"هولاكو يغتصب المدينة" لصديق جوهر.. سطور من جراح الأمة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أهدى الشاعر البروفسور صديق محمد جوهر ديوانه "هولاكو يغتصب المدينة" الصادر عن دار صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات في مصر "إلى قوافل الهاربين من حروب الطوائف في رحلتي الشتاء والصيف، إلى العابرين لصحاري الجوع وبحار الموت وتخوم الخوف، إلى ضحايا التشدد والتطرف والإرهاب وفتاوى الزيف".
وعلى الرغم من أن الطبعة الأولى من الديوان صادرة عام 2018، إلا أن القارئ يجد أن أشعار الديوان ما زالت طازجة وكأنها كتبت بالأمس القريب، وتواكب ما يحدث من مشاهد دامية، فهل هي نبوءة شعر أم أفق مفتوح على المدى، أم هو النص الذي ينبض جمالاً وألماً مهما طال الزمن.
ينقسم ديوان "هولاكو يغتصب المدينة" إلى 4 أقسام، تحمل العناوين التالية: سطور من تاريخ الخليج، وسطور من الجرح الفلسطيني، وسطور من الجرح السوري، الذي يحمل عنوان الديوان، وسطور من الجرح اللبناني.
يستهل الشاعر الديوان بقصيدة "أشرعةٌ فوق أمواج الخليج" التي كتبها بمناسبة عيد الاتحاد الوطني، عام 2017، وفيها يتغنى بأمجاد الإمارات وقيادتها الرشيدة، فيقول:
نبعٌ للمجدِ وللكرمِ
أخليفةُ يا رمزَ الأُممِ
هذي أعيادٌ ما برحتْ
تُهْدي البلاد صدَى نغمِ
وأرى الأعراسَ وقد لاحت
في أرضِ العزَّة والشَّمَمِ
والنخل يراقصُ ساحاتٍ
في "العَيْنِ" عريقاتِ القِدَمِ
ثم ينتقل الشاعر ليصف المآسي والكوارث التي تلحق بالعديد من المدن العربية، متشبثاً بالأمل الساطع من أرض زايد التي طالما وقفت وساندت وضمدت جراح المكلومين والمنكوبين.
وفي قصيدة "دموعٌ على جبل حفيت" التي خطها الشاعر من على قمة جبل حفيت في مدينة العين، لحظة تلقيه خبر وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، يقول:
فامْضِ يا زايدُ منتصباً
فرياضُ الجَنَّةِ تنتظرُ
وقُطُوفُ عَطايَا دانيةٌ
من فَيْضِ الله تنهمرُ
قد آنَ رحيلُكَ ذا قَدَرٌ
لرحيلِكَ قلبي ينفطرُ
فستأتي الريحُ بلا مطر
وسيبكي الرملُ والشَّجَرُ
وفي القصيدة يعبر الشاعر عن مدى الحزن الذي ألمّ به وبجميع من حوله من بشر وكائنات وحتى الجمادات لحظة تلقي الخبر الفاجع لرحيل الوالد القائد فالرمل يبكي والشجر.
ويختتم الشاعر الجزء الأول من الديوان بقصيدة "أحزانٌ كويتيَّة" التي كتبها بعد مرور 10 أيام على الغزو الصدامي للكويت، وقصيدة "الكويت بين براثن الغزاة".
تخيم على الديوان عاطفة من الحزن والأسى تعكس مدى تفاعل الكاتب وانصهاره بقضايا الأمة، وما يلحق بها من خراب ودمار، يستبيح الحرمات وينتهك براءة الأطفال.
ويشتمل الجزء الثاني من الديوان "سطور من الجرح الفلسطيني" على 4 قصائد، هي "إلى فلسطينية" و "وطني في خطر" و "إلى شهداء انتفاضة الحجارة" و"اغتيال" التي أهداها للطفل الشهيد محمد الدرة، وفيها يقول:
قتلوكَ والدمُ طريقٌ
ما بين رصيفٍ وجدارِ
فلترحَلْ.. ارحلْ يا ولدي
تتبخترُ خلفَ الأقمارِ
فالكفنُ ورودُ فلسطينٍ
والنَّعْشُ عريشُ الأزهارِ
لو نبكي فالدمعُ حريقٌ
ما بينَ خليجٍ وبحارِ
لو نكتبُ فالحرفُ رَصاصٌ
سيزلزلُ صمتَ الأشعارِ
"فالدمع حريق والحرف رصاص"، صور شعرية مدهشة يستخدمها الشاعر في رسم المشهد، بمفردات موجعة تقدم وصفاً دقيقاً لما يحدث، من دون تصنع أو تكلف أو عناء، لغة شعرية منسابة من أنامل ابن النيل وعاطفته الصادقة، كانيساب نهر النيل، تروي الظمآن وتشفي غليل النفس الحرة، إبداع بقدرة عالية قلما نجد لها مثيلاً في الشعر المعاصر.
أما الجزء الثالث من الديوان " سطور من الجرح السوري" فيشتمل على 4 قصائد عناوينها كالتالي: "رسالة إلى باراك أوباما، سرادق الموتى، حلبُ تتحدث عن نفسها، يا شامُ إني أعتذرُ" وأخيراً يختتم الشاعر ديوانه بسطور من الجرح اللبناني، نقرأ فيها قصيدتين، "رسالة من شهيدة الوطن، وترنيمة إلى بيروت أثناء الحرب الأهلية".
من يقرأ الديوان ويتعرف على مسيرة الشاعر الدكتور صديق جوهر العلمية والأدبية الحافلة، والمخضرمة والمنفتحة على ثقافات عديدة، بالإضافة إلى اشتغاله بالترجمة، يدرك أنه قامة أدبية متميزة يمتلك ثروة لغوية هائلة يستخدمها بروح العصر من دون أي تعقيد أو تسطيح، كما أن خبرته واطلاعه ومعايشته للأحداث والواقع المؤلم، أمور جعلت منه صاحب أسلوب أدبي فريد من نوعه.
تعريف بالشاعرالبروفيسور صديق محمد جوهر، أكاديمي وناقد، خبير الترجمة في الأرشيف والمكتبة الوطنية - الإمارات، يعمل في الوقت الراهن خبيراً للترجمة التحريرية والشفوية في وزارة شؤون الرئاسة – أبوظبي، مترجم تحريري وشفوي محترف وأكاديمي وناقد وباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، أستاذ ورئيس قسم اللغات والآداب والترجمة بجامعة الإمارات (سابقاً)، شغل منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها والمشرف العام على برامج دراسات المسرح والسينما والفنون الجميلة والكتابة الإبداعية بجامعة الإمارات (سابقاً)، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الإنجليزي والنقد من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على دبلوم الدراسات العليا في الترجمة التحريرية ودبلوم الدراسات العليا في الترجمة الشفوية، بالإضافة إلى بكالوريوس اللغة الإنجليزية وبكالوريوس الأدب الإنجليزي، تم إدراج عدد من دراساته في الأدب المقارن والأدب الإفريقي والأدب العربي المعاصر، والأدب الخليجي العربي المترجم إلى الإنجليزية ضمن المناهج الدراسية في عدد من جامعات الأمريكية والكندية.
وهو كاتب وشاعر وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، محاضر دولي في الدراسات الثقافية والدراسات الشرق - أوسطية وتاريخ النقد الأدبي من أفلاطون إلى ما بعد الحداثة، أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في الترجمة التحريرية والشفوية وترجمة الشاشة والدبلجة والأدب المقارن ودراسات الميديا ودراسات الخليج العربي، يعمل محكّماً لكل من: جائزة الكويت في الترجمة وجائزة السلطان قابوس في الثقافة والفنون والآداب (فرع الترجمة) وجائزة العويس الثقافية (فرع النقد الأدبي)، وجائزة كنز الجيل (فرع الترجمة الشعرية) وجائزة المسرحيات القصيرة (الشارقة)، كما يعمل محكّماً لعدد من الدوريات العلمية والأكاديمية المرموقة الصادرة من كبرى جامعات الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.
اختير متحدثاً رسمياً في عدد كبير من المؤتمرات العلمية المنعقدة في جامعات أوروبا وأمريكا الشمالية، حصل على جائزة التميز العلمي في الأدب الأمريكي من جامعتي (نيفادا) بالولايات المتحدة وجامعة رايرسون بكندا، حاصل على جائزة التميز العلمي عدة مرات من جامعة الإمارات لنشر بحوثه في أرقى الدوريات العالمية، صدرت له عشرات الكتب والدراسات باللغتين الإنجليزية والعربية في الأدب الإنجليزي والأمريكي والأدب المقارن ودراسات الترجمة، وقام بترجمة العديد من الكتب إلى الإنجليزية والعربية في مختلف المجالات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مصر لبنان فلسطين سوريا الإمارات الكويت من الدیوان فی الترجمة فی الأدب
إقرأ أيضاً:
البرد القارس يزيد من جراح غزة.. والسكان يلجأون إلى مواقد النار (فيديو)
عرضت فضائية “وفا”، مقطع فيديو لنازحين فلسطينيين يشعلون النار للتدفئة وطهي الطعام وسط البرد القارس الذي أصبح يشكل خطرا على حياة النازحين في مخيمات الإيواء في النصيرات وسط قطاع غزة.
وكانت وكالة “وفا” عرضت مقطع فيديو لتشييع فلسطينيون جثمان أحمد الزهارنة الممرض في مستشفى ناصر بخانيونس جنوب قطاع غزة، نتيجة تعرضه للبرد القارس في خيمته.
إعلام إسرائيلي عن ضابط استخبارات بالقيادة الجنوبية: عملية الجيش بشمال غزة تتعثر غزة: الاحتلال دمر مستشفى كمال عدوان وارتكب انتهاكات جسيمة ضد المرضى والطواقم الطبيةويواصل الاحتلال غاراته مكثفا استهداف أحياء مدينة غزة وسط القطاع، مما خلّف عددا من المصابين والشهداء، كما كثف غاراته على المستشفيات العاملة في القطاع، وحاصر المرضى وطالب بإخلاء العديد منها.
وانقطع الاتصال تماما مع الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والطواقم الصحفية، في مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ويعد مستشفى "كمال عدوان" أكبر مستشفيات شمال قطاع غزة، وكان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة.
وتعرض المستشفى للقصف والاستهداف الإسرائيلي المتواصل، وألقت الطائرات المسيرة، قنابل في باحاته، وعلى سطحه، ما يهدد مرة أخرى الإمدادات من الوقود والأوكسجين، في وقت يمُنع إدخال الدواء أو الطعام، أو طواقم طبية، وإسعاف، وأي خدمات أخرى.
وقال وسائل إعلام فلسطينية، إنه إن الاتصال انقطع مع جميع المتواجدين في المستشفى من طواقم طبية ومرضى ومصابين، ومرافقين، ومع الطواقم الصحفية، وذلك عقب محاصرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، المستشفى ومطالبته صباح اليوم، الكوادر الطبية والمرضى والمرافقين بالنزول إلى ساحته تمهيدا لاقتحامه.
واستشهد 5 من كوادر المستشفى، إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر له، وهم طبيب الأطفال أحمد سمور، وأخصائية المختبرات إسراء أبو زايدة، والمسعفان عبد المجيد أبو العيش وماهر العجرمي، وأخصائي الصيانة فارس الهودلي.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حصاره المشدد لمستشفى كمال عدوان الذي يتواجد بداخله 91 مريضا، وسط مناشدات بضرورة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم الطبية، وإمدادهم بالمستلزمات الطبية، والطعام.
ويعيش أهالي قطاع غزة ظروفا إنسانية صعبة، مع دخول فصل الشتاء وانخفاض كبير في درجة الحرارة، ونقص وسائل التدفئة في الخيام، في ظل الحصار المفروض عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة، وفاة الطبيب أحمد الزهارنة، الذي كان يعمل في مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى الصليب الأحمر الميداني، نتيجة البرد القارس، حيث تم العثور عليه جثة هامدة داخل خيمته في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وناشدت وزارة الصحة، المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المرضى والطواقم الطبية ومراكز العلاج في فلسطين، خصوصا في قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبعد اقتحام مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.