بين الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، في معرض الدفاع عن معجزات الرسل والأنبياء عليهم السلام، شبهتين أثارهما البعض، نوضحهما في التقرير التالي. 

المعجزات خروج عن النظام العام

ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺧﺮﻕ اﻟﻠﻪ ﻟﻌﺎﺩاﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺭﺳﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎﻡ اﻟﻌﺎﻡ اﻟﺬﻱ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺗﻨﺎﻁ ﺑﻪ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ، ليستدل العالم الأزهري في إجابته بما ذكره الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني رحمه الله تعالى حيث يقول: إن اﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎﻡ اﻟﻌﺎﻡ اﻟﺬﻱ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻪ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺗﻨﺎﻁ ﺑﻪ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎﻡ اﻟﻌﺎﻡ اﻟﺬﻱ ﺗﻤﻠﻴﻪ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﻪ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ.

ﻭﺃﻱ ﺣﻜﻤﺔ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪ اﻟﺤﻖ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺤﻖ؟

ﻭﺃﻱ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻫﺘﺪاء اﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﻢ؟ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺠﺰاﺕ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮاﺩ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺭﺳﻠﻪ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﻭاﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﻢ.

بركة ولا فتق.. بقرة البحيرة المعجزة تثير الجدل دعاء المعجزات للرزق وسداد الدين.. بـ 4 كلمات بشرك النبي بالفرج لماذا أوحى الله تعالى لبعض عباده؟ 

كما ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ اﻟﻮﺣﻲ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻷﻭﺣﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮاﺩ اﻟﺒﺸﺮ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺺ ﺑﻪ ﺷﺮﺫﻣﺔ ﻗﻠﻴﻠﻴﻦ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻭاﺳﻄﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ خلقه. 

ليجيب بأﻥ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺒﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﺳﺘﻌﺪاﺩ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻻ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺟﺎءﻫﻢ ﻣﻠﻚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻌﻮﺩ اﻟﻠﺒﺲ ﻭﻳﺒﻘﻰ اﻹﺷﻜﺎﻝ. ﻓﻘﻀﺖ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ﻟﻬﺎ اﺳﺘﻌﺪاﺩ ﺧﺎﺹ ﻳﺆﻫﻠﻬﺎ ﻷﻥ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﺛﻢ ﺗﺆﺩﻳﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺿﻊ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺷﻮاﻫﺪ اﻟﺤﻖ اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺩﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻠﺤﻬﻢ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻤﺌﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺳﻞ ﻹﻧﻘﺎﺫﻫﻢ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ. 

وأكمل: ﺛﻢ ﺇﻥ اﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮاﺩ اﻟﻨﻮﻉ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻭاﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻴﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭاﻻﺑﺘﻼء اﻟﺬﻱ ﺑﻨﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻴﺰ ﺑﻪ اﻟﺨﺒﻴﺚ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﺐ. {ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻭاﻟﻠﻪ ﺫﻭ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ} . 

هذا ﻭﺗﻠﻚ اﻟﺸﺒﻬﺔ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ اﻷﻧﻌﺎﻡ: {ﻭﻗﺎﻟﻮا ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻚ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻘﻀﻲ اﻷﻣﺮ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻭﻟﻮ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﺠﻌﻠﻨﺎﻩ ﺭﺟﻼ ﻭﻟﻠﺒﺴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ}. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معجزات جامعة الأزهر المعجزة

إقرأ أيضاً:

دراسة تكتشف أسرار الأذن البشرية

ألمانيا – تعد حركة الأذن لدى العديد من الحيوانات أمرا بالغ الأهمية، خاصة لمساعدتها على تركيز الانتباه على أصوات معينة وتحديد اتجاهها.

ومع أن الأذن البشرية أكثر ثباتا، إلا أن آثار نظام توجيه الأذن لدى أسلافنا ما زالت موجودة في ما يطلق عليه اسم “أحفورة عصبية” (neural fossil).

وتعد العضلات الأذنية من بقايا التطور البشري. وكانت هذه العضلات تستخدم في الماضي لتوجيه الصوت نحو طبلة الأذن، ما ساعد أسلافنا على تحديد مصادر الأصوات والاستماع بفعالية أكبر. ومع مرور ملايين السنين، توقف البشر عن استخدام هذه العضلات بشكل فعال، فأصبحت مجرد بقايا تطورية. لكن دراسة حديثة كشفت أن هذه العضلات ما زالت تنشط عندما نحاول التركيز على أصوات معينة في بيئات صاخبة.

وقال أندرياس شرور، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة من جامعة سارلاند في ألمانيا: “يعتقد أن أسلافنا فقدوا القدرة على تحريك آذانهم منذ نحو 25 مليون سنة. لماذا بالضبط؟ من الصعب تحديد السبب”. وأضاف: “لكننا تمكنا من إثبات أن الدوائر العصبية ما زالت موجودة بشكل ما، أي أن أدمغتنا احتفظت ببعض الهياكل المسؤولة عن تحريك الأذن، حتى وإن لم تعد مفيدة”.

وفي السابق، وجد الفريق أن حركة عضلات الأذن لدى البشر مرتبطة باتجاه الأصوات التي ينتبهون إليها. والآن، اكتشفوا أن بعض هذه العضلات تنشط عندما يستمع البشر بتركيز إلى صوت ما.

وفي دراسة نشرتها مجلة Frontiers in Neuroscience، أجرى الفريق تجربة على 20 بالغا لا يعانون من مشاكل في السمع، حيث طلب منهم الاستماع إلى كتاب صوتي عبر مكبر صوت بينما كان يتم تشغيل بودكاست من نفس الموقع.

وتم توصيل أقطاب كهربائية بعضلات الأذن لدى المشاركين، ثم تم تشغيل كتاب صوتي وملفات بودكاست مشتتة من مكبرات صوت أمامهم أو خلفهم. وخضع كل مشارك لـ12 تجربة مدتها خمس دقائق، تغطي ثلاث مستويات مختلفة من الصعوبة. وفي المستوى “الأسهل”، كان البودكاست أكثر هدوءا من الكتاب الصوتي، مع اختلاف كبير في نبرة الصوت. أما في المستوى المتوسط والصعب، فقد تم تشغيل اثنين من البودكاست معا بصوت أعلى من الكتاب الصوتي، مع تشابه نبرة أحد البودكاست مع الكتاب الصوتي.

وأوضح شرور: “كنا مهتمين بمعرفة ما إذا كان نظام تحريك الأذن لدى البشر حساسا للاستماع المجهد. تخيل محاولة فهم حديث شخص ما في مطعم شبه فارغ، ثم محاولة فهم شخص في مطعم مزدحم”.

وبعد كل تجربة، طلب من المشاركين تقييم مدى الجهد الذي بذلوه في الاستماع إلى الكتاب الصوتي.

وأظهرت النتائج أن الجهد الذي شعر به المشاركون في الاستماع، بالإضافة إلى عدد المرات التي فقدوا فيها التركيز على الكتاب الصوتي، زاد مع زيادة صعوبة السيناريو.

ووجد الفريق أن نشاط العضلات الأذنية العلوية كان أعلى في الوضع الصعب مقارنة بالوضع السهل والمتوسط، ما يشير إلى أن نشاط هذه العضلات قد يكون مقياسا موضوعيا للجهد المبذول في الاستماع.

ويشار إلى أن الحركات التي تحدثها العضلات الأذنية صغيرة جدا ولا توفر فائدة ملحوظة في تحسين السمع.

ويعتقد أن هذه العضلات تحاول العمل بعد أن أصبحت مجرد بقايا تطورية، لكنها لا تحقق تأثيرا كبيرا.

وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات على عينات أكبر وأكثر تنوعا لتأكيد النتائج.

المصدر: الغارديان

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف متى تتحرك عضلات الأذن في البشر
  • حفل توزيع جوائز غرامي.. ما المنتظر منه؟ ولماذا لم يتم إلغاؤه؟
  • دراسة تكتشف أسرار الأذن البشرية
  • إسلام فتحي: خروج عبد الله السعيد أثر على أداء الزمالك
  • إسلام فتحي: خروج عبد الله السعيد أثر على أداء الزمالك.. وفتوح مشتت ذهنيًا في الملعب
  • عشبة المعجزات منتشرة بقوة دون أن يدرك أحد حجم قيمتها الثمينة جداً
  • بالفيديو.. باحث بمرصد الأزهر: المعجزات ليست خوارق عقلية بل خوارق عادات
  • الفرق بين صيام التطوع والفرض .. ولماذا نصوم رمضان كاملا؟ 18 سببًا لا يعلمها كثير
  • من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟
  • وحش الكون ومنى فاروق.. مشاهير واجهوا نفس الاتهامات| شاهد