وهتف المشاركون في المسيرة التي اكتظت بجموع غير مسبوقة من مختلف مديريات المحافظة، بشعارات التضامن مع قطاع غزة والشعب والمقاومة الفلسطينية، والتأكيد على واحدية النضال ضد المحتل الصهيوني وداعمه الأكبر والرئيسي أمريكا.

ورفعوا الرايات والعلم الفلسطيني، تعبيراً عن موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاه قضية فلسطين، مؤكدين دعم فصائل المقاومة لمواصلة ردع العدو الصهيوني والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحرير أراضيه المحتلة واستعادة كامل حقوقه المسلوبة.

وبارك المشاركون في المسيرة، التي تقدّمها المحافظ محمد عياش قحيم وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، عملية "طوفان الأقصى" للمقاومة الفلسطينية التي نجحت في اقتحام العديد من مواقع العدو الصهيوني وقتل وأسر العشرات من جنود الاحتلال.

واعتبروا العملية فخر وعزة للأمة والطريق الصحيح لاستعادة حقوق الفلسطينيين وتحرير أراضيهم، مؤكدين أن قضية فلسطين ستظل قضية اليمن الأولى والمركزية وأن فلسطين والقدس الشريف في ضمير كل أبناء الشعب اليمني.

وعبروا في المسيرة التي شارك فيها وكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة وقيادات محلية وعسكرية وأمنية وتنفيذية وقضائية وتربوية وأكاديمية، عن استنكارهم للموقف الدولي المتواطئ مع العدوان الصهيوني والحصار على قطاع غزة وتقديم الدعم اللا محدود للعدو الصهيوني، مقابل صمت وتخاذل الأنظمة العربية خاصة المطبّعة مع الاحتلال.

وطالبوا بمؤازرة الإرادة الشعبية لفصائل المقاومة التي تواصل معركة "طوفان الأقصى" في طريق التحرير والدفاع عن الشعب الفلسطيني وأراضيه والمقدسات لمواجهة الإرهاب الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً.

وخلال المسيرة أشار محافظ الحديدة قحيم، إلى أن مواقف أبناء اليمن تجاه قضية فلسطين والأقصى، نابعة من المبادئ والقيم والهوية الإيمانية والعقيدة الإسلامية التي تحث على التكاتف والتلاحم ووحدة الصف في مواجهة العدو المشترك للأمة.

وأوضح أن عملية "طوفان الأقصى" بداية غيث لتلاحم أبناء الأمة واستعادة أمجادها، داعياً إلى التحرك الجماهيري لأبناء الأمة العربية والإسلامية انتصاراً للقضية الفلسطينية وتحرير المقدسات الإسلامية.

وأشاد قحيم بما حققه أحرار المقاومة من نتائج ميدانية في تكبيد العدو الصهيوني خسائر فادحة في عملية "طوفان الأقصى" التي تعتبر بداية انطلاق لمعركة تحرير الأرض من رجس الاحتلال الصهيوني الغاصب.

واعتبر العملية المعايير بداية حقيقية لتلاحم الأمة العربية والإسلامية في مواجهة الاستكبار العالمي الذي تقوده الصهيونية العالمية أمريكا وإسرائيل، لافتاً إلى أن أمريكا صانعة للإرهاب من خلال تمويلها ودعمها اللا محدود للصهاينة.

ولفت محافظ الحديدة، إلى أن الشعب اليمني يقف اليوم في طليعة الشعوب التي تناصر الشعب الفلسطيني في أرض الرباط وهو يواجه الإجرام والتوحش الصهيوني المسنود أمريكياً وغربياً واسع النطاق.

وأفاد بأن محور المقاومة، أمل الشعوب للانتصار للحق العربي والإسلامي وردع الصهاينة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة، مرحلة تحرك الشعوب لإيقاف مخططات التطبيع والتقارب مع كيان الاحتلال وترسيخ الوحدة الإسلامية لمواجهة العدو الغاصب.

بدوره أكد نائب رئيس وحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة الشيخ علي صومل في كلمة العلماء، أهمية توحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة مخططات العدو الصهيوني ومشاريعه في تهويد مدينة القدس واقتحام قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى ومنع أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلى الأماكن المقدسة.

وأوضح أن الدعم الأمريكي للعدو الغاصب، برهن للجميع أن الإدارة الأمريكية، هي الداعم الأكبر للإرهاب والجريمة في العالم وما تدّعيه واشنطن من اهتمام بقضايا حقوق الإنسان والحرية، مجرد محض افتراء لا يمت للحقيقة بأي صلة.

وقال "إن الفعل البطولي والتاريخي المتمثل في عملية "طوفان الأقصى" فخر واعتزاز لأحرار العالم أجمع"، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني وهو يواجه الإجرام والتوحش الصهيوني المسنود بالدعم الأمريكي الكبير واللا محدود.

وأشار صومل، إلى أن الشعب اليمني سيواصل بكل ثقة وإصرار التضامن مع أبطال المقاومة والجهاد في فلسطين، منوهاً بما ورد في كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالاستعداد الكامل لخوض معركة الدفاع المقدس وتحرير الأرض العربية من دنس الصهاينة.

وبارك بيان صادر عن مسيرة الحديدة تلاه الشيخ محمد الوافي، العملية النوعية "طوفان الأقصى"، مشيداً ببطولات فصائل المقاومة الفلسطينية والملاحم الكفاحية ضد كيان العدو الغاصب.

وأكد البيان وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية بالسلاح والرجال والإمكانيات في مواجهة العدو الصهيوني، مستنكراً مواقف الدول المطبّعة وما تقوم به من ممارسات ومخططات لتفكيك صف أبناء الأمة الاسلامية.

واعتبر، استمرار صمت المجتمعِ الدولي إزاء الجرائم التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في الأراضي المحتلة، وصمة عار ومشاركة علنية في الحرب والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وندد البيان بالدعم الأمريكي الغربي للعدو الصهيوني لشن العدوان على المدنيين في قطاع غزة وفرض حصار شامل ومنع الخدمات الأساسية ودخول المواد الغذائية والأدوية للقطاع، معتبراً ذلك جريمة حرب وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

وانتقد البيان المعايير الازدواجية لبعض الدول الغربية وأمريكا والكيل بمكيالين ومضاعفة معاناة ومظلومية الضحايا الفلسطينيين وتشجيع الجلاد الصهيوني المنتهك لحقوق وأراضي الشعب الفلسطيني.

واستغرب تعاطف العديد من الدول وتأييدها ودعمها للعدو الصهيوني، متجاهلة التاريخ الإجرامي لهذا الكيان بحق الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأفظع جرائم دموية، مؤكداً أن استمرار تواطؤ المجتمع الدولي ستكون عواقبه وخيمة في دول المنطقة.

 

وأكد البيان، أن الخيار الوحيد للقضية الفلسطينية، دعم فصائل المقاومة بالمال والسلاح والمقاتلين، للرد على المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني ووضع حد لصلف وغطرسة المحتل الغاصب.

وأفاد بأن اليمن تعرض لعدوان لم يسبق له مثيل في التاريخ بسبب رفض الشعب اليمني التطبيع والتقارب مع العدو الصهيوني، لافتاً إلى أن الشعب اليمني سيظل الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل مخططات الأعداء.

وجدد بيان المسيرة، تضامن ووقوف أبناء الحديدة إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة وجهوزيتهم للمشاركة في خوض معركة تحرير الأراضي المحتلة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

تخلل المسيرة التي شارك فيها مدراء المديريات ومشايخ وعلماء وشخصيات اجتماعية، وحشود من المواطنين، أوبريت لفرقة الشهيد الصماد.

 

 

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی الشعب الیمنی طوفان الأقصى فی مواجهة إلى أن

إقرأ أيضاً:

السينما الفلسطينية... مرآة للألم وأداة للمقاومة في وجه الاحتلال والصمت

في أجواء مشحونة بالتحديات السياسية والإنسانية، ومع تصاعد وتيرة الأزمات التي تواجه الشعب الفلسطيني، ألقى صنّاع السينما الفلسطينيون المشاركون في مهرجان أجيال السينمائي 2024، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، الضوء على دور السينما الفلسطينية في إيصال صوت الشعب وقصصه إلى العالم. وأعرب المشاركون عن قلقهم بشأن مستقبل صناعة الأفلام في فلسطين في ظل غياب البنية الاساسية والتمويل المناسب، بينما أبدوا فخرهم الكبير بالتزام المخرجين الفلسطينيين الشباب والمخضرمين بإنتاج أعمال تعبّر عن واقع الشعب الفلسطيني ونضاله.

وخلال لقاء صحفي أقيم على هامش المهرجان، شارك فيه المخرج محمد بكري، والمخرج المعروف رشيد مشهراوي، والممثل ورئيس لجنة تحكيم "صنع في قطر" لهذا العام صالح بكري ، بالإضافة إلى المخرجين الصاعدين محمد المغني وليلى عباس، تم التأكيد على أهمية السينما الفلسطينية كأداة للمقاومة والتوعية.

وتحدث المخرج محمد بكري عن فيلمه الجديد "جنين جنين"، الذي يعرض خلال المهرجان، قائلاً: لا توجد بنية أساسية لصناعة السينما في فلسطين، ولكن هناك أفراد يبذلون قصارى جهدهم. في كل منطقة جغرافية يتواجد فيها الفلسطينيون، هناك نضالات مختلفة، لكننا جميعًا نتشارك أحلام التحرر والاستقلال والكرامة.

ويعود "بكري" في فيلمه إلى مخيم جنين بعد 20 عامًا من فيلمه الوثائقي الأول "جنين، جنين"، ليربط بين شهادات الناجين من العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وتأثيرات اجتياح عام 2002. وأضاف بكري: أحيي مؤسسة الدوحة للأفلام على تنظيم مهرجان بهذه الأهمية وبهذه الطريقة، مع مراعاة ما يحدث لشعبنا في غزة. تمويل أفلامي كان بالغ الصعوبة، ولكن عندما أنهيت 'جنين جنين'، نظرت إلى نفسي في المرآة وشعرت بالفخر!

من جانبه، عبّر المخرج رشيد مشهراوي، الذي اشتهرت أفلامه في مهرجانات عالمية، عن صعوبات صناعة الأفلام، موضحًا: "إنتاج فيلم جديد استغرق مني ثلاث سنوات، حتى بعد الإشادة بأعمالي في مهرجان كان السينمائي. كل مرة أبدأ فيها العمل على فيلم جديد، أشعر وكأنني أعمل على أول فيلم لي. الواقع هو أنّ كل فيلم يحتاج إلى وقت وجهد وتخطيط أكبر لتحقيقه."

كما تحدث عن أهمية السينما الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية، قائلاً: من المهم صناعة الأفلام، على الرغم من أنّ السّينما ليست مجرد ضغطة زر لتحقيق تغيير فوري. على الجميع أن يشارك، وأنا أحاول قدر استطاعتي من خلال عملي أن أنقل الرواية الفلسطينية وأفند الرواية الزائفة للاحتلال. العمل السينمائي يجعلني أشعر بأنني لست عاجزاً، بل مشاركاً فعّالاً في تحقيق التغيير."

وأشار مشهراوي أيضًا إلى فيلمه الجديد "أحلام عابرة"، الذي تم تصويره في عدة مواقع داخل فلسطين: كل هذه الأماكن منفصلة عن بعضها البعض، وكنّا بحاجة إلى طلب تصاريح للتنقل بينها. ولكننا نجحنا في تحقيق ذلك. وما يلهمني ويحركني هو أن الشباب الفلسطيني، رغم كل هذه التحديات، يواصلون صناعة أفلام رائعة." كما تحدث عن مشروعه "من المسافة الصفر"، وهو مجموعة من 22 فيلمًا قصيرًا أنتجها صُنّاع أفلام من غزة: ما يحدث في غزة يجب أن يُعرض في كل مكان. هذه المجزرة تختلف عن أي شيء حدث من قبل لأنها تُبث على الهواء مباشرة. يجب ألا نعتاد على ذلك. وما يقتلنا ليس فقط الاحتلال الإسرائيلي، بل أيضاً الصمت العربي."

من جانبه أكد الممثل ورئيس لجنة تحكيم "صنع في قطر" هذا العام، صالح بكري، على الدور العاطفي الذي تلعبه السينما في حياة الفلسطينيين، قائلاً: "على الرغم من أن السينما لا تشفي الجراح، إلا أنّها تمنح معنى للحياة وتساعد على إزالة غبار العجز." وأشار إلى واقع الحياة اليومية في فلسطين: "فكرة المدينة الفلسطينية نفسها قد تم تدميرها. في الماضي، كان الفنانون العرب العظماء يأتون إلى حيفا من جميع أنحاء العالم ليؤدوا عروضهم. أما اليوم، فإن جمهوري الطبيعي لا يستطيع حتى دخول قاعة سينما."

اما المخرج الصاعد محمد المغني، الذي يعرض فيلمه "برتقالة من يافا"، تحدث عن أهمية السينما الفلسطينية، قائلاً:

قوة السّينما تكمن في أنها تبني جسوراً بيننا وبين العالم، وبين أبناء الشعب الفلسطيني. إنها وسيلة للتعبير عما بداخلنا. ولكن صناعة السينما في فلسطين صعبة للغاية لأن الظروف تجعلها ترفاً لا يقدر عليه الكثيرون."

أما المخرجة ليلى عباس، التي تشارك بفيلمها "شكراً لأنك تحلم معنا"، فقد تحدثت عن تجربتها السينمائية، موضحة:

صوّرت فيلمي قبل أحداث السابع من أكتوبر. كنت أرغب في الابتعاد عن السياسة، لكن هذا مستحيل في السياق الفلسطيني، لأن ذلك يعني الانفصال عن الواقع. ولم أكن أرغب في أن تحتل إسرائيل قصتي أيضاً." وأوضحت أن السينما الفلسطينية تطرح أسئلة صعبة وتفتح مجالات الحوار، وهو ما يجعلها أداة فعالة في التعبير عن الواقع الفلسطيني.

مقالات مشابهة