وقفة تضامنية أمام الجامع الأزهر لدعم فلسطين والتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
نظم مئات من المصلين بالجامع الأزهر في القاهرة، بعد صلاة الجمعة، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، ودعم صموده ضد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.
وردد المواطنون داخل وخارج الجامع هتافات مختلفة لدعم الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى من بينها: «بالروح بالدم.. نفديكَ يا أقصي»، كما رفعوا أعلام فلسطين، ونددوا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وقتل المدنيين وتدمير منازلهم في قطاع غزة جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة والمكثفة.
وكانت الأزهر الشريف أصدر بيانا جدد من خلاله تحيته لصمود أبناء فلسطين العزيزة، وتقديره لتشبثهم بأرضهم الغالية، وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها، مهما كان الثمن والتضحيات، لافتا إلى أنّ الأرض أمومةٌ وعِرضٌ وشرفٌ، موجهًا رسالته لأولئك المتمسكين بأرضهم أنه خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداءَ من أن تتركوها حمًى مستباحًا للمستعمرين الغاصبين، واعلموا أن في ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد.
كما دعا الأزهر الشريف الدول العربية والإسلامية، إلى أن تستشعرَ واجبها ومسؤولياتها الدينية والتَّاريخية، وتسارع إلى تقديم المساعدات الإنسانيَّة والإغاثية على وجه السرعةِ، وضمان عبورها إلى الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاع غزة، ويبيِّنُ الأزهر أن دعم الفلسطينيين المدنيين الأبرياء من خلال القنوات الرسميَّة هو واجبٌ دينيٌّ وشرعيٌّ، والتزامٌ أخلاقيٌّ وإنسانيٌّ، وأن التاريخ لن يرحم المتقاعسين المتخاذلين عن هذا الواجب.
الأزهر: دعم الغرب للاحتلال يضح أكاذيب ودعاوى الحرياتوأكد الأزهر أن استهداف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل وقصف المستشفيات والأسواق وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس التي يأوي إليها المدنيونَ، والحصارَ الخانق لقطاع غزة بهذا الشكل اللاإنساني، واستخدامَ الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليًّا وأخلاقيًّا، وقطعَ الكهرباء والمياه، ومنعَ وصول إمداداتِ الطعام والغذاء والمساعدات الإنسانية والإغاثية عن قطاع غزة، وبخاصة المستشفيات والمراكز الصحية -كلُّ ذلك هو إبادةٌ جماعيةٌ، وجرائمُ حربٍ مكتملةُ الأركان، وصمةُ عار يسطِّرُها التاريخ بعبارات الخزي والعار على جبين الصهاينة وداعميهم ومَن يقف خلفَهم.
ولفت إلى أنّ الدعم الغربي اللامحدود واللاإنساني للكيان الصهيوني ومباركةَ جرائمه وما نراه من تغطيات إعلامية غربية متعصبة ومتحيزة ضد فلسطين وأهلها، هي أكاذيبُ تفضحُ دعاوى الحريات التي يدَّعي الغرب أنه يحمل لواءها ويحميها، وتؤكِّد سفسطائيةً في تزييف الحقائق والكيل بمكيالين وتضليل الرأي العام العالمي والتورط في دعم غطرسة القوة على الفلسطينيين المدنيين الأبرياء؛ وتفتح المجال واسعًا لارتكاب أبشع جرائم الإرهاب الصهيوني في فلسطين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة الأزهر الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أقلية متمردة …!
#أقلية_متمردة …!
بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران
تمضي الأيام ثقيلة منذ أكثر من عام ونصف على كل من ينتمي للمعاني الإنسانية، وهو يرى جميع تلك المعاني تحتضر أمام العالم بأسره امام جرح يزداد نزيفاً وتوسعاً يوماً بعد يوم، جرح اهل غزة الصابرة الصامدة، والذين انضم لمعاناتهم كثير من اهل الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، وهم يواجهون صنوف الموت والعذاب والدمار في كل لحظة أمام احتلال يمعن في المضي لأقصى درجات الإجرام دون أي اعتبار أو اعتراف بأي قوانين أو معاهدات أو التزامات إنسانية أو دولية.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الشعب الفلسطيني الدفاع عن وجوده وتمسكه بحقه بالحياة الكريمة في أرضه، أمام آلة القتل الإسرائيلية التي لا تتوقف، أصبح من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز بالفعل هدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الى ما هو أبعد من ذلك بكثير، فمع استمرار حرب الإبادة في غزة للقضاء على أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني هناك، حتى إركاع القطاع الذي بقي غصة في حلق الاحتلال منذ احتلاله في العام 1967، والعمل على تغيير معالم مدن الضفة الغربية لكسر شوكة أي مقاومة فيها والعمل على منع قيام أي تفكير في المقاومة فيها بعد ذلك، أصبح سعي الاحتلال الجاد واضحاً جلياً لمحو أي شيء يظهر الفلسطينيين كشعب صاحب الحق الأصلي في الوجود في بلاده، وبمعنى آخر محو حقيقة وجود الشعب الفلسطيني من الأساس أمام العالم بأسره، وتصوير الشعب الفلسطيني الموجود في غزة والضفة وحتى في الأراضي المحتلة في العام 1948 على أنه ليس أكثر من “أقلية متمردة” ضمن الأقليات الموجودة في دولة الاحتلال يجب قمعها وإخضاعها بين الحين والآخر، ويتضح ذلك من خلال التصريحات الصادرة عن كثير من قيادات الاحتلال المتطرفة، بضرورة السيطرة على كامل غزة والضفة الغربية وضمهما إلى دولة الاحتلال بشكل رسمي وإلغاء أي معاهدات تلزم الاحتلال بالانسحاب منهما، ليكون من الضروري وقتها احتواء الشعب الفلسطيني فيهما وضمهما تحت دولة الاحتلال ولو بالقوة، وترسيخ حقيقة جديدة امام العالم بأنه لا وجود لشعب فلسطيني في أرض فلسطين، وبأن هذه الأرض هي أرض شعب إسرائيل التاريخية وأن هؤلاء ليسوا أكثر من أقلية متمردة لا تقبل بالاعتراف بالحقائق!
مقالات ذات صلةولكن وبالرغم من كل ذلك ومع استمرار حرب الإبادة على شعب فلسطين والمتواصلة حتى لحظة كتابة هذه السطور، والتي يبدو أنها ستبقى مستمرة إلى أن يشاء الله لها أن تتوقف، ستبقى حقيقة راسخة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل أنه مهما أمعن هذا الاحتلال في إجرامه فانه سيبقى أمام شعب لا يعرف الركوع والاستسلام مهما قدم من التضحيات، وسيبقى راسخاً ثابتاً متشبثاً في أرضه أمام كل الأوهام والخيالات في عقول المجرمين من قيادات الاحتلال وأعوانه بإذن الله، ففلسطين كانت ومازالت وستبقى الأرض التي ينبت بين ربوعها الأبطال بعد الأبطال تماماً كما تنبت فيها أشجار الزيتون، والأرض التي ستبقى تتنفس وتنبض بعناوين الصمود والبطولات.
فرج الله كرب أهل غزة والضفة وكل فلسطين، وأقر عيونهم قريباً بأجمل العوض عن صبرهم وصمودهم أمام ما يكابدون من أهوال ربما لا تصمد أمامها أعتى الجبال.