كاتب إسرائيلي: فكرة التهجير تزعج القاهرة.. ولا نملك جوابا لما بعد حماس
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل إن تحذيرات رئيس حكومة الاحتلال، لسكان القطاع، بالخروج من مناطقهم، "أزعج" القيادة المصرية، وخاصة جهاز المخابرات.
وأشار إلى أن المخابرات المصرية، أرسلت رسالة حاسمة، عبر قناة تلفزيونية تملكها، منسوبة إلى جهات رفيعة المستوى، تحذر فيها من دفع الفلسطينيين، نحو الحدود المصرية، باعتباره يهدد السيادة المصرية، وأن الاحتلال هو المسؤول عن الممرات الآمنة.
ولفت إلى أن وسائل الإعلام المصرية، نشطت في التحذير من نية الاحتلال، تفريغ قطاع غزة من السكان، ونقلهم إلى سيناء، وتحويل مسؤوليتهم إلى مصر، وهو ما يخيف ويغضب مصر من هكذا طرح، بالضبط كما يحصل مع الأردن حين تطرح فكرة الوطن البديل.
وأضاف "في القاهرة لم يهدأوا، حتى بعد أن أوضحت اسرائيل بأنها لن تسمح بانتقال المدنيين من غزة الى مصر، عبر معبر رفح. وقد ارفقت اسرائيل بهذا التوضيح ايضا جولتين من القصف قرب معبر رفح".
وتابع: "حسب التقارير من مصر فانه في عمليات القصف هذه اصيب على الاقل عاملين مصريين. القصف ايضا أحدث حفرة عميقة على الشارع المؤدي الى المعبر وبذلك اغلق الشارع".
وزعم أن محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، نشر في هذا الاسبوع بأنه أمر أجهزة الادارة في شمال سيناء بالاستعداد لاستيعاب آلاف اللاجئين من غزة، وأمر باعداد مبان عامة للسكن، ووضع المستشفيات والعيادات في حالة تأهب عال، سيارات الاسعاف تم وضعها حول رفح المصرية، وتم الغاء إجازات الموظفين العامين. لذلك، يبدو أنه رغم تحذير القاهرة لاسرائيل إلا أنهم في مصر يدركون بأنهم لن يتمكنوا من وقف آلاف الاشخاص الذين يريدون ايجاد في مصر ملجأ لهم من عمليات القصف الكثيفة التي تقوم بها اسرائيل في القطاع".
ورأى أن "مسألة المعبر الآمن تجبر إسرائيل على أن تجد في الوقت القريب حل لنقص الادوية والغذاء والسلع الإساسية الاخرى، التي اصبحت ملحة، بالاساس التنسيق مع مصر من إجل ايجاد طريقة لعلاج الحالات الانسانية وعلاج المصابين والمرضى والذين كانوا يعتمدون على الرعاية الطبية المستمرة حتى قبل الحرب. ويحتمل أن يقتضي هذا التنسيق ادخال هيئات اجنبية مثل الصليب الاحمر ومنظمات الاغاثة الاخرى الى القطاع، مع تخوف اسرائيل من أن يحاول الارهابيون وكبار قادة حماس استغلال المعبر الانساني من اجل الخروج الى مصر".
وقال الكاتب "في هذه المرحلة وفي المراحل القادمة التي سيحتاجون فيها إلى وساطة من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المخطوفين الاسرائيليين، رغم النفي إلا أنه بدأت اتصالات أولية تشارك فيها مصر وقطر وتركيا، ويبدو أيضا ألمانيا، وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن الهدف الأول هو إعداد قائمة منظمة لأسماء المخطوفين ووضعهم ومحاولة إعادة على مراحل للنساء والأطفال والمصابين والمرضى، ولكن حتى الآن لا توجد على الطاولة أي ورقة عمل يمكن البدء منها بنقاشات، ضمن أمور أخرى، بسبب أنه لا توجد إمكانية للحصول على معلومات موثوقة ومؤكدة من حماس" بحسب المصدر الأوروبي.
وقال الكاتب، هناك تخوف في مصر من هذا الاضرار باقتصادها وباحتياجات مواطنيها يتراكم ويصبح تخوفا من هبة شعبية، التي يمكن أن تأتي ازاء التقارير عن الوضع الصعب في القطاع. وهذا دفع مصر للتوجه إلى الإدارة الأمريكية من أجل الضغط على الاحتلال كي تسمح بتقديم مساعدات انسانية ونقل الوقود الى القطاع.
ولفت إلى أنه يبدو أن هذا الضغط سيحظى بأذن صاغية في واشنطن التي تعرف جيدا حيوية المعابر الانسانية، فقد عملت مثل هذه المعابر في سوريا وفي اوكرانيا حتى تحت ظل القتال الشديد.
وقال الكاتب إنهم "حتى الآن لم يرتبوا خطة، رسمية واضحة، لمن سيحكم قطاع غزة، والمتحدثون يحذرون التحدث عن تدمير حكم حماس كهدف، لأنهم لا يملكون إجابة على سؤال من الذي سيحل مكانها، وفي نفس الوقت إسرائيل تؤكد أنها لا تريد احتلال القطاع". وفق زعمه.
وقال نظريا يمكن أن نسلي أنفسنا بفكرة، أن إسرائيل ستزيح قيادة حماس أو أبعاده، إلى دولة أخرى، مثل منظمة التحرير، إبان حرب لبنان، ونقل غزة إلى سيطرة السلطة، لكن هذه النظرة لها رأس وليس لها أرض، والاشمئزاز من سلطة محمود عباس في الضفة وغزة، عميق جدا، ولو وافق على حكم غزة تحت حراب إسرائيل، فمشكوك بقدرته على توفير ما تريده.
ولفت إلى أن إسرائيل يمكن أن تلجأ إلى محمد دحلان، المقرب من محمد بن زايد رئيس الإمارات، والمقرب كذلك من الموساد، والذي يبرع في الرقص بين الأعراس، بما في ذلك عرس حماس، وليس من المصادفة أنه أجرى مقابلة قبل يومين، مع قناة الغد المقربة منه، وقال إنه لا يطمح ليحل مكان عباس، لكن رفضه لم يكن مطلقا" وفقا للكاتب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال المصرية غزة مصر غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
محادثات القاهرة تتعثر.. ولا ضوء في نهاية النفق.. الاحتلال يصعد في غزة ويطارد حماس عبر «مناطق عازلة»
البلاد – رام الله
في كل مرة تتعثر فيها مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”، يدفع أهل غزة الثمن، قصفًا وتجويعًا وحصارًا. والآن، بعد فشل جولة التفاوض الأخيرة في القاهرة، يتجه الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع عملياته العسكرية وإقامة منطقة عازلة قرب الحدود المصرية، يحشد فيها السكان لفصلهم عن مقاتلي “حماس”، التي بدورها تكاد لا تجد مخرجًا من تداعيات مغامرة السابع من أكتوبر 2023، بعدما رهنت القطاع لمعادلات عسكرية وسياسية خاطئة.
نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، عن وزير البناء والإسكان زئيف إلكين، أن “إسرائيل مستعدة لوقف القتال فورًا شريطة إعادة المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس”، مشددًا على أن وقف إطلاق النار مرهون كذلك بـ”تنحي حماس عن الحكم ونزع سلاحها بالكامل”، مؤكدًا أن الحركة غير مستعدة حاليًا لنزع سلاحها، مما يجعل الاتفاق بعيد المنال.
هذا التصعيد الكلامي رافقته مؤشرات ميدانية واضحة، إذ غادر وفد قيادة “حماس” مساء السبت القاهرة بعد “ساعات” قليلة من وصوله، إثر محادثات وصفت بالمكررة مع المسؤولين المصريين، فيما اكتفت الحركة ببيان عام قالت فيه إنها “استعرضت رؤيتها لصفقة شاملة”، دون أي إعلان عن تقدم ملموس. واكتفى البيان بالحديث عن “بذل المزيد من الجهود واستمرار التواصل”، ما عكس بوضوح مأزق حماس السياسي وعجزها عن انتزاع مخرج للقطاع المنهك.
بالتوازي مع هذا الانسداد السياسي، شرعت إسرائيل في تنفيذ خطوات عملية على الأرض، تمثلت في البدء بإنشاء منطقة وصفتها بـ “إنسانية آمنة” جنوب قطاع غزة بين محوري “موراج وفيلادلفيا” على الحدود المصرية، حسبما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية. وأوضحت أن هذه المنطقة ستخصص لاستيعاب المدنيين الفلسطينيين من أنحاء القطاع كافة، بما في ذلك أولئك الذين سيتم ترحيلهم من المنطقة الإنسانية في المواصي، بعد إخضاعهم للفحص الأمني.
الخطة تقضي بإنشاء مدينة خيام كبيرة، تُدار عبر شركات مدنية، يُرجح أن تكون أمريكية، لتوزيع المساعدات الإنسانية بعيدًا عن أيدي حماس. إذ يتهم الاحتلال الحركة باستغلال المعونات لتعزيز سلطتها داخل القطاع، سواء عبر توزيعها على أنصارها أو المتاجرة بها لتحقيق مكاسب مالية. وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع أن الجيش سيرفع منسوب عملياته خلال أسبوعين إذا استمر الجمود السياسي، ملوحًا بتوسيع نطاق القتال وتعبئة واسعة لقوات الاحتياط.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، مساء السبت، أنه خلال الـ48 ساعة المنصرمة قتل 400 مقاوم وقصف 120 هدفًا إضافيًا، بينها مستودع أسلحة في حي درج التفاح. وأشار البيان إلى أن الجيش قصف منذ بداية عمليته نحو 1800 هدف في غزة، مؤكدا الاستعداد لمناورات أوسع وتوسيع الانتشار البري وتكثيف الغارات الجوية، وسط توقعات بصدور قرار وشيك بتعبئة إضافية لقوات الاحتياط.
واقع الحال أن المدنيين الفلسطينيين، الذين أنهكتهم الحرب والإبادة والحصار، يدفعون وحدهم ثمن هذا الصراع، بين قبضة الاحتلال الحديدية من جهة، ورهانات “حماس” الخاسرة من جهة أخرى. فمغامرة السابع من أكتوبر، التي أطلقتها الحركة دون حساب دقيق للأهداف أو التداعيات أو لتأمين المدنيين، حولت القطاع إلى ساحة مفتوحة للدمار والمعاناة.
ومع كل فشل في المفاوضات، تزداد غزة اختناقًا. ويبدو أن الأسابيع المقبلة مرشحة لمزيد من القتل والدمار، ما لم تحدث معجزة دبلوماسية توقف نزيف الدم، وتنقذ سكان القطاع من جحيم متفاقم بلا أفق قريب للحل.