أظهر الذهب تماسك في تداولاته اليوم الجمعة ليقترب من تسجيل أفضل أسبوع تداول له منذ سبعة أشهر، حيث تستمر التوترات في منطقة الشرق الأوسط من زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن بالإضافة إلى إعادة تقييم الأسواق لبيانات التضخم التي صدرت يوم أمس عن الولايات المتحدة الأمريكية.

وتتداول أسعار الذهب الفوري على ارتفاع منذ بداية تداولات اليوم ليسجل ارتفاع بنسبة 0.

8% ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1883 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد تسجيل انخفاض خلال جلسة الأمس بنسبة 0.3% وعلى المستوى الأسبوعي يقبل الذهب على تسجيل ارتفاع بنسبة 2.8% وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ منتصف شهر مارس الماضي.

ويأتي هذا الأداء الإيجابي في سعر الذهب اليوم بعد أن عكس كل من الدولار وعوائد السندات الأمريكية حركتها نحو الأسفل خلال جلسة اليوم بعد أداء إيجابي كبير أمس.

وسيطرت بيانات التضخم الأمريكية على أداء الأسواق خلال جلسة أمس الخميس، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر سبتمبر بنسبة 0.4% بأعلى من التوقعات بنسبة 0.3% وكانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 0.6%، بينما استقر التضخم على المستوى السنوي عند المستوى 3.7% دون تغير عن القراءة السابقة ولكنه أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع إلى المستوى 3.6%.


وعملت بيانات التضخم على دفع الدولار إلى الارتفاع بشكل قياسي مقابل سلة من 6 عملات رئيسية وفقاً لمؤشر الدولار، ليسجل ارتفاع أمس بنسبة 0.9% ويسجل أعلى مستوى منذ 4 جلسات، يأتي هذا بعد سلسلة من الهبوط المتتالي في مؤشر الدولار استمرت 6 جلسات متتالية.

واليوم عاد مؤشر الدولار إلى التراجع بنسبة 0.2% بعد أن أعادت الأسواق تقييم بيانات التضخم الأمريكية والتي شهدت تراجع بالنسبة للمؤشر الأساسي الذي يستثني أسعار السلع المتغيرة ليسجل على المستوى السنوي ارتفاع بنسبة 4.1% أقل من القراءة السابقة عند 4.3%.

بيانات التضخم أمس لم تغير كثيراً من وجهة نظر الأسواق تجاه سياسة البنك الفيدرالي، فالتضخم لم يشهد ارتفاع كبير قد يدفع البنك إلى اتخاذ المزيد من قرارات رفع الفائدة، يأتي هذا بالتزامن مع محضر اجتماع الفيدرالي الذي صدر يوم الأربعاء وأظهر بداية لتركيز الفيدرالي مع تراجع معدلات النمو.

وأشار تحليل جولد بيليون إلي أن لذهب استطاع الارتفاع يوم أمس قبل صدور بيانات التضخم إلى أعلى مستوياته في أسبوعين عند المستوى 1885 دولار للأونصة، وذلك بدعم من تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل استمرار العمليات العسكرية بين حركة حماس وإسرائيل.

أعضاء الفيدرالي قدموا دعم للذهب، حيث صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إنه من الممكن أن الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل يعني أن البنك الفيدرالي الأمريكي لن يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، في حين لا يرى رئيس البنك الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك حاجة لأي زيادات أخرى في أسعار الفائدة.

وساهمت هذه التصريحات في دفع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى التراجع هذا الأسبوع لأدنى مستوياتها في أسبوعين عند 4.532% وذلك على الرغم من ارتفاع العوائد يوم أمس بنسبة 3% متأثرة ببيانات التضخم قبل أن تعود إلى التراجع اليوم في طريقها إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 3.4%.

واجه الذهب صعوبات حيث أجبرت ضغوط التضخم المرتفعة بنك الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات قياسية لفترة أطول وتسبب هذا في تراجع الطلب الاستثماري على الذهب إلا أنه أظهر مرونة في تحركاته منعته من الهبوط الحاد.

سعر الذهب عيار 21 الآن في مصر.. تعرف عليه تفاصيل سعر الذهب والدولار اليوم| شاهد أسعار الذهب في مصر 

وتشهد أسعار الذهب في مصر تذبذب خلال تداولات اليوم الجمعة وذلك بعد تحركات قوية في سوق الذهب أمس، حيث يعتبر الارتفاع الكبير والهبوط الكبير الذي حدث في أسواق الذهب أمس غير مبرر ولا يعكس حالة الطلب الفعلي من قبل الأسواق.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 2330 جنيه للجرام قبل أن يرتفع ويسجل أعلى سعر عند 2340 جنيه للجرام قبل أن يعود ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2320 جنيه للجرام.
جلسة الأمس شهد انخفاض سعر الذهب عند الإغلاق بمقدار 40 جنيه للجرام، فقد أغلق الذهب عند المستوى 2310 جنيه للجرام بعد أن افتتح تداولات الأمس عند المستوى 2350 جنيه للجرام، وخلال الجلسة ارتفع الذهب وسجل أعلى مستوى عند 2410 قبل أن يهبط بمقدار 100 جنيه دفعة واحدة حتى الوصول لسعر الإغلاق.
حركة الذهب يوم أمس كانت قوية بشكل كبير مقارنة مع تحركات السوق العالمي، فقد ارتفع السوق بمقدار 60 جنيه للجرام خلال النصف الأول من جلسة الأمس ثم انخفض بمقدار 100 جنيه للجرام خلال النصف الثاني وحتى الإغلاق.
يرى البعض أن هذه التحركات القوية في سوق الذهب والتي لا تعكس حركة السوق العالمي تأتي نتيجة مضاربات في سوق الذهب ولا تعكس وضع الطلب الحقيقي على الذهب، وهو ما أكده الهبوط الحاد في فترة زمنية قصيرة ليدل هذا على كون ارتفاع السعر في البداية كان غير مبرر.


وترى جولد بيليون أن حركة ارتفاع سعر الذهب في البداية كانت مبررة بشكل كبير بدعم من المخاوف من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وانخفاض تصنيف مصر الائتماني وقرار المركزي المصري بوقف استخدام بطاقات الخصم المباشر في المعاملات الدولية.
كل هذه العوامل زادت من المخاوف بشأن الوضع العام للاقتصاد المصري وقدرة مصر على النجاة من هذه الأزمة الأمر الذي زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.


ولكن تسبب هذا في زيادة الطلب من قبل المستهلكين خوفا من تفويت فرصة الشراء قبل ارتفاع سعر الذهب، وقد تسبب هذا في ارتفاع أسعار الذهب بشكل مبالغ فيه بسبب المضاربات ليصل السعر إلى فوق المستوى 2400 جنيه للجرام، ولكن امتناع العديد عن التنفيذ دفع السعر في النهاية إلى الانهيار بواقع 100 جنيه في زمن قصير.


وفي سياق منفصل توقع بنك ستاندرد تشارترد العالمي أن مصر ستبقي على أسعار الفائدة وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار عند مستوياتها الحالية حتى نهاية العام، وذلك في ظل تحول متوقع للسياسات الاقتصادية في مصر.
 

وصرح صندوق النقد الدولي أنه يجري تعاون وثيق مع الحكومة المصرية لتحديد موعد مناسب لمراجعة الصندوق لبرنامج إقراض مصر 3 مليار دولار، ليشير الصندوق إلى التقدم الذي تم تحقيقه في الإصلاحات المالية.
 

وتوقع صندوق النقد الدولي أن يستمر التضخم في الارتفاع خلال العام الحالي ليسجل 23.5% وأن يسجل العام القادم 32.2%، ليكرر الصندوق حاجة مصر الماسة إلى سعر صرف مرن لحماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية.


بيانات صندوق النقد الدولي أظهرت أيضاً أن مصر عليها تسديد 1.45 مليار دولار ديون للصندوق خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، يأتي هذا بعد أن سددت مصر للصندوق 1.456 مليار دولار منذ بداية العام، ويتعين عليها تسديد 6.4 مليار دولار خلال عام 2024. 
 

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية


يعيد الذهب مع آخر جلسات تداول الأسبوع إعادة اختبار منطقة المقاومة 1880 – 1885 دولار للأونصة وذلك بعد تراجع السعر يوم أمس بشكل ساعد على تعديل مؤشرات الزخم الفنية من قراءتها لتعطي الآن فرصة جديدة للارتفاع.


منطقة المقاومة السابق ذكرها تعد هي سقف منطقة التصحيح الإيجابي للذهب، واختراقها بشكل ناجح والاستقرار فوقها يصل الذهب إلى المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة، ولكن قد يواجه الذهب صعوبة في تحقيق هذا السيناريو لأنه يحتاج لحافز من البيانات الاقتصادية.


فشل اختراق منطقة المقاومة يعيد الذهب إلى التراجع من جديد مستهدفاً منطقة الدعم الثانوية 1860 - 1850 دولار للأونصة ومن بعدها منطقة 1820 – 1815 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي فقد شهد تحركات حادة بين صعود وهبوط قبل أن يعود إلى التذبذب اليوم فوق منطقة المستوى 2300 جنيه للجرام عيار 21 والتي قد تمنع السعر من الهبوط وتوفر دعم على المستوى اللحظي.
الفترة القادمة ستحدد إذا كان السعر سيبني قاعدة عند مستويات الـ 2300 جنيه للجرام ليعود إلى الارتفاع من هذه المناطق، أم سيحاول كسر هذه المنطقة والعودة إلى المستوى 2250 جنيه للجرام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذهب التضخم سعر الذهب الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة

إقرأ أيضاً:

جولد بيليون: أونصة الذهب تخسر 1.1% مع إعفاء واردات أمريكية من الرسوم

عاد الذهب العالمي إلى مسار الهبوط من جديد، مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة وزيادة شهية المخاطرة لدى المستثمرين، في ظل انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتترقب الأسواق خلال الأسبوع الجاري صدور عدد من البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة، التي قد تحدد ملامح السياسة النقدية المقبلة للبنك الاحتياطي الفيدرالي.

المالية: القطاع الخاص يستحوذ على نحو ٦٠٪ من إجمالي الاستثمارات خلال ٦ أشهر بمعدل نمو ٨٠٪وزير الاستثمار: إنشاء جامعات متخصصة للنسيج ضرورة لبناء كوادر مؤهلة وتحقيق نمو مستدام

وشهد سعر أونصة الذهب انخفاضًا بنسبة 1.1% خلال تداولات اليوم، مسجلًا أدنى مستوى له عند 3268 دولارا للأونصة، بعدما افتتح التداولات عند 3326 دولارا، ويتداول حاليًا بالقرب من 3282 دولارا للأونصة، و يأتي هذا التراجع بعد أن سجل الذهب الأسبوع الماضي أعلى مستوى تاريخي عند 3500 دولار للأونصة، قبل أن يدخل في موجة تصحيحية دفعته إلى أدنى مستوياته خلال الأسبوع الماضي عند 3260 دولارا، وفق تحليل جولد بيليون.

التطورات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لعبت دورًا أساسيًا في حركة أسعار الذهب الأخيرة. فقد أعلنت الصين الأسبوع الماضي عن إعفاء بعض الواردات الأمريكية من رسومها الجمركية الانتقامية، بعد أن أبدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعدادها لتخفيف التوترات. وأشار ترامب إلى أن المحادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ تسير بشكل إيجابي، وفق تحليل جولد بيليون.

إلا أن هذه الأجواء التفاؤلية سرعان ما تراجعت، بعد أن نفى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وجود محادثات جارية مع الصين، مؤكدًا عدم علمه بأي اتصال حديث بين الرئيسين. كما نفت الصين بدورها وجود أي مفاوضات حالية، مما أعاد حالة الحذر إلى الأسواق، رغم الانخفاض المؤقت في حدة المخاوف التجارية.

الدولار يتعافى وترقب بيانات أمريكية مؤثرة

على الجانب الآخر، استعاد الدولار الأمريكي بعضًا من عافيته، مستفيدًا من تراجع الضغوط المرتبطة بمخاوف الركود الاقتصادي الناتج عن الحرب التجارية.

وينتظر المستثمرون هذا الأسبوع حزمة بيانات اقتصادية مؤثرة، أبرزها تقرير الوظائف الحكومي لشهر أبريل، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من 2025، بالإضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي. هذه البيانات ستكون حاسمة في تشكيل توقعات الأسواق لسياسة الفائدة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.

 انخفاض استهلاك الذهب في الصين

وفي مؤشر إضافي على تراجع الطلب، أظهرت بيانات جمعية الذهب الصينية انخفاض استهلاك الذهب في الصين بنسبة 5.96% خلال الربع الأول من عام 2025، ليبلغ نحو 290.492 طنًا. ويعزى هذا الانخفاض إلى ارتفاع أسعار الذهب، مما حد من الإقبال على شراء المجوهرات الذهبية.

محليًا، استمر تراجع أسعار الذهب في مصر بالتوازي مع الانخفاض العالمي، وافتتح الذهب عيار 21، الأكثر شيوعًا في السوق المصرية، تداولات اليوم الاثنين عند مستوى 4755 جنيها للجرام، لينخفض خلال التداولات إلى 4745 جنيها للجرام، بعد أن استقر خلال جلسة الأمس عند 4773 جنيها للجرام.

ويأتي هذا الهبوط بعد سبعة أسابيع من الارتفاعات المتتالية التي أوصلت الذهب المحلي إلى مستويات تاريخية قرب 5000 جنيه للجرام. ومع بداية هذا الأسبوع، دخل السعر في مسار تصحيحي متماسك، متأثرًا أساسًا بتراجع سعر الأونصة عالميًا، وسط استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.

على صعيد آخر، أظهرت بيانات رسمية أن عجز الميزان التجاري للسلع في مصر تقلص بنسبة 27.7% خلال الربع الأول من العام الجاري، ليسجل 6.3 مليار دولار. وجاء هذا التحسن مدعومًا بارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 27% لتبلغ 12.67 مليار دولار، مقارنة بنحو 9.97 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2024، ضمن جهود حكومية لتعزيز الصادرات وزيادة مصادر النقد الأجنبي.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يتداول الذهب العالمي حاليًا بالقرب من مستوى 3260 دولار للأونصة، بعد كسر خط الاتجاه الصاعد قصير الأجل، مما يفتح الباب أمام احتمالية مزيد من التراجع نحو مستوى 3230 دولار للأونصة في حال كسر القاع الأخير.

محليًا، من المتوقع استمرار الضغوط الهبوطية على الذهب عيار 21، مع احتمالات بتسجيل مستوى 4700 جنيه للجرام، خاصة في حال استمرار انخفاض السعر العالمي واستقرار الدولار مقابل الجنيه دون تغيرات جوهرية.

طباعة شارك الذهب المستثمرين الولايات المتحدة التوترات التجارية

مقالات مشابهة

  • برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 1 مايو 2025.. مناسبة عاطفية
  • أسعار الحديد اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 في الأسواق العالمية والمحلية
  • عاجل- انخفاض تاريخي في سعر الذهب الآن.. وعيار 21 يسجل 4750 جنيه
  • توقعات بانخفاض معدلات التضخم.. تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء باللجنة العليا لضبط الأسواق وأسعار السلع
  • تطور جديد.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 30-4-2025
  • أسعار الذهب في السعودية اليوم.. الثلاثاء 29 أبريل 2025
  • أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025
  • «الأرصاد» يحذر من ارتفاع في درجات الحرارة الفترة المقبلة
  • 250 جنيهًا نزول.. سعر الذهب يتراجع بقوة وعيار 21 مفاجأة
  • جولد بيليون: أونصة الذهب تخسر 1.1% مع إعفاء واردات أمريكية من الرسوم