، إلى جانب تنظيم منتديات إعلامية ودبلوماسية لتعزيز الوعي بالمشكلة.
وعلى المستوى الدولي، لعبت تركيا دورا محوريا داخل الأمم المتحدة، حيث قادت جهود اعتماد 15 مارس/آذار يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا، كما دفعت باتجاه إصدار قرارات أممية تدين حرق المصحف وتطالب بتعيين مبعوث أممي خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا.
إعلانوفي سياستها الداخلية، وضعت أنقرة إصلاحات قانونية لمكافحة جرائم الكراهية، وأدخلت تعديلات على قانون العقوبات لتشديد العقوبات على التحريض ضد الجماعات الدينية، مع تعزيز آليات الرقابة على خطابات العنصرية والتمييز، كما أنشأت مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة التركية لمتابعة شكاوى التمييز ضد المسلمين وغيرهم.
وإقليميا، دعمت أنقرة المجتمعات الإسلامية المتضررة في الغرب، حيث قدمت دعما دبلوماسيا للجاليات المسلمة في أوروبا، واستدعت سفراء الدول التي شهدت اعتداءات على المساجد والمصاحف، إلى جانب استخدام نفوذها السياسي للضغط على حكومات تلك الدول لتوفير الحماية الكافية للمسلمين.
وفي إطار التعاون الدولي، عززت تركيا شراكاتها مع منظمة التعاون الإسلامي لإنشاء آليات دائمة لمراقبة الإسلاموفوبيا، وأسست مجموعة اتصال خاصة بالمسلمين في أوروبا، كما لعبت دورا رئيسيًا في دفع منظمة التعاون الإسلامي إلى تعيين مبعوث خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا، وساهمت في حشد مواقف مشتركة داخل مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
تأثير محدودوفي السياق، يرى الباحث المتخصص في القانون الدولي يونس أكباش أن تركيا نجحت في وضع قضية الإسلاموفوبيا على الأجندة الأممية، لكنه يؤكد أن هذه القرارات، رغم أهميتها الرمزية، لا تحمل طابع الإلزام القانوني، مما يجعل تأثيرها محدودا على سياسات الدول التي تشهد تصاعد الإسلاموفوبيا.
ويضيف أكباش في حديث للجزيرة نت، أن مقترح تعيين مبعوث أممي خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا قد يكون خطوة مهمة إذا نجحت تركيا في حشد دعم واسع له، لكنه يحذر من أن المعارضة الغربية قد تحدّ من صلاحياته أو تعرقل اعتماده.
وبشكل عام، يؤكد الباحث أن تركيا أحرزت تقدما في ترسيخ الاعتراف العالمي بالإسلاموفوبيا كقضية أممية، لكنها بحاجة إلى الضغط المستمر وتعزيز التنسيق مع منظمات حقوقية دولية حتى تتحول جهودها إلى التزامات قانونية تفرض على الدول تغيير سياساتها بشكل ملموس.
إعلان