بتجربة من الحرب العالمية الثانية.. ضباط عراقيون يرسمون نهاية متوقعة لـمعركة غزة
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
مع تزايد حدة المعارك في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتصاعد عدد الشهداء ومحاصرة غزة وقطع الماء والكهرباء والغذاء عنها، ودعم الدول العربية ووقوفها بجانب فلسطين للقضاء على الاحتلال الصهيوني، طرح ضباط في الجيش العراقي سيناريوهات عن الصورة المتوقعة لمعركة غزة في حربها ضد الاحتلال الاسرائيلي، والاقتحام البري المتوقع لقوات الكيان الاسرائيلي الى القطاع.
فلسطين "تصفع" اسرائيل بقوة
فيصل احمد ضابط سابق في الجيش العراقي قال لـ "بغداد اليوم"، إن "احداث السبت الماضي تدل على اننا امام قوة نخبوية على قدر عالي من الكفاءة نجحت في استغلال امثل لكافة الامكانيات المتواضعة في توجيه صفعة لجيش اسرائيل".
واضاف، أن "من قام بهذا الفعل وضع حتما سيناريوهات بشأن اجتياح بري مدمر وقصف حالي متقدم"، مؤكداً أن "اسرائيل تشعر بالاهانة لأول مرة منذ تأسيسها قبل 70 سنة في معركة لم تكن تخطر ببالها لذا ستدفع الى اجتياح غزة وهنا سنكون امام لينغراد عربية بمعنى الكلمة والخسائر ستكون قاسية جدا".
واشار أحمد الى أن "قوى المقاومة اذا ما صدمت في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي ستكون نهاية اخيرة معنويا وعسكريا وقد تنجر امريكا للدخول لإسعاف تل ابيب وهنا ستكون لحظة فارقة في مستقبل الشرق الاوسط برمته لان الانفجار سيكون أكبر".
معركة "قاسية" على اسرائيل
أما بهاء الشمري وهو ايضاً ضابط سابق أكد هو الآخر أن "في غزة هناك مدينة اسفل المدينة (في اشارة الى الانفاق) وهي محور لايمكن التكهن به ويمكن ان يكون الورقة الاهم في معركة غزة اذا ما جرت في اي لحظة"، لافتا الى ان "هناك الالاف مستعدون للموت في مواجهة ارتال الجيش الاسرائيلي".
وأكمل أن "اسرائيل ومن قبلها امريكا تدرك بان الدخول الى غزة يعني السقوط في فخ كبير قد يؤدي الى عواقب وخيمة لانه القتال في مدينة ليس بالامر الهين في ظل مرونة لحركة المقاومة من تحت الانفاق ناهيك عن الضغط الدولي من خلال وجود مليوني مدني وسط الحجيم".
غزة تتحول الى "لينغراد" عربية
فيما قال الضابط ثامر خليل إن "امريكا ستضغط باتجاه ايقاف معركة غزة لانها تعرف بانه اسرائيل لن تحقق اي انتصار امام مقاومة مستعدة للقتال الى النهاية"، لافتا الى ان" القصف يمكن ان يهدم بناية ويقتل ابرياء ولكن لايمكنه اعطاء فرصة لمسك الارض الا من خلال ارتال برية مباشرة وهنا تكمن الصعوبة".
وتابع أن "القول بان غزة ستتحول الى لينغراد عربية في تشبيه لما حدث في اهم واشهر معارك الحرب العالمية الثانية حقيقة لان اسرائيل لايمكن خوض حرب مباشرة لمدة شهرين او ثلاثة مع توقف الحياة والمصانع هذا سر ضعف البنية الاهم في تل ابيب".
ماقصة لينيغراد؟
ولينيغراد "الان تسمى سانت بطرسبرغ"، هي مدينة روسية تقع شرق خليج فنلندا على بحر البلطيق، وهي ثاني أكبر مدن روسيا وعاصمة سابقة لروسيا القيصرية لأكثر من مئتي عام.
وتعرضت المدينة لحصار لينينغراد الشهير، وهي عملية عسكرية فاشلة من قِبل قوات دول المحور للاستيلاء على المدينة أثناء الحرب العالمية الثانية.
واستمر الحصار من 9 سبتمبر 1941، إلى 18 يناير 1943 عندما استطاع السوفييت فتح معبر بري إلى المدينة، ليرُفعَ الحصار تمامًا في 27 يناير 1944، أي بعد 872 يومًا من بدء الحصار.
كانت المدينة هي الهدف الأيدولوجي للعملية "بارباروسا" وكذلك هي مهد الثورة الشيوعية، وقد كان هناك تجاهل للقتلى من الطرفين، وكانت نهاية الحصار من نقاط التحول في مسار الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء وبداية النهاية لجيوش المحور التي كانت قبل عامين على مشارف عاصمة السوفيت موسكو، حيث تم القضاء على الجيش السادس الألماني في ستالينغراد وبدأ منها الزحف نحو برلين.
وأطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة فجر السبت عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، حيث نفذت هجوما كبيرا برا وبحرا وجوا وخاضت حرب شوارع مع الجيش الإسرائيلي.
وبدأت القوات الإسرائيلية عملية "السيوف الحديدية" وشنت غارات مكثفة على مناطق عدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء الحصار الإسرائيلي.
وأسفرت الغارات المتواصلة منذ السبت عن دمار هائل بالمناطق السكنية وخسائر كبيرة في الأرواح وحالة نزوح جماعي من القطاع.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحرب العالمیة الثانیة معرکة غزة
إقرأ أيضاً:
القيادة العامة .. (حيا الله الرجال)
*????️صحيفة الكرامة الصادرة اليوم الخميس ٢٠٢٥/١/٣٠????️*
*✍️محمد عبدالقادر رئيس تحرير صحيفة«الكرامة» يكتب من داخل القيادة العامة للجيش:*
*◼️من اجلنا ارتادوا المنون وكتبوا تاريخا جديدا للسودان*
*????القيادة العامة .. (حيا الله الرجال)*
*◼️حصيلة التدوين المدفعي للقيادة تجاوزت ( 800) دانة فى يوم واحد..*
*◼️لم تكن فاتورة وصول القيادة تعنينا، مهما عظمت والجميع يحذرون …*
*◼️أبطال القيادة عاشوا قرابة العامين تحت الحصار والقصف والجوع والمرض*
* *الذين كانوا محاصرين فى القيادة لم يغادروا اماكنهم حتى الان*
*◼️وجدنا “خمس مقابر” داخل القيادة العامة .. كانوا يموتون بالمرض بعد ان عز الدواء*
*◼️الفريق اول محمد عثمان الحسين تحت الحصار، وقدم اروع انموذج فى الثبات*
*◼️مات من مات وبقي من بقي ليرووا لنا جميعا قصصا من الصمود والبسالة والصبر والفداء*
(1)
مازلت حفياً بزيارتي الى مقر القيادة العامة يوم الأحد الماضي ، فقد الجمتني بسالة من رايت، وأدهشتني ارادة البقاء على قيد الشجاعة والوطنية من رجال لطالما ظلمتهم الاسافير ومجالس سوء الظن العريض واتهمتهم بالبطء فى حسم المعارك ، وببيع القضية والاستهانة بمعاناة المواطنين الذين عذبتهم الحرب. نعم رمتهم الاقاويل البائسة بالوهن والضعف فى مواجهة نيران المليشيا والركون للاسر بطريقة لا تتناسب مع سمعة الجيش ولا مقام الجنرالات العظام..
لم تكن القيادة عندي مجرد ” منطقة محررة” و”سيارات الكونفوي” تمخر العباب وتشق الطريق الترابي بعد خروجها من (كبري الحلفايا) لتنفذ عبر المطبات فى احياء بحري، ووسط خطر القناصة الجبناء الذين ينتظرون سوء المصير وحتفهم الاكيد والموت يقترب منهم رويدا رويدا بفضل تقدم ابطال الجيش والقوات المساندة الاخري ..
(1)
كانت القيادة عندي وستظل مقاما عزيزا يعبر عن خلود جيش السودان فى ذاكرتنا الوطنية كرمز باق وملاذ لا يخون صنع تاريخا مبهرا عنوانه التضحية والفداء والصمود وكل ما يعجب السودانيين من قيم الفراسة والشجاعة واخلاق الرجال..
(2)
خلم تكن فاتورة وصول القيادة تعنينا، مهما عظمت والجميع يحذرون من خطر المشوار ، كنت ومن معي من زملاء نسترخص ارواحنا فى مقارنة ما يفعله وفعله ابطال القوات المسلحة والقوات المساندة الاخرى فهي رخيصة لا تسوى شيئا امام ما قدمه وما يقدمه ابطال الجيش من القائد العام الفريق اول عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق اول شمس الدين كباشي والفريق اول ياسر العطا والفريق ابراهيم جابر مرورا باسد القوات المسلحة ورئيس اركانها الفريق اول محمد عثمان الحسين المرابط تحت الحصار، وقدم اروع انموذج فى الثبات، ونائبه للعمليات الصامد كذلك في ردهات القيادة الفريق خالد عابدين الشامي واركان حربهم .. اللواء الفارس احمد الحنان، واللواء الصنديد محي الدين سيداحمد والعميد الراكز نبيل عبدالله لسان الجيش المقدام فى معركة الكرامة واخرين كثر من اصحاب الرتب والجنود المنتشرين بثبات داخل اسوار القيادة العامة ولمدة تقارب العامين..
(3)
من يصدق ان هؤلاء الرجال وغيرهم ممن لاتسع مساحة المقال لذكرهم عاشوا قرابة العامين تحت الحصار والقصف المتواصل والجوع والمرض يؤازرون بعضهم ويعيشون بين الامل والرجاء وترقب نصر الله ، يفعلون ذلك فداءا للدين والوطن واخلاصا لقيم الجيش الذى مالان ولا انكسر.
الادهى ان كل هؤلاء ورغم طول الحصار لم يغادروا اماكنهم حتى الان داخل القيادة وقد الوا على انفسهم ان لايبارحوا قلعة الصمود الا بعد اكتمال النحرير.
كان الوصول الى هؤلاء اضعف الايمان فى ميزان الاسناد المعنوي لجيش عزيز، لايخون، تساؤلات الطريق كانت تمضي للتثبيط وبعض نيران “مداوسة’ فك الحصار مازالت مشتعلة، ودخان المعارك لم ينجل، وغبارها يمسك بتلابيب الفضاء ويعلن ان الاجواء مازالت حربية، كان الوسواس الخناس يشدنا الى الوراء لكن الرغبة كانت عالية فى الوصول للقيادة عرين الابطال الذين كتبوا تاريخا جديدا بصبرهم وثباتهم وصمودها فى مواجهة اشهر عجاف كانوا يقتاتون فيها على التمر والماء متى ما تيسرت بلا امان ولادواء ولاغذاء ولا حتى ملابس ، فقد اهترت ازياؤهم، ووهنت خيوطها وهم يرتدونها لقرابة العامين، كل هذا فضلا على فراق الاهل والولد، واحتمال الموت فى كل لحظة، ولعل هذا يفسر وجود خمس مقابر داخل القيادة العامة فقد كانوا يموتون بالمرض بعد ان عز الدواء ، وبالجوع وقد ندر الغذاء ، غير التهديد اليومي .. حصيلة التدوين المدفعي تجاوزت فى يوم واحد ال ( 800) دانة..
(4)
داخل القيادة العامة امضينا سحابة يومنا مع الابطال، قصص الثبات الاسطوري وماثر الرجال العظماء، التقينا صناديد القيادة وابناء الجيش، الاوفياء ،مات من مات وبقي من بقي ليرووا لنا جميعا قصصا من الصمود والبسالة والصبر والفداء.. حفظ الله جيشنا الباسل وابقاه حاميا للحمى وصماما لوحدة وسيادة السودان ..
*????#صحيفة_الكرامة*