وزير الدفاع الأميركي من إسرائيل: هذا وقت الحسم
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، إنه لا مجال للحياد أو لأي أعذار حيال الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، مشيرا إلى أن واشنطن تنسق جهودها لإطلاق سراح المختطفين من قبضة حماس بمن فيهم المواطنون الأميركيون.
وفي كلمة ألقاها بعد لقائه بوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في إسرائيل، شدد أوستن على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها، من خلال تزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وقال :"هذا وقت الحسم لا الثأر".
وفي مستهل مداخلته وهو بجانب نظيره الإسرائيلي قال أوستن "أنا موجود هنا شخصيا لأوكد الدعم الأميركي الراسخ لإسرائيل، ولأعبر عن تعاضدي مع كل العالئات التي لا تزال تعيش الكابوس".
أوستن قال معلقا على هجوم حماس "ليس هناك أي مبرر للعمليات الإرهابية ولا نقبل ما فعلته حماس".
LIVE: @SecDef Lloyd J. Austin III holds a joint press conference with Israeli Defense Minister Yoav Gallant in Tel Aviv, Israel. https://t.co/oqdDtULerE
— Department of Defense ???????? (@DeptofDefense) October 13, 2023والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل في الهجوم الذي شنته حماس السبت في آخر حصيلة نشرها.
وكتب الجيش في تغريدة على موقع "إكس" أنه "قُتل أكثر من 1300 شخص ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200 شخص في إسرائيل، وبلغ عدد المختطفين 120".
وأكد أنه أطلق من قطاع غزة أكثر من 6000 صاروخ، بينما ضربت إسرائيل أكثر من 2687 هدفا في القطاع.
وفي معرض حديثه، اتهم أوستن إيران بدعم المجموعات المسلحة في المنطقة وقال "هي التي تعطي الدعم والأفكار للأعمال الإرهابية".
ثم أردف قائلا: "إيران وحزب الله وحماس هم محور واحد، هو محور الشر".
قبل أن يضيف "حماس تُذكرني بما فعله تنظيم داعش.. هي لا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني ولا تمثل آمالهم بالسلام مع إسرائيل". وتابع "عندما واجهنا داعش كان شرا كبيرا وما نراه من حماس هو شر أكبر بكثير".
والجمعة، اعتبر وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، المتواجد في لبنان، أنّ على الولايات المتحدة الأميركية "لجم" إسرائيل إذا أرادت تجنّب حرب إقليمية، مؤكداً أنّ من أهداف زيارته إلى بيروت التأكيد على "أمن" البلد على وقع الهجوم في غزة.
"ندعم إسرائيل مثلما ندعم أوكرانيا"لتأكيد دعم واشنطن لحليفتها إسرائيل، قال وزير الدفاع الأميركي إن الولايات المتحدة "ستدعم إسرائيل للدفاع عن نفسها مثلما تدعم أوكرانيا" مشيرا إلى أن "البنتاغون على استعداد تام لنشر معدات إضافية.. وسنستمر بضخ المعدات الأمنية لإسرائيل ".
في السياق، أشار أوستن إلى أن "الهجوم على غزة سيكون طويلا وقويا وسيحدث تغييرا دائما" رافضا التفصيل في خطة إسرائيل الهجومية على غزة بالقول "ما سيقوم به الجيش الإسرائيلي بموضوع محور الشر لا يمكنني البوح به" لكنه عاد ليؤكد "إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب".
من جانبه، قال غالانت إن انتشار القوات الأميركية قرب إسرائيل "رسالة للحلفاء والأعداء".
وشدد هو الآخر على وصف حركة حماس بكونها مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقال " حماس المتشابهة مع داعش هي العدو المدعوم من إيران".
وكشف قائلا "حماس مارست عمليات اغتصاب للنساء وقتل للأطفال في هجومها".
ثم تابع متحدثا عن الرد الإسرائيلي على هجمات حماس "الطريق أمامنا طويل لكن إسرائيل ستنتصر في الحرب".
وبخصوص ضلوع إيران في الهجوم الذي نفذته حماس السبت الماضي، قال غالانت "لايهم إذا كانت إيران قد وافقت على الهجوم على غزة أم لا، لأن الفكرة هي فكرة إيرانية".
وفي سياق حديثه عن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المأهول بالمدنيين، قال غالانت "إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب".
وألقى الجيش الاسرائيلي، الجمعة، مناشير باللغة العربية في سماء غزة تطالب السكان بإخلاء منازلهم في المدينة فورا، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.
وجاء في المناشير "بيان عاجل.. إلى سكان مدينة غزة، المنظمات الإرهابية قد بدأت الحرب ضد دولة إسرائيل ومدينة غزة أصبحت ساحة معركة.. عليكم إخلاء بيوتكم فورا والتوجه إلى الجنوب، من أجل أمنكم وسلامتكم".
وأرفق الجيش المنشور برسم لخريطة غزة عليها أسهم تشير إلى منطقة جنوب القطاع.
ويأتي إلقاء المنشورات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أمر سكان مدينة غزة بإخلائها والتوجه جنوبا.
وليل الخميس، أعلنت الأمم المتحدة أنّ أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في القطاع جراء القصف الإسرائيلي، بينما لجأ أكثر من 270 ألف شخص من هؤلاء إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وزیر الدفاع أکثر من
إقرأ أيضاً:
هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟
في ظل المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، يبدو أن إسرائيل غيرت موقفها من شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، بعد دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فثمة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية، حيث تفضل الآن الطريق الدبلوماسي على الخيار العسكري.
هكذا يعتقد المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إيتمار آيخنر، ففي تقرير له يذكّر بأن إسرائيل عارضت لسنوات طويلة أي اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، معتبرة أن طهران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي السلمي.
وقد قدمت إسرائيل أدلة ووثائق، مثل ما أسماه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "الأرشيف النووي"، لتأكيد انتهاكات إيران للاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 تحت إدارة ترامب الأولى.
دبلوماسية بديلا للتهديدويقول آيخنر إن إسرائيل كانت دائما تفضل خيار الضربات العسكرية كوسيلة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، يبدو أن التهديدات المتكررة بشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة قد تراجعت في ظل التطورات الأخيرة، خاصة بعد أن بدأت إدارة ترامب محادثات مع طهران.
إعلانفمع عودة ترامب إلى السلطة، بدأت الولايات المتحدة في إجراء محادثات مع إيران عبر وسيط سويسري، مما أدى إلى تغيير في حسابات إسرائيل.
ووفقا للتقرير، فإن إسرائيل، التي كانت تعارض أي اتفاق مع إيران، أصبحت الآن أكثر انفتاحا على الخيار الدبلوماسي، شريطة أن يمنع الاتفاق إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وقد أعلن ترامب مؤخرا أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يدعوه فيها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد. وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "آمل أن تجري مفاوضات، لأنها ستكون أفضل بكثير لإيران". هذه الخطوة جاءت بعد أن اتصلت إيران بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف إمكانية إجراء محادثات.
كما واصل ترامب تهديداته ضد إيران، حيث قال في تصريحات صحفية "نحن في المراحل النهائية مع إيران، سيكون الأمر مثيرا للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة.. على أي حال، ستكون مشكلة كبيرة. إنه وقت مثير للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك وضع مع إيران أن شيئا ما سيحدث قريبا، قريبا جدا".
خيارات إسرائيلووفقا للمحلل السياسي، فإن إسرائيل تدرس في الوقت الحالي عدة خيارات للتعامل مع الملف النووي الإيراني، بما في ذلك فرض عقوبات أكثر صرامة، والحفاظ على خيار عسكري ذي مصداقية، ودعم المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.
ويضيف "وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تثق تماما في إيران، إلا أنها لا تستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد إذا كان ذلك سيحقق الهدف الأساسي المتمثل في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية".
ويلفت في هذا السياق إلى تصريح مسؤول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست بأن إسرائيل كانت قد صاغت خططا لهجوم مشترك مع الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد هجوم أكتوبر الأخير. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تفضل الآن المسار الدبلوماسي، خاصة في ظل التنسيق الكبير بين واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق بالتعامل مع إيران.
إعلانويقول المحلل السياسي إنه على الرغم من التحول نحو الدبلوماسية، فإن إسرائيل لا تزال تحتفظ بخيار الضربة العسكرية كاحتمال قائم، مشيرا في هذا السياق إلى أن إسرائيل أجرت مؤخرا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، حيث شاركت طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفات أميركية.
ويؤكد أن "هذه المناورات، التي تحدث في ظل إدارة ترامب، تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن الدولتين منسقتان وتريدان تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الطريق الذي سيتم اختياره".
ويسلط آيخنر الضوء على التصريحات الإيرانية المضادة، ومنها تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوكالة الأنباء الفرنسية، حينما قال إن برنامج إيران النووي لا يمكن تدميره بعمل عسكري، مشيرا إلى أن إيران لن تتردد في الرد بشكل حاسم إذا تعرضت منشآتها النووية للهجوم، وأن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيؤدي إلى اندلاع حريق واسع في الشرق الأوسط.
ويلفت إلى رغبة إيران الحقيقية في التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى رفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.
ولكن آيخنر الذي يرى أن "الثقة بين الطرفين لا تزال في أدنى مستوياتها، مما يجعل أي تقدم نحو اتفاق نووي جديد تحديا كبيرا"، يؤكد أن الخيارات مفتوحة، سواء كانت دبلوماسية أو عسكرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ويختم المحلل السياسي تقريره، قائلا "مع استمرار المحادثات والتهديدات يبقى مستقبل العلاقات بين هذه الأطراف غير مؤكد، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الدبلوماسية قد تكون الطريق الأفضل لتحقيق الاستقرار في المنطقة".