منعطف جديد شهدته القضية الفلسطينية، هو الأخطر بحسب وصف أساتذة السياسة والمتخصصين، خاصة مع قيام الجانب الإسرائيلي بهجمات عنفية على قطاع غزة، الأمر الذي خلف آلاف الجرحى والقتلي، ووسط كل هذه الأحداث أبلت مصر بلائاً حسناً ولا زالت لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو ما كشف عنه بالتفصيل صلاح وهبة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في حواره لـ «الوطن».

في البداية كيف ترى دعوات تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء؟

هذه الدعوات والمخططات لم تكن وليدة اللحظة الحالية، وإنما تم طرحها دوليًا وإقليميًا منذ سنوات طويلة، وهو الأمر الذي رفضته مصر بشكل حاسم وواضح وتصدت له منذ اللحظة الأولى، خاصة وأن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها على حساب الأرض والسيادة المصريتين.

وبما تصف هذه الدعوات؟

هذه الدعوات تمثل تصفية للقضية الفلسطينية التي تقوم بشكل أساسي على الأراضي المحتلة منذ عام 1948، ومسيرة النضال المشرف التي قدم فيها الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء تمسكًا بالأرض ضد الاحتلال.

وكيف ترى ما تنفذه إسرائيل حالياً في قطاع غزة؟

الهجمات العسكرية الغاشمة التي تنفذها إسرائيل على قطاع غزة، وقطع إمدادات الوقود والكهرباء والمياه والغذاء وتدمير البنية التحتية ومنع دخول المساعدات الإنسانية كلها أمور تشير إلى مساعي إسرائيلية واضحة لدفع سكان القطاع إلى النزوح إلى سيناء عبر معبر رفح البري، وهو الأمر الذي رفضته مصر بشكل واضح والتأكيد على عدم سماح مصر بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى.

كيف ترى تصرفات إسرائيل الحالية؟

تعد تصرفات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة خلال الفترة الأخيرة هي السبب الأساسي في تفجر الأوضاع الحالية، إذ تعد الأعنف في سلسلة المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ عام 2006، وذلك في ضوء تبني الحكومة برئاسة بنيامين نتياهو لزيادة عملية الاستيطان والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والتصعيد المتكرر في الضفة الغربية والتوسع في سياسة القتل ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وعدم الانخراط في مفاوضات السلام، وهو ما أدى إلى خلق مناخًا متوترًا أدى إلى المشهد الحالي الذي يمثل وضعًا بالغ الخطورة على مختلف الأصعدة.

ما تعليقكم على موقف مصر تجاه القضية؟

دائمًا ما يمثل الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية نقطة ارتكاز أساسية في مختلف جهود حل القضية وتسويتها على مر التاريخ، وعملت مصر خلال سنوات طويلة على استغلال وزنها الاستراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي في المنطقة في تقديم كافة أشكال الدعم لخدمة القضية الفلسطينية.

أيضاً عملت مصر خلال السنوات الأخيرة على تكرار طرح القضية على المجتمع الدولي في المحافل المختلفة، والتأكيد على أن حل القضية هو مفتاح إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، وأنه بدون تسويتها وفق حل الدولتين ستظل المنطقة تشهد حالات متكررة من عدم الاستقرار.

وكيف ترى علاقات مصر بالفصائل الفلسطينية؟

تحتفظ مصر بعلاقات وثيقة وقوية مع الفصائل الفلسطينية وكذلك لها علاقات واتصالات متعددة مع إسرائيل مما جعلها وسيطًا موثوقًا فيه من طرفي الصراع، ولم يقتصر الموقف المصري من القضية الفلسطينية على الجانب السياسي فقط وإنما شمل الجانب الإغاثي والتنموي، عبر إرسال قوافل الإمدادات الغذائية والطبية إلى الجانب الفلسطيني.

وماذا عن جهود مصر في الوقت الحالي؟

في التصعيد الحالي تعمل مصر بشكل مكثف للغاية مع مختلف الأطراف الفاعلة على المستويين الدولي والإقليمي لاحتواء الموقف ومنع مزيد من التصعيد بين الجانبين، والعمل على التوصل إلى هدنة بهدف إدخال المساعدات الإنسانية وبحث سبل توفير ملاذات آمنة للمدنيين مع الشركاء الدوليين، وهو ما أرجو تحققه قريبًا.

وكيف ترى تعامل المجتمع الدولي حالياً مع القضية الفلسطينية والأحداث؟

في كثير من الأحيان يتعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية بمبدأ الكيل بمكيالين، فعلى الرغم من الاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة للفلسطينيين التي دفعت إلى تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن المجتمع الدولي لم يستمع للأصوات المنادية منذ أشهر عدة بضرورة كبح جماح الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وخطورة تصرفاتها على استقرار الأوضاع في المنطقة برمتها.

وهنا مع عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي مرة أخرى يجب على المجتمع الدولي النظر بعين الاعتبار إلى القضية الفلسطينية ودعم سبل تسويتها بشكل نهائي وفق حل الدولتين لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وما تفسر موقف أمريكيا تجاه القضية؟

يشكل الموقف الأمريكي الذي اتضح من خلال التصريحات والبيانات الصحفية والإعلامية على المستوى الرسمي، والدعم الكامل لإسرائيل الذي أعلنه الرئيس جو بايدن، أحد الدوافع الرئيسية لحكومة بنيامين نتنياهو في الاستمرار في حربها على قطاع غزة بلا هوادة.

كما أن الدعم الأمريكي الملحوظ لإسرائيل في التطورات الحالية يشير إلى ارتباطه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في نوفمبر 2024، وسعي الرئيس جو بايدن لاستقطاب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة والحصول على تأييده في الجولة القادمة.

وما آثار هذا الموقف؟

الدعم الأمريكي وارتباطه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد ينبئ بتفاقم الأوضاع بشكل أكبر خلال الفترة القريبة المقبلة وزيادة حدة الأزمة على المستوى السياسي والأمني والإنساني في المنطقة برمتها، ما لم تضغط واشنطن على تل أبيب من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة يعقبها وقف إطلاق نار ومن ثم العودة لمسار مفاوضات عملية السلام المتوقفة منذ سنوات وحل القضية بشكل نهائي وإرساء الاستقرار بشكل كامل في المنطقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين غزة إسرائيل القضیة الفلسطینیة المجتمع الدولی فی المنطقة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

التفاصيل الكاملة لاستخراج تراخيص البناء الجديدة

شهدت إجراءات استخراج تراخيص البناء في مصر تطورات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث سعت الحكومة إلى تبسيط هذه الإجراءات بهدف تحفيز قطاع التشييد والبناء وتسهيل الأمور على المواطنين الراغبين في بناء مساكنهم أو مشاريعهم الخاصة وذلك بعد موافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعودة العمل بأحكام قانون البناء 119 لسنة 2008، ولائحته التنفيذية.

 

شروط تراخيص البناء الجديدة 2024 مخالفات البناء 2024.. حالات رفض طلبات التصالح  أبرز التغييرات في نظام تراخيص البناء

تضمنت التعديلات الجديدة على إجراءات استخراج تراخيص البناء في المدن المصرية عدة خطوات واضحة تهدف إلى تسريع العملية وتقليل الزمن المستغرق للحصول على الرخص بتقليص عدد الخطوات المطلوبة لاستخراج تراخيص البناء من 15 خطوة إلى 8 خطوات فقط.

 

خطوات استخراج ترخيص البناء

تقديم الرسومات الهندسية المعمارية والإنشائية من مهندس معتمد.

جمع المستندات المطلوبة، مثل صورة من بطاقة الرقم القومي، وكروكي الموقع، ونسخة من عقد الملكية.

تقديم الطلب إلكترونيًا أو عن طريق زيارة المركز التكنولوجي المختص.

الرفع المساحي: يتم إجراء الرفع المساحي من خلال إحدى الجهات المساحية بعد دفع الرسوم المقررة  وتستغرق هذه العملية 15 يومًا.

بعد التأكد من استيفاء الاشتراطات التخطيطية والبنائية، يتم إصدار بيان صلاحية الموقع وتسليمه للمواطن من 5 أيام إلى 20 يومًا.

يتم فحص الطلب والتأكد من اكتمال المستندات.

يتم التأكد من مطابقة التصميمات الهندسية للاشتراطات البنائية والتخطيطية.

 

إصدار الترخيص

الفترة الزمنية لاستخراج التراخيص: 26 يوم عمل في الحالات التي لا تتطلب تقديم وثيقة تأمين و 40 يوم عمل في الحالات التي تتطلب وثيقة تأمين.

في حالة اكتمال الشروط، يتم إصدار الترخيص خلال المدة المحددة.

يتم تسليم الترخيص للمواطن إلكترونيًا أو عن طريق زيارة المركز التكنولوجي.

 

المستندات المطلوبة

صورة من بطاقة الرقم القومي.

كروكي الموقع.

نسخة من عقد الملكية.

الرسومات الهندسية المعمارية والإنشائية.

أي مستندات أخرى يطلبها المركز التكنولوجي.

 

نصائح هامة

يجب الاستعانة بمهندس معتمد لإعداد التصميمات الهندسية مع تقديم الرسومات الهندسية والمستند الدال على الملكية، بالإضافة إلى وثيقة التأمين إذا كانت مطلوبة.

التعاقد مع مهندس إشراف ومقاول ، وتسليم عقودهم للمركز التكنولوجي.

التأكد من اكتمال المستندات المطلوبة قبل تقديم الطلب، لتجنب التأخير.

يمكنك متابعة طلبك إلكترونيًا أو عن طريق زيارة المركز التكنولوجي.

 بعد تحديد الرسوم، يقوم المواطن بدفعها، ويتم استلام الترخيص خلال 48 ساعة من تاريخ السداد.

مقالات مشابهة

  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • النعيمي يؤكد أهمية حضور الشعر والكلمة الحرة في دعم القضية الفلسطينية
  • التفاصيل الكاملة لاستخراج تراخيص البناء الجديدة
  • «حفظا لماء الوجه».. باحث في العلاقات الدولية يكشف لـ «الأسبوع» سبب الهجوم الإيراني ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • باحث: الاقتصاد الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الأمريكية
  • الإمارات تدعو لإخراج القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • الإمارات تدعو لانتشال القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة