سواليف:
2025-03-11@17:53:35 GMT

المعركة البرية الإسرائيلية بين الإقدام والإدبار

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

المعركة البرية الإسرائيلية بين الإقدام والإدبار

في ظلال طوفان الأقصى “4”

#المعركة_البرية الإسرائيلية بين الإقدام والإدبار

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

ما زالت حكومة الكيان الصهيوني قبل وبعد تشكيل حكومة الحرب المدعمة بالجنرالات ترغي وتزبد، وتهدد وتتوعد الفلسطينيين في غزة باجتياح قطاعهم، وتدمير بنيانهم، وتخريب أرضهم، وتعطيل مرافقهم وتغيير معالم مناطقهم، ثأراً وانتقاماً من حركة حماس، التي باغتتهم ونالت منهم، وصدمتهم وروعتهم، وألحقت بهم خسائر فادحةً جداً ما كانوا يتوقعون يوماً دفعها، أو التعرض لها في حياتهم أبداً.

مقالات ذات صلة الشيخ كمال الخطيب .. أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتفاءلون 2023/10/13

قبل أن يصل جنرالات الحرب الجدد إلى مكاتبهم الوزارية، كان جيش الاحتلال قد أحاط قطاع غزة على حدوده الشرقية بمئاتٍ من الدبابات، وصفها بعض ضباطه أنها جدارٌ فولاذي معزز بالنار، وإلى جانبها وخلفها انتشرت مدافع الميدان ومنصات إطلاق القذائف الموجهة، وتجمعت دباباتٌ أخرى على الحدود الشمالية للقطاع بالقرب من بلدة بيت حانون، وأما البحر الذي يشكل الحدود الغربية للقطاع فتجوب شواطئه بوارج وسفن حربية تشارك الطائرات المغيرة بقصف مناطق مختلفة من القطاع بقذائف وصواريخ مدمرة، وما زالت حشود جيش الاحتلال تتوالى حشداً وتموضعاً وتزداد عدداً وعتاداً.

يحرص جيش الاحتلال أن تكون حركة آلياته العسكرية مكشوفة ومعلومة، ولا يمانع قيام وسائل الإعلام المختلفة بتصويرها والاقتراب منها، وكأنه يريد أن يقول للمقاومة الفلسطينية أن هذا ما أعددناه لكم وما جهزناه لقتالكم، وعلى المدنيين الفلسطينيين الاستجابة إلى التعليمات العسكرية الإسرائيلية بالتحرك جنوباً والابتعاد عن وسط وشمال القطاع قبل بدء العمليات البرية،

وخلال عمليات الحشد والاستعداد للاجتياح البري للقطاع، لا تتوقف طائرات العدو وسفنه الحربية عن قصف جميع المناطق الفلسطينية في قطاع غزة بلا استثناء أو تمييز، وتقوم بقصف بعض المناطق التي سبق وأن قصفتها مراتٍ عدة، في محاولةٍ لتحويل المناطق إلى أراضٍ محروقة، لا سكان فيها ولا مباني سكنية ولا مؤسسات ولا شيء آخر يدل على الحياة، حيث تستهدف المدنيين العزل في البيوت والشوارع، وفي المدارس والمساجد، وفي الأسواق وعلى الطرقات، مما تسبب في سقوط قرابة 1600 شهيداً وأكثر من 7000 جريحاً في بداية اليوم السابع للعدوان على قطاع غزة، وما زالت تهدد بالمزيد في حال قيامها بالدخول البري.

بغض النظر عن قدرة الكيان الصهيوني على خوض حربٍ بريةٍ ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أم لا، إذ أن قيادته السياسية والعسكرية لم تحسم أمرها، ولم تحدد قرارها، وما زالت تتخبط في تيها وتتعثر في خلافاتها، وهي تحسب المكاسب والخسائر، وتوازن بين المنافع المرجوة والأضرار المتوقعة، ولها في الحروب السابقة خبرة وتجربة، ودرساً وعبرةً، تعلمت منها وخافت، وقاست فيها وعانت، وانسحبت منها خائبةً وعزمت ألا تعود لمثلها أبداً، إذ لا قدرة لجنودها على مواجهة رجال المقاومة، ولا يستطيعون فرادى ومجتمعين أن يفلوا عزم المقاتلين وبأس المقاومين.

لكن قد يكون الأمر هذه المرة مختلفاً عن المرات السابقة، فحجم الخسارة كبير، وأثر الإهانة فاضح، وعمق الجرح غائر، وأعداد القتلى تزداد، وصور الأسرى تذل، وحالة المستوطنين مزرية، فالخوف يسكنهم، والرعب يجمد أوصالهم، ولم يعد لديهم ثقةً في جيشهم ولا أماناً في مؤسساتهم الأمنية، فضلاً عن حكومتهم التي يتهمونها بأنها حكومة الأغرار التي لا تحسن التصرف ولا تملك الخبرة وتعوزها التجربة، وإن التحق بها آخرون فإنهم لن يزيدوها إلا ضعفاً ورهقاً، وتعثراً واضطراباً، وسجلاتهم العسكرية عليهم تشهد، ولهذا فإنهم يتطلعون إلى عملٍ حاسمٍ يحقق أهدافهم المرجوة، ويطمئن قلوبهم الخائفة، ويعيد الثقة بحكومتهم الخائبة.

فهل يقدمون على فعلتهم، ويستطيعون المغامرة بسمعتهم وحياة جنودهم وأمن مستوطناتهم، بعد التجربة المرة التي خاضوها، والخسائر الكبيرة التي منوا بها، وبعد أن علموا أن المقاومة قد أعدت خطة الدفاع قبل أن تعد خطة الهجوم، وأنها استخدمت في هجومها أقل من 5% من قواتها وقوتها وقدراتها، وأنها ما زالت تحتفظ بالكثير من الأوراق الرابحة والأسلحة الرادعة، أم أنها فقط حرب نفسية ومحاولة محمومة لكسر الروح المعنوية، وإضعاف المقاومة، وتفتيت وحدتها وتشتيت صفوفها، وإرهاب الشعب وتخويفه، والتأثير على الحاضنة وتشتيتها، ودفعها للتخلي عن المقاومة والابتعاد عنها.

بيروت في 13/10/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: قطاع غزة ما زالت

إقرأ أيضاً:

مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل

أكدت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أن كيان العدو الصهيوني يواصل إغلاق معابر قطاع غزة بشكل كامل مانعا دخول المساعدات والمواد الأساسية لليوم العاشر على التوالي، محذرة من أن استمرار إغلاق معابر غزة يُنذر بمجاعة في القطاع.

وقالت “حماس” في بيان: إن الاحتلال الإسرائيلي يزيد من معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، جراء إغلاقه المعابر بشكل كامل، ومنعه دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية.

وأكدت الحركة أن إغلاق المعابر يشكّل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي ينص على تسهيل دخول المساعدات دون قيود، مضيفة أن هذا الإغلاق يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويُعتبر جريمة حرب وعقابًا جماعيًا يهدد حياة المدنيين الأبرياء.

وأشارت إلى أن منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمواد الإغاثية الأساسية أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وأضافت، أن إغلاق المعابر ومنع دخول الآليات الثقيلة يعرقل جهود انتشال الجثامين، وأعمال الترميم والإعمار، ويزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف قاسية.

وأدانت “حماس” استخدام “إسرائيل” المساعدات كـ”ورقة ابتزاز سياسي”، مؤكدةً أن هذه السياسات العدوانية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن تفلح في تحقيق أهداف الاحتلال.

وطالبت حركة “حماس” الوسطاء بالضغط على الاحتلال للالتزام بتعهداته وفتح المعابر بشكل فوري؛ لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد قطاع غزة.

وفي تصريح سابق، قال الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم، إن أهالي قطاع غزة يعيشون بوادر مجاعة حقيقية، مع استمرار إغلاق الاحتلال معابر قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي.

وأوضح “قاسم” في تصريحات صحفية أن أهالي القطاع يعانون شُح الغذاء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، مضيفاً “والاحتلال يمنع إدخال المواد الغذائية بإغلاقه المعابر”.

ودعا “قاسم” في تصريحاته الجامعة العربية لتفعيل قرارات القمة العربية الأخيرة بكسر الحصار عن قطاع غزة، ومنع الاحتلال من تجويع الفلسطينيين.

ويواصل كيان العدو الصهيوني منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة لليوم العاشر توالياً، مشدداً الحصار على جميع الإمدادات، بما في ذلك الغذاء والوقود.

ويأتي ذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وعرقلة سلطات العدو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

وجاء هذا الإغلاق في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة، من أوضاع إنسانية كارثية، بسبب نقص الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية مع حلول شهر رمضان.

ويأتي إصرار العدو على مواصلة إغلاق معابر غزة وفرض الحصار الكامل عليها، مع قرب انتهاء مدة 4 أيام التي منحها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لكيان العدو الصهيوني لرفع الحصار عن غزة.

ولم يتبقى إلا ساعات على انتهاء المهلة، حيث توعد السيد القائد كيان العدو باستئناف العمليات البحرية اليمنية ومنع دخول السفن إلى الموانئ الصهيونية، ومنع مرور السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر، فارضا معادلة الحصار بالحصار.

مقالات مشابهة

  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • شهيدة جنوب قطاع غزة ضمن الخروقات الإسرائيلية.. وحصيلة جديدة
  • التعليم تنشر أسماء المدارس التي تعمل في وسط قطاع غزة
  • هيئة فلسطين للإغاثة تنفذ مشروع تزويد النازحين في غزة بالخيام المقاومة للمياه
  • المملكة تدين الانتهاكات الإسرائيلية وأساليب العقاب الجماعي في غزة
  • بحيرة سد النهضة ما زالت في أعلى مستوى منذ أغسطس 2024.. خبير يوضح تفاصيل جديدة
  • «ظلام وحصار وجوع»| الاحتلال يقطع الكهرباء عن قطاع غزة بالكامل مما يزيد من معاناة المدنيين.. وحماس تدين السياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • حماس: سياسة التجويع الإسرائيلية تطال الأسرى في غزة
  • الإمارات تجدد رفض تهجير الفلسطينيين وتطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية