«تحدي باها أبوظبي» ينطلق في «تلال سويحان»
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
بدأت مرحلة الفحص الفني والتقني للمركبات المشاركة في النسخة الأولى من «تحدي باها أبوظبي 2023-2024»، الذي ينظمه مجلس أبوظبي الرياضي، بالتعاون مع منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية «EMSO».
وتقام الجولة الأولى للبطولة التي تتكون من 4 جولات غداً السبت في تلال سويحان، التي تستضيف مجموعة واسعة من الأحداث والرياضات الصحراوية التنافسية على تضاريسها المتميزة، حيث تعد بيئة مثالية لاستضافة التحدي الأول من باها أبوظبي، وتلعب دوراً مهما في تطوير الرياضة في المنطقة، وتعزز من تواجد رياضة السيارات والدراجات النارية في المجتمع.
وتشهد الجولة الأولى مشاركة كبيرة بـ 8 سيارات، و49 دراجة نارية، و10 كواد، و10 باجيز، علماً بأن التحدي جذب اهتمام المتسابقين من عدة دول، خاصة من دول مجلس التعاون الخليجي.
ويركز تحدي باها أبوظبي الجديد على تطوير المواهب، ويوفر منصة لجميع أفراد المجتمع للمشاركة، مع إمكانية الفوز بجوائز تساعدهم في الاستمرار والتطور، كما يلعب التحدي دوراً مهما في صقل مهارات المواهب وإعدادهم للمشاركة في المحافل الدولية.
وقال عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي: «فخورون في مجلس أبوظبي الرياضي بالعمل مع منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، ونتطلع لانطلاقة متميزة لتحدي باها أبوظبي بمشاركة كبيرة من محبي رياضة المحركات».
وأضاف: «يهدف المجلس إلى ترجمة رؤيته وأفكاره إلى واقع ملموس، من خلال الإعلان عن بطولة جديدة، تتيح الفرصة لمحبي وعشاق رياضة المحركات والسرعة، المنافسة ضمن أجواء آمنة، وباتباع أعلى معايير السلامة، متمنياً السلامة والتوفيق للجميع».
ورحب المهندس علي خليفة القمزي مدير عام بلدية مدينة العين رئيس اللجنة التنظيمية لمهرجان تلال سويحان الصحراوي، باستضافة منطقة تلال سويحان للمرحلة الأولى من «تحدي باها أبوظبي»، واختيارها لتكون نقطة بداية لافتتاح التحدي، بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، ومنظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية.
وأشار إلى أن بلدية مدينة العين، وعلى مدى السنوات الست السابقة، عملت على تهيئة المنطقة بالبنى التحتية والمرافق الخدمية العامة والمجتمعية، لتصبح وجهة سياحية إضافية في مدينة العين لاستضافة البطولات والمسابقات في مختلف الفئات الخاصة بالرياضات الرملية، ومن أبرزها تنظيم بطولات مهرجان تلال سويحان منذ عام 2017.
وقال خالد بن سليم، رئيس منظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية: «كان لدينا شرف تنظيم بطولات واستضافة نخبة سائقي الراليات في الإمارات، ومن خلال عملنا مع مجلس أبوظبي الرياضي، نأمل بأن نأخذ خطوة الى الأمام لدعم هذه الرياضة، ورفعها إلى مستويات أعلى».
وأضاف: «نود أيضاً أن نشكر تلال سويحان على دعمها في استضافة الحدث، حيث تسهم مساعدتهم بالتأكيد على تشجيع عشاق الرياضة بمختلف مستوياتهم ومهاراتهم للمشاركة وصقل مواهبهم وتطوير المجتمع الرياضي الإماراتي.
مظلة «أبوظبي 360»
يقام تحدي باها أبوظبي تحت مظلة «أبوظبي 360»، المبادرة التي تشجع المجتمع على جعل الرياضة نمطاً للحياة اليومية، وعلى 4 مراحل، الأولى والثانية قبل نهاية عام 2023، والثالثة والرابعة أوائل عام 2024، قبل الموعد المرتقب لرالي أبوظبي الصحراوي.
ويتم تتويج الفائزين الثلاثة الأوائل في الجولة الأولى بالكؤوس والميداليات في فئتي السيارات والدراجات النارية، بالإضافة إلى الجوائز المالية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات أبوظبي مجلس أبوظبي الرياضي
إقرأ أيضاً:
صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
اكتشفت على أرضها آثار عمرها سبعة آلاف سنة، وملامح مدينة عمرها أربعة آلاف سنة من بداية العهد الكنعاني، تمتد على مساحة ثمانين دونما.
صفورية قرية فلسطينية مُهّجَّرة، تقع شمال غرب مدينة الناصرة، وتتميز بموقعها المتوسط بين مدينتي حيفا والناصرة، وتتوسطُ عديد القرى والمدن ومنها: كفر مندا، رمانة، كفر كنا، المشهد، مدينة الناصرة، الرينة، عيلوط، غزالين، وخربة زرير.
وتشكل المنطقة المحيطة بصفورية مدخلا إلى الجليل الأسفل مما أكسبها لفترة زمنية طويلة أكبر وأهم قرية في منطقة الجليل، ومنحها موقعها هذا ميزة إستراتيجية عبر العصور.
قرية صفورية في أربعينيات القرن الماضي
تقدر مساحتها المبنية بنحو 102 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة نحو 55378 دونم. وبلغ عدد سكان صفورية عام 1945 نحو 4330 جميعهم من العرب المسلمين .
وتميزت صفورية بتربتها الخصبة ومناخها المتوسطي المعتدل صيفا والبارد شتاء، إضافة إلى مساحة أراضيها الواسعة، ما جعل النشاط الاقتصادي متركزا على الزراعة، حيث عمل معظم الأهالي بالزراعة، وفي تربية قطعان الأغنام والماعز. ومن أهم المحاصيل الزراعية في القرية الزيتون، إضافة إلى كروم العنب وأشجار التين والتوت، والمحاصيلِ الموسمية كالقمح والشعير والعدس، وبعض الخضروات الأخرى.
وقد يعود سبب تسميتها إلى الاشتقاق من الكلمة السريانية "صفرة" أي "عصفور"، وربما كانت تلك إشارة إلى التل الذي تحط عليه كالطائر.
ويصعب تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لتأسيس القرية غير أن غالبية الأبنية والموجودات الأثرية تدل على وجود مبان وأدوات تعود إلى العصرين البرونزي والعربي الكنعاني، إضافة إلى الأبنية التي لا تزال أجزاء منها قائمةً حتى اليوم كالقلعة والمسرح الروماني، ونبع مياهه "القسطل"، ولوحات فسيفسائية أبرزها لوحة موناليزا الجليل، إضافة إلى دير القديسة حنة.
فتح المسلمون صفورية في عام 634 للميلاد، في أوائل أيام الفتح الإسلامي. ولم تزل لها مكانة بارزة في التاريخ اللاحق. وأطلق عليها الصليبيون الذين بنوا قلعة فيها "لو سيفوري"، وانتزعها صلاح الدين الأيوبي من أيديهم بعد معركة حطين في عام 1187. وقد أتى إلى ذكر صفورية عدد من الجغرافيين العرب والمسلمين، منهم البلاذري، وياقوت الحموي، وابن العماد الحنبلي .
في سنة 1745 شيد ظاهر العمر الزيداني حاكم فلسطين الشمالية، قلعة ذروة التل، الذي يعلو عن صفورية، وفي سنة 1880 بنيت كنيسة القديسة حنا في القرية على أنقاض كنيسة قديمة تعود إلى أواخر القرن السادس للميلاد، وفي بعض الروايات أن مكان الكنيسة كان منزلا لآل عمران والد السيدة مريم العذراء.
احتلت صفورية في تموز/يوليو عام 1948 تمهيدا للهجوم على مدينة الناصرة في سياق عملية "ديكل". وتشدد الروايات الإسرائيلية المتعلقة باحتلال صفورية على شهرتها بمقاومة القوات الصهيونية.
ويروي أهل القرية بأن ثلاث طائرات إسرائيلية قصفت القرية وألقت براميل مشحونة بالمتفجرات، فهرب أهل القرية إلى أماكن أمنة، وصمد المجاهدون وقاتلوا دفاعا عن بلدهم، ولأن المقاومة كانت شديدة قامت القوات الإسرائيلية بطرد أهل القرية وتسوية مبانيها بالأرض.
وكان احتلال صفورية على يد كتيبة مدرعة من "لواء شيفع" وكتيبتي مشاة من "لواء كرميلي" التي قصفت القرية بالطائرات التي أدت إلى قتل عدد من المواطنين وجرح أعداد أخرى.
لم يبق من القرية اليوم إلا بضعة منازل، أما باقي الموقعِ فتغطيه غابة صنوبر، ولا تزال قلعة ظاهر العمر ماثلة على قمة التل، إضافة إلى كنيسة للروم الأرثوذكس، وعلى الطريق الجنوبية المفضية إلى القرية، ثمة كنيس لليهود كان مقاما للمسلمين فيما مضى، وأنشأَ الصهاينة على أرضها مستعمرتي "تسيبوري" و"هسوليليم" في عام 1949، وفي زمن أحدث أُنشئت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية: "ألون هغليل" عام 1980، "هوشعيا" عام 1981، و"حنتون" عام 1984.
بعد أن هجر أهالي صفورية عن قريتهم، اتجه بعضهم إلى لبنان وسوريا، في حين بقي آخرون داخل فلسطين، حيث يعيش اليوم في فلسطين ما بين 16 إلى 18 ألف نسم أصولهم من صفوريةَ، في حي مجاور لقريتهم في مدينة الناصرة، ويحمل الحي اسم، "الصفافرة"، ويقدر عدد أهالي صفورية في الشات بنحو 40 ألفا.
منظر عام لأراضي القرية وتظهر مدينة الناصرة في الخلف 2003.
لقد كان سر ازدهار صفورية عبر العصور يكمن في وفرة ينابيعها وآبارها إلى جانب الرزاعة والمراعي وتوفر مساحات الصيد، وهذا السر دفن معها بعد احتلالها في نكبة فلسطين وتشريد سكانها وإغراقها بالمستوطنات.
المصادر:
ـ محمد أمين صفوري، "صفورية تاريخ وتراث وحضارة"، ج1، مكتب النورس للنشر، الناصرة، 2000.
ـ مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين"، الجزء السابع، القسم الثاني "في ديار الجليل"، 1991، دار الهدى.
ـ وديع عواودة، "صفورية زاخرة بآثار من كل العصور"، الجزيرة نت، 21/8/2012.
ـ زهير دوله، "صفورية..مدينة الفسيفساء والينابيع"، الإمارات اليوم، 26/8/2016.
ـ الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.