معاريف تتحدث عن أخطر صراع وجودي لإسرائيل منذ إنشائها

ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه من أجل التعامل مع تبعات هجوم، السبت الماضي، الذي نفذته حركة "حماس" الفلسطينية، والتطورات في سلسلة من الجبهات، على إسرائيل أن تركز على أمرين، قوة العقل، وحشد القوى، مشيرة إلى أن ما حصل يوم، السبت، قد يؤدي إلى تغيير جذري في ميزان القوى بالشرق الأوسط.

وقالت معاريف في تحليل أعدته عنات هوشبيرغ ماروم، المختصة في الجغرافيا السياسية والأزمات الدولية أن هجوم  7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أدخل البلاد بأكملها في حالة من الفوضى الهائلة هو "يوم أسود" لإسرائيل، وشبهته بالهجوم الإرهابي على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) وحرب أوكرانيا التي اندلعت في 24 فبراير (شباط)، كما رأت أن ما حدث من شأنه إشعال النار في الشرق الأوسط بأكمله.

 

هكذا عطّلت #حماس نظام المراقبة الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر #غزةhttps://t.co/Y1qAlmfJwB

— 24.ae (@20fourMedia) October 12, 2023  عودة الذكريات الأليمة

ووصفت الهجوم بأنه مأساة تعيد إحياء مشاهد حرب أكتوبر 1973، وأيضاً ما حدث في "الهولوكوست"، مضيفة أنه كان هجوماً مشتركاً وتم التخطيط والتنسيق له بشكل جيد بين قيادات حماس وقيادات حزب الله وغيرها من المنظمات الموالية لإيران.

هزيمة فادحة

وأضافت أن هذا الهجوم الإستراتيجي ألحق هزيمة عسكرية فادحة بإسرائيل، ويهدف إلى إلحاق ضرر جسيم بها، وتثبيت سيادة حماس على قطاع غزة، وتعزيز نفوذ إيران الإقليمي وإعادة تشكيل موقف حماس في المحور الشيعي.

وتابعت: "في المعادلة الجيوسياسية الأمنية، لا شك أن هذا هو الصراع الوجودي الأخطر منذ قيام الدولة، وفي الخلفية تهديدات المرشد الإيراني علي خامنئي، والتي قال فيها إنه سوف يتم محو النظام الصهيوني من قبل الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في جميع أنحاء المنطقة". 

سيناريو مرعب

وقالت إن اختراق السياج الحدودي وتسلل مئات المسلحين من قطاع غزة، باستخدام المركبات والطائرات الشراعية والقوارب المطاطية، بغطاء من إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ليس فيلماً مروعاً، ولكنه أحد أخطر سيناريوهات الرعب وأكثرها فتكاً، وتخشاه إسرائيل منذ سنوات طويلة.

ووفقاً للصحيفة، أدى هذا الهجوم المفاجئ غير المسبوق إلى خسائر بشرية فادحة للغاية، قُتل خلالها الكثير وجرح آخرون، إلى جانب عشرات الجنود والمدنيين الذين تم أسرهم ونقلهم إلى قطاع غزة. 

أزمة وجودية

وتابعت: "من وجهة نظر إستراتيجية شاملة، من الواضح بالفعل أن هذه أزمة أمنية وجودية خطيرة للغاية، وتعكس فشلاً ذريعاً تجاوز كل الخطوط الحمراء السياسية والعسكرية والأخلاقية"، محذرة من خطر فتح جبهة أخرى ضد "حزب الله" في الشمال، إلى جانب هجمات من الضفة الغربية، أو من العرب داخل إسرائيل والقدس الشرقية.

وذكرت الصحيفة أنه بعيداً عن التصدعات في النظام السياسي والعسكري والأمني ​​في إسرائيل والتي كشف عنها هذا الهجوم، فإنه يمثل "إصابة عميقة لمشاعر البقاء التاريخية والروح اليهودية لأجيال".

المصدر: موقع 24